مرحبآ !

من خلال التسجيل في صفحات نسوة يمكنك ذلك من المشاركه وتبادل الآفكار الأيحابيه مع زميلاتك

آشتركي معنا الآن !

من أخوف آثار ذنوب الخلوات

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,580
من أخوف آثار الذنوب، ولاسيما ذنوب الخلوات، إطفاؤها لنور العقل والحكمة.. وإبعاد صاحبها عن الفهم السليم عن ربه مهما كان مقدار علمه وثقافته، فيحيد عن الحق ويتبع الباطل، حتى لتنغلق عليه بدائه الحقائق التي يعلمها أبسط الناس علما..
والتقوى نور، للقلب وللعقل.. يهدي الله لنوره من يشاء، فيفهم صاحبها مراد ربه، ويرى سبيل الرشد فيتخذه سبيلا، ويرى سبيل الغي فلا يتخذه سبيلا..
ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.

"شكوتُ إلى وكيعٍ سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخبرني بأن العلم نورٌ
ونور الله لا يُهدى لعاصي"

أحفظ هذين البيتين للإمام الشافعي من طفولتي، غير أن ما أفهمه منهما يتغير أو يزداد عمقا كلما كبرت، فلطالما احترت كيف يمتنع العلم عن أصحاب المعاصي ونحن نرى رؤوسا للضلال والفتنة من أصحاب العلم الذين يشار إليهم بالبنان، حتى فقهت معنى آخر للعلم زائدا على المعنى المتبادر للأذهان، وهو الذي كان ينشده هؤلاء الكبار الأفذاذ، إنه العلم عن الله على مراد الله في معية الله يترقون به في مدارج الإيمان والإخبات والخشية.. ذلك الذي لا يناله إلا أهل التقوى والإخلاص..

لذا، لم أعد أعجب حين أرى صاحب علم غزير، وقد ارتكس في أقواله وأفكاره فصار إلى مرتبة من الحمق والتهافت، يخجل من التلبس بها العوام من المؤمنين..

فالإيمان ليس علما نظريا يُتحصل بكثرة المدارسة، العلم يُزكِّي ويرقي ويرسخ الإيمان نعم، لكن لا بد من هذا النور ابتداءً، كي يكون العلم المُحصَّل رافدا لنماء الإيمان.. لا وسيلة يُستقوى بها على الضلال..

فيا معلم إبراهيم علّمنا، ويا مُفهِّم سليمان فهمنا!

مروة فكري

#خاطرة
 
أعلى