الجزء 2
فكري معي ماهي الأفعال التي تستهلك طاقتك وتسبب لك الخمول وضعف الهمة وتعيدك للوراء بدلا من التقدم للأمام ؟
يندرج تحت هذا التساؤل أمر في غاية الأهمية
وقد اخترت البدء به عملا بمقولة الوقاية خير من العلاج
مدمرات الطاقة
هناك العديد من التصرفات التي تستهلك جهدك ......وتستنفذ طاقتك بدون وجه حق
انها تسلب منك وقتك الثمين ........وتسرق حيويتك ونشاطك وأنت لا تشعرين
وقد حصرت عددا منها .......ويمكنكن اضافة المزيد
الغيرة الزوجية المذمومة
الغيرة المرضية الزائدة عن الحد........تقضي على راحة بالك .........وتشغل عقلك فيما لا ينفع
وتقضي على صفو حياتك ........وتهدد استقرار نفسيتك
انها في كثير من الأحيان مبنية على أوهام لا وجود لها الا في مخيلتك
تشكل لك هاجسا مؤرقا ......يحرمك من الهدوء .......الذي يقود إلى التألق في عالمك الخاص
تجعلك تلاحقين سراب ..........وتصرفين أغلى ممتلكاتك بطريقة خاطئة
وتأتي على عدة أشكال منها ما يكون بسبب وجود أخرى شرعا
وأنا هنا لا أتحدث عن الغيرة في نطاق المعقول والطبيعي
وانما أقصد النوع الفتاك .....الذي يشل حركتك ........ويجعلك تعيشين حالة من الضياع
ارحمي نفسك من تتبع أخباره معها .........والترصد لحركاته بالمجهر
وحساب أنفاسه ........ومواعيده ........وخرجاته وطلعاته
ربما لن يحالفك النجاح من المرة الأولى
ولكنك مع التمرس سوف تنجحين في التغلب على مشاعرك السلبية
واعلمي انك طالما كنت غير مسيطرة على عواطفك وتطلقين لها العنان بلا حساب
لن تتمكني من التقدم خطوة واحدة للأمام
وسوف تأسرك هذه العادة السلبية .........وتحجزك في زاوية محددة
أيضا هناك نوع آخر من الغيرة المذمومة .........الناتج عن حب التملك
تريدين أن تصدري صك يقضي بثبوت زوجك من ضمن أملاكك الخاصة
انه كائن بشري له اهتمامات متنوعة ........وميول ورغبات متعددة
ولا يحق لك أن تعامليه كطفل يفضي اليك بكل مايخصه
امنحيه مساحة كبيرة من الحرية وسوف يقترب منك أكثر
وقد طبقت هذه المعادلة ووجدتها صادقة كثيرا
يتبع الغيرة المذمومة كل السلوكيات الخاطئة التي تبدد جهدك
على سبيل المثال الغيرة من الأم وعنايته بها
اعلمي أن لك مكان أثير في قلب زوجك لا يشغله أحد سواك
انك شريكته التي طالما فرح بصحبتها
وقاسمها حياته وكل ما يخصه
وهي أمه التي منحته كل حبها ورعايتها
وحقها عليه أن يبرها ويحسن إليها
وما تفعلينه اليوم تجنين ثمرته غدا
فإن ساعدتيه على الوفاء لها سوف يبرك أبنائك مستقبلا
وستجدين التقدير من جانب زوجك
ويبارك لك الله
عدم المسامحة
في حياة كل زوجين كل فرح وحزن سعادة وتعاسة وناسة وزعل
وهذا هو حال الدنيا
وابن آدم خطاء ...........وغير منزه عن الغلط
وقد يكون زوجك قد أخطأ في حقك في أحد الأيام
ومازلت تتذكرين مافعله تجاهك
وماقاله لك من كلام في حال غضب
وقد تفتحين هذه الملفات القديمة البالية
عند أول مواجهة بينكما
وينصدم من احتفاظك بها وعدم نسيانها
اختزانك لهذه التصرفات يتعبك بشكل كبير
وتفكيرك بها بين الحين والآخر يصدك عن التواصل الجيد مع زوجك
ويسحبك للخلف .......ويعيقك عن التقدم
مما يدمر طاقتك .......ويمنعك من الانجاز المثمر
وأفضل حل هو أن تصفي قلبك
وتفرغي التشحنات السالبة بالتخلص من الأحقاد الدفينة
وتتعايشي بسلام مع ذاتك ومع الآخرين
إذا كنت رهينة الماضي سوف يسبقك الجميع
وتبقين في نفس المكان .......فهل ترضين ذلك ؟
اعملي من الآن على تنقية فؤادك من الشوائب
حتى تستمتعي بحلاوة الحياة النقية
وعذوبة المشاعر الصافية
الطمع
عندما تقارنين نفسك مع الأخريات .......وتريدين من زوجك أن يجمع كل الصفات الطيبة
وتتطلعين إلى الكمال بشكل مبالغ فيه ........ويتجاوز الحد الطبيعي
فإني أقول لك أنك تطمحين إلى المستحيل
وليس هذا تعجيز مني ......بقدر ماهو واقع لا مفر منه
تقبلي النقص .......على أنه أمر وارد
وبدلا من احصاء السلبيات التي تولد لك الضيق
فكري بالايجابيات التي ترفع معنوياتك فوق هام السحب
بحيث تستطيعين التحليق عاليا بنوعية تفكيرك
استرخي الآن وعددي نعم الله عليك
وأفضل خصائص زوجك المميزة
متأكدة أنك ستشعرين بتحسن
وربما تتمنين أن يكون بقربك حتى تتمكني من احتضانه
هههههههه
زوجك هوشخص مختلف عن الآخرين
وصفاته وطريقة معاملته فريدة من نوعها
فلا تقارنيه بغيره حتى لا تظلميه
حيث أنه كما أن لزوجك صفات حسنة وأخرى سيئة
كذلك الآخرين
وأنت تبنين كلامك على ما تسمعين
ولا يمكنك الحكم على شخص من خلال ذلك
قد يكون الزوج الذي تمدحه زوجته في احدى الخصال
لا يجيد التعامل البناء كما هو حال زوجك
وانما الفرق بينك وبينها
أنها تنظر بشكل ايجابي على عكسك
أو أنها لا تريد أن تظهر أقل من الأخريات
وفي كلا الحالتين عليك تصحيح مسارك
واستشعار أفضال زوجك عليك
والرضا بما وهبك الله لك
حتى تستطيعي التعايش بأمان وسلام
وتوفري طاقتك لما يستحق
لي عودة بإذن الله مع بقية المدمرات للطاقة
بعد مناقشة هذا الجزء