في يوم من الأيام "مذكراتي"...

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,120
النقاط
113
فاصل،،
قرأت كثيرا عن أنماط الشخصيه وعن الشخصيات الحسيه والحدسيه....،، ولم أستطع حتى الآن أن أفرق بينهما....
مهما قرأت لاأكاد أستوعب شيئا...

هل لدى أحد شرح مبسط أَو توضيح عقلي مقفل لاأعرف لماذا....
 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,120
النقاط
113
( ١٣ )....


الذهاب لمركز التدريب أصبح جزءا من يومي.....

أصبح له مكانه الخاص في حياتي..... حتى أنني بدأت أتعلق بهذه الأمكنه... وأجد نفسي فيها....

الأطفال... كانت رؤيتهم في البدايه بهذه الوضعيات.... عندما أرى طفل متجهه أياديه إلى الوراء بدل ان تكون إلى الأمام....


رؤيتهم على كراسي متحركه وأياديهم متصلبه لايحركونها.... واللعاب يسيل من فمهم المفتوح طوال الوقت....
ملامحهم الغريبه نوعا ما...

الكثير من النماذج..... والكثير من المشاهد التي أصبحت أراها..... كانت مخيفه في البدايه....


لكنها مع الوقت بدأت تصبح عاديه...
وبدأت أرى هؤلاء الأطفال مثلهم مثل باقي البشر...


حتى ان خوفي منهم تبدد وتحولت مشاعر الخوف إلى مشاعر حب وتقبل لهم....
طبعا بعد مرور وقت طويل على إعتيادي عليهم..
أصبحت أراهم كالملائكه...
إنهم مساكين.....
إنهم بغايه اللطافه.......
أصبحت أنظر لهم بتقبل أكثر من السابق.....


وفي قلبي الكثير من مشاعر الألم نحوهم....
وأتمنى لو أن كل طفل يشفى ويفرح به والداه.....
اللهم اشفي كل مريض ياإله العالمين...
كنت أرى الكثير من الآباء ممن يحضرون برفقه أبناءهم..... يكابدون التعب والمشقه والكثير من المال في رحله علاجهم.....


وكيف ان حياتهم تغيرت بالكامل...
وأصبح لكل شخص منهم جدول كامل متكامل عن رحله علاج ابنه...
كنت أفكر كثيرا....
هل ندم هؤلاء الآباء على إنجاب اطفالهم؟!..


هل يعلمون عن المستقبل..؟!.
لماذا نرى أشخاص يرزقون بأطفال سليمين بسهوله تامه...
ونرى أشخاص ابتلو بمثل هذه الأمراض ويعانون في الحياه....؟!
كم من نعمه تحولت إلى نقمه في حياه الإنسان....!!!!


أرى الكثير من الآباء يحضرون برفقه ابناءهم ويقومون بتسليمهم لمدرب العلاج الطبيعي... فيما يبقون هم ينتظرون بالخارج.على كراسي الإنتظار.... حاملين هواتفهم طوال الوقت..... بملل كبير....!!!
أرى كثير من الرجال يحضرون برفقه الخادمه.....
لتقوم هذه الخادمه بحمل الطفل طوال الوقت...
والحضور لكل المواعيد وتدريبات الطفل...
والعنايه بأدق تفاصيله....
لتحل محل أمه تماما........!!!


كنت أشعر بالإنكسار لمثل هذه النوعيه من الأطفال.... أشعر بأن أمه تخلت عنه بالكامل....
وإلا فأين هي عنه......
وهو في أسوأ لحظاته وأكثر لحظاته ألما وضعفا....... وأحتياجا لأن يرى والديه بجانبه....


ولأن يرى أمه بجانبه.. بالأخص....
أين هي عنه....
حينما تكون الخادمه برفقه زوجها كل هذه الفتره والساعات الطويله...... وتناوله الطفل وتساعده عليه بين الحين والآخر..... كل هذا القرب......


ألا تشعر بالغيره... ألا تشعر بأن مملكتها مهدده بالخطر... ألا تشعر بأن الخادمه حلت مكانها في العائله...!!


ربما تكون قد شعرت بالملل من رحله العلاج اليوميه..... ربما تعبت لسنوات... لاألومها ولكنه ليس مبررا.... ليس مبررا أبدا... لاأقتنع ولن اقتنع إلى الأبد... إنه ابنها...!!!!!

كيف يهون عليها ان يجد في هذه اللحظات المتعبه حضن الخادمه الحنون بدلا من امه......


ربما تكون موظفه ولاتستطيع الحضور مع ابنها...
لكن.....
الله يلعن الوظيفه ان كانت ستبعدني عن عائلتي.....
ربما أنا مثاليه....... ربما أنا أبالغ........
ولكن هذه قناعاتي.....


دخلت إلى مركز التدريب... كان بالداخل امرأتان ملتزمتان بالبقاء بجانب ابناءهم....
وإلا بقيه النساء ينتظرون في الخارج.....
أما البقيه بالداخل فكانو كلهم رجال...
كنت أراقب المرأتين من بعيد.....


وأتمنى لو أتحدث لإحداهن.... أتمنى لو تبادر إحداهن بالتعارف.... لدي الكثير من الأسئله لأسالهم....... أريد ان اعرف عن كل صغيره وكبيره عن مايحدث حولي..... أريد خلاصه تجاربهم.....


ليت إحداهن تبادر........... كان زوجي يطلب مني دائما الذهاب إليهما وسؤالهم عن كل شيء.....


واخذ معلومات منهم ربما تفيدني في شيء ما....
لكني خجوله وإنطوائيه......
لاأبادر بالتعارف إطلاقا..... نظرت إلى إحدى تلك المرأتين... كانت تمسك بهاتفها طوال الوقت.... كان يبدو انها شخصيه مرحه وانفعاليه.....


او بارده......


غير مكترثه لما يدور حولها.....رغم انها لم تتحدث ولم تفعل اي شيء سوى امساكها لهاتفها بطريقه تجعلك تشعر بانها تشعر بالملل.....


شعرت بذلك.....
الطفل الذي يبكي أمامها يبدَو أنه طفلها....
يبدو بالعاشره من عمره....
كان مع المدرب..... ألبسه المدرب ذلك الحذاء الغريب... كان يدفعه للمشي.... كان الطفل يبكي... ولكن المدرب يصر على ان يكمل المشي.....


يبدو لطيفا ومشجعا حينما يبدو الطفل مطيعا..... وقاسيا أحيانا أخرى ويرغم الطفل على الوقوف وإكمال التدريب....


طلب منه المدرب بأن يمشي ناحيه امه ليشجعه على التدريب.... يمشي الطفل لخطوات ويبكي ويقول له المدرب مشجعا...
أكمل اكمل أذهب إلى امك..


ثم يسقط على الأرض ويبكي وهو يمد يده إلى أمه وينظر إليها.......... لكن أمه لم تنظر إليه حتى...............


ولم تبدي أي رده فعل.... وبقيت بذلك البرود والملل تمسك بهاتفها........
نظرت إليها...... شعرت انها تتعمد تجاهله...
يالقساوه قلبها.....


أبتعد ذلك المدرب مع الطفل لمكان آخر....
بقيت تلك المرأه تنظر إلى هاتفها لفتره طويله...
بقيت أنظر إليها.... أغلقت هاتفها أخيرا....


وتنهدت تنهيده طويله..... ثم تحول ذلك البرود لهدوء وحزن وصمت غريب.....
فكرت بيني وبين نفسي... يجب أن لاأحكم على الآخرين منذ البدايه.... ربما لدى هذه المرأه ظروف قويه... ربما هي فعلا قد تعبت مع ابنها وتقوم بخدمته فعلا.... ولو أنني لازلت أشعر بأستياء مع تصرفها..... إلا أنه لايجب أن نحكم على الآخرين من المره الأولى...



تنقلت ببصري إلى المدرب المسؤول عن علاج صغيري.... يبدو متضايقا مني....ولكنه صامت....

نسيت نفسي ونسيت صغيري بصحبه المدرب وأنا أنظر للآخرين...

المدرب يحتاج لمساعدتي دائما لإسكات الصغير وليتمكن من عمل التمارين بشكل جيد....

نظرت مره أخرى إلى المرأه الثانيه....

ترتدي النظارات... تبدو هادئه وجديه وطيبه القلب...كانت بصحبه زوجها.. لاحظت على زوجها بأنه مهتم بابنه جدا جدا... ويبقى معه بكل التدريبات وبكل الأوقات ويهتم به بأدق التفاصيل... ويقوم بتهدئته عندما يبكي.....
حنون جدا على ابنه ولطيف معه....

كم هو أب رائع فعلا... قلما نجد مثل هذه الشخصيات.....

 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,120
النقاط
113
أنتقلت ببصري إلى بقيه الأطفال في عجب وإستغراب شديد...... إنهم يبكون بلا توقف... لماذاا!!!!!!

التمارين تبدو عاديه جدا جدا... مثل التمارين الرياضيه البسيطه لاتبدو مؤلمه... فلم يبكي هؤلاء الأطفال بهذا الشكل...
لاأعرف هل يشعرون بالألم... أو بالخوف....
أو لأن المدربين يرغمونهم على فعل مايشعرون بالعجز عن القيام به...؟!
لاأعرف...... لاأعلم عن شيء....


