لا أحد مثلك أنت
فأنت الرجل الوحيد الذي
شممت عطر والدي
بأطراف شماغه
وأكمام دشداشته
وباطن يديه
لا أحد مثلك أنت
فأنت الرجل الوحيد الذي
أود أن أضع رأسي على صدره
وأتنفّس نقاء أيامي البيضاء معه
وأعود طفلة بضفائر.. وعروسة
لا أحد مثلك أنت
فأنت الرجل الوحيد الذي
انتظرت لعبتي منه صباح العيد
وانتظرت عيديتي منه صباح العيد
وكنت أقف أمام المرآة أُردّد .. أنت عيدي
لا أحد مثلك أنت
فأنت الرجل الوحيد الذي
حين سلبته الأيام مني
شعرت بفراغه يحفر نفقاً من الألم بي
وشعرت بدموع فراقه تشيد
طرقاتها على وجهي
لا أحد مثلك أنت
فأنت الرجل الوحيد الذي
دققت في وجهه كثيراً
فرأيت خارطة وطني تتوسّد وجهه
ولم ألَمح لأنياب الذئب في ملامحه
بقاياً وأثراً
لا أحد مثلك أنت
فأنت الرجل الوحيد الذي
لو وضع يده على شعري يوماً
لأدركت أنه يتلو آيات الله علي
ويعوذني من شر النفاثات في العقد
لا أحد مثلك أنت
فأنت الرجل الوحيد الذي
لو وضع في كفي شيئاً
لأدركت أنه يمنحني سعادة أيامه
ويُخبيء باقي عمره في يدي
لا أحد مثلك أنت
فأنت الرجل الوحيد الذي
لو حادثته بعد منتصف الليل
لن تهتز صورتي برياح شرقيته
ولن يقذف بي لرياح الظنون
أنت..
أنت العمر الأبيض
الذي لن تدنسه ظلمة العمر مهما
اشتدت
ــــــ
وحشتوني يا ملكات المرح والفرح
كفاية كسل .. !