شموخ رغم الجراح
New member
- إنضم
- 10 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 6,048
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي الحبيبات تعالين نتأمل سوية في هذه الكلمات للشيخ ابن القيم يرحمه الله، وفيها يبين الشيخ يرحمه الله،
حقيقة هامة تتعلق بكيف نتخلص من الضعف الذي يمنعنا من أن نكون مع الله- جل وعلا:
" ... ولا تستصعب مخالفة الناس والتحيز إلى الله ورسوله ولو كنت وحدك، فإن الله معك ، وأنت بعينه وكلاءته
وحفظه لك، وإنما امتحن يقينك وصبرك"
ويقول يرحمه الله -في كتاب الفوائد-
" إذا كان الله ورسوله في جانب فاحذر أن تكون في الجانب الآخر، فإن ذلك يفضي إلى المشاقاة والمحادة لله
ورسوله، ولا تستسهل هذا فإن مبادئه تجر إلى غايته، وقليله يدعو إلى كثيره، وكن في الجانب الذي فيه الله
ورسوله وإن كان الناس كلهم في الجانب الآخر(أي كن مع الله ورسوله ، ولا تخالف الله ورسوله رغبة في شيء
أو رهبة من شيء، أو خوفا من شيء أو خوفا على شيء) فإن لذلك عواقب هي أحمد العواقب وأفضلها، وليس
للعبد أنفع من ذلك في دنياه قبل آخرته، وأكثر الخلق هم في الجانب الآخر-والعياذ بالله- خصوصا إذا قويت عندهم
الرغبة في شيء أو الرهبة من شيء، فهناك لا تكاد تجد أحدا في الجانب الذي فيه الله ورسوله، بل يعتبره الناس
ناقص العقل وسيءالإختيار لنفسه، وربما وصفوه بالجنون، وهذا من مواريث أعداء الرسل، ولكن ( انتبهوا
أخواتي وركزوا في الكلام القادم )ولكن من أراد أن يكون مع الله ورسوله، فإنه يحتاج إلى علم راسخ بما جاء به
الرسول -عليه الصلاة والسلام- يكون يقينا لا ريب عنده فيه،ويحتاج أيضا إلى صبر تام على معاداة من عاداه
ولومة من لامه، ولا يتم للإنسان ذلك إلا برغبة قوية في الله والدارالآخرة، بحيث تكون الآخرة أحب إليه من الدنيا،
وآثر عنده منها، ويكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وليسشيء أصعب على الإنسان من ذلك في بداية
الأمر، لأن نفسه وهواه وطبعه وشيطانه ومعاشريه ومن حوله يدعونه إلى اختيار الدنيا على الآخرة، فإذا خالفهم
تصدوا لحربه، فإن صبـــــــــر وثبــــــــــت جــــــــــــــــــــــاءه العـــــون من الله ، وصار ذلك الصعب سهلا ، وذلك
الألم لذة، فإن الرب شكور، فلابد أن يذيقه لذة تحيزه إلى الله ورسوله،ويريه كرامة ذلك ، فيشتد به سروره وغبطته
ويبتهج به قلبه ويظفر بقوته وفرحه وسروره، ويبقى من كان محاربا له :بين هائب له ومسالم له ومساعد وتارك،
ويقوى جنده ويضعف جند العدو.
ولا تستصعب مخالفة الناس والتحيز إلى الله ورسوله، فإن الله معك ، وأنت بعينه وكلاءته وحفظه لك ، وإنما
امتحن صبرك له ويقينك .وأعظم الأعوان لك على هذا بعد عون الله: التجرد من الرغبة(الطمع في بقاء شيء
/الخوف على شيء) والرهبة (الفزع على شيء/الخوف من شيء) فمتى تجردت منهما سهل عليك التحيز إلى الله
ورسوله ، وكنت دائما في الجانب الذي فيه الله ورسوله، فإن قلت : كيف أتجرد من الرغبة في شيء والرهبة من
شيء (التي تمنعني من أن أكون مع الله ورسوله) ؟ قلت : بالتوحــــــــــــــــــيد، والتــــــوكل على الله والثقة بالله
، وبعلمك أنه لا يأتي بالحسنات إلا هو ، ولا يذهب بالسيئات إلا هو ، وأن الأمر كله لله ليس لأحد مع الله شيء.