أنتهت فتره تدريب صغيري... وتزامن ذلك مع إنتهاء فتره التدريب المرأتين أيضا....
كانتا قريبتين مني... شعرت بأنهم ينظرون إلي لأني شخص جديد بالمكان... مع ذلك لم أتجرأ على البدء بالتعارف...

توجهت للخارج.... إلى المصعد.. دخلت المرأتان معي... وأصبحنا ثلاثتنا بالداخل...

نظرت لي المرأه ذات النظارات وسلمت علي بإبتسامه... وسألتني ان كنت جديده وأجبتها بنعم..
سألتني ماذا به وأخبرتها عن يديه واقدامه...
دعت له بالشفاء... إبتسمت لها بخجل وتوتر...
كانت تتحدث مع الاخرى بأريحيه تامه كأنها أعتادت على هذا المكان لوقت طويل.....
سألتها منذ متى وهي ترتاد هذا المركز...... قالت ثلاث سنوات... فجعت عند سماعي لها.... هل يعني هذا بأني سأبقى هنا لثلاث سنوات أو أكثر....!!!!!!

إنتهى اليوم.....

في جلسه التدريب التاليه أيضا كنت أراقب المرأتين بصمت.... وأتمنى لو أتعرف أكثر إليهم ولكني لاأملك الجرأه...

بعد فتره لاحظت بأن المرأه صاحبه النظارات تشير لي بالأقتراب... كم شعرت بسعاده غامره كنت أنتظرها... شعرت براحه كبيره نحوهم.. شعرت بالألفه بينهم.....

بدأت المرأه ذات النظارات بالحديث معي عن أمور عاديه... هي والمرأه الأخرى التي ظهر لي فيما بعد بأنها امرأه مرحه للغايه... وانفعاليه...... ومنفتحه..


فجأه شعرت بالأنفتاح نحوهم.... وبجرأه كبيره وأصبحت أتحدث معهم كأنني أعرفهم منذ زمن طويل.....
سألت المرأه صاحبه النظارات عن ابنها وماذا به وكيف اكتشفت مرضه وماذا فعلت....... أبدو فضوليه بشده ولكن لاأستطيع مقاومه نفسي.... كنت أتمنى ان لاتكون من الشخصيات الذين يكرهون الأسئله الشخصيه....


قالت بأن حملها كان عاديا.... وحتى عند الولاده كان كل شيء عادي وطبيعي.. .. حتى شكله عادي ولايوجد اي شيء يدعو للشك.....
ولكنها كانت تلاحظ بأن رضيعها عندما ينام على وضعيه معينه او جهه معينه لايغير هذه الوضعيه أبداا... مهما طالت الساعات..... بدأ الشك يتسلل إلى قلبها... وأخذته للمشفى وأخبروها بأنه عادي ولايوجد به أي شيء...
وأن تغيير وضعيه حديث الولاده يختلف من رضيع لآخر..
ولكن هذه المرأه بدأت تشك كثيرا وأصبحت تتردد بين الأطباء وأخبروها بأنه لايعاني من شيء....


أخبرتهم بأن قلبها غير مرتاح أبدا وطالبت بتحاليل شامله للطفل وتبين فيما بعد من خلال الأشعه بأنه يعاني خللا في خلايا الدماغ...
نظرت لها بذهول اووه ولكن هل عرفتي عن المسبب لهذا الخلل........أي ماهي الأسباب... أسئلتي كانت دقيقه للغايه.... أخبرتني بأنهم قالو بأن فيروس أصابها أثناء الحمل وهي لاتعلم...
ومنذ ذلك اليوم وهي ترتاد هذا المركز.... طبعا الطفل كبر وأصبح عمره ثلاث سنوات.....
وهو لايستطيع الوقوف إلى الآن.....
ولايزال يتلقى العلاج... والله أعلم إلى متى........


أخبرتني بأنه يذهب في الصباح للرعايه النهاريه..... وفي العصر تكون تدريباته في هذا المركز....
كأنها تلمح إلى أن تفكيره ليس كامل...!!
قلت لها... ربي يعينك... عمره ثلاث سنوات وزنه ثقيل الآن... بالتأكيد حمله لكل مكان متعب للغايه..


أخبرتني بأن حالها أفضل من زميلتها.... تلك المرأه البارده... فظروفها أصعب... فطفلها أكبر عمرا ١٠ سنوات ووزنه أثقل وهي تقوم بحمله بكل مكان تذهب إليه وهو أيضا يذهب للرعايه النهاريه في الصباح... ويأخذ تقريبا اهتمامها ويومها كله...
خاصه في غياب والده طوال اليوم بسبب بعد عمله... علمت بأن لديها بنت وهذا الطفل الثاني ولم تنجب غيره.... بالتاكيد لن تنجب طفلا غيره... فحمله بهذا الوزن طوال اليوم سيجعلها تجهض من الشهر الأول...!!!


أخبرتني عن بعد منزلها عن المركز ومعاناتها في إيجاد مواصلات في كل مره لأجل ابنها....
ثم استأذنتنا في انها ستذهب بابنها إلى الحمام.. ورحلت... نظرت بسرعه إلي ابنها بإستغراب إنه كبير..... وأنتبهت إلى شيء لم أنتبه له سابقا... كان يبدو عليه انه غير طبيعي... كان فمه مفتوح طوال الوقت واللعاب يسيل منه بطريقه غريبه.....!!!


أصابني الصداع..... لست أفهم..... هؤلاء لاأمل منهم... انهم يعانون خللا في الدماغ..... وماأعرفه بأن تدريبات هذا المركز ليتمكن الطفل من المشي والتحرك بصوره طبيعيه..... ولكن هؤلاء يعانون خلل في الدماغ.... يعني هي خاربه خاربه...... فمالفائده من طفل يتعلم المشي والتحرك وهو لايفهم أصلا........ أمر غريب.... لاأفهم شيئا... أصبحت بحيره... لايمكنني سؤالهم بشكل مباشر فعلاقتي بهم حديثه وهذا السؤال خطوط حمراء...


أحيانا أتمنى المحقق كونان يكون شخص حقيقي.... ويخبرني عن تفسير كل صغيره وكبيره تدور في حياتي.....!!!!!....


توالت الايام........ كانت آخر زياره أزورها للمركز في ذلك اليوم.... كنت أقول فيها لتلك المرأه صاحبه النظارات.... أتصدقين ان صغيري لايعاني أي شيء..... دماغه سليم وكل شيء طبيعي.... ولم نكتشف السبب إلى الآن......!!!


قالت المرأه بفرح وتفاؤل.... حقا... هذا رائع... ان كان عقله سليم ففرصه شفاؤه كبيره.......
كان كلامها عفويا..... تلقائيا..... ولكنها نبهتني إلى شيء لم أكن منتبهه له من قبل.... هل حقا فرصه شفاؤه كبيره........... لاتدري هذه المرأه كم من الأمل والتفاؤل دخل قلبي من كلامها...
لاتدري بأن كلمتها هذه أيقظت في نفسي روح الأمل....... شعرت بإرتياح كبير....
إنها كالبلسم الذي داوى جرحي في ذلك اليوم.. .

صدقا كان كنزا لقائي بتلك المرأه........
نظرت إليها كان الحزن يبدو باديا على وجهها... قالت بحزن عميق وهي تنظر لإبنها : أخذنا ثلاث سنوات مع العلاج وهو لايستطيع الوقوف إلى الآن.........!!!!!!!


كان ذلك اليوم هو اليوم الأخير الذي ذهبت فيه للمركز......... أكملنا ثلاث اسابيع فيه........
من بعدها طلبت من زوجي بإصرار ان لانذهب إليه.... لازلت أشعر بإحباط وبضيق وبتعب من الذهاب إليه.......... ثم أن التدريب الذي يقوم به المدرب في ذلك الَوقت اعرفه وأقوم به في البيت..... اذ لاحاجه لنا لكل هذا التعب والمواصلات البعيده والوقت الطويل............

