سبحااان من خلق في الأم الاحساااااس
سبحان من جعل قلبها يدق كالنااااقوس
سبحان من ألهمها هذا الشعور الغامض
شعور غريب يأتي فجأة عند الاحساس بخطر أبنائها
آآآآآآآه لو يعلم الرجاااااااال
آآآآآآه لو يشعروا بهذا الشعور والأرق الذي يصيبها منه
لكانوا عذروها
لكانوا ساندوها
لكانوا وقفوا معها
لكنهم يظلون رجاااال
ونحن نظل نساااء
نحمل هذا القلب الرقيق الحساس
وهذه سنة الحياااااة
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
دقاااات قلبي تعلو وتعلو
احاااول ان اتجاهلها
احاااول اسكااااااتها
لكن كيف وهي تزداد لااراديا
احاااول ان اشغل نفسي بكتاااب اقرئه
ولكني اتركه جااانبا وامشي في غرفة الفندق ذهااابا وايااابا من شدة قلقي
انتظر عودة زوجي بفااارغ الصبر حتى ازداد عليه الحاحا بالاتصال بالاولاد
فقد نفذ صبري ولم يعد هنااااك اي امل في الانتظاااار اكثر
فقد مرت خمسة اياااام منذ رجوعنا الى اليمن ،،،
كانت طوااال كالدهر ،،
كل يوم بل كل لحظة اسرح بمخيلتي واذهب بقلبي واشعر ان هناااك سوءا قد اصااابهم
استعيذ من الشيطاااان من هذا التفكير ،،،
ادعو الله عند كل صلاة ان يحميهم ويبعد عنهم كل شر
ولكن الصبر نفذ مني ولم يعد هناك اي مكان له ،،
يكرر زوجي على مسامعي توكلي على الله فلن يصيبهم شئ....
انظر عليه وأقول في قلبي ماشاء الله عندك ثقة بالله كبيرة أغبطه عليها ،، وعلى برودة اعصااابه
انني اثق بالله واتوكل على الله ولكن لااستطيع ان احتمل فهم متعودين ان اتصل بهم يومياااا
اقول له : " اكيد سيتسآلون عن عدم اتصالنا وانقطاعنا بهذه الطريقة "
فهاتفي مقطوع وهاتف زوجي كذلك
وكان تخطيطنا ان نجلس يومين ونعود الى بلدنا فلا داااعي للاتصاال
ولكن قدر الله وما شاااء فعل انشغل زوجي يوما بعد يوم
ولم نجد حجزا للعودة ،، وهكذا مر اليوم تلو الاخر وزوجي يؤجل اتصالي بهم ايضا....
وانا قلبي يتآكل من النار التي تحرقني من خوفي عليهم
وعندما وجدني زوجي سأجن نزلنا الى كابينة الاتصالات وأجرينا المكالمة
المكالمة التي كنت سأدفع عمري حتى اجريها واطمئن على اولادي واسمع اخبااارهم
رن الهاااتف هي ثواااني قبل ان ترد نور احسستها دهراا
اخيرا رفعت الهاااتف وقالت :
" ألو "
قلت لها : " كيفك ماما "
سمعت صوتي ولم تعطيني اي مجااااال للكلام
بدأت تتكلم وصوتها يهتز من الانفعاااال تريد البكاااااء
قالت لي : " وينكن ،، ليش ماعم تتصلوا ،، شو صار معكن ،، بالنا مشغول عليكن كتير كتير كتير"
قلت لها : " انقطع تلفوني وتلفون ابوكي "
لكنها ايضا لم تعطني مجاااال للكلام وقالت : " الله يسامحك ياماما كنت رح جن عليكن ،، خلص إلت اليوم بنتظر ازا بكرى مااتصلتوا رح اتصل بالسفارة واسأل عنكن "
اخذت شموخ الهاتف من نور وقالت لي : " الله يسامحك ياايمي على هل الفصل الي عملتيه معنا ،، بالنا كتير انشغل عليكن والبنات كانوا رح يجنوا حتى يعرفوا شي عن اخباركن ،،، والعيلة كلها قلقت عليكن"
فكررت كلامي معها واخبرتها ماحدث معي وكيف كنت الح على زوجي بالاتصااال
عااادت نور وقالت : " اتصلت بخالتو بدبي سألت ازا بتعرف اي ش عنكن ،، بس هي صارت اطمني وتقول اكيد صاير ش خلاهن مايتصلوا ماتخافي ان شاء الله مافي"
قالت لها هذا الكلام وهي اشد قلقا علينا
واكملت نور : " و انا قررت ازا مااتصلتوا اليوم اني رح اتصل بكل السفارات ،، السفارة اليمنية والماليزية والاندونيسية "
قلت لها: " اووف اووف اووف ،، لهل الدرجة انا غالية عندكن ،، حبيت اخفف شوي من القلق الي هي فيه "
فاصبحت تقول : " الله يسامحك ياماما يعني مابتعرفي "
اخذت اقول لها في قلبي اعرف والله ولكن ماذا افعل ماباليد حيلة
وبعد عنااااء استطعت ان اطمئن على اخواتها واخوانها
حمدت الله على انهم جميعا بخير وانهم لم يصبهم اي مكروه
واقفلت الهاااتف وانا ضميري يؤنبني على قلقهم علينا
فأخذت اقول في نفسي كيف كنت انام وآكل وأولادي في هذه الحالة من القلق
لماااذا لم انزل الى الشارع بنفسي واتصل بهم
ولكني اعرف نفسي فأنا جباااانة اخاااف ان ااذهب بنفسي الى اي مكان في بلدي فما بال في بلد الغربة
كنت اجلس بالساااعات لوحدي في الفندق ولاأخرج لا مع زوجي
هذه انا وهذا طبعي ماذا افعل
انتهت المكاااالمة بعد هذه العااااصفة الكبيرة من نور
تكلمت مع اختي في دبي وقالت لي نفس الكلام وشرحت لها ماحدث لي....
ثم اجرى زوجي مكالمة لصديقه وطلب منه ان يدفع فاتورة هاتفه حتى لايحصل معنا مثل الذي حصل....
فعلا ثاني يوم دبت الحرارة في هاتف زوجي كما دبت بي الروح والحيااااة بعد سمااااع صوت نور واخبااار اولادي والاطمئنان عنهم...
وعدت الى عادتي اتصل بهم كل يوم اكثرمن مرة وارسل لهم مسجات
خلالالالالاص حرمت توبة اعيدها مرة ثانية
جلسنا في اليمن عشرة اياااام اخرى
توطدت علاقتي مع اهلها وكونت صداقااات رااائعة مازلت الى الان على اتصال بهن
وفي يوم كنت جالسة في بيت احدااااهن ارسل لي زوجي هاااتفه مع طفل لان هناك مكالمة لي من اختي
استغربت هذا الاتصاااال ،، وبعد السلام عليها والسؤال عن صحتها قلت لها : خير في شي صاير
ردت علي وقالت : " عمك في لبنان اصيب بمرض السرطاااان ويريد منك ان تكلميه ضروري
قلت : لاحول ولا قوة الا بالله ،،،، متى حصل معه هذا الشئ ،، وكيف تذكرنا الان بعد كل هذا العمر ،،، ولماذا انا بالذااات "
قالت : " مابعرف هوي بدو يحكي معك ومعي ،، انا من شوي حكيت معو بس سأل عنك كتير "
اخذت الرقم منها واتصلت به وسمعت صوته بعد عمر طويل طويل طويل لم اره فيه ولم اسمع صوته
كان توأم ابي رحمة الله عليه ،،، كم تمنيت ان ارااه ،، لعلي ارى ابي بوجه ،، بكيت ودعوت له بالشفااااء وطلب مني بالحااااح الدعاااء
اخذت ادعو وادعو انتهت المكاااالمة وانا مازلت في حيرة من امري لمااذ عمي تذكرني بعد كل هذا الوقت....
بعد ذلك سمعت انه تعب اكثر وادخل الى المستشفى وكان يذكر اسمي دااائما ...
سبحاااان الله الى الان لم اعلم السر في ذلك
انتهت ايامي في اليمن ،، ودعت صديقااااتي ،، وذهبت الى المطااار وانا احمل ذكرياااات من اجمل ايام عمري
ركبت الطااائرة فرحة اخيرا سألتقي باولادي
دعوت دعااااء السفر واخذت ادعو لي ولزوجي ولاولادي ....
وفي الطائرة اخذ زوجي يكلمني عن عمي وعن صلة الرحم ويجب علي ان اسافر الى سوريا من اجل ان آراهم قبل ان يتوفاهم الله واندم
فقد اصيب عمي الثاني والثالث ايضا بنفس المرض
اخذ يشجعني كثيرا على ان نسافر في عطلة نصف السنة
جزاك الله خيرا يازوجي العزيز
واخيرااااا
وصلنا الى بلدنا العزيز على قلبي ،،، وكانت نور وشموخ في استقبالنا
اخذ احضن نور واقبلها وكأنني لم ارها دهرا وليس شهرا
سلمت على شموخ واحتضنتها ايضا فهي اختي ايضا
ركبنا السيارة ونور تتكلم بهرج وبضحك على الذي حصل معها وكيف كانت ستتصل بالسفارة
وانا احس بالذنب واقول ياحراااام ،،، اما ابيها فكان يعلق بطريقة ضاااحكة على تفكير نور
طوااال الطريق كان وجهي للخلف حتى اتكلم مع نور وشموخ
اما زوجي فكان يسوق السياااارة ويضحك مع نور عندما كانت تلومه على عدم الاتصااااال
بعد ذلك قالت لي نور : " ماما بدي فرجيكي على شغله "
قلت : ماهي؟!!
فتحت هاتفها على صوررة وقربتها لي وهي تنظر على شموخ والضحكة على فمها
اخذت منها الهاتف وانا اعتقد انا هناك بلوتوث ضااااحك
استمرت نور بالنظر الي عيناها معلقتان على وجهي تريد ان تعرف تأثير هذه الصور علي
نظرت الى الصورة ببسااااطة ،،، اعدت النظر ،،، مرة ومرة ومرة
مااااهذاااا ؟؟!!!
لم اصدق عيناااااي ،،، كيف هذا ،، ومتى ،، ولمااااذاا؟؟!!!
معقووووول الذي ارااااه !!!
اغرورقت عينااااي بالدموع بعد ان استوعبت الامر...
قلت لها : " ماهذا ؟؟!!
نظرت لي وهزت برأسها وضحكت : " اي هاي فرح ،، عملت العملية "
قلت : " كيف عملتي العملية لاختك وانا مو موجودة "
ردت : " لما اخدت فرح للمستشفى وشافا الدكتور انصطدم وقال لازم ينعملا عمليه هلأ لأنو لوزها كتير كتير تعبانين وممكن يأثر على القلب .. .. .. وماكان في وقت اخبرك وماحبيت اشغلك بالك لانك مارح تئدري تعملي ش وانتي هنيك ..."
قلت لنور : " طيب ليش ماخبرتي الدكتور اننا مسافرين ولمانرجع بنعمل العملية "
قالت : " احمدي الله انو ئدر يلغي عملية مريض حالته مو مستعجله وحط فرح بدالو"
عدت انظر للصورة وتذكرت كيف كنت مع نور عندما عملت هذه العملية ،، وكيف فرح كانت لوحدها وانسابت دموعي على خدي
اخذت نور تحضنني وتقول بضحك : " لاتزعلي ياماما اصلا تدللت فرح بهل العملية اكتر من لو انتي كنتي موجودة ،، "
طبعا عندما عرفوا انني مسافرة ونور لوحدها كل صديقات نور اتوا الى المستشفى محملين بالهدااايا
وصديقاااات شموخ ايضاا ،، فعندما يسألوها اين انت تقول لهم بالمستشفى يأتون لزيارتها وزيارة نور وفرح
فقد اصبح صديقات شموخ صديقات نور ايضاا لانها تعمل في نفس عمل شموخ حيث المكان التي تطوعت للعمل فيه ...
وهكذا تدلت فرح في هذه العملية بشكل كبير ،، ومن عائلتها ايضاااا
وصلت الى المنزل وكانوا اولادي مجتمعين ويلبسون اجمل ملابسهم
وكالعااادة البيت نظيف ،، والطعاااام والحلويااات مجهزة كل ذلك من اجل وصولنا
سلمنا على الاولاد جميعا وتجمعوا حولنا
وعند رؤيتي لفرح اخذت اضمها الى صدري بقوة وجسمي يرتجف من خوفي عليها واخذت ابكي وابكي
فأخذت فرح تقول لي : " ماما مافيني ش انا بخير والحمد لله والعملية نجحت "
فاخذت اضمها واقبلها وانا لا اصدق الذي حصل
ذهب زوجي لكي يرتاااح
اما انا فجلست مع فرح ونور ومرح وشموخ لكي يقصوا لي ماحصل معهم بالضبط
وانا جلست اسمع لهم بانصاااااااااااااااااات
فكيف اخذت نور قراااااااااااار العملية :exclamationpoint:
ومااااذا حصل في هذه الاثنااااااء
تحياااااتي لكم
ايمي
واعذروني على التاخير كنت اريد ان اكمل ولكن اخاف ان يقطع معي الكمبيوتر