بنت السيفالبتار
New member
- إنضم
- 14 يناير 2008
- المشاركات
- 531
آباء...عن بعض آباء أقص أقصوصتي ....
عندما يمارسون السادية بِحرَفية..ويوئدون الأرواح ولكنهم يبقون على الأجساد. تالله لطريقتهم في الجاهلية أكثر رحمة من طريقتنا العصرية.
في سابق عصر يسود وجه أحدهم إذا بشر بالأنثى ثم يدسها في التراب. اليوم يبقيها ليمارس عصبية نتنة ويذيقها الموت مراراً ويدسها عن الحياة .
اليوم سيُخلد أحدهم اسمه في اللامكان واللازمان لكنه موجود في زقاق من أزقة الحياة لم يصله نور الدين وعبقرية الإسلام. بعد..
هلّا قربت الكاميرا من فضلك....
زوووووووووووووووووووووووم..
إشششش استمع في صمتٍ وامسح دمعك الجاري..
صخب...وصرخات حفظتها الجيران من كثرة تكرارها حتى لم يعد أحدهم يتدخل أو يستاء فلقد اعتادوا على هذا الموال. بالــتأكيد إنه أبوصخر أصدر حكما متعسفاً بحق ابنته الوحيدة صباح,ولربما هي أبدت إعتراضا برمش عينها فقرأه بقوة ملاحظته الرهيبة التى تفوق البشر,فعاقبها بالجلد والضرب .حاولت صباح حماية نفسها بيديها النحيلتين وحاولت أمها أن تذود عنها بعض الآلام لكن لا مناص...ولازال يزبد ويرغي ويصرخ قائلا:قلت لامدرسة يعني لا مدرسة بعد اليوم ,أصلا كيف سمحت لكِ أن تصلي أولى ثانوي؟! لا أدري كيف..؟؟ إنها أمك التي لا تنفك تحتال علي وتحتال, حقاً إن كيدكن عظيم...حسبنا الله ونعم الوكيل عليكِ يا صباح حسبي الله عليك يامريم .كم مرة قلت لكي يا مريم لا أريد أن تنجبي بنات لا أريد أن تنجبي لي كسُمية أختى لا أريد أن تُحضري لي عار جديد..
أمسكت مريم يديه وهي تقول بصوت مرتجف:هداكَ الله يا أبا صخر ليست كل البنات واحد وأختك لاقت نصيبها وهي عند ربها الله الآن وابنتنا من تربية يداك,وحرام عليك يا أبو صخر البنت من المتفوقات في المدرسة,لا تحرمها الله يحفظك ويقويك على من يعاديك....
بدأ يمسح عرقه الهطول على وجهه ,قائلا:أيتها الغبية خذي ابنتك وانقلعي عن وجهي ولتنسي المدرسة وتنسى التفوق وغداً فلتحضر نفسها سوف أعقد قرآنها على ابن عمها ياسر...
ازدادت شهقاتها لمجرد سماعها الاسم إن ابن عمها متزوج من اثنتين قبلها وطلقهما بحجة أنهما لا تنجبان, وكل الشائعات تقول أن المشكلة منه بدليل زوجته الأولى تزوجت وأنجبت..
هنا شَعر بقرون استشعاره الموجودة في مكان ما!!بازدياد نحيبها المعترض فثار عليها من جديد وأمسك شعرها ,وهنا ظلت الأم تحاول تمليصها حتى نجحت وأدخلتها إلى غرفتها واحتضنت ابنتها التى أنهكتها جراحات الروح أكثر من جراحات الجسد..فالجسد سيعمل على بناء الجديد من الخلايا لكن روحها ؟!..كيف ستلتئم جراح روحها..؟؟
نظرت إلى أمها وقلبت يديها راجية :اذهبي إليه سيعتقد الآن أني أشكو إليكِ أرجو ..لا تقلقِ عليّ..سأكون بخير..
نظرت إليها و التجم لسانها فكل كلام المواساة اختنق قبل أن يغادر شفتيها,فقبلت رأسها وغادرت ابنتها المتخمة وجعاً وآلام...