 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,511
النقاط
113
الإقامة
مع الله
الحمد لله
لا شئ كالأمل
أحببتها تلك المرأة اللطيفة
فعلا هناك أمل ، ولا يأس مع الله
ولطف الله واسع
الطب يتطور يوميًا



ربي يقويكن ويعينكم حبيبتي
ويشفي جميع الأطفال
خسارة أنك لن تعودي
كنت سأستمتع بقراءة حواراتكن
التي تسردينها بشكل جميل ^^
لكن بالطبع لا داعي لهذه المشقة
لو أنك تقومين بهذه التدريبات
أصبحت خبيرة بها الآن أكيد


موفقة ،،
 

رهف 88

Well-known member
معلومات رهف 88
إنضم
15 يناير 2017
المشاركات
2,650
مستوى التفاعل
1,703
النقاط
113
وأنت تسردين أحوال أولئك الأولياء أفكر كم لطف الله بنا..
رؤية او التفكير في أحوال اولئك المبتلين ورغم تعاطفنا معهم الا انني شخصيا أؤمن ان الله ارحم علينا من الأم بوليدها .. مثل هذه الابتلاءات تعلم الناس التسليم بقضاء الله ومشيئته .. تعلم الصبر
 

رهف 88

Well-known member
معلومات رهف 88
إنضم
15 يناير 2017
المشاركات
2,650
مستوى التفاعل
1,703
النقاط
113
الايام الماضية قضيت فترة في المستشفى .. في قسم طب الأطفال .. كانت فترة ذكرتني بضرورة حمد الله .. كل حالة تمر علينا تذكرنا أننا في النعم نرفل ونتقلب بفضل الله وحده سبحانه وتعالى
شخصيا كنت اتألم لحال الرضع .. واكثر ماكان يؤلمني حال أهلهم .. وكنت أذكر نفسي انها مشيئة الله فيهم .. الله الرحمن الرحيم اللطيف الخبير العليم
علمتني تلك التجربة كيف نقدر النعم
 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,120
النقاط
113
الحمد لله
لا شئ كالأمل
أحببتها تلك المرأة اللطيفة
فعلا هناك أمل ، ولا يأس مع الله
ولطف الله واسع
الطب يتطور يوميًا



ربي يقويكن ويعينكم حبيبتي
ويشفي جميع الأطفال
خسارة أنك لن تعودي
كنت سأستمتع بقراءة حواراتكن
التي تسردينها بشكل جميل ^^
لكن بالطبع لا داعي لهذه المشقة
لو أنك تقومين بهذه التدريبات
أصبحت خبيرة بها الآن أكيد



موفقة ،،
الحمد لله على كل حال...
أنا أيضا تعلقت بها بشده...
وكنت أخطط بتعميق علاقتي بها لشده ماآلفها قلبي....
لكن لم يكتب لنا ذلك...
لازلت في بدايه سردي للأحداث....

مشكلتي بأني ثرثاره خخخخخ لاأدري متى انتهي من كتابه مذكراتي وأختفي...
 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,120
النقاط
113
الايام الماضية قضيت فترة في المستشفى .. في قسم طب الأطفال .. كانت فترة ذكرتني بضرورة حمد الله .. كل حالة تمر علينا تذكرنا أننا في النعم نرفل ونتقلب بفضل الله وحده سبحانه وتعالى
شخصيا كنت اتألم لحال الرضع .. واكثر ماكان يؤلمني حال أهلهم .. وكنت أذكر نفسي انها مشيئة الله فيهم .. الله الرحمن الرحيم اللطيف الخبير العليم
علمتني تلك التجربة كيف نقدر النعم
الحمد لله... لابد من الألم لنتعلم قيمه النعم...
ولو أن قلبي يخفق لألم كل طفل....
لاأشعر بالتعاطف مع الأهلي بقدر ماأشعر بالاسى على الأطفال أنفسهم....

لكن هذه هي الحياه.....
 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,120
النقاط
113
( ١٤ )...

لازلت في فتره النفاس... بعد خروجي من مركز التدريب توجهت لأول جلسه علاج طبيعي في المشفى............ كان المكان مختلف هناك كليا.. والمختلف أيضا بأن كل المدربات من النساء على عكس مركز التدريب...!!
كما لاحظت بأن كل الأهالي المتواجدين بالمشفى أكثر إهتماما ورفقا بأبنائهم من أولئك الذين كانو بمركز التدريب...!!!!...


لماذا؟! تساءلت كثيرا...........
هل لأن العلاج بالمشفى مجاني...!!! يرتاد إليه الأشخاص العاديون ذو المستوى العادي.. أما مركز التدريب كان العلاج فيه باهض الثمن....
غالبا يرتاده من لهم إمكانيه ماديه........

تساءلت مره أخرى....
هل المال يسبب تشتت العائله...؟!
هل المال يبعد العلاقات بين الناس..؟!
هو مجرد إستنتاج... لكن......... لاأعلم...!!!


تجولت بالمكان.... أستكشف....
شعرت بأرتياح كبير...
كلهم نساء...
التعامل مع النساء مريح جدااا...


ألتقيت بالمدربه المسؤوله عن صغيري..
نظرت لنا بوجه جاد صارم والكلام موجه لي ولزوجي...
قالت بنبره جاده حاده على عكس شكلها الطفَولي والناعم قالت : أسمعو سأكون صريحه معكم.....
لابد أن أخبركم الحقيقه من البدايه....
بالنسبه لشكل يديه وأقدامه فإنها لن تتغير أبداا وستبقى هكذا حتى عندما يكبر....
التدريبات والعلاج هنا هو فقط لكي لاتتطور حالته إلى الأسوأ... قلت في نفسي ( ماهو الأسوأ؟!.. هو لايحرك يديه وأقدامه أصلا...هل سيحدث شيء مختلف اذا تطور للأسوأ كما تقول! )...
أكملت تلك المدربه كلامها.. قالت : عندما يكبر قليلا ستتوجهون إلى العلاج الوظيفي... وهناك سيتم تعليمه كيف يأكل ويشرب ويرتدي ملابسه ويكتب وكيف يمارس حياته الطبيعيه وهو بهذه الوضعيه..


أكملت المدربه كلامها وهي تنظر بإستغراب نحوي : كما أنه لن يدرس بالمدارس العاديه... سيذهب لمدارس خاصه تناسب وضعه.....


كانت تنظر لي بتركيز شديد.يرافقه الإستغراب والتساؤل.. محاوله ان تترصد مني أي رده فعل..... كنت أنظر لها بهدؤوء كبير وصمت وبرود..... ولم أجبها بأي شيء... لكن في داخلي....... كنت أغلي من كلامها....... الأطباء.... دائما متشائمون..... دائما يتوقعون الأسوأ.... كل هذا بإسم الصراحه مع المرضى وعوائلهم..... أصلا هل تعرف هذه المدربه فعلا ماهو مرضه وماذا به...... لايبدو لي أنها تعرف الكثير.....


كم أتمنى أن أعود لها بعد سنين لأقَول لها انظري هذا الطفل الذي تقولين عنه .. بأنه لن يتغير... هاهو قد تغير....... سأقول لها بأن لاتكون سوداويه وتجعل الآخرين سوداووين مثلها... كيف تطلق أحكام على المستقبل وهي لاتعرف شيئا..... لما لاتعترف بأنها مدربه فاشله..... ليس كل من يملك شهاده طب يسمى طبيب....!!!!
في داخلي رفض عميق لكلامها.......
داخلي مشاعر مختلطه... رفض.. غضب... إصرار... تحدي.... حزن... يأس.. كلها أختلطت مع بعضها..


لم أتجاوب مع تلك المدربه.... ولم أتناقش معها.... شعرت برفض تام نحوها.... لاأريد أن أتحدث معها... أما زوجي.... فتعابير وجهه تعني بأنه موافق على كلامها... كما يبدو مستسلما ويحاول تقبل الموضوع... هو دائما يرى كلام الأطباء مسلماات لانقاش فيها.... فهو من يمتلك الخبره وهو من يمتلك الشهاده.... وهو من يعمل هنا لساعات طويله..... أما نحن فأشخاص عاديون......


لكن هذا خطأ... في حياتنا مررنا على كثير من الأطباء والمعلمين والمهندسين وغيرهم... كثير منهم قد مارسو مهنهم لفترات طويله..... لكن أداءهم في العمل اسوأ من السيء... او انهم لايملكون الكثير من الخبره.... أو أن الضمير لديهم نائم... المهم وظيفه يحصل فيها على المال....


بعضهم قد درس تخصصه... بدون تخطيط ولارغبه منه.... لمجرد أنه يبحث عن شهاده ما.... أو مركز ما..... ليشعر أنه كالآخرين.....


أقرب مثال أنا..... لدي شهاده تربيه ورسم وفنون ولاأعرف في الرسم الكثير.....
كانت خبرتي منحصره كلها في شرح الدروس وإيضاح المعلومه........
لو طبقت شهادتي وأصبحت أستاذه.. فسأكون ناجحه جدا.... لكن...... لو أصبحت رسامه..... فلن أقدم للآخرين الكثير....
لأني لم أتعلم حتى الآن كيف أرسم ورده بشكل دقيق وصحيح....!!


أمي أمتلكت خبره كبيره في علاج الربو بالأعشاب.... وبالأشياء الطبيعيه ولم تكن تعتمد كثيرا على الأدويه في علاج أخوتي من الربو......
كانت تحقق الكثير من التقدم مقارنه بغيرها من أهالي المرضى.... حتى شفي جميع أخوتي تماما......
وهي بالنهايه أستاذه وليست طبيبه....
وربما لو لم تكن موظفه لازالت ستكون إنسانه عاديه قليله الخبره وليست طبيبه
..


عادي جدا أن نرى أشخاص لايملكون شهاده أو الكثير من الثقافه ومع ذلك لديهم الكثير من الفهم والإدراك لشيء معين في الحياه.....

لماذا الناس تحكم على من يمتلك الشهادات بأنه ذكي وناجح أما البقيه فلا...
هذا ليس منطقا أبدا....


