اليوم بأذن الله سألخص التوجيهات على شكل نقاط :
اـ استحضري النية الخالصة عند نية البدء بحفظ القرآن وليكن مقصدك وجه الله تعالى وأنكِ مريدة لثواب الله ورضوانه واستحضري حديث أبي هريرة في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أول من تسعر بهم النار ثلاثة وذكر منهم الرجل تعلم القرآن ليقال قارئ ) نسأل الله العافية والسلامة .
2ـ احرصي على أن تلتحقي بحلقة تحفيظ مع الجماعة لإن الشيطان مع الواحد وهو أبعد من الاثنين كما ذكر نبينا وإن الذئب ليأكل القاصية من الغنم ,فلا تقلي سأحفظ وحدي ولدي همة ونشاط فالهمة يعقبها الفتور والنشاط يعقبه الكسل والمؤمن قوي بإخوانه ضعيف بنفسه .
فإن لم تتيسر لكِ حلقة أو منعتك ظروفك من الارتباط بحلقة فلا أقل من أن ترتبط بشخص ما يعينك ويسائلك عن حفظك فإما يكون أخا لك في الله أو زوجك أو مع أولادك وبالنسبة للفتيات ممكن أن تتفق مع معلمتها تحفظ معها في الفسحة أو تتعاون مع زميلتها أو أحدى أخواتها أو والدتها .
لكن الخطير هو قول الإنسان سأحفظ لوحدي فهو أدعى للإخلاص فهذه خطوة شيطانية ليستفرد به الشيطان ثم ما يلبث الإنسان أن ينقطع ,أقول ذلك عن تجربة وقليل جدًا جدًا من حفظ لوحده .
3ـ اجعلي حفظك على مصحف واحد وحبذا أن يكون غير موجه كمصحف الحرمين لأن المصحف الموجه أدعى للأخطاء وتداخل الصفحات ( المصحف الموجه هو الذي تنتهي كل صفحة منه بآية ),
وإننا لنأمل من مجمع طباعة المصحف في المدينة إخراج طبعة الحرمين التي كتبت ودققت وفرغ منها ولم يبق سوى إذن الوزارة بالبدء في طباعتها وإخراجها فالمصحف الغير موجه ادعى وأقوى للضبط من الموجه.
4ـ لا تبدأي الحفظ بهمتك الأولى فتكثري الحفظ بسبب نشاطك وهمتك ولكن احفظي القدر المعقول وبشرط الضبط ,
لكن بداية يكون المحفوظ قليلا ثم يزاد شيئا فشيئا حتى تتمرن الذاكرة وتنشط,
والغالب أن يبدأ بحفظ نصف وجه لمدة معينة كأسبوع ثم يزاد لوجه ثم يزاد لوجه ونصف ثم يزاد لوجهين ,
والذي أراه أن يستمر بعد ذلك على حفظ ثمن جزء أي ربع حزب ويثبت عليه ولا يزاد عليه كواجب يومي فيكون الحفظ مرتبط بالأرباع ( من العلامة للعلامة ) فيكون الحفظ محدد والأرباع والأجزاء كذلك تعرف والوقت النهائي للهدف الأسمى ( مشروع الحفظ ) واضح وبيّن .
5ـ اجعلي لك واجب يومي لا تتركيه أبدا من حفظ ومراجعة وتلاوة ولا تتخلي عنه مهما كانت الظروف ولكن حسب استطاعتك وقدرتك وتفرغك بحيث يكون لك ورد يومي من هذه الثلاث.
6ـ ضعي في اعتبارك وفي جميع حواسك أنه سيمر بك وقت أو أوقات أثناء مسيرة حفظك تنغلق فيه الذاكرة ويتكدر الخاطر على انغلاق الحفظ أو قلة المراجعة وضعفها أو قلة التلاوة...
