01/01/2008 01:17 م
من عادتي في البر أن أمشي لوحدي ، مع أخذ أنفاس عميقة ، أتأمل الأرض الممتدة حتى تعانق السماء عند خط الأفق . هذا التأمل يجعلني أشعر بأن الحياة من حولي أكبر مما أعيشه بمشاعري وأفكاري ، فنحن محدودون بمشاعر وأفكار ومعتقدات ، وأما الحياة فهي أكبر بكثيير مما هو موجود في أذهاننا وقلوبنا والعقل الباطن ، نحن نقطة صغيرة في هذا الزخم المتضارب . نحن لم نجرب كل المشاعر لربما ، ولا اعتنقنا كل الأفكار ، ولا مررنا بكل مواقف الحياة التي يمكن أن تحدث ، أنا وأنت عالم صغير ، نموذج بسيط لكيان البشرية ككل .
ومع ذلك نحن ندور في فلك أنفسنا ، وقد لا نحاول أن نجرب ألوانا جديدة ، هل جربنا يوما أن ألا نبالي مثلا ؟! فما أكثر ما نقلق ونتوتر مع مواقف الحياة وصدماتها. هل جربنا أن نضحك وسط موجة بكاء مؤلمة ؟! هل جربنا أن نقول : لا في المواقف التي اعتدنا أن نقول فيها : نعم بلا وعي ولا تفكير فنحصد نتيجة تبدو غامضة !
الحياة كبيرة كبيرة كبيرة ، لم لا نجرب اللعب في هذا الاتساع المترامي ؟! لم لا نبدع حلولا غير عادية في حين أن الحلول الروتينية لم تعد تجدي معنا ؟! لم لا نضرب الأرض باحتجاج في حين أن الخوف قد قتل في داخلنا همة المبادرة ؟!
الحياة واسعة ، فإلى أي مدى يمكننا أن نكتشف مهارات جديدة .. أفكار.. مشاعر.. سلوكيات.. كلمات.. نظرات..
الحياة تظلنا باحتمالات كثيرة متاحة لنا كي نجربها ، فمن منا على استعداد ليكون مختلفا اليوم ؟!