كان زوجي يتناقش مع المدربه ويسألها عن كل شيء.... أما أنا أعد الوقت والساعه لكي أخرج من هذا المكان..... أصبحت أكره كل الأمكنه... أريد أن أعود للبيت فقط....


عدت للبيت بعد يوم طويل شاق..... أشعر بالصداع... أستلقيت على سريري لمده نصف ساعه.... أغمضت عيناي.... أفكر كثيرا وأفكر وأفكر وأفكر وأفكر... بدأت أدخل في مرحله النوم العميق وأنا لازلت أسمع صوت أفكاري.......... فجأه بوسط الهدؤوء وتداخل الأفكار... أسمع صوت هاتفي يرن بقووووه..... أنهض بسرعه لأطفأه لكي لايستيقظ الصغير... بالكاد نام....


نظرت للهاتف إنه زوجي... قلت في نفسي في ضجر... ماذا يريد بعد...
فتحت الهاتف لأرد قال زوجي كوني جاهزه وأخرجي بعد ربع ساعه انا بالخارج.....


سألته لماذا.... قال أخرجي وسأخبرك لاحقا....
شعرت بيأس... أردت أن أنام ولو لوقت قصير....
خرجت إلى السياره..... رأيت أم زوجي مع زوجي.... تساءلت باستغراب مالذي يحدث....
أخبرتني أم زوجي عن وجود ممرخه ممتازه في هذه المنطقه لم نعرف عنها إلا الآن......
فكرت بإستغراب... الممرخه تتعامل مع النساء ومادخلنا نحن....
أكملت أم زوجي : سمعنا بأن التمريخ سيفيد الصغير كثيرا ونتائجه مثل نتائج العلاج الطبيعي...

لم أرد عليها بأي شيء... وأكتفيت بالصمت.... نظرت إلى نافذه السياره.... وأنا أنظر إلى الطريق.... وأفكر في الكثير........ في نفسي وفي أحلامي..... وفي حياتي بشكل عام... أراقب الطريق بتمعن.... وصلنا إلى أحد الأحياء الفقيره المتهالكه.... يبدو ان هذه الممرخه من المستوى المتدني...
وصلنا إلى موقع باب البيت.... نظرت إليه.... يبدو من الخارج.... بيت صغير متهالك جداا.... قديم مهترئ لأبعد حد....


شعرت بأني لو ركلت الباب بأقدامي فسيسقط من فوره.....
بصراحه لأول مره أدخل في بيت مثل هذه البيوت...........

 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,556
مستوى التفاعل
9,653
النقاط
113
هم يتكلمون بالكتب التي درسوها وربما لو مررت على طبيب ذي خبرة لحدثك.عن قدرة الله تعالى التي تجلت في شفاء كثيرين بأبسط الأسباب او دون سبب .

بانتظار الحزء القادم صراحة شعرت باحباط لما وصلت لنهاية الحزء ولم أجد التالي

بالانتظاااار
 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,120
النقاط
113
المشكله بأني غير قادره على الكتابه والتركيز الا في وقت حصولي على خلَوه بمفردي....
فعلا شعرت بأن الجزء قصير ولكني أستغرقت وقتا في التذكر والكتابه وصدمت بالنهايه بأني لم أكتب الا هذا فقط... 😅
 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,120
النقاط
113
فتحت إحداهن الباب.... دخلنا وأنا أراقب البيت بأكمله... من الأعلى ومن الأسفل..... يمينا ويسارا...... بيت ضيق ضيق.... لايتسع لأكثر من إثنان للمرور فيه.... مظلم ليس فيه سوى إضاءه بسيطه ولكنها كافيه لإناره المكان... كأني بداخل قبر من القبور..........
كل زاويه بالمكان بها صدأ ومهترئه..
.... البيت بنايته ضعيفه ولايبدو لي أنه يحتمل أي شيء بسيط.....
أتخيل بأنه لو أمطرت عليهم فسيطفون داخل البيت...... أو أنهم سيستحمون طوال الوقت بماء المطر الهاطل فوقهم....



نظرت إلى أرجاء البيت... أعتقد بأن فيه ثلاث غرف..... هذا ماأستطعت أن اراه..... أقصد الأبواب بداخل البيت... فكل باب يوحي لي بأن بداخله غرفه من الغرف..... لايوجد بالبيت أي أثاث ولاأي فرش......


قادتنا امرأه تبدو كبيره في السن إلى إحدى الغرف... دخلنا.. غرفه صغيره ولكنها مليئه من أولها لآخرها بالأعشاب والزيوت.... أعشاب وزيوت كثيره جداااااا....في كل زوايا المكان.... موضوعه بداخل كراتين قديمه..... وفي زاويه الغرفه توجد ثلاجه..
رائحه الزيوت تكتم المكان.... المكتوم من الأساس..
رحلت تلك المرأه لتخبر الممرخه بقدومنا.....
في هذه الأثناء قالت أم زوجي وهي تنظر للمكان بأسف وذهول : الحمد لله رب العالمين... الحمد لله على النعمه....


حضرت الممرخه وهي تسير ببطء وتثاقل.... امرأه عجوز نحيله..... شعرها كله أبيض..... مليئه بالتجاعيد.... تبدو كبيره جدا بالسن..... حضرت بإبتسامه وبأسلَوب ونبره شبابيه مليئه بالحياه....
مع ذلك.... لم أشعر بأي إرتياح نحوها.... بل المكان بأكمله..... يجلب الضيق......
سلمت علينا.... وسألتنا عن مشكلتنا.......


كانت تتحدث مطولا مع أم زوجي وكلما شرحت لها ام زوجي قالت تلك الممرخه بأسف وحزن وهي تنظر للصغير وتهز رأسها بأسى : ياااااحرااام!!!......

كنت أنظر لها وإلى أم زوجي بإستغراب..أشعر بأنهم يبالغون...
هل أنا مسكينه!! لاأشعر بذلك.....

هل الأمر خطر لهذه الدرجه.... هل هو سيئ جدااا... أشعر بأني الوحيده التي ابدو من بين الجميع هادئه....
او ع الاقل حزينه لكن حزن عادي.... أما الآخرين فيكادون يموتون من فرط الهم......!!
لاأفهم..... الخطأ بهم أم بي أنا....
دائما يصفني الناس بالشخصيه البارده.... هل أنا فعلا بارده ولاأعي حقيقه الامور...؟ !!!!!


كنت صامته.... وأراقب الساعه بين الفتره والأخرى... أرغب بالخروج من المكان...
أستغفرت الله......
أجد صعوبه بالمكوث هنا..
....... في نفسي إنفعال كبير.... ماهذا المكان..... ماهذا البيت....
أشعر أن كل ذلك غير حقيقي....
لايوجد بشر يعيشون هكذا.......
كيف ذلك... المكان يجلب الهم....
أشعر بأني مكتومه جداا... في بيت أهلي أعيش في بيت كبير وواسع....... الأماكن الواسعه الفسيحه مريحه جدا والأماكن الضيقه تجلب الضيق....


أخذت تلك الممرخه قطعه كرتون كبيره ووضعتها على الأرض وقالت ضعي الصغير هنا لأبدأ بالتمريخ..... نظرت لها بإستغراب على الأرض وعلى ذلك الكرتون القديم..!!...
ولكني فعلت ماتطلب بعدم إقتناع.... لكن لابد أن ننتهي ونخرج من هذا المكان....
طلبت مني إحضار زيت السمسم... قالت بأنه جيد لتقويه العظام.... أحضرته لها... طلبت مني فتح الغطاء لعدم قدرتها على فتح غطاء العلبه....!!!!
شعرت بإستغراب كيف تكون قادره على التمريخ إذا...!!


بدأت بالتمريخ وهي تستغفر وتذكر الله طوال الوقت.... كانت تنظر لصغيري بإستغراب كبير ودهشه..... فكرت يبدو أنها لم تتعامل مع هذه الحاله من قبل.... أفكر... بالتأكيد غالبا هي تتعامل مع النساء........
كانت أم زوجي تتحدث معها وتقول لها : سمعنا عنك كثيرااا.... شهرتك واسعه جداا.... سمعنا كثيرا بنساء يأتون خصيصا للعلاج عندك... كما سمعنا عن نساء تأخرو بالحمل ولم يحملن الا عندما جاؤوا عندك...!!!...
سألتها ام زوجي : هل صحيح بأن هناك نساء يأتين من خارج السعَوديه للعلاج لديك...؟!
قالت الممرخه وهي تضحك : نعم... الكثير من النساء من أماكن بعيده يأتون للعلاج عندي.....


بدأت افكر : عش في الدنيا ترى العجب...
ينتابني إستغراب فضيع... كل هذه الشهره إذا لما لازالت تعيش في هذا البيت ولاتملك أي شيء......!!!!...........
قبل خروجنا أعطتنا الممرخه مجموعه من الزيوت.... خلطتها ببعضها... ووضعتها في زجاجتين.... وأخبرتني أن أستخدم الزجاجه الأولى في البيت والزجاجه الثانيه ستستخدمها هي عندما أحضر لها في المره القادمه....