وهنا تنفست صباح بصعوبة,وظلت تفكر كيف ستخلص نفسها من هذه الورطة..قامت وارتدت حجاب الصلاة..وظلت تبتهل إلى الله أن يخلصها من جحيمها الدنيوي. من صغرها حرمت كل شئ,من اللعب في الشارع,من تبادل الهدايا مع الصديقات خوفاً من أن تكون مدسوسة أو بها مخدر أو..أو..لا تذكر فلدى والدها خيال واسع ووسوسة لا حصر لها..ومازالت هي تحمل وزر عمتها مع أن الله قال"لاتزر وازرة وزر أخرى"
لكن ظلم أبيها حمّلها خطيئة لم ترتكبها ..كانت تُخفي كل معالم الأنثى التى قد تظهر بفعل النضوج الطبيعي, خوفاً من يلمحها والدها فيفسرها لربما بمليار تفسير,ترتدي الملابس الذكورية حتى لا تتهم بأي اتهام. عقلها القاصر لا يستطيع أن يجد له تفسيراً..لكن قرار اليوم فوق كل احتمال سأغادر موطن الأمان الوحيد الذي أجد نفسي فيه؛ إنها المدرسة بالنسبة لي ليست مدرسة فقط إنها حياتي الحقيقية إنها ذاتي يارب..أرجوك ...و ياليت الأمر يقتصر على ذلك إنه الكارثة ياسر سأتزوج من يضافعني في العمر, وعيوبه طغت على محاسنه يارب..أنت ترى حالي وتشهد ظلم العباد..ظلم أقرب الناس لدي فخذني عندك يارب..خذني لديك..وظلت ساجدة على سجادة الصلاة وتنتحب وتدعو الله كما لم تدعوه من قبل..حتى أتتها فكرة لتستنجد بصخر ربما يقنع والده..
فأغلقت الباب وأمسكت سماعة الهاتف وظلت تحاول الاتصال حتى أجاب صخر بصوت ناعس:ألو من معي.؟.
صباح:أنا صباح ياصخر..
صخر:هلا صباح ..وقبل أن تفتحي فاك لا تخبريني عن والدي لأنه لن يلين ولا يستجيب وفري على نفسك العناء في أمرك أنتِ بالذات لا يقبل شورى أو قول..
صباح بصوت باكٍ:لكنه يريد أن يخرجني من المدرسة ياصخر ويريد أن يزوجني ياسر..
صمت قليلا ثم قال:سأسدي لكِ نصيحة صاحبي مأساتك يا صباح أحبيها لأنه لن يتغير شئ....
فلم تنتظر منه المزيد فأغلقت الهاتف و واتتها الفكرة الأكثر جنوناً ستعلن التمرد .ولتستخدم مبدأ شمشون ولو لمرة واحدة في حياتها(عليَّ وعلى أعدائي) ستضرب عن الطعام وعن أهل البيت حتى يستمعوا إليها وأمسكت ورقة وأخذت تكتب وتكتب ومن ثم طوتها ووضعتها أسفل وسادتها..
وفي الصباح قام الوالد ليصبّح على ابنته بطريقته الخاصة, فطرق الباب وما من مجيب ثم أعاد الكرة فالكرة حتى بدأ جنونه يظهر للعلن..وسيمفونية المساء تعلو هذه المرة في الصباح..وما استجابت..كانت ترقد في زاوية من زوايا الغرف تحاول أن تتحدث بما حضرته طيلة الليل فأمسك الورقة لكن الحروف تداخلت وما عادت ترى شيئاً..
وبينما هي في محاولاتها الفاشلة إلا والباب يُكسر ,وهجم الوحش الكاسر وأخذ يرفعها وينزلها ثم يضرب رأسها بالحائط, ولم ينتبه أنه ما عاد يسمع صوتاً أو صراخ ولم يجعله غضبه الأعمى أن يرى الدماء التى لطخت كل شئ..
جرت مريم وقد هالها المنظر..فمهما شاهدت من قبل مشاهد مع صباح و والدها لكن ليس كهذا. أيقنت بقلب الأم أنها فقدت صباحها الجميل إلى الأبد..فصرخت بصرخة أسمعت الكون:اتق الله ...لقد قتتتلللللللللللللت صباح..اتق الله..قتلت صباح..
بعد دقائق استعاد عقله بعدما أذهبه الغضب..وأخذ يقلبها بين كفيه ويتحسس نبضها لكن نبضها الذي أُسكته منذ زمن سكت هذه المرة بحق..فلم يعد هناك صباح..
استعرض شريط حياة صباح أمامه..ابتسامتها عندما تحضر فنجان القهوة..إجابتها التى لا تتعدى (حاضر أو نعم)..وجهها الذي اكتشف في هذه اللحظة أنه يملك براءة الأطفال..محاولاتها الساذجة وهي صغيرة أن تلفت انتباهه لقد كانت تتسول منه حنان الأب وعطفه..حاول أن يصرخ..أن يحتضنها.. أن يسرقها من حكم الإعدام الذي أصدره بحقها ونفذته يداه المتعصبتان ..وحاول أن يبكي ويبكي ولكن احترقت الدموع...احترقت الدموع.
