إتصل بي قبل العقد بيوم ليبشرني أن أمه وافقت على زواجنا وأنها تريد أن تأتي لتتكلم معي .......
فرحت جداً وإنتظرتها بفرحة وخوف في ذات الوقت
وجاءت هي وشقيقها وأخبرتني أنها وافقت على زواجنا طالما أنه رغبة إبنها الذي هو أغلى ماتملك وأن إبنة أختها سيعوضها الله ...
ولكنها إشترطت أن نجعل ذلك اليوم مجرد خطوبة ونؤجل كتابة العقد قليلاً حتى نتعرف على بعض أكثر.... ورغم أنني كنت قد دعوت كل أصحابي وجيراني واقاربي على عقد قراني إلا إنني وافقت من أجل عيون حبيبي الذي أراني بعد ذلك مالم أراه في حياتي رغم قسوة مامررت به
نعم ظُلمت قبله ومن إخواني أنفسهم ولكن لم يهينني أحد .. لم يستحقرني أحد او يقلل من شأني.........
فرغم إفلاسنا والظروف القاسية التي عشناها إلا أن كل من حولي كانوا يعرفون كيف نشأت ويحترمونني ويعاملونني معاملة تليق بي وبإسم عائلتي ومكانتها....
كم كنت ساذجة وقتها..! من يستحق أن أقدم له كل هذة التنازلات وأنسى نفسي واصلي وأنسى من أنا وإبنة من وأنسى كيف تربيت.....
نعم أبي علمني التواضع ولكن لم يعلمني أن أتهاون في كرامتي وأرضى بمعاملة لا تليق بي.... ولكنني دفعت ثمن ذلك غالياً فيما بعد..
تأخر جداً ذلك اليوم وأصبح الجميع يتسائل متى سيأتي العريس والمأذون
فنخبرهم أن العريس في الطريق ولكننا أجلنا كتب الكتاب واليوم هو مجرد خطوبة
طبعاً نظرات الدهشة والإستغراب في عيون الناس كانت تقتلني
كنت أرى في عيونهم تساؤلات كثيرة كنت أتجاهلها لأنني ليس لدي إجابة سوى إنني فتاة ساذجة لا تعي قدر نفسها
فبصرف النظر عن بساطة فستاني وبساطة الإحتفال بمثل ذلك اليوم بالنسبة لي ولعائلتي إلا ان خطيبي وأهله كانت تصرفاتهم غريبة ومريبة
حتى أنا بدأ القلق يتسرب إلى قلبي وأصبحت أبوح لبعض صديقاتي المقربين جداً مني أنني اشعر ان هذا اليوم مجرد تمثيل وليس حقيقة وإنني لا اشعر بالفرحة والسعادة التي كنت أتوقعها
وبعد وقت طويل إتصل بي ليطمأنني إنه في الطريق ويبشرني أنه سيعقد عليا اليوم ولكن أهله يشترطون عليه لإتمام العقد ان أحضر له وصل أمانه كان قد كتبه لي لأنه لم يدفع لي مهر ولم يشتري شبكة ولم يقدم لي أي شيئ سوى الخاتم والألف جنيه.....
فأخبرت أمي ففوجئت بها توافق أن تعيد له وصل الأمانة ولم أعلم أنها كانت خطة منها لتعلم على ماذا ينوي...
فطبيعي أن طلبه يُثير الشك ولكن لا أعلم اين كان عقلي...!
جاء مع المأذون وأمه وخاله و وبعد أن أخذ وصل الأمانة دخل مع عمي وبعض أقربائي إحدى غرف منزلنا وأغلقوا الباب ورائهم وغابوا ولا أحد يعلم بما يجري بينهم داخل الغرفة
ولكن كان الموقف مريب وغامض
وأنا انتظر بإحساس ممزوج من الفرحة والدهشة والخوف
وأخيراً فتح الباب وخرج عمي ليخبرني أن المأذون نسى أوراقه وأنها مجرد خطوووووبة.... !
تخيلوا حالي في مثل هذا الموقف وإحراجي أمام الناس الموجودين وأنا لآخر لحظة لا أعلم ذلك اليوم يوم خطوبتي أم زواجي وأنتظر قرار خطيبي وأهله...!
ولكن أنا من فعلت بنفس كل ذلك بسبب سذاجتى وتنازلاتي لمن لا يستحق
كنت أنتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر لأخرج معه كما أريد .. لأنظر في عينيه والمس يديه كما أريد وبرضا الله سبحانه وتعالى ولكن ياخيبة أملي...!
أخذت أختي تهون عليا وتطمأنني وقالت لي أن زوجها سيأخذنا بعربيته أنا وهو وأختي لنقضي اللية في أي مكان ولننسى كل ماحدث في ذلك اليوم المشئوم
إقترح عليه زوج أختي ان يذهب معه ليوصلوا أهله إلي بيتهم ثم يعودا إلينا لنخرج... فرفض وقال سأذهب أنا لأوصلهم بمفردي وسأعود سريعاً...
وإنتظرناه طويلاً ولم يأتي فأتصلنا به فوجدناه قد أغلق هاتفه
علمت أنه لن يأتي وقلت لهم لا تتعبوا انفسكم ولا تنتظروه فهو لن يأتي أبداً
ودخلت سريري كما أنا بفستاني بماكياجي فلم استطع أن أغير ملابسي أو اغسل وجهي
دخلت ونمت بدموعي وقهرتي كالقتيلة
نمت لأهرب من الواقع والألم الذي شعرت به فقد كان لا يحتمل
وفي الصباح تلقت أمي صدمة أخرى ولكن أخفتها عني لانني كنت وقتها قد أخذتني أختي معها للنادي الذي كان إبنها يتدرب فيه لتهون عليا وحتى لا أجلس في البيت افكر فيما حدث...
وعندما عدت لم تُخبرني أمي ولكنني عرفت بعد ذلك منه هو...
والخبر الذي صدم أمي في صباح خطوبتي وقبل حتى أن ينزعوا النور من على بيتنا هو....
أن يوم خطوبتي المزعوم كان هو يوم عقد قرانه على إبنة خالته
فقد تزوجها في ذلك اليوم قبل أن يأتي إلينا ولذلك تأخر..
والمأذون الذي جاء معه وزعم أنه نسى أوراقه هو نفسه الذي كتب له على إبنة خالته....