(2)
احرصي عند المواجهه بالتسلح بالايات والاحاديث ورأي العلماء
اقتطفت لكن من دروس الشيخ الدكتور النابلسي تعبير رائع عن الضرورة تبيح المحرمات
{الإنسان مسموح له أن يأكل ما حرم عليه اضطراراً ، لو أنه أشرف على الموت فبإمكانه أن يأكل من لحم الخنزير بالقدر الذي يبقي به حياً ، لو أنه أشرف على أن يموت اختناقاً بإمكانه أن يشرب شربة من شراب محرم ليبقى به حياً ، إذاً عندنا أكل عند الضرورة ، وعندنا شرب عند الضرورة ، لكن ليس عندنا زنا عند الضرورة ، السبب ، أن الدافع إلى الطعام يبدأ من الداخل ، فلو وضعت إنسانًا في غرفة ، وليس فيها شيء يشير إلى الطعام يجوع الإنسان ، يشعر بحاجة من الداخل ، لكن قضية الشهوة إلى المرأة تبدأ من الخارج ، إما من امرأة تبرز محاسنها ، فعليك أن تغض البصر عنها ، فمبعث الشهوة الجنسية تبدأ من الخارج لا من الداخل ، أما الرغبة في الطعام فتبدأ من الداخل ، مادام تبدأ من الداخل فعندنا أكل اللحم المحرم اضطرارًا ، وليس هناك ما يسمى بالزنا الاضطراري ، لأن الزنا أساسه معصية تبدأ من الخارج ، فالمرأة مكلفة أن تتحجب ، والرجل مكلف أن يغض البصر ، لو أن المرأة محجبة والرجل يغض البصر هذا أكمل شيء .
لكن لأن المرأة إذا تفلتت فالضمان أن تغض أنت البصر ، والرجل إذا تفلت الضمان أن تحتجب هي عنه ، فإذا كان طرف من الأطراف خرق الاستقامة فالضمان أن الطرف الثاني يأخذ احتياطاً ، إذاً الرجل مكلف أن يغض البصر ، والمرأة مكلفة أن تتحجب
ثم تطرق لمثال وشرح مبسط جميل
سيدنا ابن مسعود يرى أن حفظ البصر أشد من حفظ اللسان .
هناك فكرة أتمنى أن تكون واضحة ، وأعظ بها إخوتي ونفسي ، إذا كان هناك شهوة فيها إصرار ، فإذا كانت هذه الشهوة أغلى عليك من الله فالطريق إلى الله ليس سالكًا ، لا بد من أن تتخلى عن كل حظوظك النفسية ، وأن تنصاع إلى منهج الله عز وجل ، فأي إنسان يصر على معصية ولو بَدَت له صغيرة ، وقد رأى أن حظه من هذه المعصية أغلى من حظه من الله فالله سبحانه وتعالى أغنى الأغنياء عن الشرك .
ويقول ابن مسعود أيضاً : " ما من نظرة وإلا وللشيطان فيها مطمع " ، يعني أكبر الفواحش تبدأ بإطلاق البصر ، الفواحش الكبيرة ، فمادام الموضوع طرقناه فلابد من توضيح ، أنت يمكن أن تنظر إلى وردة ، ولست مكلفاً أن تغض البصر عنها ، مع أنها جميلة ، يمكن أن تنظر إلى حديقة فيها مسطح أخضر ، فيها ورود ، ولست مكلفاً أن تغض البصر عنها ، مع أنها جميلة ، ويمكن أن تنظر إلى ساحل بحر ، إلى سفح جبل أخضر ، يقول لك : منظر رائع ، مع أنه جميل ، فلست مكلفاً أن تغض البصر عنه ، فلماذا أمر الإنسان المؤمن أن يغض بصره عن المرأة ؟ هذا شيء آخر ، المرأة بالذات إذا نظرت إليها تبدلت كيمياء الدم ، ولا تكتفي بالنظر إليها ، من شأن المرأة أنك إذا نظرت لا تكتفي بالنظر ، بل لا بد من أن يتبع النظرة حركة ، طبعاً بحسب الموانع والأعراف والتقاليد ، أما لو أتيح لك أن تتابع الأمر لما توقف الأمر عند النظر ، لذلك في كل شيء أنت محرم عليك أن تفعل شيئاً مخالفاً للمنهج ، أنت في حديقة ، رأيت وردة ، أعجبتك ، تأملت فيها ، استمتعت بها ، لا تؤاخذ على إدراك أنها وردة ، كما لا تؤاخذ أن تذوق جمالها ، لكن تؤاخذ إذا قصصتها بالمقص ، هذا عدوان على أزهار الحديقة ، أما المرأة فأنت ممنوع أن تدركها ، أن تتأمل بها ، وأن تتمتع بجمالها ، فضلاً عن أن تقترب منها ، لأن قضية المرأة لها خصوصية }
وحاولت جمع بعض الايات والاحاديث والابيات
العين تزني وزناها*البصر
قال تعالى : (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)) (النور:30) ,
وقال تعالى : (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ)) (النور: من الآية31) .
فأمر الله تعالى بغض البصر لأن البصر سهم من سهام إبليس .
قال تعالى : (( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) (الإسراء: من الآية36) .
