كانت حياتهم صعبة ..
سجن .. فراق .. إجهاض .. عقم .. موت ....... إلخ
ولكن لديهم ما نبحث عنه كلنا يا بلقيسيات
الحب الصادق و الإخلاص
وبهما عاشا ..
جنــــة الدنيـــا
رغم الظلم .. رغم الفراق .. رغم الموت .
لماذا ؟
لأنه عاشا لــ الله
أحبوا بعضهم فيه
وأعانوا بعضهم على طاعته
فكان حبه في قلوبهما أعظم من حبهم
فبارك الله في حبهم وإخلاصهم حتى بعد الموت
بذلت نفسها فى سبيل الله
نعم الزوجة هى
نعم الرفيقة هى
أسأل الله أن يتقبلها .. ويجعل مثواها جنة الفردوس مع حبيب الرحمن محمد صلى الله عليه وسلم .. ونحن معها.
يقول زوجها ...
عرفتها صغيرة فى الثالثة عشر تأتى لزيارة أبيها وراء القضبان وكنت انا فتى فى العشرين كنت اصغر من طالتهم المحنة الطويلة ..
لم تكن فى عينى اكثر من طفلة بريئة
مرت الايام وصارت عروسا واذا بابيها يخطبنى لها
قلت: أأفعل وانا وراء القضبان ... !
قال : تفعل
وأنفرجت الازمة وزالت الغمة وما نسيت كلمات أبيها
فاتحت أمي.. قالت: مالنا والغريبة.. بنت خالك أولى بك.. تعرفنا ونعرفها وتنسيك هذا الطريق الذي أرانا أياما صعبة.
قلت: لا يا أمي أريد من تعينني على الطريق.
قالت: إذا أنت وشانك ...
ذهبت إليها
نظرت في عينيها
أطرقت خجلا
سألتها: أترضين بى زوجا.. ؟
قالت: ارتضاك أبي
قلت: أنا يوم معك وأيام وراء القضبان
قالت: لهذا ارتضيتك
قلت: أنا مطارد
قالت: ولم.. ؟
قلت: لأنني على الحق
قالت: عرفت فالزم
قلت: قد يعدموني
قالت: وماذا جنيت.. ؟
قلت: أقول ربى الله
قالت: فطريقك طريقي وتسبقني إلى الجنة
قلت: امى لا تحبك
قالت: استعين بالله واصبر
توكلت على الله عقدت عليها...
سألتها.. أنا لا اعرف كلام الغزل
قالت: عيناك تقول الكثير
قلت: يا بنت الناس مازلنا على البر.. حياتي صعبة
قالت: بل نحن في عرض البحر أحب حياتك
قلت: محن كثيرة
قالت: فمن لها غيرى.. !
تزوجنا
حملت بطفل
ما أسعدنا بهذا !
وحدثت المحنة
وجرجروني أمامها مكبلا
ترقرق الدمع في عينيها
قلت: الم اقل لك.. ؟
قالت: قيدك كأنه حول رقبتي.. اثبت فانك على الحق
ذهبوا بي لمكان بعيد ...
كانت تاتينى كل زيارة.. ومابين زيارة وزيارة تتحايل لتاتينى او حتى تنظر الى من بعيد ...
قلت.. لها قد ثقل حملك والطريق شاق استريحي
قالت: وهل من راحة الا في جوارك.. !
شاء الله ان كانت مشقة الطريق سببا لوفاة جنينها
زارتني ..
قالت: اضعت امانتك
قلت: مشيئة الله
وانفرجت المحنة ومرت الأيام ولم يرد الله حمل
وكانت المفاجأة..
لن تكوني أما يوما ما
قالت: تزوج
لم اجبها
كررتها
قلت: ومن قال لك انني لم اتزوج.. ؟
زاغت عيناها.. قالت بصوت متحشرج :
منذ متى.. ؟
قلت: من قبل ان أتزوجك ولدى من البنين والبنات
قالت: انت تمزح.. ؟
قلت: لا والله قد تزوجت هذه الدعوة وبنيها كلهم بني
قالت: اربيهم معك
قلت: هكذا أريدك
أتيتها يوما فرحا ..
حبيبتي ..
فى يدى عقد عمل سنسافر ونبتعد عن الخوف والقلق
نظرت الى فى صرامة
وقالت: ما على هذا اتبعتك !!!
قلت: فعلام اذن.. ؟
قالت: على الجهاد والابتلاء والصبر ان فعلنا نحن فمن للصبر والثبات.. ؟
قلت:
احبك احبك احبك
وتاتى المحنة.. واسحب وراء القضبان هذه المرة لا أدرى كم تطول
قلت: لها هذه المرة قد تطول.. انت يابنت الناس فى حل
قالت: كلا لا تكمل ليتنى مكانك
قلت: قد اعدم
قالت: تسبقنى للجنة
قلت: شرطى ان تتزوجى
قالت:
وهل فى الرجال بعدك.. !
اراها فى الزيارة تلو الزيارة تذبل
اسألها ..
تقول : من قلقي عليك
داهمها المرض الخبيث
لم تخبرني ولم تتخلف زيارة واحدة
اكره هذه الأسلاك
تمنعنى ان المس يدها
أقول لها: اكشفي وجهك أريد أن أراك
تقول: الناس من حولنا ينظرون
وإذا هي تخفى عنى الحقيقة
فوجئت يوما بزيارتها فى غير الموعد
مأمور السجن يتلطف معى
وكأنه يخفى شيئا !
زيارة من غير سلك ..!
أخيرا المس يدك ..!
انظر لوجهك ..!
ماذا أين وجهك لم يعد له معالم... ؟
يعتصر الألم قلبى ماذا هناك.. ؟
قالت: من حقك ان تعرف ايامى صارت معدودة.
أنت راض عنى ..؟
و اخبرتنى بالحقيقة وثرت وبكيت
لماذا انا اخر من يعلم.. ؟
وما كان يجديك ان تتالم.. ؟
أنا الان هنا اطلب رضاك ..
لا ادرى هل ترانى بعد اليوم ام لا.. ؟
لا لا.. سأحطمك أيتها القضبان
أكرهكم أيها الطغاة
شدت على يدي مودعة..
أنت لها.. تذكر.. لعل الله يبدلك من هي خير منى
لم تسعفني الكلمات
لم اعد أرى
ابتلع دموعي حاااارة
مرة فى حلقى
تلاشت من امامى
وفى نفس اليوم اتانى نعيها
لم يتحمل جسدها الهزيل مشقة الطريق
آه.. ما أقسى المحنة.. !
جادوا على بالسماح بحضور جنازتها..
مشيت فيها محمولا كشيخ هزيل ...
دس أخوها بيدي خطابا منها .. توصيني بالصبر .. وتترك لي أسماء زوجات قد اختارتهم لى .
مزقت الورقة وعدت لزنزانتي
وهل بعدك في النساء من احد.. !