انتهى....
عندما يمارسون السادية بِحرَفية..ويوئدون الأرواح ولكنهم يبقون على الأجساد. تالله لطريقتهم في الجاهلية أكثر رحمة من طريقتنا العصرية.
في سابق عصر يسود وجه أحدهم إذا بشر بالأنثى ثم يدسها في التراب. اليوم يبقيها ليمارس عصبية نتنة ويذيقها الموت مراراً ويدسها عن الحياة .
اليوم سيُخلد أحدهم اسمه في اللامكان واللازمان لكنه موجود في زقاق من أزقة الحياة لم يصله نور الدين وعبقرية الإسلام. بعد..
هلّا قربت الكاميرا من فضلك....
زوووووووووووووووووووووووم..
إشششش استمع في صمتٍ وامسح دمعك الجاري..
صخب...وصرخات حفظتها الجيران من كثرة تكرارها حتى لم يعد أحدهم يتدخل أو يستاء فلقد اعتادوا على هذا الموال. بالــتأكيد إنه أبوصخر أصدر حكما متعسفاً بحق ابنته الوحيدة صباح,ولربما هي أبدت إعتراضا برمش عينها فقرأه بقوة ملاحظته الرهيبة التى تفوق البشر,فعاقبها بالجلد والضرب .حاولت صباح حماية نفسها بيديها النحيلتين وحاولت أمها أن تذود عنها بعض الآلام لكن لا مناص...ولازال يزبد ويرغي ويصرخ قائلا:قلت لامدرسة يعني لا مدرسة بعد اليوم ,أصلا كيف سمحت لكِ أن تصلي أولى ثانوي؟! لا أدري كيف..؟؟ إنها أمك التي لا تنفك تحتال علي وتحتال, حقاً إن كيدكن عظيم...حسبنا الله ونعم الوكيل عليكِ يا صباح حسبي الله عليك يامريم .كم مرة قلت لكي يا مريم لا أريد أن تنجبي بنات لا أريد أن تنجبي لي كسُمية أختى لا أريد أن تُحضري لي عار جديد..
أمسكت مريم يديه وهي تقول بصوت مرتجف:هداكَ الله يا أبا صخر ليست كل البنات واحد وأختك لاقت نصيبها وهي عند ربها الله الآن وابنتنا من تربية يداك,وحرام عليك يا أبو صخر البنت من المتفوقات في المدرسة,لا تحرمها الله يحفظك ويقويك على من يعاديك....
بدأ يمسح عرقه الهطول على وجهه ,قائلا:أيتها الغبية خذي ابنتك وانقلعي عن وجهي ولتنسي المدرسة وتنسى التفوق وغداً فلتحضر نفسها سوف أعقد قرآنها على ابن عمها ياسر...
ازدادت شهقاتها لمجرد سماعها الاسم إن ابن عمها متزوج من اثنتين قبلها وطلقهما بحجة أنهما لا تنجبان, وكل الشائعات تقول أن المشكلة منه بدليل زوجته الأولى تزوجت وأنجبت..
هنا شَعر بقرون استشعاره الموجودة في مكان ما!!بازدياد نحيبها المعترض فثار عليها من جديد وأمسك شعرها ,وهنا ظلت الأم تحاول تمليصها حتى نجحت وأدخلتها إلى غرفتها واحتضنت ابنتها التى أنهكتها جراحات الروح أكثر من جراحات الجسد..فالجسد سيعمل على بناء الجديد من الخلايا لكن روحها ؟!..كيف ستلتئم جراح روحها..؟؟
نظرت إلى أمها وقلبت يديها راجية :اذهبي إليه سيعتقد الآن أني أشكو إليكِ أرجو ..لا تقلقِ عليّ..سأكون بخير..
نظرت إليها و التجم لسانها فكل كلام المواساة اختنق قبل أن يغادر شفتيها,فقبلت رأسها وغادرت ابنتها المتخمة وجعاً وآلام...
