أختي العزيزة لازوردي:
ربي يشرح صدرك ،وينير قلبك
اعرف أنك عارفة فقط أحببت أن أذكرك ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )
ألا تقولين لا إله إلا الله ؟؟
ما ذا تعني هذه الكلمة في قلبك ؟؟ يعني أنه لا أحد أتعلق به إلا الله ولا أحد أعظمه إلا الله ولا أحد أتذلل له إلا الله
قال تعالى ( قل هو الله أحد)
فكلمة توحيد هو جعل الشيء واحدا ،،
فتوحيدي الله في ربوبيته أنه المالك المتصرف المتدبر والخالق
وتوحدي الله في ألوهيته ، فتصرفي كل أنواع العبادة له وحده من الخوف والرجاء والمحبة والذبح والاستغاثة والاستعاذة وغيره
لا تجعله معه أحد
وتوحيده بأسمائه : فتعتقدين بكمال صفاته ونقص صفات المخلوقين وتثبتي له الأسماء والصفات من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف
قال تعالى ( رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا )هذه الآية فيه أنواع التوحيد الثلاثة
ومن تريد تدخل الجنة بغير عذاب ولا حساب فلا بد لها أن تتبع الشروط ، فإنها لا تنال بالتمني ولا بالدعاء ، بل لابد من شروطها ،،،،،،،،،،،،،
وباختصار أنه لابد من تحقيق التوحيد الكامل( المستحب ) !!
فالتوحيد الكامل يزيد على الواجب .
والذين حققوا التوحيد الواجب هم درجات ( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله )سورة فاطر
مع عدم وقوعهم في الشرك الأكبر ، لكن ممكن يكون عندهم من الذنوب والمعاصي ،وممكن عندهم تعلقات بالدنيا .، ويأخذون حقوقهم ولا يتنازلون في الأغلب ،، و يطلبون حاجاتهم من الناس ..
لذا هم يحاسبون ويعذبون بحسب تقصيرهم
أما التوحيد الكامل ( الذين يدخلون الجنة بغير عذاب ولا حساب )
: اجتنبوا الكبائر وليس عندهم شرك أكبر أو اصغر ، ابتعدوا عن بعض المباحات خوفا في الوقوع في المنهيات ، وتنازلوا عن حقوقهم ، وعندهم العفو تماما عن الناس وجردوا أنفسهم من التعلقات ( مال ، اولاد، زوج ، بيت ، ،،،) ، فعلوا المستحبات وتركوا المنهيات وفعلوا المأمورات .
,,ولا يطلبون الرقية من أحد ولا يكتوون ولا يتطيرون ،وعلى ربهم يتوكلون في كل أمورهم .ولا يطلبون من أحد الدعاء لهم ، ولا يطلبون حوائجهم من أحد لأنهم لا يتذللون إلا لله .
( المرجع المجموع الفريد لكتاب التوحيد بتصرف )
فالمطالبة بالحقوق هو وضعه الشرع وهو جائز ولكن هو اختبار للناس بهذا أيضا ،،
وليس هو من درجة الكمل ولا من صفاتهم المطالبة بالحقوق ،
لذلك لو تتبعتي كلام الله في القرآن تجدينه يقول ( فاعفوا واصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) ( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور )
( والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )
يا أيها الذين آمنوا عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد ،،) إلى أن قال ( فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان )
وراجعي تفسير السعدي في كل آية يذكر الله فيه عن العفو وابدئيها من سور البقرة إلى سورة نهاية المصحف
وسترين أنه طلب الحقوق جائز ولكن المرتبة الأفضل عند الله هو العفو وهي درجة الكمل الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب
، مثل طلب الحاجات من الناس هو جائز ولكن لا يكون من السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير عذاب ولا حساب ،،
لذلك لما القي ابراهيم عليه السلام في النار ، فلقاه جبرئيل في الهواء وهو يهوي ، فقال له : يا ابراهيم ألك حاجة ؟ فقال : اما اليك فلا ، بعدها قال الله تعالى : « قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم ».
وكذلك طلب الدعاء من الغير جائز لكن لو طلب من الغير لا يكون من السبعين ألف ،،
والانسان مخير هل يريد درجة الكمل الذين يدخلون الجنة بغير عذاب ولا حساب ؟؟
ومن أراد درجة الكمل ،، لا يكون بالدعاوي ولا بالتمني ، لابد من التحلي بصفاتهم والمجاهدة على ذلك .