المحبة لدينها
New member
- إنضم
- 24 نوفمبر 2008
- المشاركات
- 524
(إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون".
"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً".
"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيماً".
أما بعد،
فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
مرحباً بأبنائنا وإخواننا في هذا اللقاء الذي نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعله لقاءً مباركاً،
ونسأل الله تبارك وتعالى لنا وللمسلمين جميعاً التوفيق والسداد إلى التمسك بكتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والاعتصام بحبله، فإنه والله لا سعادة ولا عزة للمسلمين إلا إذا اعتصموا بحبل الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ،
ولا خروج لهم من هذا الذل والهوان إلا بالرجوع إلى الإسلام الحق بكتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وتعلمون أن الأمة قد تفرقت شذر مذر والعياذ بالله،
مزقتها الأهواء فنزل بها ما تستحقه من العقوبة؛
من تسليط أعداء الله عليهم،
"وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير".
وأنا كنت في بعض كتاباتي في نصيحتي للفلسطينيين ـ كما مرت عليكم ـ:
"أنه والله لن تحرر فلسطين إلا بما فتحت به،
فتحت بالقرآن والسنة
ولن تستعاد إلا إذا كان أهلها متمسكين بالكتاب والسنة".
وفي ذهاب عمر ـ رضي الله عنه ـ لفتح بيت المقدس، ذهب ومعه غلام، فلما وصل الشام واستقبله أبو عبيدة جاء إلى مخاضة فنزل عن بعيره، ووضع خطامه على ظهره، وخاض هذه المخاضة، وكان عليه ثياب رثة أو عادية فقال له أبو عبيدة ـ رضي الله عنه ـ: يا أمير المؤمنين لا أحب أن يراك الناس على هذه الحالة. فقال: يا أبا عبيدة لو غيرك قالها،
إن الله تبارك وتعالى أعزنا بالإسلام فإن نحن طلبنا العزة من غيره أذلنا الله.
فالآن الذين يجاهدون أو يقاتلون في فلسطين لا يطلبون العزة من كتاب الله،ومن سنة رسوله ولا من الإسلام،
وإنما يطلبونها من الشرق والغرب؛
من النصارى والروافض وغيرهم،
ويمشون على مناهج بعيدة عن الإسلام،
فجهادهم بطريقة غير إسلامية،
وقد نصحهم العلماء أن يعودوا إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله،
وأن يربوا أنفسهم وأبناءهم على كتاب الله وعلى سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ،
ولكن لا حياة لمن تنادي،
فلا يستجيبون لنصوص الكتاب والسنة،
ولا يستجيبون لنداءات العلماء،
فتراهم كل يوم يتراجعون إلى الوراء ولم يحققوا شيئاً ينفع،
ولقد فتح الله البلدان الكثيرة والممالك في أيام قليلة،
أيام كان الجهاد قائماً على كتاب الله وعلى سنة رسول الله،
أيام كانت الغاية هي إعلاء كلمة الله ـ عز وجل ـ
لا وطنية،
ولا قومية،
ولا ديمقراطية،
ولا غيرها من الشعارات والمبادئ الهدامة الضالة،
فلن ينال الفلسطينيون ولا غيرهم العزة والكرامة والنصر على الأعداء إلا إذا عادوا أدراجهم إلى كتاب الله وسنة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ،
"إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع، وأخذتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم
حتى ترجعوا إلى دينكم".
يقولون: نحن نجاهد.
لكن جهادكم على أي أساس؟
ما هي الوسائل والسبل التي تسلكونها؟
أهي الطرق الإسلامية التي شرعها الله ـ عز وجل ـ في الجهاد؟
أم طرق شيطانية؟
طرق القوميين، والشيوعيين، وأمثالهم.
فلا بد من العودة إلى كتاب الله،
ولا بد أن يكون الجهاد لإعلاء كلمة الله،
لا لوطنية ولا لغيرها،
وأنتم تسمعون المصالحات التي تكون على أساس وطني،
على وطنيات وعلى أهواء وشعارات وآراء ومبادئ بعيدة جداً عن الإسلام.
