والله ياعزيزتي أنا عشت مع حماتي رحمها الله مو في نفس البيت بس بنفس العمارة .. يعني عاشرتها 6 سنوات إلى أن توفاها الله في مرض عضال ..هي إنسانة نبيلة وأخلاقها عالية قلّ من هنّ من أمثالها وأنا استحضرت في ذهني كل ماكانت جدتي تنتقد به زوجات أبنائها وحاولت تجنبها في معاملتي معها لذلك أثمر ذلك على 6 سنوات من العشرة الطيبة والأيام الحلوة كانت لي مثل أمي وأكثر وكنت لها كواحدة من بناتها ويكفيني أنها تركت لي قبل وفاتها بأسبوع رسالة رغم اشتداد المرض عليها تشكرني فيها على مساعدتي لها وأمطرتني فيها من الدعوات الكثير والله إني متوفقة بحياتي بفضل من الله ثم بفضل هذه الدعوات..سأختصر لك بعض النقاط التي تعنيك على تجاوز الشهور الستة بهدوء وراحة بال .. ولي عودة إن تذكرت شيئا.. ابدأي من الآن تقبّل الفكرة بصدر رحب وتكلمي مع نفسك بأسلوب الإيحاء أنك مبسوطة بزيارتها وأنك ستكسبين ثوابا كبيرا بحسن استضافتها.. العقل الباطن له دور كبيييييير في تقبّلنا للأمور ,,لذلك تحدثي بإيجابية حتى بينك وبين نفسك ..قولي في نفسك سيسعد زوجي بزيارة أمه سيكسب رضاها.. سنتونس بوجودها بيننا بما أننا في غربة..سيفرح الأولاد بجدتهم.. وجودها بيننا بركة فكبار سن بركة في البيوت.. فرصة لتتقرب منها أكثر.. إياكي أن يشعر زوجك باضطرابك من زيارتها العكس تماما أشعريه أنك مرتاحة للفكرة ومتقبلة لها بصدر رحب وأنك واثقة من نفسك فليس هناك ماتخشيه من قضائها 6 شهور معكم.. هيئي بيتك لاستقبالها من حيث التنظيف كاملا كي لاتنشغلي عنها سوى بالأعمال الروتينية اليومية.. وطبعا هيئي له غرفة أنيقة مرتبة .. حتى هيئي أولادك تهيئة مسبقة عن وجودها بينكم واشرحي لهم أن بعض التغيير قد يطرأ على حياتكم ولكن لابأس لأن وجود الجدة شيئ جميل وأعطيهم بعض الضوابط التي ترينها واجبة في حضورها أي لاداعي لأن تتركيهم دائما على سجيتهم لابأس من بعض الحدود لهم مثل أوقات النوم وأوقات اللعب .. ابدأي نهارك معها بقراءة أورادك اليومية وأهم نقطة أن تستيقظي صباحا لأن كبار السن وخااااااصة الحموات ينتقدن زوجات الأبناء لاسرافهن في النوم حتى الظهيرة-طبعا قد تكوني أصلا ممن يستيقظن صباحا- دعيها تراكي مستيقظة بنشاط مع زوجك لتصنعي قهوته وفطوره قبل ذهابه لعمله ودعيها تسمعك وأنت تودعيه للباب وتدعي له وتستودعيه رب العالمين وكذلك افعلي حين عودته بحسن استقابله..صدقيني الأم تفرح حين ترى أن كنتها تقدر ابنها وتهتم به وتحترمه.. ابذلي جهدك أن تمسكي أعصابك وتضبطي انفعالاتك في حضرتها إن حصل خلاف بينك وبين زوجك حتى لو كان مخطئا لأن قلب الأم استحالة أن ترى الغلط من ابنها ..خففي من الجدل والنقاشات بينك وبينه في أثناء زيارتها وأشعريها أن كلمته مسموعة وأن له مهابة في بيته وحتى على أولاده..استشريها ببعض الأمور كبار السن يحبون أن تطلبي منهم المشورة والنصيحة ...مثلا اسأليها ماذا تحبين أن نتغدى اليوم؟؟ إن اقترحت أكلة معينة اسأليها وكيف تطبخيها لأن زوجي دائما وكلما طبختها يقول لي لذيذة ولكن ليست كما تعدها أمي .. وحاولي أن تطبقي طريقتها في الطبخ لابأس في ذلك ..ضعي لها كرسيا معك في المطبخ واسمعي توجيهاتها بكل صبر حتى وإن شعرتي أنها تدقق على التفاصيل لاتنزعجي اسمعي وابتسمي بلطف ..وعبري لها بين وقت وآخر عن إعجابك بطريقتها وتأيدك لكلامها.. طبعا من الطبيعي أن تخرجوا معها كي ترى البلد الذي تعيشون فيه ..اسألوها قبل أن تخرجوا مارأيك هل تفضلين أن نذهب لهذا المكان أم لهذا؟؟ طبعا المكانين بنهاية الأمر هو خيار جيد لكم ولكن لتشعر أن لها الأفضلية في الاختيار.. لابأس أيضا إن تركتيها تجلس مع ولدها في المقعد المجاور له في السيارة كي يتسنى له الحديث معها ولفت نظرها لبعض الاماكن التي ستمرون عليها وأنتم ذاهبون لمشواركم... طبعا اذكرك كبار السن وخاااااااصة الحموات لايحبون الاسراف في الاسواق لذلك انتبهي لهذه النقطة أيضا ,,الافضل أن لاتشتري إلا ماهو جدا جدا ضروري وتكلمي معها عن الاقتصاد وعن ممارساتك في سبيل التوفير .. طبعا بضع كلمات بسيطة تطمئنيها أن نقود ابنها في أيدي أمينة وأنك زوجة إدارية..وطبعا لن اذكرك <<تهادوا تحابوا >>قدمي لها هدايا بين وقت وآخر .. خاصة إن لاحظتي أن هناك شيئ ما يعجبها إن كنتما في السوق معا اطلبي من زوجك أن يشتريه لها ويقول لها أنك أنت من لفتي نظره لهذا الهدية.. لاتنسي أن تكوني متأنقة في بيتك أمامها وأعتقد أنك كذلك ولابأس أن تراكي ببعض قمصان النوم ولكن المحتشمة نوعا ما فلأمّ صدقيني تسعد بأن زوجة ابنها تحسن ممارسة أنوثتها وتهتم بهذه النقطة في حياتها.. تجنبي قدر المستطاع الصراخ على أطفالك هذا أمر يزعج الجدات فقلوبهم رقيقة .. حاولي مكافئتهم إن أحسنوا التصرف وتأديبهم بينك وبينهم وليس أمامها.. وعلى فكرة الحموات يعتقدون أنك إن صرختي على أطفالك فهذا يعني أنك منزعجة من وجودهم في بيتك ولكن لاتملكين إلا تفجير استيائك بأطفالك.. لذلك كوني حذرة وواعية.. اتركي لها مساحة مع ابنها أي اطلبي منه أن يأخذها أحيانا خارج البيت لوحدهما كي يتحدثا ويقضيا بعض الوقت بمفردهما.. وحتى في البيت ممكن أن تقومي ببعض الاعمال وتتركيه معها .. إن شعرتي أنها من النوع الذي يغار قليلا على ابنها منك لاتلتصقي به أمامها واتركي لها المقعد المجاور له لتجلس قربه.. رددي دوما والله نورتي ياحماتي العزيزة .. الله لايحرمنا من جودك بيننا ,,والله وجود بركة لبيتنا .. شجعي أطفالك على تقبيل يدها يوميا سواء صباحا أو مساء قبل موعد نومهم..أما زوجك فمن البديهي أن يقبّل يد والدته في أي وقت خاصة قبل ذهابه لعمله طالبا رضاها وإن كان غافلا عن هذه النقطة ذكريه بها.. ادعي بعض المعارف بين وقت وآخر كي تتسلى بوجود الناس وتتعرف عليهم وكذلك قومي بزيارة صديقاتك برفقتها خاصة إن كانت اجتماعية تحب الاختلاط بالناس.. تكلمي أمام الناس عنها بكل طيب وامدحيها وامدحي مثلا طبخها أو نصائحها.. وإن تكلمتي بأمر قولي لها أمام الناس أليس ذلك ياحماتي -لاأدري ماذا تسمون الحماة عندكم.؟؟نحن نقول مرت عمي- كي تشجيعيها على الكلام ولو أني أعتقد أن الحموات لايحتجن للتشجيع ماشاء الله ..هههههههه طبعا تمتعي بروح رياضية وبصبر النبي أيوب وبطولت بااااال لأنك قد تسمعين منها تعليقات انتقادات خاصة إن كانت أصلا شخصية انتقادية .. ارسمي ابتسامة ووافقيها الرأي حتى وإن كنت على خلاف معها في هذا الرأي ولاداعي لأن تدخلي معها بنقاش عقيم.. لاتنسي أن تصبّحي عليها وتمسي عليها قبل نومك وأن تقولي لها: هل تريدين شيئا قبل أن أنام..؟؟ إن رغبتي بأي شيئ لاتترددي في إيقاظي .. لاتنسي أن أمهات زمان لم يعشن كما نعيش نحن وبعضهن لم يذق طعم الرفاهية لذلك لاتنزعجي إن قارنت بين حياتك وحياتها سابقا هذا أمر طبيعي أن تسمعيها تقول :في أيامنا كنا نغسل بأيدينا ..في أيامنا لم نكن نعرف الأكل الجاهز ..آآآآآ ها هذه نقطة نسيتها إن كانت من النوع الذي لايحب الأكل الجاهز كغالبية الحموات ..انسي ذلك في هذه الشهور الستة.. لابأس من إجراء التغييرات في نمط حياتكم وعاداتكم بسبب وجودها عندكم.. واعلمي أنك كلما دللتيها وعاملتيها بمحبة وكأنها أمك كلما ازددت تألقا ومحبة في عيني زوجك.. ولاتنسي أن كل هذا ابتغاء مرضاة الله وطمعا في ثوابه الذي ستجنيه في كبرك عند أولادك وزوجاتهم وأولادهم .. ولي عودة إن تذكرت أمرا آخر واعذريني إن أطلت عليكي.. ربي يختار لك الخير.