000000000000000000000000000
المرجع:كتاب الفوائد / للشيخ ابن قيم الجوزية يرحمه الله بواسع رحمته وكل مسلم ومسلمة آمييين
أخواتي الحبيبات تعالين نتأمل سوية في هذه الكلمات للشيخ ابن القيم يرحمه الله، وفيها يبين الشيخ يرحمه الله،
حقيقة هامة تتعلق بكيف نتخلص من الضعف الذي يمنعنا من أن نكون مع الله- جل وعلا:
" ... ولا تستصعب مخالفة الناس والتحيز إلى الله ورسوله ولو كنت وحدك، فإن الله معك ، وأنت بعينه وكلاءته
وحفظه لك، وإنما امتحن يقينك وصبرك"
ويقول يرحمه الله -في كتاب الفوائد-
" إذا كان الله ورسوله في جانب فاحذر أن تكون في الجانب الآخر، فإن ذلك يفضي إلى المشاقاة والمحادة لله
ورسوله، ولا تستسهل هذا فإن مبادئه تجر إلى غايته، وقليله يدعو إلى كثيره، وكن في الجانب الذي فيه الله
ورسوله وإن كان الناس كلهم في الجانب الآخر(أي كن مع الله ورسوله ، ولا تخالف الله ورسوله رغبة في شيء
أو رهبة من شيء، أو خوفا من شيء أو خوفا على شيء) فإن لذلك عواقب هي أحمد العواقب وأفضلها، وليس
للعبد أنفع من ذلك في دنياه قبل آخرته، وأكثر الخلق هم في الجانب الآخر-والعياذ بالله- خصوصا إذا قويت عندهم
الرغبة في شيء أو الرهبة من شيء، فهناك لا تكاد تجد أحدا في الجانب الذي فيه الله ورسوله، بل يعتبره الناس
ناقص العقل وسيءالإختيار لنفسه، وربما وصفوه بالجنون، وهذا من مواريث أعداء الرسل، ولكن ( انتبهوا
أخواتي وركزوا في الكلام القادم )ولكن من أراد أن يكون مع الله ورسوله، فإنه يحتاج إلى علم راسخ بما جاء به
الرسول -عليه الصلاة والسلام- يكون يقينا لا ريب عنده فيه،ويحتاج أيضا إلى صبر تام على معاداة من عاداه
ولومة من لامه، ولا يتم للإنسان ذلك إلا برغبة قوية في الله والدارالآخرة، بحيث تكون الآخرة أحب إليه من الدنيا،
وآثر عنده منها، ويكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وليسشيء أصعب على الإنسان من ذلك في بداية
الأمر، لأن نفسه وهواه وطبعه وشيطانه ومعاشريه ومن حوله يدعونه إلى اختيار الدنيا على الآخرة، فإذا خالفهم
تصدوا لحربه، فإن صبـــــــــر وثبــــــــــت جــــــــــــــــــــــاءه العـــــون من الله ، وصار ذلك الصعب سهلا ، وذلك
الألم لذة، فإن الرب شكور، فلابد أن يذيقه لذة تحيزه إلى الله ورسوله،ويريه كرامة ذلك ، فيشتد به سروره وغبطته
ويبتهج به قلبه ويظفر بقوته وفرحه وسروره، ويبقى من كان محاربا له :بين هائب له ومسالم له ومساعد وتارك،
ويقوى جنده ويضعف جند العدو.
ولا تستصعب مخالفة الناس والتحيز إلى الله ورسوله، فإن الله معك ، وأنت بعينه وكلاءته وحفظه لك ، وإنما
امتحن صبرك له ويقينك .وأعظم الأعوان لك على هذا بعد عون الله: التجرد من الرغبة(الطمع في بقاء شيء
/الخوف على شيء) والرهبة (الفزع على شيء/الخوف من شيء) فمتى تجردت منهما سهل عليك التحيز إلى الله
ورسوله ، وكنت دائما في الجانب الذي فيه الله ورسوله، فإن قلت : كيف أتجرد من الرغبة في شيء والرهبة من
شيء (التي تمنعني من أن أكون مع الله ورسوله) ؟ قلت : بالتوحــــــــــــــــــيد، والتــــــوكل على الله والثقة بالله
، وبعلمك أنه لا يأتي بالحسنات إلا هو ، ولا يذهب بالسيئات إلا هو ، وأن الأمر كله لله ليس لأحد مع الله شيء.
000000000000000000000000000
المرجع:كتاب الفوائد / للشيخ ابن قيم الجوزية يرحمه الله بواسع رحمته وكل مسلم ومسلمة آمييين