فربوا أنفسكم أيها الشباب على كتاب الله وعلى سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وانشروا هذا المنهج في فلسطين كلها بقدر ما تستطيعون،
فيوم تأتي الاستجابة سيكون ذلك بشرى بأن هذه الأمة قد صحت من سكرتها،
واستيقظت من موتها،
يوم تجدون آذاناً صاغية ستدركون أن الله يريد لأهل فلسطين وغيرهم خيراً،
ولا شك أن هناك بشائر لأهل الشام أنهم سيقتلون الدجال،
ويجاهدون، ويفتحون القسطنطينية ـ بارك الله فيكم ـ
وتقوم دولة الإسلام الصحيحة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وتمتلئ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ـ بارك الله فيكم ـ
وقد يقول الناس: هذا المهدي.
أقول: لكن المهدي يحتاج إلى تمهيد.
المهدي لا بد أن يجد أمة جاهزة للجهاد وغيره قائمة على العقائد الصحيحة والمناهج الصحيحة،
إذا جاء الدجال وأراد أن يبني من الصفر ويبدأ من الصفر متى يفعل كل هذا الشيء؟!
فالظاهر أن هذه البوادر الموجودة الآن من الاتجاه إلى المنهج السلفي مقدمات ـ إن شاء الله ـ لهذا اليوم الذي ينتصر فيه المسلمون،
وأناصح وأقول قول الله تبارك وتعالى:
" وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً * سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ".[الفتح:23،22]
فترى حال المجاهدين، أو الذين يسمون أنفسهم بالمجاهدين،
ترى حالهم أنهم هم الذين يولون الأدبار،
وهم الذين يقاتلون من وراء جدر،
وهم وهم وهم،
ما ذمَّ الله به الأعداء نجده في غيرهم،
هذه الصفات توجد في المجاهدين الآن؛
جهاد اللصوص والخونة والمجرمين،
وليس جهاد الأشراف النبلاء ـ بارك الله فيكم ـ
غاية الإسلام الصحيحة رجال يجاهدون جهاد صحيح،
أهل عقائد صحيحة، ومناهج صحيحة، وغاية صحيحة،
هذا أمر مفقود، فكيف ينصرهم الله على الأعداء؟
وكيف يهزم الأعداء على أيدينا ونحن على هذه الحال؟
وهذه العقائد الفاسدة وهذه المناهج الضالة؟
الأمر بالعكس، فاليهود تهزم ثلاث دول أو أربع دول وتأخذ أضعاف ما كان بيدها،
في فلسطين في أيام السبعة وستين تذكرون هذا،
فلا يستطيع المسلمون الآن كلهم مليار مسلم لا يستطيعون أن يغزوا هذه الحفنة الذليلة الساقطة،
لماذا؟
لأنه دب في قلوبهم الوهن، وهم يعيشون في غثائية،
كما قال رسول الله: "غثاء كغثاء السيل".
وكذلك الأصوات الفاضية، والكلام الفارغ لا تخرج عن حدود هذه الغوغائية ـ بارك الله فيكم ـ
فوالله لو كان المرجع لهذا الإسلام الصحيح على كتاب الله وعلى سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويقصد بذلك مرضاة الله، لانتصر المسلمون، وأتاهم النصر من حيث لا يحتسبون، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ـ بارك الله فيكم ـ
فأعدوا العدة،
"وأعدوا لهم ما استطعتم من رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".