طلبت مني الممرخه كتابه اسم صغيري على العلبه التي لديها... لتستخدمها في المره القادمه...
ربما لأن يدها لاتقوى على الكتابه..... أو أنها لاتعرف سوى كتابه وقراءه الأشياء البسيطه.........

تلك الممرخه.... التي لاتملك الشهاده........ والتي لجئن إليها عدد كبير من النساء للحمل أو لعلاج مشاكل كثيره لديهن..... بعد يأسهن من المستشفيات والأطباء......!!


كانت أم زوجي تسألها عن المبلغ الذي تطلبه لقاء التمريخ والزيوت التي أستخدمناها... وتسألها عن الأشياء التي تبيعها وماذا لديها....
أشترت ام زوجي عده أشياء... شعرت بأنها تريد أن تتصدق عليها بطريقه غير مباشره.....


خرجنا من ذلك البيت.... في الطريق ونحن عائدين كانت أم زوجي تتحدث إلى زوجي وتوصيه بشده وتقول له بحزن عميق : لاتترك الصغير ولاتهمله .... أهتم به كثيرا قبل أن يكبر....
نظرت إلي ثم أشارت إلى يدي الصغير وقالت ببعض الإشمئزاز والضيق : الآن شكل يده صغيره جدا ومقبوله لكن عندما يكبر ستصبح مختلفه كليا...
يجب أن تفعلي أي شيء الآن..........
نظرت مطولا إلى تعابير وجهها...... أنتقل شعورها بالحزن إلي.............. يبدو أني فعلا... لاأعي حقيقه الأمور....

قبل ان أعود للبيت سألتني ام زوجي ان كنت أريد أن أنزل قليلا لبيت أبنتها الجديد لكي أراه....
وافقت مجامله...... أرتني بيت إبنتها الجديد والفخم والتي لم تتعب فيه ادنى تعب... مقارنه بالممرخه....
سبحان الله.... أرزاق.....


عدت لبيت أهلي... أخبرت أمي بما حدث..... قالت أمي : سبحان الذي جعل حاجه الناس لهذه الممرخه مصدر رزق لها...
أصبح الذهاب لهذه الممرخه أيضا روتيننا الآخر....
في مره حضرت عندها... ولاحظت بأن أحفادها طوال الوقت عندها....بكل الأوقات التي أحضرها أجدهم لديها.... على الرغم من صغر البيت وضيقه.....ورغم أن الممرخه أخبرتني بأن أحفادها متزوجون.... إلا أنني أسمع نفس الأصوات في كل مره....... وفي كل الأوقات.....
إنهم طوال الوقت عند هذه الممرخه........
مره أخبرتني بأن إحدى أحفادها الذي لديه اولاد لايعمل... أخبرتني من باب الصدفه....


فأستنتجت بأنها تقوم بالصرف عليهم جميعا بالإضافه إلى مصاريف البيت....
فكرت كثيرا.... هي تطلب أجر مقبََول وليس كثيرا مقابل خدماتها.....
مقارنه بغلاء الأسعار بالأماكن الاخرى....
كنت أسمع صوت رجل عجوز يبدو أنه زوج هذه الممرخه.... دائما أتخيله طريح الفراش وليس بينه وبين الموت إلا الأيام.... رغم أني لم اره....
لكن صوته المخنوق الذي يتحدث بصعوبه يوحي بذلك........


البيت صغير جدا وكل الأصوات فيه تصل لدينا...
عند حضوري لإحدى الجلسات عند هذه الممرخه........ دخلت وكان بالداخل امرأتان غيري.... أول مادخلت وأنا أحمل صغيري نظرت الإثنتان نحوي ونحو الصغير بتركيز شديد.......


جلست بإضطراب بعيدا أنتظر دوري... كانت نظراتهم غريبه...... سمعتهن يتحدثن إلى الممرخه... قالت إحداهن : الأمل في الله ثم فيك....... جئت إليك وكلي ثقه بأن تحمل زوجه أبني بفضل الله ثم بفضلك..... أمنيه حياتي أن أرى لهما طفل...... نحن ننتظر ذلك من سنين طويله... أنا أعرفك منذ وقت طويل.... لدينا فتاه من أقاربنا لَم تحمل منذ سنين الا بعد مجيئها إليك......


في هذه الأثناء بدأ صغيري بالبكاء....
شعرت بالتوتر... أشعر بأن كل من بالمكان يراقبني.... حاولت إسكات الصغير...... شعرت برغبه في الخروج بسرعه........... لاأشعر بالإرتياح...


قالت الممرخه : أسمعي سأعطيك جدولا كاملا يجب عليك الألتزام به....... ويجب ان لاتحمل زوجه ابنك لمده ست أشهر وتستمر بالألتزام في هذا الجدول.... هذا بالإضافه إلى جلسات التمريخ....


أعطتها جدولا كاملا كثير طويل لزيوت وأعشاب كثيره..... شعرت بأنها ماهره فعلا..... قالت الممرخه : هذه الأعشاب للإلتهابات..... وجلسات التمريخ لنزول الرحم.... وهذه الأعشاب.. لتقويه الرحم ولمنع الإجهاضات........
وهذه لتنظييم الهرمونات في الجسم....
وهذا جدول رقيه شرعيه يجب أن تستمري فيه مده من الزمن....
وهذا... وهذا..............
نظرت للممرخه بإعجاب.. إنها ماهره ماشاء الله.........

بدأت تعطيهم الكثير الكثير من الأعشاب.... وأعشاب أسماءها غريبه... لسان الثور ولاأعرف ماذا..
كنت أراقب الممرخه بدقه وهي تقوم بالتمريخ لصغيري... حتى شعرت بأني قادره على فعل ماتفعله هي أيضا... ذلك ليس صعبا.........


قلت لزوجي بأني لن أذهب للممرخه أيضا... وسأقوم بجلسات الطبيعي والتمريخ في البيت... ذلك أسهل......
يومي بأكمله من الصباح إلى نهايه اليوم في المشفى وعند الممرخه.... تعبت......
ومايقومون به ليس صعبا...... لما لاأتعلم أنا....


لكن زوجي يصر.... بأنهم أكثر خبره وإتقان مني....
قال زوجي : بحثت عن رقم ممرخه أخرى مارأيك بالذهاب إليها.... فلنجربها...
رفضت.... لكن زوجي أصر وأصر...... حدثت الممرخه الأخرى بإستسلام وطلبت منها موقع البيت....
في الطريق ونحن ذاهبون إليها كنت أتخيل أن نقف عند بيت محطم قديم مثل بيت تلك الممرخه....


ولكننا وقفنا عند بيت جديد وشكله جميل....
دخلت ورأيت امرأه عجوز أيضا شعرها كله أبيض...
ولكنها ليست نحيله كالممرخه السابقه بل بصحه جيده.....
تساءلت في داخلي : هل كل الممرخات عجائز!!!!
نظرت الممرخه الأخرى إلى صغيري بإستغراب.... كأنه شيء غريب لم تره من قبل....
بعد ان أنهت جلسه التمريخ..... سألتها كم تطلب من المال....
قالت : لا أبدا..... أنا أرفض المال.....
ولاأريد اي مقابل.... أساعد الآخرين لوجه الله.....

 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,120
النقاط
113
( 15 ) ..

كم هو تذكر الماضي مر وموجع .... إعاده الأحداث وإستشعارها مره أخرى متعب كثيرا ........
ليتنا نستطيع محو الماضي كما نمحو أي شيء لانرغب فيه ونريد التخلص منه ...


لكن لابد من المواجهه ..... لابد أن يواجه كل إنسان نفسه وماضيه .... ويرى حياته من منظار مختلف ... ويعرف ذاته على حقيقتها ....ويتعلم من أخطاء الماضي لينتبه في المره القادمه.....
ويكون حذرا في إختيار أي طريق يسير به ...
في طرق الحياه ......
كل إختيار يقوم به الإنسان وكل خطأ يجعله يدفع الثمن غاليا .. أنا دفعت الثمن .. لهذا أصبحت حذره بشده .. من أن لاأكرر الأخطاء ... إذ لاطاقه لي بأن أدفع الثمن مجددا ..
بالنسبه لي من المفترض أن يتعلم الناس من أخطاء بعضهم بالملاحظه والتفكير في حياه الآخرين ...


ليس شرطا أن نقع في الخطأ لنتعلم ...
لم لانتعلم من أخطاء الاخرين ... لم نضيع وقتنا وجهدنا ومشاعرنا ... في تكرار أخطاء قد قام بها غيرنا؟! ....


وصلت إلى منتصف النفاس .... كنت أشعر بالغرابه من مشاعر من حولي ....
فقد كان حزنهم كبيرا ... عميقا .... متألمين بشده .. حتى شعرت بأني المختلفه والغير طبيعيه بينهم ....
فقد كانت أمي تنظر لي بحسره وضيق طوال الوقت .. وكنت أرى نظرات الشفقه من أبي ... ومن إخوتي وأخواتي ..
كانت جدتي تزورني بين فتراات وكنت أراها تهز رأسها بأسى على حالي ..
أما خالتي قالت لي ذات مره بعفويه وانفعال : ليتك لم تنجبي هذا الطفل ... سيتعبك كثيرا .....
إبتسمت إبتسامه ساخره ،، ولم أرد عليها بأي شيء ... كما لم يضايقني كلامها .... بل قلت في نفسي ..
كم خالتي تحبني..أنا واثقه من حبها !! ..