قال ابن القيم – رحمه الله – ( أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم ، ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدماً على حفظ الفروج ، فإن الحوادث مبدؤها من النظر، فتكون نظرة ،ثم خطرة ، ثم خطوة ، ثم خطيئة ، ولهذا قيل : من حفظ هذه الأربعة أحرز دينه : اللحظات ، والخطرات، واللفظات، والخطوات ) ([1])
وقال القرطبي – رحمه الله – ( البصر : هو الباب الأكبر إلى القلب ، وأعمر طرق الحواس إليه ، ويحسب ذلك كثرة السقوط من جهته ، ووجب التحذير منه ، وغضه واجب عن جميع المحرمات ، وكل ما يخشى منه الفتنة من أجله ) . ([2])
ولذا ضمن النبي صلى الله عليه وسلم الجنة لم غض بصره كما في حديث عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة : اصدقوا إذا حدثتم ، وأوفوا إذا وعدتم ، وأدوا إذا ائتمنتم ، واحفظوا فروجكم ، وغضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم )[3]
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم غض البصر من حق الطريق فقال عند سأله أصحابه فقالوا وما حق الطريق ؟ قال : ( غض البصر ) الحديث رواه البخاري ([4])
وقال ابن مسعود – رضي الله عنه - : ( الإثم حواز القلوب ، وما من نظرة إلا وللشيطان فيها مطمع ) ([5])
وقال أنس بن مالك – رضي الله عنه - ( إذا مرت بك امرأة فغمض عينيك حتى تجاوزك ) .([6])
وعَنْ بُرَيْدَةَ رَفَعَهُ قَالَ : ((يَا عَلِيُّ لَا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى ، وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ)) .
(الترمذي)
زنا *اللسان الكلام الفاحش
،الذي تستجير به جميع الأعضاء ويقلن له : اتق الله فينا فإنما نحن بك إن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا ، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن حفظ اللسان وضبطه هو منشأ كل خير وأصل كل فضيلة وملاك جميع آداب الدنيا والدين فمن ملك لسانه فقد ملك أمره قال صلى الله عليه وسلم: (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)) رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )) متفق عليه .
ويقول صلى الله عليه وسلم : (( من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة )) متفق عليه .
ويقول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه أحمد عن أنس رضي الله عنه : (( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه )) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل فيها في النار أبعد مما بين المشرق )) رواه البخاري ومسلم .
ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( من كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه ، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به ) .
كذلك زنا الأذن وزناها السمع
وكل اعضاء الجسد تزني
جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما السماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أويكذبه ).
وكفارة ذلك جميعاً هي التوبة النصوح إلى الله تعالى، والاستغفار، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَار )، [التحريم:8 ].
ولا تنقطعي عن الدعاء
التوجه الى الله بالدعاء مع الاعتقاد الجازم بأن الله سيستجيب دعاؤك مع تحري ساعات الاستجابه والدعاء اثناء السجود فاقرب ما يكون العبد الى ربه فيه وكثرة الاستغفار وقراءة سورة البقرة كاملة يومياً
لا تسألن بُني آدم حـاجـة وسل الذي أبوابه لا تحجب
الله يغضب إن تركت سؤاله وإذا سألت بُني آدم يغضب
قال تعالى : ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)) (غافر: من الآية60) .
ويقول سبحانه: ((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)) (النمل: من الآية62) النمل
وقال صلى الله عليه وسلم: (( خير الدعاء دعاء يوم عرفة)) رواه الترمذي ([8]).
وروي عن عمر رضي الله أنه قال : ( إني لا أحمل هم الإجابة ، ولكن أحمل هم الدعاء،فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه ) .
ارفع يديك إلى السماء في لهفة مشرعا
ارفع يديك فربـمـا تلقى قبولا ربما
يا من قضيت العمر من كلأ أو مشربا
العيش في الأخرى فأدرك في معادك مغنما
آداب الدعاء فمنها :
1- أن تسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى
2- لقوله تعالى : (( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)) (لأعراف: من الآية180) .
3- البدء بحمد الله تعالى والثناء عليه والصلاة والسلام على رسول الله .
4- الصدق والإخلاص لله في الطلب .
5- الإلحاح وعدم الاستعجال .
6- تكرار الدعاء ثلاثاً .
7- كون المطعم والمشرب والملبس من الحلال .
8- رفع الأيدي في الدعاء واستقبال القبلة .
9- الوضوء قبل الدعاء .
10- خفض الصوت في الدعاء .
11- عدم تكلف السجع في الدعاء .
12-عدم الاعتداء في الدعاء أو الدعاء بالإثم وقطيعة الرحم.
13- لا تسال إلا الله تعالى وحده .
اسباب عدم استجابة الدعاء
لاتفسد عملك بالذنوب والمعاصي فإنها حاجبة الدعاء وجالبة الشقاء .
كيف نرجو إجابة لدعاء قد سددنا طريقها بالذنوب
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين
فقال : (( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)) (المؤمنون:51) ,
وقال : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ))
(البقرة: من الآية172)
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك )) رواه مسلم .
قيل لإبراهيم بن أدهم – رحمه الله – ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ قال : لأنكم عرفتم الله فلم تطيعوه ،
وعرفتم الرسول فلم تتبعوا سنته ، وعرفتم القرآن فلم تعملوا به ، وأكلتم نعم الله فلو تؤدوا شكرها ،
وعرفتم الجنة فلم تطلبوها ، وعرفتم النار فلم تهربوا منها ،
وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه ، وعرفتم الموت فلم تستعدوا له ،
ودفنتم الأموات فلم تعتبروا وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس ) .