جواب الدرس السادس:مناقشة(2)
الغضب
الجنوبي بطيء الغضب سريع الفيء (الرجوع) أي سريع الرضا
وهو خير أصناف البشر الأربعة كما قال صلى الله عليه وسلم.
بطيء الغضب لأن من صفاته الطيبة والحلم والصبر والتأني لإسترخائيته
ولأنه متردد , يخشى الإعلان عن غضبه ولما يوليه للمشاعر من إهتمام بالغ, فلا يود جرح الآخرين ويجد له التبريرات.
لكن كل ذلك لا يمنع من غضبه بحكم طبيعته البشرية
فهو يغضب لكن لا يعبر عن ذلك إلا بالصمت و الإنسحاب , ويظل يكدس غضبه مرة تلو أخرى, فلا يعود عنده ذرةً من صبر, فينفجر ذاكراً كل مساوئ الطرف الآخر...
زوجة الجنوبي:آآآهٍ آه....لا أكاد أصدق ما سمعته منه يوماً من الأيام عندما إنفجر فيني غاضباً وقد تطاير الشرر من عينيه:
"أنتِ إنسانة أنانية , جحودة !..إحمدي ربك بأني تزوجت منك وغيرك كثيرات يتمنونني زوجاً!!!...أنا الذي سنّعتك وعدّلتك وجعلت لك قيمة بين الناس!!!!!...لقد تحملت منك الكثير وسكت لك عن الكثير والكثير و............."
لقد كان وقع كلماته عليّ كالصاعقة وقد كان قبلها بليلة يشيد بي ويعبر لي عن حبه وإعجابه وإنه مرتاحٌ معي وأني أميرته التي تربعت على عرش قلبه و...............
أمعقول أن كل هذا الكلام كذبٌ في كذب....لماذا يخدعني به وهو يحمل في قلبه كل هذه المشاعر السوداء ضدي؟؟؟؟!!!
عزيزتي يازوجة الجنوبي المجروحة
الجنوبي عندما ينفجر غاضباً, يتلفظ بكلام قاسي وجارح جداً وأكثر مما تتصورين,لكنه غير صحيح أبداً
فهو يعيش اللحظة, ويتكلم بحسب شعوره في تلك اللحظة, وكلامه ذاك لا يقصده ولا يعنيه إلا في تلك اللحظة فقط..
فيسترجع لك مواقف في الماضي , أو يفسر لك بعضها كيفما يشاء
فقط ليدعم بها غضبه.
زوجة الجنوبي:لكن ما الواجب عليّ فعله وأنا أتلقى تلك الصواعق وأستمع للإتهامات الباطلة والتفسيرات المضللة
والموقف كله وردة الفعل المبالغ فيها؟
* إلتزمي الصمت, وإضبطي إنفعالك إن كان الحق معك , ولا تقاطعيه أبداً إلا إن سألك.
* إياك وتطنيشة وإظهار اللامبالاة و الإنشغال بأمرٍ آخر.
* أحذري من إستفزازه بنظرات تنم عن إستهانتك بشخصيته.
* أظهري تأثراً شديداً لكلامه وأظهري حزنك وإنكسارك.
أعلمي بأن الجنوبي سريع الرضا والعودة إلى حالته السابقة, فعندما ينسحب وينعزل تبدأ أعصابه بالهدوء ويزول غضبه , فيفكر فيما قاله لزوجته..
فيندم ويتألم لأنه يفكر بها وبمشاعرها المجروحة.
فيرجع إليها ليعتذر بخجل وتردد لأنه يخاف من النتائج خاصةً إن كانت الزوجة من النوع العصبي
فهو يخشى جرحه وإهانة كرامته بردة فعلها.
فكوني متيقظة وشجعيه على الإعتذار الذي ربما كان بشكل مباشر أو بإبتسامة ومداعبات أو بالعلاقة الحميمية وهي الأمر الشائع أو بإحضاره لشيءٍ تحبينه.
وإن لم يبادرك بإعتذار فهو ينتظر مبادرتك بمصالحته بطرق مختلفه شفهية أو مداعبات بريئة أو تغيير أجواء المنزل والظهور بطلة بهية وجميلة.
زوجة الجنوبي:بالرغم من كونه بطيء الغضب , إلا أنه يغضب على كل صغيرة وكبيرة...
هذا إنفعال غضب مؤقت أو ردة فعل نتيجة حساسيته لبعض الأمور.... وأسبابه:
* إرتفاع صوت الزوجة , فالجنوبي حساس لنبرة الصوت ومستواها.
* تقمصه لشعور الزوجة , فيغضب حين تغضب وحتى من دون أن يعرف السبب.
* إصابته بالإحباط لشعوره بالجحود والنكران من الزوجة لما يقدمه لها حتى وإن لم تقصد ذلك.
* المناقشات العقيمة والجدال الذي لا طائل منه والتكرار والإلحاح
زوجة الجنوبي:لكن ما ذنبي عندما ينفجر فيني غاضباً ولا أكون سبباً في غضبه ؟
* الجنوبي المضغوط إنتقادي بعض الشي بمعنى "لايعجبه العجب"
فلا تتحسسي بزيادة من إنتقاداته أو تعطي الأمر أكبر من حجمه
لكن إحرصي على أن تكوني كاملة وغير مقصرة في واجباتك وأمور بيتك.
* حاولي سؤاله عما يغضبه كأن تقولي " أحس بانك مهموم وأن هنالك شيء يضايقك...فهل أنت بخير؟!"