أم زوجي كانت مثلهم ....
وزوجي أيضا والذي كنت أتحاشى التواصل معه أو الإقتراب منه ... لأنه تحول من شخص هادئ إلى شخص إنفعالي ....
أما أنا فقد كنت أعيش مشاعر مختلطه ومضطربه بعض الشيء ....
مابين شوقي وحبي ولهفتي للصغير ...
الشعور بالدفء في قلبي بإحتضانه وتقبيله طوال الوقت ...
وإنغماري بلذه القرب منه وبرائحته المهدئه الزكيه العطره ..... وتعلقي الجنوني به .....


ومابين صدمتي بوضعه الغير متوقع إطلاقا والذي لم يفكر به أحد مجرد تفكير " من كان يتوقع أن هذا ماسيحدث ؟" ...
من كان يتوقع أن ينجب فجأه من بين أطفال بكامل الصحه والقوه ..
في عائله كلها بأكملها أشخاص أسوياء أصحاء...
طفل يشبه المعاقين ؟!
نحن دائما نرى أن أحداث كهذه بعيده كل البعد عنا ...
دائما ماننظر إلى الإبتلاءات الشديده والقويه أنها بعيده وتأتي للآخرين وليس لنا .....
أو على الأقل أنا أفكر هكذا .... دائما أتخيل أن مثل هذه الأشياء القويه ليست مقدره ومكتوبه لي ....


كانت مشاعر الآخرين تنتقل لي بقووه...
أنا أكثر شخص يفهم الآخرين .. ويعرف مشاعرهم ....
لاألومهم فقد كانو في النهايه من فئه " المحبين"..
الجميع مستعد لتقديم المواساه .. والتعاطف ...
الجميع مستعد لتقديم المساعده ....
الجميع بات لايمانع بأخذ جزء من مسؤولياتي..
لأنني أصبحت " مسكينه ".....
يعطونني إغراء بأن أبكي أمامهم طويلا ....
وأرمي بمسؤولياتي عليهم ... بحجه أني أمر بضغوط رهيبه .... وبأني بحاجه للمساعده دائما ...


لكني لم أفعل ذلك ...كم أكره هذه الأفعال ... كم أكره الأشخاص الذين يظنون أنهم الوحيدون الذين يعانون في هذه الحياه ... أكره الذين يظنون أن الله خلق الخلق لأجل راحتهم ... ولأجل مساعدتهم في أمور الحياه .....


كنت أمام الآخرين وحتى أهلي وزوجي وأقرب الأقربين ..
قويه ... ومتماسكه ... لكني في داخلي لم أكن كذلك ... كنت بحاله صدمه وإنهيار بعض الشيء ....
لكني لاأحب إظهار ضعفي للآخرين ...
ولاأحب أن يساعدني أحد في أي شيء ..
أحب أن أمضي في الحياه وحيده .... أحمل نفسي بنفسي ... أشد أزري بنفسي ... وأواسي وأطبطب على نفسي وأستجمع قوتي بنفسي ..... أنصح وأستشير نفسي وأقرر وأختار طريقي بعد تفكير طويل مع نفسي ....


أنا مع المثل الذي يقول ....
أن الأسد يسير وحيدا .... والخروف مع الجميع ..!!
كانت أكبر مساعده يقدمها لي الآخرون في نظري ...
هي أن يمنحوني الوقت الكبير لأنعزل عن الجميع و لأحصل على خلوه طويله كبيره ...أداوي بها جراحي ... وأستجمع فيها قوتي ... وأشحن بها نفسي ....
أبكي فيها طويلا ... أنتحب بشده في الظلام ...
أبتعد عن الآخرين .... وأختفي ....
حتى أظهر لهم أخيرا وأنا بكامل الصحه .. والقوه ... والنشاط ... والإيجابيه ... والمرح ...والبرود ....
كما عهدوني دائما .....


الناس دائما ماتصفني بالقويه شديده الجفاف.. والصلبه .... والتي لايؤثر فيها أي شيء من أحداث الحياه ....
والتي لايهزها أي تعليق .. وأي كلام جارح ...
والتي لاتتعب أبدا من كثره العمل .....
لكنهم لايعلمون أني مثلهم ....
بل أشد حساسيه منهم ... لكن الفرق بيني وبينهم ...
هو أني أخفي مشاعري دائما وهم يميلون إلى إظهارها ....

نظرت إلى الصغير .. قبلت يديه وقدميه ..الصغيره جدا ... والناعمه .. أحتضنته بشده ...ربما سيختنق من قوه إحتضاني .. لكني لاأستطيع تركه ... لايشعر بهذه اللذه إلا شخص يعيش " اللحظه " ... لايعرف هذا الشعور إلا شخص له القدره على الإستمتاع بأبسط أبسط الأشياء ...


كنت طوال الفترات الماضيه ...قبل حملي بهذا الصغير .. أشعر بركود وخمول فضيع ... أشعر بأن الدنيا أصبحت خاويه .... سوداء .. مظلمه ... لاطعم لها ولالون .... لم يعد يفرحني أي شيء ... ولم يعد يحزنني أي شيء ... ولم يعد يؤثر بي أي شيء على الإطلاق ... لم أعد أملك الرغبه في السعي والعيش في هذه الحياه .... لم أعد أملك الدافع لفعل أي شيء ... كل شيء لم يعد له قيمه ... كل شيء أصبح ميتا ... حتى قلبي مات منذ زمن وتحول إلى اللون الرمادي...


لم ينبض قلبي إلا مع ولاده هذا الصغير... ولم أشعر بحلاوه الدنيا وطعمها الا بعد ان عرفته.....
في تلك اللحظات ........ عادت الروح لقلبي مجددا ...
عادت الحياه لقلبي الميت ..... أصبح لونه ورديا .... أصبحت أكثر جرأه .... وأكثر سعاده .... وأكثر إنفتاحا وثرثره مع الآخرين ...
أكثر هدؤوءا .....
أكثر ضحكا ...أكثر مرحا.. وحبا للحياه ......


تمنيت أن أختفي عن كل العالم ...... وأنزوي بعيدا انا وصغيري لوحدنا ....... طوال اليوم أبقى بجانبه ولاأفارقه ... أقبله طوال الوقت وأحتضنه طوال اليوم ...... تمنيت أن أكون بعيده جدا جدا ... أن لا أرى أي أحد ... ولاأتحدث إلى أي أحد .......


وأن أبقى مع صغيري ...... مع مشاعري القويه الهائجه تجاهه ..... لاأعرف مالذي سيحدث لي لو أبتعدت عنه ...... لاأستطيع إستيعاب كل هذا الحب .... إنه أغلى ماوهبني إياه ربي ...... أخذت أمسح على رأسه ...ألصق وجهي بوجهه..ماأزكى هذه الرائحه ...كنت أشعر بأن حبي لصغيري سيشفيه من المرض الذي هو فيه .. كنت أشعر بأن الحب يصنع المعجزات .... هل يلومني الآخرون .... لو أحببت الأبناء كل هذا الحب ......لو كان الأمر بيدي ..لأنجبت عدد كبير من الأبناء .. ولبقيت أنعم بحبهم الكبير طوال عمري .... أمي كانت هكذا .....


كنت أقول لنفسي وأنا صغيره ....
إن أمي تحبنا كثيرا ..
كانت أمي تكرس حياتها وكل طاقتها وجهدها وكل مالها في خدمه الأبناء ...
حياتها كلها ملك لهم ... كنت أشعر وأنا صغيره .. بأن الأبناء هم معنى الحياه ...... وإلا لماذا أمي تحبهم كل هذا الحب ........
نظرت إلى صغيري .... ليت فرحتي بك كانت كامله ..
.. ياليت ... لاأدري مالحكمه من كل مايحدث حولي ...













 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,120
النقاط
113
في وسط الأنشغال أنسحب من عالمهم .... إلى عالمي ........ في وسط الإنهماك والتعب ..... أخذ إستراحتي ....... أستجمع قوتي من جديد ..... بالإنطواء ..... الإنشاد والترانيم .... الكتابه ......... والتأمل .. !!

هكذا أعود بكامل الصحه والقوه ...
كم أشعر بأني لاأساوي شيئا بدون هذه الأشياء .......
أشعر بأنها أنا ...........



في بيت أهلي الكبير ...ذا الغرف المتعدده .... لم يكن الجميع يجتمع إلا عندي ... عند الغرفه التي أنا فيها ......
كانت أمي تدخل وتخرج طوال اليوم في هذه الغرفه ....
كان أبي يزور هذه الغرفه دائما عندما يعود من عمله ويلقي نظره عندما يدخل إلى هذا البيت ....
كان أخي الشمالي الغربي في إجازه مؤقته من عمله وكان يأتي لغرفتي دائما عندما يستيقظ من النوم ....



كانت أخواتي يأتون إلى هذه الغرفه عندما يدخلون إلى البيت ويلقون نظره طويله على هذا الصغير .....
فجأه .... أصبح الإفطار والغداء والعشاء ..
والمذاكره للأطفال ... ولعبهم وإجتماعهم...
في الغرفه التي أنا فييها .....
أصبحت هذه الغرفه بعدما كانت مهجوره قبل أن أصبح في بيت أهلي....إلى مركز التجمع في هذا البيت .....


لاأدري مابهم .......تركو البيت بأكمله ...
وأعتكفو هنا .....



لم تكن نظراتي للجميع مرحبه .... بل كانت تشعر الجميع بالرفض ... وبرغبتي بالمكوث لوحدي ...رغم حبي الكبير جدا جدا لهم ...
أحب الخصوصيه .. أحب الإنعزال لوحدي ... ولايبدو التواصل مع الآخرين ذا أهميه بالنسبه لي ......


لربما بقائي طوال طفولتي أمام التلفاز ...صامته .... لاأتحدث إلى أحد .. له دور في هذا .... وربما هذا أساس شخصيتي ....
كان الجميع يستشعر مشاعري .......
كان الجميع يشعر بأني لاأرغب بأحد .......


حتى زوجي ..كان يشعر بذلك ... وكان يختصر الزياره .........
لكنهم والله أحباب ......
هم لايعلمون مدى حبي لهم ...... إني صامته لاأعبر .... ذلك خفي في داخلي .....
كل مافي الأمر .... بأني أشعر بحزن عميق ... ولاأشعر بأني مستعده بعد لمقابله الناس ... أو الجلوس معهم ... لم يكن ذلك في تلك الفتره فقط ....
بل منذ وقت طويل ....
لاأدري متى أصبح مستعده لمقابله هؤلاء الأحباب... والجلوس معهم ...... لربما عندما يختفي ذلك الحزن بداخلي .... والذي غالبا مايكون بلا سبب......


كنت أستشعر رغبه أختي في أخذ صغيري بعض الوقت ..... فهي لم ترزق بالذكور ..
لم يكن لديها إلا البنات ....
كانت تتمنى لو تأخذه قليلا ...
..
لكني ... غير قادره ...... على إعطاءه لأي أحد ... عاجزه ..... عن مفارقته لدقيقه واحده ....
إنه روحي الملاصقه لجسدي ....



كانت أمي تحاول أخذه لبعض الوقت ...
وكنت أرفض ..
ذات مره أخذته أمي مني بالقوه ...

وقالت : ألا تريدين منا أن نأخذه .... دعيني أشتم رائحته المهدئه ...أحب رائحه حديثي الولاده .... أعطته لأختي وقالت : خذيه ... نعلم أنك تريدين ان ترزقي بولد ...


أخذته أختي من أمي بنشوه إنتصار كبيره .. وكأنها أخيرا قد ظفرت به ...
تجمعت بناتها حولها بلهفه وتشاجرن في من يأخذ الصغير ...

كنت أعلم رغبه أختي الكبيره في أخذه لبعض الوقت...أحيانا تطلبه مني بطريقه غير مباشره ... بحيله ما... كأن تقول ... ان كنت تريدين ان تنامي بعض الوقت فسأخذه عنك .....
أعلم بأنها تريد الصغير ... لكن لاتستطيع ان تقولها بأسلوب صريح ...

لكن كونها لم ترزق بولد .... لايعني أن أرمي بمسؤوليه صغيري عليها بحجه أنها تريده.. أكره الذين يفكرون بهذا التفكير ...
كلن له مسؤولياته وأشغاله في الحياه ... هي أيضا ضجرت من أطفالها ولم تعد تحتملهم وتبحث عن متنفس لها ......

أتصل زوجي وقال بأنه سيأتي لبعض الوقت ....
أخبرني عن الجدول الجديد للمواعيد ...
السبت لدينا موعد لدى طبيب الأعصاب ..
الأحد موعد عند طبيب الأمراض الوراثيه..
الإثنين موعد طبيب العظام ..
الثلاثاء والاربعاء والخميس جلسات العلاج الطبيعي .....


الجمعه بما إنه خالي من المواعيد سنذهب لدى الممرخه ... رغم إني أخبرته بعدم رغبتي بذلك. .. لكنه قال سنذهب إليها لفترات متقطعه فقط ...
ان صادف بعض الأيام التي ليس فيها مواعيد...
هو نظم هذه المواعيد في عقله ... له قدره في عقله على التخطيط والتنظيم .. أما أنا بدأت أشعر بالصداع ... ومن كثره المواعيد لم أعرف موعد اليوم إلى أين وموعد الغد إلى أين ...
كل مكان به مبنى وطريق مختلف ... أصبت بالضياع ..
وبقيه اليوم كنت أقوم أيضا بتمارين العلاج الطبيعي للصغير ... على مدار اليوم ... فالطبيب قال ... بأنه كلما زادت كميه التمارين .... زادت قوه إستجابته للعلاج .... وخاصه بأنه بعمر صغير جدا ...وعظامه ومفاصله لازالت طريه .....


وهكذا ....
تغيرت حياتنا ..... أختلفت تماما ....
كل شيء فيها تغير .... المشاعر .. أوقات الفراغ. .. المصاريف. . الطاقه والجهد ... الصحه والعافيه ...
شعرت أني أنتقلت إنتقاله كبيره في حياتي .....


نظرت نظره سريعه خاطفه إلى الكيس الكبير بجانب زوجي.... أحضر معه كيس كبير جدا ..... سألته بفضول كبير مالذي بداخله ..؟!
قال بأنها بطانيات أطفاله الكبيره...
أحضرها وطلب مني غسلها .... أمه وبخته لم الأطفال لايمتلكون بطانيات لهم فأحضر الموجودين بالبيت ...
نظرت إليه بأستياء وصمت... وبإمتعاض في داخلي ....
صحيح بأني كنت أغسل البطانيات الثقيله في البيت بإستمرار وكان يعلم بذلك .....


لكن أنا الآن .. في فتره نفاس ... ليس الآن وقتها ...
ربما الرجال لايستوعبون هذه الأشياء ..... أو لربما .... لأنه أعتاد على رؤيتي أعمل كثيرا ولاأتكاسل عن الأعمال الشاقه وحمل الأشياء الثقيله في البيت...
هل اخطأت ...... ؟!
عندما غادر ورأت أمي ذلك الكيس الكبير ...سألتني عن هذه البطانيات ... أخبرتها بأنه يريد مني غسلها لأطفاله فقالت غاضبه : أنت من جعلته يعتاد على رؤيتك تقومين بهذه الأعمال ....


أمي مريضه .. ومتعبه جداااا...وطاقتها قليله ... منذ زمن طويل ... أصبحت تتعب من أقل الأشياء ... كنت أشعر بتأنيب ضمير مضاعف ... فمنذ أتيت زادت مسؤولياتها .... شعرت بأني اخطأت بمكوثي في بيت أهلي .... لربما البقاء في بيتي كان أفضل .....


كانت مسؤوليات أمي كثيره ...فهي لازالت تعمل في وظيفتها... ولديها بعض المهام المتعلقه ببعض اخوتي الذين لم يتزوجو بعد ...
كنت أشعر بحيره .. وتردد ... أريد أن أساعد أمي في أعمالها .... لكن أمي لاتسمح مطلقا بذلك ....
أمي لم تعد قادره على التوفيق بيني وبين البيت وبين وظيفتها ...
رغم أني أخذ مسؤوليتي و اطفالي كامله ...
لكن يبقى الأمر بالنسبه لها متعبا ... فهناك الضيووف ..يجب ان يبقى البيت مرتبا على مدار اليوم ... يجب ان نكون مستعدين في أي وقت لإستقبال أي ضيف ... وأشياء أخرى قد تغيرت ....
حاولت في البدايه في مرات قليله بأن أرتب البيت ... وأقوم ببعض المهام عندما تكون في عملها في الصباح .. قبل أن أذهب لمواعيد وجلسات الصغير للعلاج ... لكن أمي غضبت بشده... وشعرت بإستياء كبير ...


وقالت : لاتفعلي أي شيء...أنت متعبه الآن ...
قلت في داخلي : أمي تقول بأني متعبه ،، ولكني أكثر نشاطا وصحه منها حتى وأنا بالنفاس .....
حاولت في يوم آخر ورتبت البيت لعلها تعتاد على الوضع ...
كنت أعيش تردد كبير ,, لم أعرف ماأفعل .. فحتى ان عادت أمي من عملها ورأت البيت مرتبا ... وتجاهلت كلام أمي وقمت بترتيبه كل يوم ... فإني أعلم ... تمام العلم ...... بأنها لن تنام بإرتياح من تأنيب الضمير الذي سيرافقها طوال الوقت .... ولن تكون سعيده وراضيه بكل الأحوال ......


لربما هذه عادات أهل أمي ... فأمي أعتادت انه في بيت أهلها ...لاتتحرك النفاس في هذه الفتره ابدااا .. وتنام أمها معها في نفس الغرفه .. لأخذ الصغير وإسكاته كلما أستيقظ ..... لكي تنام النفاس بإرتياح كبير ...
شعرت بأن الأمر فيه بعض المبالغه ..... فالأمر لايحتاج كل هذا الجهد ... لاأحب ان أعيش حياه المعاقين ... ان لم أتحرك طوال اليوم فماذا سأفعل ... أبقى في سريري دون حراك ؟؟ وبقيه اليوم أنام فيه طوال الوقت ؟؟ أكره هذا الأسلوب في الحياه .... إنه بلا معنى .......


حاولت مره ثالثه بأن ارتب البيت فغضبت أمي وقالت بغضب : ليس من الذكاء فعل ذلك ... لاتخطئي نفس الخطأ الذي قمت به في الماضي ...... كنت أعمل كثيرا ... في فتره النفاس وعانيت من مشاكل كثيره بعدها ... من نزول الأرحام وغيرها ... عالجت نفسي عند الممرخات لكن هذا أخذ مني وقت وتعب ومال ...


لم أرد على أمي .... فأمي لاتتراجع عن قناعاتها وآرائها ... صعب إقناعها رغم انها تحب كثيرا النقاش الهادئ ..ولاتتعب من النقاش ... تبقى تتحدث وتناقش إلى أن تصل إلى نقطه ما .... إلى قناعه ما .... بالنسبه لي لاأملك القدره على ذلك ... لااملك القدره على النقاش لفتره طويله ..... ذلك يصيبني بالصداع ويجعل رأسي ينفجر ...
لم يبقى لي إلا أن أنتظر الأيام تمر بسرعه حتى أعود لبيتي ..... لم تكن المشكله في أمي فقط ... بل حتى زوجي ..كان يرفض عودتي للبيت ... كان يقول بأن عاداتنا وتقاليدنا بأن تكون النفاس في بيت أهلها ... كل الناس تفعل ذلك .....


أنا لاأعترف بهذه العباره .... فعباره عادات وتقاليد لايعني أننا ملزمون فعلا بأداء هذه العاده ..... سواء كانت العاده جيده ام لا ...فنحن في الحياه ... مخيرون ... أحرار .... الحياه أوسع من ربط أنفسنا بأشياء كهذه .... لماذا نقيد أنفسنا ونجعل المباح واجبا بإسم العادات والتقاليد ..؟!


طلبت من زوجي ذلك مرارا وتكرارا ... ع الأقل ان عدت لبيتي حتى في حاله رفض أمي .. فستكون لدي حجه ما .... كنت سأقول لأمي لايمكن أن أرفض طلبه في العوده للبيت ياأمي .. أنت لاتعلمين لايصح أن يبقى الرجل وحيدا ... إنه طلبه ولايصح أن أعارضه ..
كنت سأقول هذا الكلام لأمي في عقلي ....


في المقابل كان رفض زوجي للعوده يشعرني بإستياء .. كنت أرى إخوه زوجي يرفضون بقاء زوجاتهم لوقت طويل في النفاس ... كنت أرى أزواج أخواتي وهم يطلبون منهم العوده للبيت ...... كأنه يوصل لي رساله .... بأن لاأهميه لي في حياته ........
كنت ألح عليه بإصرار..... لاأحتمل رؤيه أمي متعبه بهذا الشكل ... كنت ألح وألح وأكثر من الزن ... لكنه يمتلك مناعه ضد الزن والإلحاح ... ولايفعل في الحياه إلا ماهو مقتنع به تمام الإقتناع .....


أحيانا يقول أبقي في بيت أهلك لتكوني متفرغه أكثر للإهتمام بالصغير .... وأحيانا يقول لاأملك المال أنفقت كثيرا في علاج الصغير .... كنت أقول له بأني لن أطلب منه شيئا وسأصبر على الموجود في البيت إلى أن تتحسن أوضاعه ... لكنه لم يقتنع ....


 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,556
مستوى التفاعل
9,653
النقاط
113
الأحباب يتجمعون لا يريدون تركك وحدك لأحزانك والا فهل كانوا في كل ولادة يفعلون ذلك؟

لربما اصرارهم على الوجود.معك.وإجبارك بطريق غير. مباشر فرصة لك.لأنك.لو تركت لنفسك لربما لظللت وحيدة دائما

العمر يمر وعذه اوقات ذهبية لربما ادركت قيمتها لاحقا.

والدتك ألا تحضر خادمة؟لتساعدها وتخفف عنها؟

أختك تحب الأطفال الصغار عامة وإلا فما الفرق بين وليد ذكر وأنثى لا تختلف ملامحهما كثيرا بل يكادان يتطابقا.


عامة جبرا لخاطرها اتركيه قليلا لها لكن لا تتركه للبنات الصفيرات ليحملنه..



عدم عودتك ربما له اسباب خفية عند.زوجك غير ظاهرة لا يريد ذكرها نعم هو يحترم العادات والتقاليد واكن استغرب لتلك.الدرجة .
 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,556
مستوى التفاعل
9,653
النقاط
113
ممكن زوجك يتألم عند رؤية ولده ويضطر لذا فهو يبتعد. الشرقي دائما لا يظهر دوافعه

لأن الشرقي مهما كان لا يحب زوجته بعيدة ع الاقل لتقوم بمسئوليتها ولو بسيطة .جدا بالنفاس

ممكن يرى أن أمه ايضا متعبة ولن تستطيع مساعدتك.وهي مثل والدتك لابد ان تقوم وتساعد والدليل انه اتى بالبطانيات لك لتغسليها أنت
 

رهف 88

Well-known member
معلومات رهف 88
إنضم
15 يناير 2017
المشاركات
2,650
مستوى التفاعل
1,703
النقاط
113
وصفت نفسك بدقة ماشاء الله
لديك مميزات لا يعرفها الكثيرون وقد يساء فهمك من الآخرين مادمتي تعاندين وتصرين على مواقفك وآرائك دون توضيح
بالنسبة لتفاؤلك بشأن وضع ابنك فالغربيين يؤمنون ان هناك حلولا .. الحياة واسعة وستفتح علينا ابوابا لم نكن نتوقع وجودها
ثم ان اي جديد في حياة الغربي سواء كان مبهجا او محزنا فهو فرصة لاختبار تجربة اخرى وزيارة اماكن والتعرف على ناس واوضاع مختلفة لذلك يبدون غير مبالين بالابتلاءات
 

رهف 88

Well-known member
معلومات رهف 88
إنضم
15 يناير 2017
المشاركات
2,650
مستوى التفاعل
1,703
النقاط
113
بالنسبة لزوجك وحرصه على ابنه فكوني ممتنة على طبيعته اذ هناك آباء غير مهتمين لدرجة الاهمال ..
اما عن الاطباء فمعك حق .. شخصيا لا اثق في رأي الاطباء خاصة في المسائل المتضاربة حولها الآراء .. لما ارى (تحجرا) في فكر الطبيب ألجأ لحدسي وقناعتي وابحث عن باب آخر يعطي الأمل
استغربت من كلام الطبيبة التي قالت لا امل في تغير شكل اطرافه اذ احيانا كانت تصادفني مقاطع فيها اطفال ولدوا بأقدام مقوسة لكن مع اجراءات طبية كالجبس مثلا تعدلت مع الوقت
 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,120
النقاط
113
راجيه .....
بالنسبه لإجتماع أخوتي حولي فهذه عاده .. أعتادو أن يفعلو ذلك مع كل نفاس تكون لديهم في البيت ...
إنهم يفعلون ذلك كل مره وليس لمشكله ابني اي علاقه بالنسبه لهم ...حتى أنا عندما تكون أحد اخواتي تمر بهذه الفتره فأني اتجه الى مكانها أول ماادخل بيت اهلي .. بدون شعور .. فقط أعتدت على ذلك ... ولربما لكوني أندمج مع كل أخوتي صغيرهم وكبيرهم بمختلف شخصياتهم وأنا الأقرب لهم بين الجميع ... رغم أني متسلطه عليهم بشكل قوي لكن حنونه بنفس الوقت ...


أختي ترى ابني عندما أزورها أو تزورني ولكن لاأحب أن تأخذه للإعتناء به وان كان وقت قصيرا ..لاأحب أن أعطي اي شخص مسؤوليه من مسؤولياتي رغم انها لاتمانع بذلك لكن هذه صفه متأصله في شخصيتي ...


أما الخادمات فقد عشنا معهم لوقت طويل مايقارب ١٦ سنه وكانت لديهم الكثير من المشاكل ولم تعد أمي ترغب بهم فهي تقول دائما التعب الجسدي أفضل من التعب النفسي بقربهم ...


على كل حال كل ماأسرده هو مجرد ذكريات ...
ماضي ... ولى زمانه ومضى .... ولاسبيل لتغير شيء فيه لأنه أنتهى ...
أكتبه لأراجع أخطائي وأتعلم من المواقف ...
بالنسبه لأم زوجي لم أكن سأسمح لها بأن تفعل أي شيء ولاأن تساعدني في شيء ... أعتقد انه يعرف شخصيتي مع السنوات أو لربما لااعرف فيما يفكر ...

شكرا لمشاركتك ...
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه