مرحبآ !

من خلال التسجيل في صفحات نسوة يمكنك ذلك من المشاركه وتبادل الآفكار الأيحابيه مع زميلاتك

آشتركي معنا الآن !

والذاكرين الله كثيرا والذاكرات

إنضم
17 فبراير 2009
المشاركات
21
هل ترغب في معية الله جلَّ وعلا !؟

هل تريد مغفرة وأجراً عظيماً من العظيم الغفَّار !؟

هل تطمح في طُمأنينة قلبك، وتفريج همومك وأحزانك !؟

هل تنشد قُوَّة في إيمانك، وعافية في بدنك، ومرضاة يوم العرض على مولاك !؟

إذن، فاحزم حقائبك إلى الواحة الغنَّاء ، إلى الظلال الوارفة، إلى نعيم الدنيا والآخرة ، إلى الحصن الحصين من شياطين الإنس والجن ، إلى الجُنّة الواقية من عذاب الله تعالى ، ( وآمركم أن تذكروا الله ، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم ).

قال الإمام ابن القيم رحمه الله : " فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة لكان حقيقا بالعبد أن لا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى ، وأن لا يزال لهجا بذكره ؛ فإنه لا يحرز نفسه من عدوه إلا بالذكر ، ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة ، فهو يرصده ، فإذا غفل وثب عليه وافترسه ، وإذا ذكر الله تعالى انخنس عدو الله تعالى وتصاغر وانقمع ".

تأمَّل أخي الحبيب هذا الحديث الشريف، هذا الفضل العظيم، هذا الخير الجزيل، وتأمَّل رحمة ربك أرحم الراحمين، الرؤوف الودود، الغني الكريم، الجواد اللطيف؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ قَالَ فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا يَقُولُ عِبَادِي قَالُوا يَقُولُونَ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ قَالَ فَيَقُولُ هَلْ رَأَوْنِي قَالَ فَيَقُولُونَ لَا وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ قَالَ فَيَقُولُ وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا قَالَ يَقُولُ فَمَا يَسْأَلُونِي قَالَ يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً قَالَ فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ قَالَ يَقُولُونَ مِنْ النَّارِ قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً قَالَ فَيَقُولُ فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ قَالَ يَقُولُ مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ قَالَ هُمْ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ).


فأي فضل بعد فضل الله تطلب ، وأي نعيم بعد نعيم الله تنشد ، وأي وقت في غير ذكر الله تصرف !! هل لك في السبق إلى جنَّات ونهر، إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر، ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ فِى طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ فَقَالَ :« سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ ». قَالُوا : وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ :« الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ »).

أو ما سمعت بأنها القيعان فاغرس ما تشاء بذا الزمان الفاني

وغراسها التسبيح والتكبير والتحميد والتوحيد للرحمن

تبا لتارك غرسه ماذا الذي قد فاته من مدة الإمكان

يا من يقر بذا ولا يسعى له بالله قل لي كيف يجتمعان

أرأيت لو عطلت أرضك من غرا س ما الذي تجني من البستان
قال صلى الله عليه وسلم: ( لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام ، و أخبرهم أن الجنة طيبة التربة ، عذبة الماء ، و أنها قيعان ، و أن غراسها : سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر ).

انظر إلى هذا العرض المغري جداً لكل نفسٍ مؤمنة؛ سِتُّ دقائق تقريباً، في مقابل أجور عِتقِ عشر رقاب، ومائة حسنة، ومحو مائة سيئة، وتحصين من الشيطان حتى المساء، وفضل من المولى القدير.

من يُعطي كعطاء الله! تَفَضُّلٌ من الله وإنعام، إنَّها مائدة الكريم، من زَلَفَ إليها، فقد حاز كل خير ورِفعة وبركة، يقول صلى الله عليه وسلم: ( من قال : لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حِرْزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه .


خُذْ وقفة الآن، توقَّفْ عن إكمال هذا المقال، ابدأ هذا الذكر الآن، الآن، الآن، مائة مرة فقط، احتسب الأجر عند الغني اللطيف، استشعر فضل الله عليك، والمكافأة فورية، والله لو لم يكن فيها إلاّ معيَّة الله لك لكفاك، لو لم يكن فيها إلا المباعدة بينك وبين الشيطان الرجيم لكفاك، فما بالك بحسنات تُكتب لك، وأخرى تُحَط عنك، ورقاب تُعتق في ميزان حسناتك.

إن اللسان نِعمة عُظمى إذا استثمر لحصد الحسنات، فلا تُفرِّط - أخي - لحظة من يومك دون أن تذكر الله ، فعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رجلا قال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت فأخبرني بشيء أتشبث به . قال: ( لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ).

الأذكار على تنوعها، ذات أجور كبيرة، فهي غراس في بساتين جنَّات رب العالمين، وهي تحفظ قائلها، وتجعله في حرز الغني الكبير سبحانه وتعالى . إذا تأمَّلْت ذلك، وتَغَلَّبت على تثبيط الشيطان الرجيم، فستجدها تجري على لسانك، دون جهد منك، بل ستراها كَنَفَسِكِ بحول الله تعالى.

قال الحسن البصري رحمه الله: " تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وقراءة القرآن، فإن وجدتم... وإلا فاعلموا أن الباب مغلق ".

ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى: " وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، قال: وكان إذا صلى الفجر يجلس في مكانه يذكر الله تعالى حتى يتعالى النهار جدًا، وكان إذا سئل عن ذلك يقول: هذه غدوتي ولو لم أتغد هذه الغدوة سقطت، وقال لي مرة: لا أترك الذكر إلا بنية إجمام النفس وإراحتها لأستعد بتلك الراحة لذكر آخر أو كلام هذا معناه ".

وقال مالك بن دينار رحمه الله : " ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز وجل، فليس شيء من الأعمال أقل مؤونة منه ولا أعظم لذة ، وأكثر فرحة وابتهاجاً للقلب ".


مـنقـــول
 
أعلى