أروى2008
New member
- إنضم
- 2 ديسمبر 2008
- المشاركات
- 116
معدد يحج بزوجتيه....الحلقة الأولى!
قال الرواي:
أراد أبو صالح أطال الله عمره في الصالحات...ووقاه مكر الزوجات...ورزقه من الطيبات أن يحج
في أحد الأعوام...
أبو صالح رعاه الله متزوج بامرأتين....إحداهما سبق لها الحج مع أهلها....والأخرى لم تحج بعد....
أبو صالح بالرغم من أنه ذاق المر والمرير والمرارة والأمرين والمرار حين اعتمر بزوجتيه في
رمضان.. إلا إن له رغبة في الحج أكيدة...
فالزوجة الثانية(الزغروطة....وقد اختلف المفسرون في معنى الزغروطة على أقوال لعل
أصحها:أنها الزوجة الصغيرة السن الحلوة الأثيرة لدى زوجها والتي تجعله يلهج دائما في سره
وربما في جهره أمامها فقط ويقول:يا ليت ما تقدم من عمري تأخر.....كل ذلك لأجل
الزغروطة)....لم تحج فريضتها....
وفي تلك الليلة العامرة عقد أبو صالح اجتماعا طارئا في شقة عشيرته الأولى وأم أولاده أم صالح
وشرع في بيان فرضية الحج على الفور....ليمهد لحج الزغروطة زوجته الثانية...
ثم طفق يعدد مشاق الحج والصعوبات التي يلاقيها الحاج وأن تكرار الحج في هذا الزمان من
المشقة بمكان..
ثم خلص في آخر الاجتماع إلى القرارات التالية:
1-أنه سوف يحج بالزغروطة الزوجة الثانية لأن الحج على الصحيح من أقوال أهل العلم واجب على الفور...
والزغروطة وإن كان الحج قد وجب عليها عند أهلها منذ سنوات عدة ولم تحج إلا إنه الآن مســــــــــــــئول
عنها أمام الله....ولم ينس أبو صالح أن يذكر أثر عمر رضي الله عنه في الذي لا يحج مع الاستطاعة:فليمت إن
شاء يهوديا أو نصرانيا....وختم هذا القرار بالدعاء بأن يسامح الله أهل الزغروطة الذين لم يقوموا بتحجيجها...
2-الطلب من أم صالح بأن تبقى حماها الله وحرسها من كل سوء في البيت ترعى الأطفال والأولاد....
وتخلفهما بخير....وسوف يكثران هو والزغروطة من الدعاء لها في المشاعر خصوصا في مشعر عرفة...
وقبل أن ينتقل أبو صالح إلى تلاوة القرار الثالث...أم صالح....قائلة:
وشهو....وشلون....وايش تقول!!!!....
شوف يا حبيبي....ونظرت بعينها اليمنى إلى أبي صالح...واسمعيني يا عيني ونظرت إلى الزغروطة
باليسرى وكانت نظرة أشد وأدهى لولا أن أبا صالح اقترب لا إراديا شبرا أو شبرين من الزغروطة في هذه
المرحلة العصيبة...فهدأ روعها شيئا...
...والله إن رجلي على رجلكم....
اسمعني يا بو صالح....لا تكثر من هذا الكلام.....وواجب على الفور وإلا على التراخي...والله إني
معك خطوة بخطوة لئن طرت لأطيرن معك ولئن هبطت لأهبطن معك....
أسقط في يد أبي صالح وحاول أن يلطف الأجواء:يا بنت الحلال....الله يهداك....أنت إنسانة عاقلة...
الحج تعب....الحج نصب....الحج مشقة....وأنت هنا على ثغرة عظيمة....وأنت سبق لك الحج....
وكان لسان حال أم صالح وقد أغمضت عينيها بعد أن نظرت بهما شزرا وحنقا هنا وهناك....سواء
أوعظت أو لم تكن من الواعظين...
وأما الزغروطة بعد أن فشلت جميع المفاوضات مع أم صالح انصرفت راشدة إلى شقتها وقلبها
حزين....
يا خسارة لقد تفركشت حجة الإفراد(لوحدها وليس من النسك المعروف)مع حبيب العمر....
على العموم يا سادة رضخت حكومة أبي صالح آخيرا لمطالب أم صالح خصوصا بعد أن قامت
ميليشيات الأطفال بالضغط والشوشرة على أبي صالح...ولا ننسى أن أم صالح هي بمثابة الأب
الروحي والراعية
الرئيسية لهذه الميليشيات التي تقوم بأعمال شغب بين الفينة والأخرى ضد الزغروطة بدعم خفي
في كثير من الأحيان من أم صالح....ووسط استياء بالغ من أبي صالح الذي يكاد أن يفقد السيطرة
تماما على تلك الميليشيات...
تجهز الركب الميمون ثلاثة....أبو صالح وأم صالح والزغروطة....وفي السوبرمان الفضي انطلق
الركب
من جدة إلى مكة....ولقد حدثت مشادات خفيفة انتهت باستيلاء أم صالح على المرتبة
الأولى....ولتقبع
الزغروطة في المرتبة الخلفية....وكان رأي أبي صالح للزغروطة بألا تشاد أم صالح....وأن تؤثرها
بالمقعد الأمامي فهي الأكبر سنا والأقدم زوجية....ومع أن أم صالح رعاها الله استغلت هذه الحُجة
في الاستيلاء على المقعد الأمامي....إلا إنها بعد استوائها عليه أعلنت استنكارها قائلة:ماذا تقصد
حين تقول: أكبر سنا...يعني عجزت وإلا عجزت....أنا يا ربي لك الحمد شابة وصغيرة وحلوة
وأمورة....وكل من يشوفني يقول:هذه عمرها ماوصل العشــرين!!!!!!!!!!!!!... وكثير من الحريم
في المناسبات ما يفرقن بيني وبين بنتي عبير(ثالثة كلية)....ويحسبن أننا أخوات...
علما بأن الزغروطة يا سادة تكبر ابنتها عبيرا بنحو خمسة أعوام...
وتصدق عاد يا بوصالح....في إحدى المناسبات سئلت عني إحدى المدعوات تريد أن تخطبني
لابنها....ما تدري إني متزوجة!!!!...
هنا تدخل أبو صالح قائلا بعد أن زودتها أم صالح حبتين:أوووووه....يكفي هذا....خلاص انتهى
الكلام...وكما اتفقنا نريد أن نحج إن شاء الله تعالى حجا مبرورا ولا نريد جدالا ولا كلاما زائدا ولا
ناقصا....
امتعضت أم صالح من تدخل أبي صالح....وأطلقة زفرة ملؤها الامتعاض ولكنها كانت مشوبة بالفخر
والنصر في تلك الجولة...ولكنها لم تنس أن تطل على الزغروطة في المقعد الخلفي طلة أطالتها
وأثارت المخاوف في قلب أبي صالح(يا عيني على الزغروطة)واستدعت هذه الاطلالة الطويلة تدخل
أبي صالح الذي بادر بسؤالها:وش فيك يا
مَرَة؟؟؟؟...خير إن شاء الله تعالى...رقبتك لا تنكسر....انتبهي....
لا ما في شي سلامة رقبتي يا رب....ولكن كيسي ما أدري وين حطيته....
يا بنت الحلال كيسك شوفيه عند أرجولك....
صدق ما شفته...العتب على النظر يا بو صالح....
هنا وجدت الزغروطة فرصة لرد بعض الاعتبار لها وقد أتاح لها جلوسها بمفردها في الخلف أن
تتفكر وتتربص بأم صالح....
إي والله صادقة يا خيتي يا أم صالح العتب على النظر...والسن له دور يا عزيزتي...
وهنا صاحت أم صالح:أبو صالــــــــــــــــــــــــــــــــــح....سامع زوجتك وش قاعدة تقول عني...
اللهم إني صايـــــــــم... أخطأت أم صالح من شدة الحنق....
أبو صالح ما حصل إلا خير....خلاص انتهى الموضوع....
أم صالح:طبعا ما حصل إلا خير ما دامت بدرية(آخيرا عرفنا اسم الزغروطة.....شكرا أم
صالح)...تتكلم على كيفها...
الزغروطة بدرية بمكر:طيب معليش يا أم صالح....أنا آسفة يا عمري....لك الحق أنت الكبيرة مهما
يكون.... كبيرة في عيــــــــــــن......هنا تدخل أبو صالح ليضع كفه في في أم صالح حتى لا تنطق
بتلك الكلمة وتخدش منسكها وتخدش قلبه وقلب الزغروطة...
أبو صالح:أستغفر الله العظيم....لا حول ولا قوة إلا بالله....
أم صالح:أستغفر الله....يا بدرية عيب ها الكلام....والضرب تحت الحزام....نسينا أن نقول إن أم
صالح متعلمة وهي خريجة الثانوية العامة....وأما بدرية الزغروطة فهي جامعية وعملت سنتين
معلمة على البند الخامس فرحمها أبو صالح من معاناة ذلك البند....وقال لها يوما:
ارتاحي في البيت يا عمري...
خليكي قدام أعيوني....
واطلبي وتدللي شبيك لبيك أبو صالح بين أيديك...
فأخذت الزغروطة بنصيحة أبي صالح الذي كان ميسورا ويملك ثلاث عمارات... ومحطتين للوقود
وكم بلك أراض هنا وهناك... وتقاعد مبكرا....
فعلام التعب يا زغروطة؟؟؟وإلام التحضير والتصحيح ووجع الرأس وفجعة الموجهات... وأم صالح
جالسة رجل على رجل وتأتيها طلباتها من كل مكان دون مراجعة أو تقصير...
فتعسا للمعلمات الذين يشقين ويتعبن ثم تذهب نقودهن في جيوب كثير من الأولياء....أو في خزائن
دور الأزياء...
بدرية:أستغفر الله العظيم....أنا آسفة يا أم صالح....سامحيني يا حبيبتي....أنا ما قصدت ترى شي....
أم صالح:وإذا ما قصدت شي ليش طيب تتأسفين وتطلبين السموحة.....عجبي...
أبو صالح:المسامح كريم....وش رايكن يا حبوباتي نشغل إذاعة القرآن الكريم....ونسمع شيئا من
كلام الله عز وجل...ترانا رايحين للحج ما حانا رايحين رحلة وإلا نزهة....
أم صالح:شغل بارك الله فيك....والله يسامحك يا بدرية...لا عاد تعودينها....
بدرية:إن شاء الله تعالى...أبشري يا أم صالح....أبشري....
سرعان ما سُري عن أبي صالح وأحس أن حملاً ثقيلا انزاح عن كاهله....وفتح المذياع لينطلق
صوت المنشاوي تاليا ما تيسر من سورة الحج ومنها قوله تعالى:{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ
رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }...
خشعت النفوس للقرآن الكريم....وأخذ أبو صالح وزوجتاه وقتا طيبا للراحة....ثم انتهت القراءة
وجاء برنامج يتحدث عن فقه الحج....وشرع الشيخ يتحدث عن أحكام الحج.....فوجدت أم صالح بعد
انتهاء الحديث فرصة لاسترجاع ذكرياتها حين حجت الفريضة صحبة والدها ووالدتها وإخوتها....
وختمت تدع لأهلها بأن يجزيهم الله خير الجزاء لأنهم قاموا بتحجيجها حين بلغت سن السابعة
عشرة وقبل زواجها بثلاث سنين....
وقالت:احمد ربك يا بو صالح...أخذت زوجة جاهزة محججة منتهية!!!!....ولكن الشرهة على كثير
من الناس الي بعضهم ما يبالي ولا يخاف الله ولا يحجـــــــــــــــــــــــج بناته....والله حرام ما
يجوز....
هنا ثارت الزغروطة ثورة عارمة وصاحت:وش قصدك يا أم صالح....أهلي ما يخافون الله....خافي
الله في نفسك. أنت جاية تحجين والا تسبين وتشتمين....
وقبل أن ترد أم صالح الصاع صاعين وربما صاعين ونصف...تدخل أبو صالح معتذرا عن أم صالح
وأنها لم تقصد أهل الزغروطة-وحاشاهم وكلاهم-أن يكونوا من هذا الصنف الذي ذكرته أم صالح...
وإلا لا يا أم صالح....
أم صالح وقد بدت مغضبة....لا يا حبيبتي وش دخلني في أهلك....الي يعمل طيب يعمله لنفسه.....وأنا
ما جبت طاري أهلك....الله يستر علينا وعليهم....
أبو صالح:خلاص يا حريم...امسحنها فيني أنا.....خلينا نشغل الرادي ونسمع الأخبار من
لندن....يقولون:إن الشيعة الإيرانيين ناويين يسوون مظاهرة للبراءة من المشركين....وكثير من
حجاجهم يشركون بأهل البيت ويدعونهم من دون الله....
الزغروطة بدرية:هذي مظاهرات سياسية لا علاقة لها بالحج ولا بالبراءة من المشركين....
أبو صالح:صحيح...الله يكفينا شرهم....ويعين الدولة في ها الموسم....ويعديه على خير يا رب...
الزغروطة بدرية:آمين يا رب....
أنا ما أدري ها الناس وشيبون بالضبط؟؟؟...
وقبل أن يجيب أبو صالح تدخلت أم صالح وقالت متنرفزة:هيــــــــــــه....فكونا يا حبيبي أنت وهيه
من ها الخرابيط وخلونا نتكلم مع بعض أحسن....
الزغروطة بدرية:أنا أموت في الكلام في السياسة....وأحب أتكلم فيها باستمرار....وأبو صالح
يعرف هذا عني زين....
أيو والله نعم....أنت يا بدرية يا روح........واستدرك أبو صالح سريعا ليخطف حرف الياء ويمنعه
من الخروج من فمه ليستقر في جوفه الذي كاد يلتهب بسبب هذا الفصل الحار بين الزوجتين..
يا!!يا!!يا!! يا ستي سياسية من الدرجة الأولى مثل أبيك الله يطولنا جميعا في عمره....
أم صالح:بدرية سياسية في الدرجة الأولى...وأنا شايفني ما أفهم في السياسة يا
عيونـــــــــــــــــــــــــــي!!!!!...
ومن قالك إن أبوي الله يطولي في عمره ويحفظه لي ذخر يا رب ما هوب سياسي ولا يحب
السياسة.... أنا ما قصدت شيء يا عزيزتي(في نظام أبي صالح يسمح لمثل هذه المفردات
بالتداول)....أبوك ما أقول فيه إلا كل خير...
ولكن والد بدرية متعلم تعليم عالي....
تعليم عالي وإلا ناقص....أرجوك يا بو صالح لا تغلط على أهلي....وبالذات أبوي....ولا تنسى كم
وقف معاك....
وقبل أن تعود الزغروطة للدخول إلى حلبة الصراع الحواري....
ظهرت نقطة تفتيش الشميسي....
وظهرت أرتال السيارات المزدحمة....فقال أبو صالح:يا الله تعطينا خير هذي الزحمة....