وهنا تنفست صباح بصعوبة,وظلت تفكر كيف ستخلص نفسها من هذه الورطة..قامت وارتدت حجاب الصلاة..وظلت تبتهل إلى الله أن يخلصها من جحيمها الدنيوي. من صغرها حرمت كل شئ,من اللعب في الشارع,من تبادل الهدايا مع الصديقات خوفاً من أن تكون مدسوسة أو بها مخدر أو..أو..لا تذكر فلدى والدها خيال واسع ووسوسة لا حصر لها..ومازالت هي تحمل وزر عمتها مع أن الله قال"لاتزر وازرة وزر أخرى"
لكن ظلم أبيها حمّلها خطيئة لم ترتكبها ..كانت تُخفي كل معالم الأنثى التى قد تظهر بفعل النضوج الطبيعي, خوفاً من يلمحها والدها فيفسرها لربما بمليار تفسير,ترتدي الملابس الذكورية حتى لا تتهم بأي اتهام. عقلها القاصر لا يستطيع أن يجد له تفسيراً..لكن قرار اليوم فوق كل احتمال سأغادر موطن الأمان الوحيد الذي أجد نفسي فيه؛ إنها المدرسة بالنسبة لي ليست مدرسة فقط إنها حياتي الحقيقية إنها ذاتي يارب..أرجوك ...و ياليت الأمر يقتصر على ذلك إنه الكارثة ياسر سأتزوج من يضافعني في العمر, وعيوبه طغت على محاسنه يارب..أنت ترى حالي وتشهد ظلم العباد..ظلم أقرب الناس لدي فخذني عندك يارب..خذني لديك..وظلت ساجدة على سجادة الصلاة وتنتحب وتدعو الله كما لم تدعوه من قبل..حتى أتتها فكرة لتستنجد بصخر ربما يقنع والده..
فأغلقت الباب وأمسكت سماعة الهاتف وظلت تحاول الاتصال حتى أجاب صخر بصوت ناعس:ألو من معي.؟.
صباح:أنا صباح ياصخر..
صخر:هلا صباح ..وقبل أن تفتحي فاك لا تخبريني عن والدي لأنه لن يلين ولا يستجيب وفري على نفسك العناء في أمرك أنتِ بالذات لا يقبل شورى أو قول..
صباح بصوت باكٍ:لكنه يريد أن يخرجني من المدرسة ياصخر ويريد أن يزوجني ياسر..
صمت قليلا ثم قال:سأسدي لكِ نصيحة صاحبي مأساتك يا صباح أحبيها لأنه لن يتغير شئ....
فلم تنتظر منه المزيد فأغلقت الهاتف و واتتها الفكرة الأكثر جنوناً ستعلن التمرد .ولتستخدم مبدأ شمشون ولو لمرة واحدة في حياتها(عليَّ وعلى أعدائي) ستضرب عن الطعام وعن أهل البيت حتى يستمعوا إليها وأمسكت ورقة وأخذت تكتب وتكتب ومن ثم طوتها ووضعتها أسفل وسادتها..
وفي الصباح قام الوالد ليصبّح على ابنته بطريقته الخاصة, فطرق الباب وما من مجيب ثم أعاد الكرة فالكرة حتى بدأ جنونه يظهر للعلن..وسيمفونية المساء تعلو هذه المرة في الصباح..وما استجابت..كانت ترقد في زاوية من زوايا الغرف تحاول أن تتحدث بما حضرته طيلة الليل فأمسك الورقة لكن الحروف تداخلت وما عادت ترى شيئاً..
وبينما هي في محاولاتها الفاشلة إلا والباب يُكسر ,وهجم الوحش الكاسر وأخذ يرفعها وينزلها ثم يضرب رأسها بالحائط, ولم ينتبه أنه ما عاد يسمع صوتاً أو صراخ ولم يجعله غضبه الأعمى أن يرى الدماء التى لطخت كل شئ..
جرت مريم وقد هالها المنظر..فمهما شاهدت من قبل مشاهد مع صباح و والدها لكن ليس كهذا. أيقنت بقلب الأم أنها فقدت صباحها الجميل إلى الأبد..فصرخت بصرخة أسمعت الكون:اتق الله ...لقد قتتتلللللللللللللت صباح..اتق الله..قتلت صباح..
بعد دقائق استعاد عقله بعدما أذهبه الغضب..وأخذ يقلبها بين كفيه ويتحسس نبضها لكن نبضها الذي أُسكته منذ زمن سكت هذه المرة بحق..فلم يعد هناك صباح..
استعرض شريط حياة صباح أمامه..ابتسامتها عندما تحضر فنجان القهوة..إجابتها التى لا تتعدى (حاضر أو نعم)..وجهها الذي اكتشف في هذه اللحظة أنه يملك براءة الأطفال..محاولاتها الساذجة وهي صغيرة أن تلفت انتباهه لقد كانت تتسول منه حنان الأب وعطفه..حاول أن يصرخ..أن يحتضنها.. أن يسرقها من حكم الإعدام الذي أصدره بحقها ونفذته يداه المتعصبتان ..وحاول أن يبكي ويبكي ولكن احترقت الدموع...احترقت الدموع.
انتهى....
