يا قلبي كل مؤمن سواء ضعيف إيمان أو قوي إيمان يمر بإبتلائات وإختبارات من الله سبحان وتعالى لعدة أسباب منها :
لمغفرة الذنوب وهذا أمر معروف للجميع .
ولإستيعاب الدروس والإختيارات والتجارب التي نمر بها من خلال تلك الإبتلائات فكل إبتلاء درس متكامل في ذاته ولكن لا يعي ذلك الا المؤمن اليقظ والا هل كنتِ ستزيدين من ثقافتك في كل ما يخص الزوج لو لم يبتليك الله بهكذا زوج أو درايتك بأمور اخرى سواء تخص الدنيا او الآخرة الا بعد إبتلاء يوقظ في نفسك الهمة للتغير او للمعرفة او للعلم بالشيئ .
وأيضاً للتمحيص فعن طريق تلك الإبتلائات يمحص الله مافي قلوينا من سلبيات أخلاقية سواء كانت مكتسبة من الظروف البيئية التي عاصرتها او نشأت معك منذ الطفولة كمعتقدات مغلوطة تأثر على السلوك او عادات وتقاليد لم ينزل الله بها من سلطان تأثر على تفكيرك وعقلك الباطن بطريق غير مباشر .
وأيضاً ليعلمنا الله كثير من الأمور نجهلها في هذه الحياة من أحوال الخلق ومعادنهم وعلى إثرها نستطيع التعامل معهم وأيضاً يعلمنا الصبر والثبات وانّ كل ما يصيبنا امور عارضة يبتلينا الله بها ليختبر صبرنا وثباتنا ومدى إستيعابنا لتلك الإبلائات ولإختبارات والصلة الوثيقة التي وثقت عن طريق حسن تواصلنا مع الله في ظل تلك الظروف .
والحكمة ايضاً التي يهبها الله للمؤمن بعد فهمه وإكتسابه المعرفة من التجارب والمواقف الصعبة التي نمر بها وأيضاً عن طريق العلم والمعرفة التي نكتسبها بطريق غير مباشر ونحن في طريق البحث عن الحلول ثمّ اللجوء إلى صاحب القوة والقدرة ليساعدنا على تخطي العقبات ويرزقنا الهداية والتوفيق والقبول في الدنيا والاخرة .
وأخيراً عزيزتي إبدأي رحلة التغيير من هنا (إنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
والله لن تتغير حياتك ولن ترزقي التوفيق حتى تعي هذه الآية ثمّ تبدأي بتطبيقها , فعندما نعي ما يريده الله منّا في هذه الحياة من تطهير انفسنا وتأديبها ثمّ نسعى بعد الإستعانة بالله في نشره فيمن حولنا حسب الأولوية ومن هم تحت مسؤلياتنا ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة , الحكمة التي أكتسبتها بعد معرفتك بالله وحسن تواصلك معه ومدى إستيعابك للإبتلائات التي وضعك الله فيها بالتدبر والتمعن لا بالتسخط والتشكي والنظر الى السلبيات وترك الإيجابيات وهنا الحكمة أنّ الله سبحانه وتعالى امرنا بالرضى بالقضاء والقدر لأنّ الرضى معناه القبول بأمر الله وهذا القبول يعطيك نوع من العقلانية في تدبير امور حياتك وهذه العقلانية والحكمة هي هبة من الله لمن فهم واستوعب وفقه وأستسلم ووثق لقدرة الله وحكمته في تصريف الأمور .
عزيزتي أحمدي الله إيجابيات زوجك أكثر من سلبياته ما شاء الله لا قوة الا بالله وما يمر به من فترة لأخرى ماهذه الا فتنة الحياة التي يتعرض لها المؤمن فقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ الإيمان يزيد وينقص وقد تعرض بعض الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين لمثل هذا الضعف وما يلبثو ان يعودوا , وهنا دورك يا سيدتي دور المرأة الصالحة المصلحة في ذاتها وفي بيتها مع زوجها وأبنائها ومع من هم حولها ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة والدعاء المتواصل لصاحب القدرة والتمكين ان يرزقك الصبر والثبات والتوفيق لا بالنكد والتعاسة والهم والحزن واالإهمال وهؤلاء كلها من أعمال الشيطان لذلك كان دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم اللهم إني اعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل ) وما تمرين به هو العجز اللذي وصّلك الشيطان له عن طريق الهم والحزن واليأس من القدرة على التغيير ثقي في رحمة الله وقدرته في أنهّ سيهبكِ السعادة في القريب العاجل وأنّ القادم اجمل بإذن الله تعالى تفائلي خيراً لتجديه واسعدي وارضي بما عندك ليكمل الله عليك فضله وإحسانه .
ودمتِ بود
أختك في الله دمع السحر