إن أجابك حينها كان بها وهو امرٌ نادر, وإلا فإنسحبي بهدوء فيكفي بانه حس بإهتمامك به وعلى الغالب أنه سيأتيك لاحقاً ليروي لك سبب غضبه.
* حاولي تذكيره دائماً وبإسلوب ودي بأن ما أغضبه ليس لك شأنٌ به, وأنه يجرح مشاعرك عندما يضع حرته فيك فتتوتر علاقتكما بفعل أسباب خارجية لا يد لك فيها بالرغم من إدعاءه بأنه يفصل بين الأمور.
التذكير الدائم بهذه الطريقة وربطها بشيء واقع يجعله يفهم ويتعلم بالتجربة فلا يعود الكرةَ مستقبلاً.
* إن كان غضبه بلا سبب , فلا تبدأي بالتشكيك في نفسك , فلربما كانت دورة الرجل العصبية
يغضب وينعزل ويضل صامتاً ولأيام. فأتركيه لوحده ولا تضايقيه وإستقبلي عودته بمرح.
زوجة الجنوبي:حسناً ..أنا بشر غير معصومة من الخطأ والنسيان , فماذا أفعل عندما أرتكب شيئاً ما يغضبه كتأخري في إعداد الطعام أو غسل ملابسه وغيره؟
إليك هذه الطرق لإمتصاص غضب الزوج..
أولاً....شجعيه وحرضيه على عتابك....
كيف؟
إتخذي إسلوب الأطفال " إنزلي رأسك لأسفل وأنظري إليه مباشرة وأنت عاضة على إصبعك ومرمشة بعينيك وقولي بدلع وإستحياء سامحني لقد فعلتُ كذا وكذا..."(من دورات أ| ناعمة الهاشمي)
ثانياً....أيديه وإعترفي بخطأك.
كان تقولي :"معك حق,لا أعلم مابي وكيف قصرت معك ,آسفه لأني أغضبتك بتصرفي" مع غظهار التأثر الشديد والندم.
ثالثاً....برري مافعلتي ولكن بإستحياء وبطريقة مرحة وكأنك تخجلين من نفسك
رابعاً....بيني نيتك بعدم العودة لذلك
كأن تقولي:"إن شاء الله, لن يكون إلا ماتريد بإذن الله,على السمع والطاعة...".
خامساً....شتتي تفكيره وإنتباهه عن خطأك بمظهرك ورائحتك العطرة وإبتسامتك الجذابة.
زوجة الجنوبي:وماذا إن كنت أنا الغاضبة .....ماذا أفعل؟
تفهمي نفسك أولاً وأسباب غضبك, فإن كانت بسبب الدورة الشهرية أو الحمل او أية أسباب أخرى لا علاقة لزوجك بها,
ففهميه ذلك بإسلوب ودي ...أخبريه بان مزاجك متعكر وأن يعذرك على بعض تصرفاتك
وإن كان هناك شيء يخفف وتيرة غضبك وبإمكانه فعل ذلك لكِ , فأخبريه لأنه سيكون سعيداً بإنتشالك من وضعك.
وإن كان غضبك بفعل الجنوبي...
فإعلمي بان ردة فعلك المتسرعة ستكون عنيفة وتخسرك الكثير والكثير عند الجنوبي وتُحملك الخطأ في النهاية.
فإصبري وغيري من وضعيتك , وتوضأي فإن الوضوء يطفأ الغضب , وإنشغلي بأي شيء آخر يساعدك على التفكير بروية وتأمل.
نصائح مهمة
لا تنامي ابدً وزوجك غاضبٌ منك , حاولي مراضاته وإنهاء المشكلة.
إنهي أي نقاش معه قد يتحول لشجار.
لا تستقبليه بالشكوى من الأطفال وهموم البيت وهو غضبان أو مرهق.
لا تفتحي أي موضوع يستدعي النقاش والتفكير قُبيل نومه او وهو جوعان.
لا تحاولي ببلاغة لسانك إفحامه, وإن فعلك كان نتيجت فعله , أو أن مافعلتيه وأثار غضبه ليس شيئاً أمام ما يفعله في حقك.
لا يعني أن سكوت الزوج على خطأ إرتكبتيه وإنشغاله بالترفيه أوالخروج من البيت أنه ليس بغاضب , فلا تطمئني وتمشي في الأرض مرحا وكأن شيئاً لم يكن, بل حاولي تدارك إنفجاره.
يلجأ الزوج في حالة الغضب الشديد والمؤلم له نفسياً لعقاب زوجته والإقتصاص منها
فينتقم ولو بالكلام والإستهزاء او حتى فعل شيء يستفزها فيه, فعليك إظهار التأثر الشديد والتألم مما يفعله بك لأن هذا مايريده, أما التظاهر باللامبالاة تجعله يزيد في عقابه وإستفزازه "أنظري كيف يغضب الأطفال من الطفال ويعاقبوا بعض"
الوقاية خيرٌ من العلاج فتجنبي ما يثير غضبه عليك.
إعلمي بأن تلك الزوجة التي تكون في حياتها اليومية كأنثى أو وردة رقيقة تنجرح من النسمة الناعمة يخشى عليها الزوج من مجرد إرتفاع نبرة صوته.
إنتهى الدرس...أرحب بأي إستفسار أو نقاش يتعلق بالدرس
أي نقاش آخر ففي ملف السوالف
وفقكن الله