![](/forums/proxy.php?image=http%3A%2F%2Fwww2.0zz0.com%2F2009%2F05%2F30%2F18%2F194358876.gif&hash=e8e3e15ae3a127048e91da6221164159)
![](/forums/proxy.php?image=http%3A%2F%2Fktuf.org%2Fupload%2Fupload%2Fwh_49465046.jpg&hash=961e25cb79846bdf2209181d311e9524)
قاومت النعاس الذى يحاول احتوائى بشدة وهززت رأسى لانتبه جيدا وتابعت مراقبتى له .. تبدو على وجهه ملامح ابتسامة .. ترى لمن هذه الابتسامة يا ترى؟ .. من تلك التى يبتسم لها فى حلمه .. كدت احترق غيظا .. تمنيت لو اخترقت عقله لأرى ما يراه .. تلك التى تزوره فى أحلامه ويبتسم لها .. وعندما أسأله فى الصباح عن حلمه .. يقول لى: لا أذكر شيئا .. ويتركنى أتميز غيظا .. هو يعلم جيدا كم أغار عليه .. ولا يحاول استفزازى من تلك الناحية .. فلا أجده يمتدح إمرأة أمامى .. ولا ينظر لأخرى فى وجودى .. ولكن هذا لا يخدعنى .. فهو رجل وله عينان .. والنساء كثيرات .. منهن من هى أكثر منى جمالا وجاذبية .. وأنا لا أضمن إخلاصه لى فى وجودهن .. ولكن ماذا علىّ أن افعل؟ وهو يتركنى كل يوم ليذهب لعمله .. وأظل أنا تتقاذفنى الأفكار والهواجس وتأكلنى نيران الغيرة .. ترى من وقعت عيناه عليها الآن؟ .. من ألقى عليها تحية الصباح وابتسم لها؟ .. من حاولت لفت انتباهه؟ .. أظل أدور حول نفسى فى جنون .. واتصل به كلما فاضت بى هواجسى .. فيأتينى صوته هادئا رقيقا .. كم احسده على هدوء أعصابه .. إن ما أنا فيه سيودى بى يوما موارد التهلكة .. ولكن ماذا أفعل بنفسى .. وبغيرتى المجنونة التى حاولت التخلص منها دون جدوى .. كانت تزداد اشتعالا كلما حاولت إطفاء نارها المتأججة فى صدرى .. والأفكار التى تطن فى رأسى وتؤكد لى أن هناك أخرى تسعى لتسلبنى زوجى .. وإن كنت لا أعرفها .. ربما هى صديقة قاطعتها أو جارة لم أرد التعرف عليها أو زميلة عمل لا أدرى عنها شيئا .. كنت أبحث دوما عن دليل واحد يؤكد شكوكى ويمنحنى الفرصة لأنفث النيران عن صدرى لارتاح منها .. ولكنى لا أجده .. فزوجى حنون .. رقيق .. مهذب .. مخلص .. إيقاع مثالى لا يطرب له قلبى .. ولا يصدقه عقلى .. لا يوجد رجل يكتفى بإمرأة واحدة ولا تجذبه غيرها .. لا يوجد مثل هذا الإخلاص والوفاء .. لسنا نحيا بين دفتى كتاب حواديت أسطورية .. تلك المثالية تقتلنى .. وتدفعنى أكثر للشك فيه .. فقط لو كنت أملك دليلا واحدا .. لو يخطىء هو خطأ واحد .. ولكنه حريص جدا .. ملامح وجهه لا تسفر عن شىء .. لا ترنو عينيه بنظرة عابرة .. لا يرتبك لرنين الهاتف فى أوقات غريبة .. لا يصرخ فى وجهى حين أحاصره بالأسئلة الحمقاء .. لا يثور على محاولاتى لتطويقه .. ورغم ذلك أشعر أن هناك أخرى .. أسمع رنين ضحكاتها وهى تسخر من غفلتى عنها .. أراها خلف جدر خفية تنظر لى بشماتة .. وتتسلل إليه فى أحلامه .. وأنا بجواره عاجزة عن منعها .. يالشقائى .. أنا أحيا فى دوائر من نار لا تنطفىء .. تحرقنى كل يوم ألف مرة .. وهو لا يدرى عن آلامى شىء .. وربما يشاركها فى تأجج تلك النيران من حولى .. لكنهما لن ينتصرا علىّ .. سأستمر بمراقبته .. ولا بد أن يخطىء يوما ويتخلى عن حذره .. وفى احدى الليالى بينما كان نائما سمعته يتلفظ باسمها .. إنها المرة الأولى التى اسمعه فيها يتكلم فى نومه .. شحذت كل طاقتى فى أذنى واستمعت جيدا .. دوى اسمعها كالطلقة واخترق عقلى .. ها قد عرفتها أخيرا تلك الماكرة .. لقد كشفت نفسك وأنت نائم أيها الزوج المخلص .. تدافعت كل أفكار الانتقام الأسود فى رأسى وجمعت كل نيران غضبى المسجونة فى صدرى لأنفثها فى وجهه .. هممت بإيقاظه بعنف قبل أن يتناهى إلى سمعى الاسم من بين شفتيه مرة أخرى .. وهنا انتبهت جيدا أن ما لفظه هو اسمى أنا .. تراجعت فى دهشة وخجل .. هل أعمتنى الغيرة لهذه الدرجة؟ .. هل أنستنى حتى حروف اسمى؟ .. عضضت شفتى حياء منه .. ماذا لوكنت أيقظته وفعلت ما يمليه علىّ غضبى .. لربما كنت خسرته للأبد .. ابتسمت لزوجى الحبيب واعتذرت منه .. وألقيت جسدى المنهك على الفراش .. الآن يمكننى النوم والراحة من أفكارى السوداء .. وكدت أغفو قبل أن تنطلق صفارات الإنذار فى عقلى تنبهنى لكونى لست وحدى من تحمل هذا الاسم .. انتفضت بفزع وألقيت نظرة عليه .. وقد ذهب النوم عنى بلا رجعة ..
إمضـــــــاء
:icon28: زوجـــة غيـــورة :icon28:
التعديل الأخير بواسطة المشرف: