عناقيد الجنة
New member
- إنضم
- 30 يونيو 2009
- المشاركات
- 17
تنهض من فراشها كعادتها وتفتح نافذة غرفتها وهي مبتسمة المحيا وتغمض عيناها لتطلق لرئتيها العنان وتدخل ماشاءت من هواء الرحمن لتجاويف صدرها ثم تنهدت وقد بدا الإرتياح والإطمئنان على قسمات وجهها وهمت بأمر طالما فعلته وهي لاتفتر عنه ولاتمل فهو كالماء للعطشان وكالهواء للحياة أتدرون ماهو ..؟؟؟ إنه قيام الليل ..نعم .. مناجاة رب الأرباب ... تتوضأ بإخلاص ويقين وقد نوت الأجر واحتسبته في كل عضو غسلته عند من لايظلم مثقال ذرة ..
ثم توجهت لسجادتها وقطرات الماء تنساب على قسمات وجهها المنير ليخرج مع كل قطرة ذنب إقترفته في غفلة أو تقصير حصل في ضعف ولبست ثوب العفة والطهارة ثوب الصلاة المعطر بأجود البخور لقد غسلته بيديها وجففته وبخرته وعطرته لتشهد لها يديها يوم القيامة على هذا العمل وقد حق لها أن تفعل ذلك فهي ستقابل أعظم العظماء وملك الملوك كانت تود أن تفعل أكثر من هذا مقابل ماتشعر به من نشوة منعشة بالقرب من الرحمن الرحيم ذي الجلال والإكرام
وبعد أن أتمت قيام ليلتها تلك بين يدي ربها وخالقها ومن حبه ملك عليها كل جوارحها أخذت مصحفها الذي قل ما يفارق يداها وبدأت بترتيل آيات من سورة ( ق ) والتي وصلت أثناء قراءة وردها اليومي إليها
وعندما وصلت هذه الآية ( وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ {19} وقفت لتكتم عبرات أبت إلا أن تحرق الأوجان وتطهر الجنان
ثم أكملت (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ {20} وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ {21} لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ {22}فزاد نشيجها وتتابعت الزفرات من قلبها الخاشع
وتابعت (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ {23} أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ {24} مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ {25} الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ {26} قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ {27} قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ {28} مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ {29} يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ {30} هنا فقط إنطرحت كالثوب البالي بين يدي الله وفوق سجادتها وقد أجهشت بالبكاء ولو رأيتموها لأشفقتم على حالها ظنا" أنها من أهل المصائب العظام وألقت بروحها قبل جسدها بين يدي الله وهي تقول ياألله ياربي اللهم حرم جسدي على النار فإنه والله لايقواها ولن يطيقها رباااااااه أعوذ بك من النااار
وتابعت القراءة (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ {31} هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ {32} مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ {33} ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ {34} لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ {35} عندها جلست وتنهدت ومسحت دموعها الغزيرة والتي سقط بعضها فوق ثوبها وقالت بصوت الخاضع الذليل وقد إرتعشت شفتاها وقسمات وجهها : ربي اسألك الجنة ربي ارزقني الجنة ربي أدخلني الجنة ومسحت يداها على وجهها وقد إطمأنت نفسها بعد هذا اللقاء الحار مع بارئها وحبيبها ( اللــــــــــه )
بعد أن إنتهت من الصلاة مطمئنة القلب جلست تقرأ كتابا يتحدث عن الحذر من الشيطان فهالها ماقرأت عن كيده وخطواته فتلك بنت شريفة قادها الشيطان لطريق الرذيلة بعد جهد جهيد وعدد من الخطوات لابأس به رفعت نظرها عن الكتاب لتسترسل بالتخيل وتخيلت نفسها تلك البنت فتمتمت خائفة ياإلهي إذن أنا لاأضمن الثبات على الحق ثم تابعت قراءتها باهتمام فإذا نموذج آخر من ضحايا إبليس الرجيم إنه ذلك العابد والفتاة التي تركوها إخوتها لديه لثقتهم به فمازال الشيطان به حتى زنى وسرق كانت تقرأها لأول مرة فبكت بشدة وحدثت نفسها قائلة" ويحك يانفسي لاتأمني كيد الشيطان ولا يغرك عفو الله عنك >>>
أيــــــــــــــــــا نفسي مهما بلغ صلاحك وتقواك فلا يزال الخطر عليك قائما" نعم إنه خطر الزيغ عن المحجة البيضاء والغواية بعد الهداية أعادت كتابها إلى مكتبتها وقد قررت أن لاتفتر عن هذا الدعاء>>>
((( اللهم لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا )))
((( اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ))) ...
قصة قصيرة كتبتها منذ أعوام وأحببت أن أعرضها هنا للفائدة
التعديل الأخير بواسطة المشرف: