كيف ننصر إخواننا المسلمين في غزة وفلسطين وكل مكان؟
كيف ننصر إخواننا المسلمين في غزة وفلسطين وكل مكان؟
هناك منشور جميل كتبه الشيخ حمزة أبو زهرة عبر حسابه الشخصي على فيس بوك -وهو معطل حاليًا- كان ينصح فيه متابعيه ببعض الطرق لنصرة إخواننا في بورما. وفي رأيي هذا منهج متكامل لنصرة إخواننا المستضعفين في كل بقاع الأرض؛ في غزة والقدس المحتلة وكشمير والصين وبورما وسورية واليمن وكل بقاع الأرض.
يقول: سأل سائلٌ: كيف ننصر المستضعفين؟ أقول -مستعينًا بالله الولي النصير-:
توحيد الله
انصروهم بتوحيدكم ربَّكم؛ أفرِدُوا الله -المتفرِّد في نفسه بكل جمالٍ وجلالٍ وكمالٍ- بالحكم وبالعبادة وبأسمائه وصفاته؛ فلا تشركوا معه في الحكم طاغوتًا ولا قانونًا، ولا تشركوا معه في العبادة حيًّا ولا ميتًا، ولا تُشابهوا في أسمائه وصفاته من عطَّل ومن جسَّم؛ طاب بالفطرة الموحدون.
قضية التوحيد من أهم القضايا لدى أي مسلم، فعَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ وَيَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ وَيَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ”.
قال الشيخ ابن باز -رحمه الله- معلقًا على هذا الحديث الجميل: “من مات على التوحيد لا يشرك بالله شيئًا فإنه من أهل الجنة وإن زنى وإن سرق، وهكذا لو فعل معاصٍ أخرى كالعقوق والربا وشهادة الزور ونحو ذلك، فإن العاصي تحت مشيئة الله، إن شاء ربنا غفر له، وإن شاء عذبه على قدر معاصيه إذا مات غير تائب، ولو دخل النار وعذب فيها فإنه لا يخلد، بل سوف يخرج منها إلى الجنة بعد التطهير والتمحيص” انتهى من “فتاوى نور على الدرب”.
الولاء والبراء
انصروهم بالولاء والبراء في الله؛ قرِّبوا من قرَّب الله وإن بعُد، وأبعدوا من أبعد الله وإن قرُب.
قضية الولاء والبراء من أولى وأهم القضايا في دين الإسلام، وللأسف مهدور حقها جدًا على منابر المسلمين اليوم! وللأسف لا يحققها كبار المشايخ في بلاد المسلمين، وهذا شيء يدعو للعجب! بعض المؤسسات الدينية مساومًا في عقيدته في أمر (التهنئة بأعياد المشركين) رغم أن ذلك محرم باتفاق جمهور أهل العلم. فلا حول ولا قوة إلا بالله، والتمييع ليس فقط في مسألة تهنئة النصارى بأعيادهم ولكن في أكبر المسائل، هناك عدة كتب تساعدك لفهم هذه القضية ننصحك بها:
- الولاء والبراء لسعيد القحطاني.
- الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية لمحماس الجلعود.
- الموالاة والمعاداة. لمحمد المسعري.
انصروهم بمعاداة الكفار والضُّلال والظالمين والفاسقين؛ كلٌّ بما عنده من الجاهلية.
انصروهم بالكفر بكل طريقٍ لا يفاصِل فيه أهلُه الكفرَ، ولا يرون الجهاد وحده سبيلًا.
انصروهم بحفظ الحدود، وأداء الفرائض، واتقاء الفتن، ومن بعُد فليعُد من قريبٍ.
إحياء شعيرة الجهاد
انصروهم بإحياء شعيرة الجهاد؛ في نفوسكم وفي أبنائكم وفي المسلمين، ليس في القدَر كله ولا في الشرع جميعه -إلى قيام الساعة- سبيلٌ يعادَى به العدوُّ غيرُه؛ صدق الله وكذب المنافقون.
هل يخفى على داعية مسلم أن الحديث عن شعيرة الجهاد الآن واجب حضاري وشرعي، فللأسف أصبح كثير من المسلمين يظن أن الفريضة الغائبة انتهت بانتهاء عصور الخلافة الإسلامية، ولا ينتبهوا لقوله -ﷺ-:
ولا إلى قوله تعالى: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) (23) الأحزاب.لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
الدعوة إلى الله
انصروهم بالدعوة إلى الله ورسوله؛ كلٌّ بما يستطيع ويحسن، ما أكثر شُعَبَ الإسلام!
ثغور الإسلام شاغرة تحتاج إلى رجال قائمين عليها، ولكن أين المسلمين اليوم من واقعهم! يظن الناس أن الأمة لا يمكن أن تنتصر إلا بصورة واحدة وهذا قلة وعي منهم؛ يمكنك أن تنصر دينك بالدعوة والعلوم الشرعية كحال بعض الدعاة في عصرنا الحالي: الشيخ سفر الحوالي – الشيخ عبد العزيز الطريفي، وكحال بعض المهندسين أمثال: المهندس المجاهد يحيى عياش، وكحال من يجيد الخطاب مع الجماهير أمثال: الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، ومنهم من ينصر دينه في أرض الميدان أمثال: القائد محمد الضيف.
فالثغور كثيرة جدًا، لكن أين المسلمين من كل هذا؟! اسأل نفسك أين يمكنك خدمة هذا الدين والتضحية والبذل ابتغاء مرضاة الله، اسأل نفسك ونفذ ما تقدر عليه لخدمة هذا الدين.
- انصروهم بإصلاح قلوبكم؛ مع الحق حبًّا وإخلاصًا، وفي الخلق برًّا ومرحمةً.
- انصروهم بالحق؛ تبصُّرًا واستمساكًا ومفاصلةً؛ تعس -في المعركة- جاهلٌ وخائرُ وجبانٌ.
- انصروهم بإقامة العدل فيما بينكم؛ لعل كثيرًا من ظُلم عدونا لنا بتظالمنا فيما بيننا.
- انصروهم بإعداد نفوسكم؛ كَفًا لها عن سفاسف الأمور، وحَمْلًا لها على معاليها.
النصرة بالمال
انصروهم بأموالكم؛ ادَّخروا من أطيبها خيرًا لأمتكم، ولو يسيرًا يباركه الرحمن.
يمكنك مساعدة إخوانك في فلسطين بالمال ولو كان قليلًا، ولكن احذر من الوقوع في عمليات النصب والاحتيال بسبب انتشار الكثير جدًا من المؤسسات التي تجمع التبرعات وتنفقها في أماكن لا تستحق.
ولا تنسى أن حملات المقاطعة مؤثرة جدًا لتدمير اقتصادهم،فلا تشتري منهم منتجًا أو سلعة، بأموالك يصنعون رصاصة أو صاروخًا يقتلون به إخواننا في غزة.
قراءة التاريخ
انصروهم بقراءة التاريخ والاعتبار بسنن الله فيه، وفقه الواقع بدون تفريطٍ أو شططٍ.
قراءة التاريخ والاهتمام بفهم القضية الفلسطينية من أول يوم حتى الآن يبصرك أكثر لفهم حقيقة الصراع، ويوضح لك أبعاد المعادلة جيدًا؛ حتى لا تقع فيما يقع فيه الجهال الواهمين بأن الفلسطينيين باعوا أرضهم! والمستبصر في بدايات القضية وجوانبها الاجتماعية ومشاكل الزراعة واللاجئين وتواطؤ الكيانات العربية المحيطة وكافة هذه التفاصيل يعلم جيدًا حماقة هذا الادعاء.
النصرة بالإعداد
- انصروهم بإعداد أجسادكم؛ كلٌّ بما يقدر عليه من رياضةٍ، وصية رسولكم وأصحابه.
