قصة في رسالة ...الكل نادم الآن

احصائياتى
الردود
0
المشاهدات
371

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,555
مستوى التفاعل
9,653
النقاط
113
قصة في رسالة ...الكل نادم الآن
رسالة من أخت ...
قصة واقعية تستحق القراءة ... رحمة الله عليها
نحن عائلة عامية بعيدة كل البعد عن الإلتزام ، أنا لم أكن محجبة وأمي كانت تضع خمارًا مع ثياب بعيدة كل البعد عن الحجاب الشرعي ، أما أختي فبالرغم من أنها تصغرني سنًّا.. فقد ارتدت الحجاب الشرعي في السنة الأولى ثانوي ، لكن بعد صراع طويل مع عائلتي.. بعد أن تصدى الجميع لرغبتها في التحجب بحجة أنها لازالت صغيرة وستندم على قرارها عندما تكبر ، كنَّا كثيرا ما نتهاون في فروضنا الدينية ونصلي تارة ونتوقف تارة أخرى ، كانت أختي دائمة النصح لنا والتذكير.. توقضنا لصلاة الفجر وتنقهر إذا لم نؤدي صلواتنا في وقتها.. كانت تتحمل صراخ أبي وأخي الأكبر عند إيقاضهم من نومهم.. لكنها لم تستلم أبدا..

عانت أختي كثيرا ، فقد كنَّا قليلي الحديث معها بحجة أنها لاتشبهنا ولا تملك نفس ميولاتنا الدنيوية كالتسوق المستمر والتجمعات النسوية في المتنزهات والأعراس ، ففي المرات القليلة التي كنا نخرج سويًّا ، يندهش الناس من إختلافها حتى أنهم يظنونها الأكبر سنًّا ، كانت أختي هادئة خجولة كثيرة الإبتسام مع الغير بالرغم من نظراتهم المستفزة..

كيّ أُصدقكم القول.. دائما ماكنت ألمح نظرات الحزن على عينيها ومشاغل الدنيا ألهتني عن سؤالها و معرفة السبب !

لازلت أذكر كيف سخر أخي الأصغر من ترتيلها للقرآن ، أخبرها أن صوتها بشع لا يصلح للتجويد ، لازلت أذكر كيف كانت تترجاني أن لا أشغل الموسيقى في غرفتنا ، حيث أنها قالت لي أنها تخاف عليّ من عذاب جهنم.. لكنّي لم أكترث و أخبرتها أن تغادر الغرفة إن أرادت ذلك ، لازلت أذكر كم مرة جادلناها في مسائل فِقهية فكانت تجادلنا بالدليل ونحن بأهوائنا !! وإذا إنتصرت علينا نسكتها بجملتنا الشهيرة : "توقفي عن الفتوى يا إمامة.. يا شيخة.."

أنا اليوم أقف على حافة قبر أختي أدعو لها بالرحمة.. وكل هذه المواقف تحيط بذاكرتي.. ليت الزمن يعود.. ليتني استطعت ضمك لصدري الآن وأخبرك أننا تغيرنا يا أختي.. بعد أن نهش السرطان عظامك وأُدخلتِ قبرك.. صدمة عرَّفتنا بقيمتك.. فالكل نادم يا أختي ، الكل يريد سماع ترتيلك الآن ، لقد توقفتُ عن سماع الأغاني ، وارتدينا الحجاب الشرعي أنا و أمي ،صرنا نحافظ على جميع صلواتنا ، صرنا العائلة التي كنتِ تحلمين بها.. ليتكِ هنا يا أختي ..!

أعلم أن الأوان قد فات.. لكنّي متأكدة أنك متواجدة في المكان الذي يليق بك و إبتعدتي عن العالم المليئ بالذنوب.. رحمك الله و أسكنك جنته أختي💔😢
------

صفحة الشيخ بلال الحموي
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه