هيلين
New member
- إنضم
- 15 ديسمبر 2008
- المشاركات
- 1,023
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته..
هأنا معكم من جديد.. أخط لكم قصة جديدة..
و لكن هذه المره..هي قصة أستلهمتها من قصة واقعية..
و سمحت لمخيلتي ان تنسج التفاصيل كيف تشاء..
فادعوا العلي القدير ان تلقى إستحسانكم..
وعصفت بي رياح الشرق......
تبعثرت خصال شعرها الفضية..على الطاولة..
وهي تلقي بثقل رأسها على صدرها.....
على الرغم..من إنها قطعة خشبيه..إلا إنها كانت حنونه..
أحن من قلب ذاك المارد الشرقي الذي أفنت سني عمرها..
تفرك ظهر إبريقه بيد من عطف..
غرست أصابعها في شعرها..و أبعدته ببطئ عن وجهها الجميل..
الذي رسمت على صفحته..... أنامل الزمان....
تستمع بأذن مشوشة..لضحكات صغار أخيها المنبعثة من الحديقة..
يقهرون النضج بطفولتهم..و يغيضون العقل ببرائتهم..
هي تلك ذات الضحكات التي تستفيق على أصدائها ليلاً..
و تتلفت برعب من حولها..تبحث عن ذاك الطفل الضاحك..
لتحاسبه حساباً عسيراً..على راحة لها سلبت..!
اسندت ظهرها المحني على المقعد..
و نظرت في اللاشيء لدقائق..حتى أخذت عجلة شريط حياتها
تدور كفيلمٌ سينمائي يعرض أمامها للمرة المليون..
هاهي تقف خجلى..أمام ذلك المارد الضخم..الذي تلمح إبتسامته
الوقور مرسومة على شفتيه..من بين ثنايات
طرحتها البيضاء.. عادت ببصرها للأرض بوجل..
عانق وجهها ضوءاً واضح..ينبأها بإبعاد الطرحة عن وجهها..
تلك اللحظة لكم تمنتها..
حتى تقرأ تأثيرها على وجه "فلاح"..لكنها للأسف.. بخجلها أضاعتها..
و لم تلحق إلا ببقايا الآثار..
أرتعد جسدها النحيل على إثر رعشة لقاء الأعين لاول مرة..
كاد قلبها يخترق صدرها..ليرتمي في حضن فارسها الأسطوري..
جلست " مرام " على مقعدها في الكوشة.. وجلس بجانبها "فلاح"..
انشغلت مرام بمصارعة خجلها..لتسرق نظرات خاطفه متقطعة على
وجه شريك حياتها..
الذي بدى متحجراً كالتمثال ..عيناه مغروستان بالأرض..تتخلهما
نظرات سريعة على من حوله بثبات..و بجدية واضحة
ثم يبعدهما إلى مكانهما..في حين "مرام" لم يكن لها مكاناً بين تلك النظرات..
كادت مرام أن ينسفها الإحباط من تجاهل فلاح لوجودها..
لكنها طردت الفكرة من ذهنها بسرعة.. و رددت في نفسها:
" لا يجب أن يشوب ليلتي المميزة هذه أي منغص..حتى و إن فر منها العريس!"
على الرغم من جسد مرام النحيل..ووجهها الجميل و منظرها الطفولي..
إلا إنها كانت ناضجة جداً..
و قوية..لدرجة إن أختها ما تفتئ تعيرها بقسوة القلب..
في حين إنها تنزعج من ذلك النعت.. فهي رقيقة جداً و حساسه..
و لكنها تصر على إن للمشاعر وقت وزمان..
أنتبهت من شرودها على حركة فلاح بجانبها..
وهو يومئ برأسه إلى والدته للنهوض..بعدما..
ألقى نظرة على ساعته الفضية..المطوقة لمعصمة..
نهض عن المقعد.. وما ان استوى واقفاً ..حتى وقفت "مرام" بسرعة
قبل ان يلتفت إليها..
و على شفتاها إبتسامه عريضة للحضور.. و كإنها ملكة تحيي شعبها !
طوال الطريق المؤدية للمنزل..إنشغل فلاح بالحديث مع "أحمد"أخ مرام
بينما مرام لم يكن لوجودها اهميه تذكر في هذا اللقاء..
كان حديثه هادئاً..وقوراً..و كأنه يلقي "خطبة " على أحد المنابر..
إبتسمت مرام بينها وبين نفسها..
و تأملت وجهه الرجولي خلسةً..و تسألت..لو كانت سمعت صوته قبلاً..
فهل كانت ستعطيه سنينه الثلاثين أم إنها ستجزل عليه بالعطاء في العمر!
توقفت السيارة أمام مدخل أحد المنازل وترجل منها فلاح بينما فتح أحمد لمرام
باب السيارة..و ساعدها على النزول..
ودع أحمد أخته..و أوصى فلاح بمرام خيراً..ثم مضى في طريقه..
وعندها فقط..وجه فلاح خطابه لمرام
بإبتسامته الهادئة قائلاً.. تفضلي.. نوري بيتك !
هأنا معكم من جديد.. أخط لكم قصة جديدة..
و لكن هذه المره..هي قصة أستلهمتها من قصة واقعية..
و سمحت لمخيلتي ان تنسج التفاصيل كيف تشاء..
فادعوا العلي القدير ان تلقى إستحسانكم..
وعصفت بي رياح الشرق......
تبعثرت خصال شعرها الفضية..على الطاولة..
وهي تلقي بثقل رأسها على صدرها.....
على الرغم..من إنها قطعة خشبيه..إلا إنها كانت حنونه..
أحن من قلب ذاك المارد الشرقي الذي أفنت سني عمرها..
تفرك ظهر إبريقه بيد من عطف..
غرست أصابعها في شعرها..و أبعدته ببطئ عن وجهها الجميل..
الذي رسمت على صفحته..... أنامل الزمان....
تستمع بأذن مشوشة..لضحكات صغار أخيها المنبعثة من الحديقة..
يقهرون النضج بطفولتهم..و يغيضون العقل ببرائتهم..
هي تلك ذات الضحكات التي تستفيق على أصدائها ليلاً..
و تتلفت برعب من حولها..تبحث عن ذاك الطفل الضاحك..
لتحاسبه حساباً عسيراً..على راحة لها سلبت..!
اسندت ظهرها المحني على المقعد..
و نظرت في اللاشيء لدقائق..حتى أخذت عجلة شريط حياتها
تدور كفيلمٌ سينمائي يعرض أمامها للمرة المليون..
هاهي تقف خجلى..أمام ذلك المارد الضخم..الذي تلمح إبتسامته
الوقور مرسومة على شفتيه..من بين ثنايات
طرحتها البيضاء.. عادت ببصرها للأرض بوجل..
عانق وجهها ضوءاً واضح..ينبأها بإبعاد الطرحة عن وجهها..
تلك اللحظة لكم تمنتها..
حتى تقرأ تأثيرها على وجه "فلاح"..لكنها للأسف.. بخجلها أضاعتها..
و لم تلحق إلا ببقايا الآثار..
أرتعد جسدها النحيل على إثر رعشة لقاء الأعين لاول مرة..
كاد قلبها يخترق صدرها..ليرتمي في حضن فارسها الأسطوري..
جلست " مرام " على مقعدها في الكوشة.. وجلس بجانبها "فلاح"..
انشغلت مرام بمصارعة خجلها..لتسرق نظرات خاطفه متقطعة على
وجه شريك حياتها..
الذي بدى متحجراً كالتمثال ..عيناه مغروستان بالأرض..تتخلهما
نظرات سريعة على من حوله بثبات..و بجدية واضحة
ثم يبعدهما إلى مكانهما..في حين "مرام" لم يكن لها مكاناً بين تلك النظرات..
كادت مرام أن ينسفها الإحباط من تجاهل فلاح لوجودها..
لكنها طردت الفكرة من ذهنها بسرعة.. و رددت في نفسها:
" لا يجب أن يشوب ليلتي المميزة هذه أي منغص..حتى و إن فر منها العريس!"
على الرغم من جسد مرام النحيل..ووجهها الجميل و منظرها الطفولي..
إلا إنها كانت ناضجة جداً..
و قوية..لدرجة إن أختها ما تفتئ تعيرها بقسوة القلب..