فالآن اليهود يفرحون بهذا الجهاد لأنهم لا يخافون المسلمين،
لأنهم ليس عندهم ما يرهب اليهود ولا النصارى ولا غيرهم،
لا عقائد صحيحة ولا مناهج صحيحة،
ولا أعدوا العدة التي ترهب العدو،
فجهادهم غوغائي أشبه بالغوغائية،
ولم ينفع المسلمين شيئاً،
وانظروا إلى أفغانستان،
خلص أفغانستان في ذلك العهد ثوريون شيوعيون خلصوها من روسيا،
وجاءت إلى أيدي المجاهدين من الإخوان المسلمين،
فإذا بهم قد تبخرت كل شعاراتهم التي كانوا يهتفون بها:
لا يحكمون بما أنزل الله،
ولا أمن ولا أمان،
ولا عقيدة ولا منهج،
وأصبح الأمر بينهم، والخلافات بينهم، حتى سقطت دولة الإخوان وقامت دولة طالبان،
ودولة طالبان خرافية ولكنها والله أحسن من الإخوان المسلمين،
يعني يطبقون ما يعترفون به من الإسلام ويعرفونه: أقاموا الحدود وفعلوا وفعلوا، ثم جاءتهم أمريكا فاستعان الإخوان بالشيوعيين والروافض الباطنية على إسقاط دولة طالبان، فهزمهم الله تبارك وتعالى وجاءت أمريكا.
الآن أفغانستان بعد ذلك الجهاد الطويل وبعد استنزاف أموال المسلمين، وإهلاك شبابهم ـ بارك الله فيكم ـ
النتيجة نجد أنها عادت مستعمرة جديدة،
أين ثمرة هذا النصر؟
لا شيء.
في كل مكان: جهاد جهاد جهاد جهاد،
والغنائم والله من جيوب المسلمين لا من جيوب الأعداء،
غنائمهم من جيوب المسلمين،
وتسفك دماء أبناء شباب الأمة،
وأبناؤهم يسرحون ويمرحون ويضحكون على هذه الأمة،
هذا الزمن الطويل ـ أكثر من سبعين عاماً ـ والأمة لم تفق من غفلتها،
ولم تستفد من التجارب،
ولم يكن عندها خبرات،
إلى الآن يلعبون بالشباب ويستعملونهم،
هؤلاء المارقون لا عقيدة، ولا منهج، ولا جهاد صحيح، لا شيء.
فعليكم أيها الإخوة أن تربوا أنفسكم على العقيدة الصحيحة على التوحيد:
توحيد الله في أسمائه وصفاته،
توحيد الله في عبادته،
توحيد الله في ربوبيته،
من كتاب الله ومن سنة رسول الله ومنهج السلف الصالح،
تربوا على الأخلاق الفاضلة،
تربوا على الإيمان،
والأخلاق العالية،
وربوا أنفسكم على هذا ـ بارك الله فيكم ـ
وخذوا أساليبب الجهاد من كتاب الله، ومن سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وخذوا غاية الجهاد من كتاب الله ومن سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا عن طريق الشيوعيين، ولا عن طريق الماسونيين، ولا عن الطرق التي تسير عليها هذه الجماعات، ولا على طريقة الباطنية أيضاً ـ بارك الله فيكم ـ فإن هؤلاء شغلتهم السياسة.
...
فلا تغرنكم هذه الشعارات البراقة،
عليكم بكتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
والمسلم لا يحق له أن يبيت ليلة وهو لا ينوي الجهاد،
من مات ولم يغزُ ولم يحدث نفسه بالجهاد، مات ميتة جاهلية،
...،
لكن الجهاد له شروط منها:
إعداد العدة المعنوية،
وإعداد العدة المادية،ـ بارك الله فيكم ـ
فإذا توفرتا حينئذ يجب الجهاد،
فأما إذا كان في حالة ضعف، فلا بد أن يسعى للتخلص من هذه الحالة ـ حالة الضعف ـ بالتربية الصادقة على الإسلام الحق، من كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، فحينئذ يدرك مدى قوته واستعداده لمجابهة الأعداء، حينئذ يأذن الله له بالجهاد ويكون جهاده مشروعاً، وقد تكفل الله له بالنصر، وأما هؤلاء القوم فأبداً لن يتحقق لهم هذا، فلا يدخلون في وعد الله بنصر المؤمنين، ولا بالعزة التي وعد الله بها المؤمنين.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يجنبنا وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يعزكم الله، وأن يعز المسلمين جميعاً بالالتزام بكتابه، واتباع سنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)
الشيخ ربيع بن هادي بن عمير المدخلي حفظه اللّه
منقول
http://www.sahab.net/forums/showthre...AD%D8%B1%D8%B1
"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون".
"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً".
"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيماً".
أما بعد،
فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
مرحباً بأبنائنا وإخواننا في هذا اللقاء الذي نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعله لقاءً مباركاً،
ونسأل الله تبارك وتعالى لنا وللمسلمين جميعاً التوفيق والسداد إلى التمسك بكتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والاعتصام بحبله، فإنه والله لا سعادة ولا عزة للمسلمين إلا إذا اعتصموا بحبل الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ،
ولا خروج لهم من هذا الذل والهوان إلا بالرجوع إلى الإسلام الحق بكتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وتعلمون أن الأمة قد تفرقت شذر مذر والعياذ بالله،
مزقتها الأهواء فنزل بها ما تستحقه من العقوبة؛
من تسليط أعداء الله عليهم،
"وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير".
وأنا كنت في بعض كتاباتي في نصيحتي للفلسطينيين ـ كما مرت عليكم ـ:
"أنه والله لن تحرر فلسطين إلا بما فتحت به،
فتحت بالقرآن والسنة
ولن تستعاد إلا إذا كان أهلها متمسكين بالكتاب والسنة".
وفي ذهاب عمر ـ رضي الله عنه ـ لفتح بيت المقدس، ذهب ومعه غلام، فلما وصل الشام واستقبله أبو عبيدة جاء إلى مخاضة فنزل عن بعيره، ووضع خطامه على ظهره، وخاض هذه المخاضة، وكان عليه ثياب رثة أو عادية فقال له أبو عبيدة ـ رضي الله عنه ـ: يا أمير المؤمنين لا أحب أن يراك الناس على هذه الحالة. فقال: يا أبا عبيدة لو غيرك قالها،
إن الله تبارك وتعالى أعزنا بالإسلام فإن نحن طلبنا العزة من غيره أذلنا الله.
فالآن الذين يجاهدون أو يقاتلون في فلسطين لا يطلبون العزة من كتاب الله،ومن سنة رسوله ولا من الإسلام،
وإنما يطلبونها من الشرق والغرب؛
من النصارى والروافض وغيرهم،
ويمشون على مناهج بعيدة عن الإسلام،
فجهادهم بطريقة غير إسلامية،
وقد نصحهم العلماء أن يعودوا إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله،
وأن يربوا أنفسهم وأبناءهم على كتاب الله وعلى سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ،
ولكن لا حياة لمن تنادي،
فلا يستجيبون لنصوص الكتاب والسنة،
ولا يستجيبون لنداءات العلماء،
فتراهم كل يوم يتراجعون إلى الوراء ولم يحققوا شيئاً ينفع،
ولقد فتح الله البلدان الكثيرة والممالك في أيام قليلة،
أيام كان الجهاد قائماً على كتاب الله وعلى سنة رسول الله،
أيام كانت الغاية هي إعلاء كلمة الله ـ عز وجل ـ
لا وطنية،
ولا قومية،
ولا ديمقراطية،
ولا غيرها من الشعارات والمبادئ الهدامة الضالة،
فلن ينال الفلسطينيون ولا غيرهم العزة والكرامة والنصر على الأعداء إلا إذا عادوا أدراجهم إلى كتاب الله وسنة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ،
"إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع، وأخذتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم
حتى ترجعوا إلى دينكم".
يقولون: نحن نجاهد.
لكن جهادكم على أي أساس؟
ما هي الوسائل والسبل التي تسلكونها؟
أهي الطرق الإسلامية التي شرعها الله ـ عز وجل ـ في الجهاد؟
أم طرق شيطانية؟
طرق القوميين، والشيوعيين، وأمثالهم.
فلا بد من العودة إلى كتاب الله،
ولا بد أن يكون الجهاد لإعلاء كلمة الله،
لا لوطنية ولا لغيرها،
وأنتم تسمعون المصالحات التي تكون على أساس وطني،
على وطنيات وعلى أهواء وشعارات وآراء ومبادئ بعيدة جداً عن الإسلام.
فربوا أنفسكم أيها الشباب على كتاب الله وعلى سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وانشروا هذا المنهج في فلسطين كلها بقدر ما تستطيعون،
فيوم تأتي الاستجابة سيكون ذلك بشرى بأن هذه الأمة قد صحت من سكرتها،
واستيقظت من موتها،
يوم تجدون آذاناً صاغية ستدركون أن الله يريد لأهل فلسطين وغيرهم خيراً،
ولا شك أن هناك بشائر لأهل الشام أنهم سيقتلون الدجال،
ويجاهدون، ويفتحون القسطنطينية ـ بارك الله فيكم ـ
وتقوم دولة الإسلام الصحيحة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وتمتلئ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ـ بارك الله فيكم ـ
وقد يقول الناس: هذا المهدي.
أقول: لكن المهدي يحتاج إلى تمهيد.
المهدي لا بد أن يجد أمة جاهزة للجهاد وغيره قائمة على العقائد الصحيحة والمناهج الصحيحة،
إذا جاء الدجال وأراد أن يبني من الصفر ويبدأ من الصفر متى يفعل كل هذا الشيء؟!
فالظاهر أن هذه البوادر الموجودة الآن من الاتجاه إلى المنهج السلفي مقدمات ـ إن شاء الله ـ لهذا اليوم الذي ينتصر فيه المسلمون،
وأناصح وأقول قول الله تبارك وتعالى:
" وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً * سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ".[الفتح:23،22]
فترى حال المجاهدين، أو الذين يسمون أنفسهم بالمجاهدين،
ترى حالهم أنهم هم الذين يولون الأدبار،
وهم الذين يقاتلون من وراء جدر،
وهم وهم وهم،
ما ذمَّ الله به الأعداء نجده في غيرهم،
هذه الصفات توجد في المجاهدين الآن؛
جهاد اللصوص والخونة والمجرمين،
وليس جهاد الأشراف النبلاء ـ بارك الله فيكم ـ
غاية الإسلام الصحيحة رجال يجاهدون جهاد صحيح،
أهل عقائد صحيحة، ومناهج صحيحة، وغاية صحيحة،
هذا أمر مفقود، فكيف ينصرهم الله على الأعداء؟
وكيف يهزم الأعداء على أيدينا ونحن على هذه الحال؟
وهذه العقائد الفاسدة وهذه المناهج الضالة؟
الأمر بالعكس، فاليهود تهزم ثلاث دول أو أربع دول وتأخذ أضعاف ما كان بيدها،
في فلسطين في أيام السبعة وستين تذكرون هذا،
فلا يستطيع المسلمون الآن كلهم مليار مسلم لا يستطيعون أن يغزوا هذه الحفنة الذليلة الساقطة،
لماذا؟
لأنه دب في قلوبهم الوهن، وهم يعيشون في غثائية،
كما قال رسول الله: "غثاء كغثاء السيل".
وكذلك الأصوات الفاضية، والكلام الفارغ لا تخرج عن حدود هذه الغوغائية ـ بارك الله فيكم ـ
فوالله لو كان المرجع لهذا الإسلام الصحيح على كتاب الله وعلى سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويقصد بذلك مرضاة الله، لانتصر المسلمون، وأتاهم النصر من حيث لا يحتسبون، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ـ بارك الله فيكم ـ
فأعدوا العدة،
"وأعدوا لهم ما استطعتم من رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".
فالآن اليهود يفرحون بهذا الجهاد لأنهم لا يخافون المسلمين،
لأنهم ليس عندهم ما يرهب اليهود ولا النصارى ولا غيرهم،
لا عقائد صحيحة ولا مناهج صحيحة،
ولا أعدوا العدة التي ترهب العدو،
فجهادهم غوغائي أشبه بالغوغائية،
ولم ينفع المسلمين شيئاً،
وانظروا إلى أفغانستان،
خلص أفغانستان في ذلك العهد ثوريون شيوعيون خلصوها من روسيا،
وجاءت إلى أيدي المجاهدين من الإخوان المسلمين،
فإذا بهم قد تبخرت كل شعاراتهم التي كانوا يهتفون بها:
لا يحكمون بما أنزل الله،
ولا أمن ولا أمان،
ولا عقيدة ولا منهج،
وأصبح الأمر بينهم، والخلافات بينهم، حتى سقطت دولة الإخوان وقامت دولة طالبان،
ودولة طالبان خرافية ولكنها والله أحسن من الإخوان المسلمين،
يعني يطبقون ما يعترفون به من الإسلام ويعرفونه: أقاموا الحدود وفعلوا وفعلوا، ثم جاءتهم أمريكا فاستعان الإخوان بالشيوعيين والروافض الباطنية على إسقاط دولة طالبان، فهزمهم الله تبارك وتعالى وجاءت أمريكا.
الآن أفغانستان بعد ذلك الجهاد الطويل وبعد استنزاف أموال المسلمين، وإهلاك شبابهم ـ بارك الله فيكم ـ
النتيجة نجد أنها عادت مستعمرة جديدة،
أين ثمرة هذا النصر؟
لا شيء.
في كل مكان: جهاد جهاد جهاد جهاد،
والغنائم والله من جيوب المسلمين لا من جيوب الأعداء،
غنائمهم من جيوب المسلمين،
وتسفك دماء أبناء شباب الأمة،
وأبناؤهم يسرحون ويمرحون ويضحكون على هذه الأمة،
هذا الزمن الطويل ـ أكثر من سبعين عاماً ـ والأمة لم تفق من غفلتها،
ولم تستفد من التجارب،
ولم يكن عندها خبرات،
إلى الآن يلعبون بالشباب ويستعملونهم،
هؤلاء المارقون لا عقيدة، ولا منهج، ولا جهاد صحيح، لا شيء.
فعليكم أيها الإخوة أن تربوا أنفسكم على العقيدة الصحيحة على التوحيد:
توحيد الله في أسمائه وصفاته،
توحيد الله في عبادته،
توحيد الله في ربوبيته،
من كتاب الله ومن سنة رسول الله ومنهج السلف الصالح،
تربوا على الأخلاق الفاضلة،
تربوا على الإيمان،
والأخلاق العالية،
وربوا أنفسكم على هذا ـ بارك الله فيكم ـ
وخذوا أساليبب الجهاد من كتاب الله، ومن سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وخذوا غاية الجهاد من كتاب الله ومن سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا عن طريق الشيوعيين، ولا عن طريق الماسونيين، ولا عن الطرق التي تسير عليها هذه الجماعات، ولا على طريقة الباطنية أيضاً ـ بارك الله فيكم ـ فإن هؤلاء شغلتهم السياسة.
...
فلا تغرنكم هذه الشعارات البراقة،
عليكم بكتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
والمسلم لا يحق له أن يبيت ليلة وهو لا ينوي الجهاد،
من مات ولم يغزُ ولم يحدث نفسه بالجهاد، مات ميتة جاهلية،
...،
لكن الجهاد له شروط منها:
إعداد العدة المعنوية،
وإعداد العدة المادية،ـ بارك الله فيكم ـ
فإذا توفرتا حينئذ يجب الجهاد،
فأما إذا كان في حالة ضعف، فلا بد أن يسعى للتخلص من هذه الحالة ـ حالة الضعف ـ بالتربية الصادقة على الإسلام الحق، من كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، فحينئذ يدرك مدى قوته واستعداده لمجابهة الأعداء، حينئذ يأذن الله له بالجهاد ويكون جهاده مشروعاً، وقد تكفل الله له بالنصر، وأما هؤلاء القوم فأبداً لن يتحقق لهم هذا، فلا يدخلون في وعد الله بنصر المؤمنين، ولا بالعزة التي وعد الله بها المؤمنين.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يجنبنا وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يعزكم الله، وأن يعز المسلمين جميعاً بالالتزام بكتابه، واتباع سنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)
الشيخ ربيع بن هادي بن عمير المدخلي حفظه اللّه
منقول
http://www.sahab.net/forums/showthre...AD%D8%B1%D8%B1