- انصروهم بإعداد ما تستطيعون من قوةٍ علميةٍ وعمليةٍ؛ وإنَّ علمَ اليوم لعملُ غدٍ.
وانتشرت عدة رياضات وقت الرسول ﷺ منها الجري على الأقدام، فكان الصحابة رضي الله عنهم يتسابقون، وكان رسول الله يُقرهم على ذلك.
ومنها الرماية: وهي رياضة تقوي الذراعين وتحتاج إلى قوة كبيرة، يقول النبي -ﷺ-: “ألا إن القوة الرمي”. ومنها الفروسية وركوب الخيل، ففي حديث أبو هريرة، أن النبي -ﷺ- قال: “لا سبق إلا في خُفِ أو حافر أو نصل”. ومنها السباحة، قال عمر بن الخطاب: “علموا أولادكم السباحة والرماية، ومروهم فليثبوا على ظهور الخيل وثبًا”.
النصرة بالوعي
- انصروهم بالتفقه في الاعتقاد والعبادات والمعاملات؛ كلٌّ بما يستطيع من وسيلةٍ.
- انصروهم بالزهد في الدنيا؛ من اطمأن بها ملأ الله قلبه وَهَنًا، ونزع مهابته من قلب عدوه.
- انصروهم بمعرفة الجاهلية؛ ثقافاتها وأوثانها وأنظمتها وقوانينها وسُبلها وأخلاقها.
- جاهلية القرن العشرين. لمحمد قطب.
- واقعنا المعاصر. لمحمد قطب.
- معركة الأحرار. لأحمد سمير.
- إفاقة. لزيد بلال.
النصرة بالدعاء
انصروهم بالدعاء الخالص والاستغاثة الصادقة؛ على كل أحوالكم وجميع أحيانكم.
يظن الناس أن الدعاء لا فائدة منه، ولكنه والله سلاح عظيم، قال رسول الله -ﷺ-: “لا يَرُدُّ القَضَاءَ إلا الدُّعاء”، فكيف يمكننا الاستخفاف بهذا السلاح العظيم! ألم تقرأ عن أخبار الصاروخ الإسرائيلي الذي بمقدوره يدمر برج سكني وسقط على أحد منازل غزة دون الانفجار، فكيف يمكنك تفسير هذا إلا أنه بفضل دعائكم وبرحمة الله ولطفه قبل كل شيء، فاجعلوا لكم وردًا ثابتًا من الدعاء لا تفوتوه في أي ليلة، تذللوا واخشعوا لربكم لعله يستجيب لأحدكم.
النصرة الإعلامية
- انصروهم بنشر قضيتهم في الناس؛ كلٌّ بما يحسن ويستطيع، ما أعظم آثار الإعلام اليوم!
- انصروهم بكل وسيلةٍ توصِّل إليهم شيئًا؛ حَسْبُنا الظنُّ الراجح، لا حيلة لنا في اليقين.
ختامًا
انصروهم بالاجتماع على قواعد الإسلام ومعاقده؛ وفيما سوى ذلك سعةٌ للمسلمين وثراءٌ.
لا أقول إنكم لا تُنصرون حتى تحققوا ذلك كله؛ بل حسبكم أن تتحركوا منه بما تستطيعون، “مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ”؛ إنما السبيل على المبدِّلين المغيِّرين، وعلى المقتسمين المبعِّضين، وعلى المميِّعين المضيِّعين، وعلى المخذِّلين المعوِّقين، وعلى الغلاة الشاطِّين، وعلى الفسَّاق المصرِّين. لا إله إلا الله؛ الحَوْل به، والقوة منه، والتفويض إليه، والتوكل عليه؛ مولانا خير الناصرين.انصروهم بالضرب على يد الطغيان -حيث كان- بلا هوادةٍ؛ ومن لم يقدر فليتقوَّ بأسباب الله.
منقول
موقع تبيان
موقع تبيان
اسم الموضوع : كيف ننصر إخواننا المسلمين في غزة وفلسطين وكل مكان؟
|
المصدر : ملاذ الأرواح