معلمتى الفاضلة:
تعثر القلم , وتأججت المشاعر, وطافت بي الذكريات, وأنا أريد خطابك.
أحجم قلمي عن الكتابة , ومشاعري عن التدفق والسيلان , فأقسمت على قلمي أن يمتطي صهوة جواده وعلى مشاعري أن تتدفق سيالة .
كم لك علي من الجمائل والأفضال , وكم كسوتني من كريم السجايا والخصال,
غمرتني بحنانك وعطفك , وشملتني بحبك وكرمك.
كنت عريا من الأخلاق فكسوتنيها , فقيرا من معاني المحبة والإخاء فأعطيتنيها .
كم أتيتك والهم قد أقلقني, والحزن قد أهلكني, فما هو إلا أن جاذبتك أطراف الحديث, حتى تبدد الهم , واندثر الحزن , وأشرقت النفس بفضل ربها ثم بفضلك .
كم أخطأت فقومتني بحسن أسلوبك , وزللت فانتشلتيني بلباقة تعاملك , وكم أحسنت فكنت لي مشجعا , وأتقنت فكنت لي محفزا .
لم أكن ابنتك فتفرحى لي , ولا قريبك فتحزنى لي ,فرحي فرحك , وحزني حزنك , ما بعثك على ذلك إلا حب هذا الدين وحب البذل له.
كم كان يعجبني فيك مطابقة قولك لفعلك وعلانيتك لسرك , تحث على الصفوف الأول وأنت من اهلها , وتحث على البذل لهذا الدين وأنت في المقدمة,وعلى......
كم صعد على كتفك من المتربين , شربوا ماء شبابك , وأخذوا عظيم أوقاتك , وأنت رابطة الجأش , ثابتة الجنان , لا تتأفف ولا تتمنن .
كم كنت أطير من الفرح وأنت تنصفى من حولك من الدعاة والمربين ولو كانوا من غير( !!!!) , توضحى بلطف , وتبينى برقة,من دون تجريح ولا غيبة .
كم أكن لك من المودة والمحبة أنا وإخوتي لما نرى من عدلك بيننا , وحرصك على تصفية قلوبنا لبعضنا .
ما زلت أذكر تلك الدمعة الصافية التي انهملت من عينيك وأنا أودعك وكأني أرى في طياتها ذكريات الماضي, وأرى فيها حبك لي وشفقتك علي.
مهما كبرت ففي القلب مكانك, ومهما بعدت فكلي شوق للقائك,.
كم كنت أود أن أبث لك كل ما في جعبتي من محبة
ولكن اختلطت مني المشاعر, وانهمرت من عيني الدموع ,
فبارك الله فيك وجزاك عني كل خير.