في حين إنها تنزعج من ذلك النعت.. فهي رقيقة جداً و حساسه..
و لكنها تصر على إن للمشاعر وقت وزمان..
أنتبهت من شرودها على حركة فلاح بجانبها..
وهو يومئ برأسه إلى والدته للنهوض..بعدما..
ألقى نظرة على ساعته الفضية..المطوقة لمعصمة..
نهض عن المقعد.. وما ان استوى واقفاً ..حتى وقفت "مرام" بسرعة
قبل ان يلتفت إليها..
و على شفتاها إبتسامه عريضة للحضور.. و كإنها ملكة تحيي شعبها !
طوال الطريق المؤدية للمنزل..إنشغل فلاح بالحديث مع "أحمد"أخ مرام
بينما مرام لم يكن لوجودها اهميه تذكر في هذا اللقاء..
كان حديثه هادئاً..وقوراً..و كأنه يلقي "خطبة " على أحد المنابر..
إبتسمت مرام بينها وبين نفسها..
و تأملت وجهه الرجولي خلسةً..و تسألت..لو كانت سمعت صوته قبلاً..
فهل كانت ستعطيه سنينه الثلاثين أم إنها ستجزل عليه بالعطاء في العمر!
توقفت السيارة أمام مدخل أحد المنازل وترجل منها فلاح بينما فتح أحمد لمرام
باب السيارة..و ساعدها على النزول..
ودع أحمد أخته..و أوصى فلاح بمرام خيراً..ثم مضى في طريقه..
وعندها فقط..وجه فلاح خطابه لمرام
بإبتسامته الهادئة قائلاً.. تفضلي.. نوري بيتك !
مضت ثلاثة أشهر على زواج مرام من فلاح.. و في تلك الأشهر..
لم تذق طعم العسل..
كان فلاح في أغلب وقته صامت.. وقته مقسوم بين العمل والبرامج الوثائقية..
و إرتشاف متمهل للقهوة مع مطالعة الجريدة..
و الحورات التي تجاهد مرام لفتحها.. تنتهي بنصيحة من " المعلم" للتلميذ..
لم تحبذ مرام تلك العيشة..و ليست هي تلك الحياة التي كانت تحلم بها..
ليس إنتقاد تصرفاتها.. وتوجيه النصح لها من ضمن بنود أحلامها..
كانت تحلم بزوج ..يعجب بها..و يبهر بها..و ينتبه لأدق تفاصيلها..
حتى و إن غيرت لون أحمر شفاهها..
بينما فلاح تشك في إنه يرآها أصلاً..فكل ما يراه.. تلك النقطة الصفراء العالقة
على طرف ثوبه..
و يلمح الدقائق التي تأخرت بها عن وضع العشاء..
في حين لحظات مرام الرومانسية مع فلاح تتجلى بإبتسامة هادئة...
و نظره عميقة تشعر بمعناها و لكن الترجمة تظل مفقودة..
ليالي مرام مؤرقة..و أفكارها متضاربه..حوار حفظته عن ظهر قلب مع نفسها..
و لكنها لا تزال تعيدة ليلة بعد أخرى..
ماذا؟
أهذه حياتي..؟
أهكذا سأمضي بقية أيامي.. مجندة في معسكر.. و علي أن أنفذ واجباتي بدقة..
أهكذا سأبقى.. أتسابق مع عقارب الساعة..حتى لا أرى إنعقاد حاجبيه..
أو لا أسمع موعظة..تصغرني في قدر نفسي..ما هكذا يجب لي أن أعيش..!
و لا هكذا يجب ان يقدر لي!!
يجب ان أضع حداً لكل تلك المهزلة.. و إن كلفني هذا الأمر "ورقة الطلاق"!
صباح اليوم التالي تمردت مرام.. و غرست وجهها في الوسادة..
حتى تجبر نفسها على عدم النهوض..في حين صوت منبه فلاح يرن بجنون..
نهض فلاح من فراشة..و ألقى نظرة سريعة على مرام ..
تبادر إلى ذهنه إنها لم تقوى على النهوض بسبب سهرها المعتاد..
تمتم مع نفسه:
"عليها أن تتخلص من تلك العادة السيئة..!"
أيقظ فلاح مرام ..بينما تململت مرام في الفراش و لم تجبه..
دخل فلاح ليستحم..على أمل إنه سيخرج ليرى مرام تنتظره
بإبتسامة مشرقة كإشراق الصباح..
و أدخنه كوب الحليب الساخنه تتصاعد.. مشوبة نقاء منظر أرغفة الخبز من خلفه..!
تصنعت مرام النوم.. في حين إن النوم جافى جفناها..
فهي تعلم أي الجرائر تقترف..و أي العواقب تترقب!
خرج فلاح من الحمام..و ما أن رأى مرام على الفراش حتى عقد حاجبيه..
ونادى بصوتٍ جهور:
"مرام..ألازلتِ نائمة..........؟! إنهضي بسرعة..و اعدي لي شراباً ساخناً..
لا تأخريني!"
نظرت مرام إلى فلاح بعين شبه مفتوحة..و قالت:
"أعده أنت بنفسك.....!"
صمت فلاح..بينما عيناه الغاضبتان تنطقان بأقسى الكلااام..
و طفق خارجاً.. يضرب الأرض بخطواتٍ من حديد..
عاد فلاح من العمل..عابساً..صامتاً..يصدر تأففات متقطعة..
في حين مرام تعمدت ان تاخر موعد الغذاء نصف ساعه..
بينما فلاح ..لا زال صامداً..و لم يعلق هذه المرة بكلمه !
إنتهى الغذاء.. وفلاح ..لا زال صامتاً.. لكن عيناه تكاد تفور بركاناً..
إستسلمت مرام أخيراً..و بدأت بالنقاش..
مرام بثبات:
فلاح..بإستثناء يومنا هذا..هل قصرت معك في شيء؟!
صالح بإقتضاب و عقود حاجبياه ينطقان قبل لسانه:
لا........
مرام..
و اليوم.. هل تشعر بإختلافه عن سائر الأيام التي مضت؟!
فلاح بصبر نافذ:
ما رأيك أنتِ؟
مرام :
خذني بحلمك يا فلاح..و اجبني..
هل تشعر بإختلاف يومك هذا عن سائر الأيام التي مضت؟
فلاح..
طبعاً ..نعم
مرام بقوة و آلم..
إذا لماذا يومي هذا و أيامي الماضية معك سواء؟!
لماذا..مكافأتك لي عند الرضا.. كعقابك لي عند السخط؟!
غصت مرام بدمعه حبيسة.. بينما فُكت عقدة حاجبا فلاح..و ظل ينظر لها بصمت..
تمالكت مرام نفسها و أكملت من جديد..
أنا أعتذر عن ما بدر مني هذا اليوم.. و اعيّ حقيقة إنزعاجك من تصرفي..
وهذا حقك..
و لكن..
أليس من حقي ان أنزعج من تصرفات تجرحني.. وتهمشني!
أين انا من جدولك المحسوب بالثانيه..أين الدقائق التي هي من حقي؟!
نظر فلاح بتأثر لمرام..و قال بهدوء..
كيف تتهميني بكل ذلك..فأنا معك في كل الدقائق التي أقضيها في المنزل..
أجابت مرام ..
بل انا التي معك في كل الدقائق التي تقضيها في المنزل..بينما انت..
مع برنامجك الوثائقي.. ومع البقعة الصفراء التي لم أحسن إزالتها..!
أنت مع كل شي عداي!
ظل فلاح صامتاً..يستمع بصمت مطبق..
بينما مرام ..تتابع
كنت لك يا فلاح خير زوجة.. و ان قصرت في أمور ..فهو تقصير غير مقصود..
فأنا لست مثلك يا فلاح.. والدقائق لا تعني لي الشيء الكثير..
و لا يهمني أن طويت ملابسي أم صنعت بها كرة و ألقيت بها في الدولاب..
ما دامت ستكوى في الأخير!
لكني جاهدت لتسير الأمور كما تشتهي..حرصاً مني على راحتك..
و للأسف فقدت بها راحتي!
هذه شكواي يا فلاح.. فهل تدرك ما اعني ..أم إن عليّ أن أعيد؟!
لم ينطق فلاح بكلمة تذكر..
غير إنه نهض من مكانه..و ضمها إلى صدره بقوة..
يتبع..