فضعي ذلك في حسبانك أن هذا أمر طبيعي وأن نشاطك وهمتك وحماسك لن يستمرا على وضع النشاط والحماس الذي كنت تعهد بل قد يكون ذا أثر عكسي عليك وتبدأي تخشي من تفلت حفظك القديم وتبدأي تندبي نفسك وتتحسري على وضعك الحالي وتعيش بأزمة نفسية حتى أن نفسك قد تحدثك بأنك لا تصلحي لحفظ ولست أهلا لذلك فأقول وأكرر لك لا عليك فالأمر جداً طبيعي فقد تجلس معك هذه الفترة وهذا الانغلاق شهر أو شهرين وقد يصل لأربعة أشهر فهي فترة لابد أن تمر ولا أظن أنها تتجاوز هذه الفترة بطولها والله أعلم فإن زاد عن ذلك فلا بد من مراجعة النفــــس والحســـابات فالذنـــــوب لها أثــر
وأما ما قصدت بالأول فهو عن الفتور وانغلاق الذاكرة عن الحفظ وقلة المراجعة وعدم الضبط وقلة التلاوة أو عدمها ,
وعند انغلاق الذهن إن تيسر لك أن تجمعي بين الحفظ والمراجعة والتلاوة بحيث لا تعدمي من وردك اليومي من هذه وطبعا سيكون بشكل أقل من السابق بسبب الفتور فالجمع بينها حسن فيكون لكِ منهج حفظ ومنهج آخر مراجعة ومنهج ثالث تلاوة بنفس اليوم فهذا نور على نور وزادك الله حرصا وإيمانا,
وإن لم تستطعي الجمع بينها بسبب ما يمر بك من الفتور والضعف أو أحيانا ظروف ومشاغل منعتك من الإتيان بواجبك اليومي كما أنت محدد فلا أقل من أن تحفظي ولو شيئا قليلا وتراجعي حسب استطاعتك
فإن فترت همتك أو منعتك ظروفك ومشاغلك حتى عن الجمع بين الحفظ والمراجعة وهذا أمر طبيعي كما ذكرت لك فحينها لا أقل من أن تحبسي نفسك على المراجعة لوحدها قدر استطاعتك ولا تظني أنك ستراجعين كما كنت تراجعين سابقا فقد ينقص منهج مراجعتك إلى الربع فلا تتحطمين ولا تيأسين فهي أزمة ستمر فسددي وقاربي ولكن لا تهجري كتاب الله ,
وعلى العكس قد تمر بكِ أوقات تحلق فيه همتك بالثريا فحينها استغلي هذا الإقبال وهذا النشاط بالحفظ الثابت وإتقان وضبط محفوطك الكلي السابق
7ـ ابدأي حفظك بمنهجية معينة " بدأت اتباع هذه المنهجية على نفسي واحس بأنها مثمرة باذن الله " (دعواتكم لي باتمام حفظ كتاب الله ) هذه طريقة ميسرة لإتمام الحفظ بوقت جيد ومستوى الضبط كذلك وتراعي كذلك تنشيط الحافظة, والمنهجية هي كالتالي:
البدء بالحفظ يكون أولا
# من جزء عم فيبدأ بسورة النبأ نزولا إلى سورة الناس ثم
# من سورة تبارك نزولا إلى سورة المرسلات ثم
# من سورة الحجــرات نزولا إلى سورة التحــريم ثم
# من سورة فصـــلت نزولا إلى سورة الفتــح ثم
# من سورة لقمان نزولا إلى سورة غــافر ثم
# من سورة الكهــــف نزولا إلى سورة الــروم ثم
# من سورة يوســف نزولا إلى سورة الإســـراء ثم
# من سورة الأنفــال نزولا إلى سورة هـــــــود ثم أخــيرا
#من سورة البقـــرة إلى سورة الأعـــــــراف
وهنا تكون قد أكملت حفظ كتاب الله تعالى باذن الله
8ـ ( تنبــيه خطـــير ومهـــــم )....
لا تبدأي بحفظ سورة جديدة اذا لم تضبطي حفظ السورة التي قبلها ,, فمثلا لا تبدأ بسورة عــبس وأنت لم تضبطي سورة النازعــات
ولا تبدأي كذلك بحفظ سورة جديدة وأنت تشعرين أن مستوى حفظك الكلي السابق من كتاب الله لا يصل لمستوى الجيد جدا,فمثلا أتممتي حفظ جزء عم ( النبأ ) فقط فنوصيك حينها بأن لا تبدأ بسورة الملك وأنت لم تضبطي جزء عم كله بمستوى ضبط تكوني أنت ومن يحفظ معك راضين عنه
9ـ إذا أنهيتي حفظ سورة من السور فراجعها كلها بأكملها من أولها لآخرها عدة مرات فمثلا لو أتممتِ حفظ سورة مريم فلا تبدأي بحفظ سورة طــه حتى تراجعين ســورة مريم وترضي عن مستوى ضبطك لها,
ولو اضطررتِ للبقاء أياما في ضبط سورة مريم.
10ـ عندما تريدين تسميع المحفوظ الجــــديد فلا تبدأين من أول آية جديدة حفظتها بل ارجعي آيتين أو ثلاث من محفوظ الأمــس وابــدأي منها, فمثلا لو أنت وقفتِ بالأمس على آية 25من سورة البقرة فـلا تسمعي من آية 26 بل ابدأ تسميعك من آية 23مثلا حتى نهاية الواجب لديك وهكذا.
انتظروني خواتي بأخر 5 توجيهات
آملة من الله لكم حفظ ميسر ومثمر