من ايميلي
لمس الأعضاء الجنسية بالفم تقبيلاً أو لعقاً للحصول على اللذة الجنسية من كلا الشريكين (الزوجين) من أكثر القضايا الجنسية التي تباينت حولها الآراء واختلفت فيها معظم المدارس الفكرية في الوطن العربي, أما معظم المجتمعات الغربية فتعتبره سلوكاً اعتيادياً
ولعله من المفيد استعراض هذه الآراء للخروج بتصور واضح عن حقيقة هذا النشاط الجنسي وما يثار حوله , ويمكن تلخيصها ضمن النقاط الآتية:
1ـ رأي يؤيد هذا النوع من النشاط إذ يراه شكل من أشكال المداعبة الجنسية والتي هي المرحلة الأولى من مراحل الاتصال الجنسي وممهدة له . وما دام الشريكان يتبادلانها دون إكراه أو ضغط من أحدهما على الآخر فهي بذلك سلوك جنسي مقبول بل إن من أصحاب هذا الرأي أو الاتجاه من يرى فيه علاجاً! إذ يمكن أن يكون علاجاً سلوكياً لمن يعاني من اضطراباً في الإثارة الجنسية. ومن أصحاب هذا الرأي أيضا من يحدد أجزاء معينة في الجهاز الأنثوي دون غيرها (البظر, الأشفار الخارجية) كأجزاء يمكن إثارتها وتحقيق اللذة الجنسية من خلالها. وفي الوقت نفسه يحذر من عملية قذف السائل المنوي في فم الزوجة لما في ذلك من امتهان لها وتعريضها للضرر الصحي.
وهناك من ينصح بالاستجابة لمطلب أحد الزوجين حين يرغب أحدهما في هذا النوع من السلوك الجنسي حتى لا يضطر لطلبه من خارج بيت الزوجية لذلك هي درءا للخيانة.
2ـ رأي يغلب عليه الطابع الديني بحكم طبيعة معظم المجتمعات العربية التي تلتزم بتطبيق التعاليم الإسلامية في مختلف مناشط حياتها وتنظم معاملاتها وعلاقتها على هدي الكتاب والسنة لذلك اعتمدوا في رأيهم على ما يعتقدون بأن الجنس الفموي محرم رغم اختلاف الفقهاء المعاصرين في حكم هذه المسألة بين مجيز ومانع وكاره. و عدم وجود نص صريح وقاطع يحرمه.
ومن أصحاب هذا الرأي من يرى أن التحريم يكمن في كرامة الإنسان التي وهبها الله له وميزه عن سائر مخلوقاته وأشرف موقع هو وجه الإنسان الذي يسجد به لله لهذا لا يعقل بأي حال من الأحوال مقابلة وجه الزوج لعضو المرأة ولا مقابلة وجه الزوجة لعضو الرجل لأن في ذلك امتهاناً للكرامة والنزول إلى درجة الحيوان ومحاكاته في كيفية إشباعه لغريزته.
وهكذا تختلف الآراء تبعاً لاختلاف الثقافات الجنسية ومستوياتها. والحقيقة أنه لا توجد دراسات نفسية اجتماعية يمكن الركون إلى إحصائيتها ونتائجها والتي يمكن أن تكشف عن حجم ممارسة هذا السلوك وتبيان أثاره الطبية والنفسية والاجتماعية أو دراسات طبية تكشف عن أضرارها من عدمه فما هو موجود جهود متناثرة هنا وهناك يغلب عليها الطابع الشخصي أكثر من الجانب العملي. ولهذا ما يبرره كون موضوع الجنس هو أحد أضلاع الثالوث المحرم (الدين ـ الجنس ـ السياسة) وYن كانت هناك محاولات ناجحة في كسر هذا الثالوث نجاحها مرهون بطريقتها الموضوعية والشرعية وهدفها السامي والنبيل في المشاركة في عملية التبصير وإنارة الألباب ولا تخرج في مجملها عن ما نهى الله عنه, فتبتعد عن الإثارة لما هو أنفع .
ومع هذا فما زال هناك أحجام عن طرح وتناول مثل هذه المواضيع. وتراث الثقافي في هذا الجانب ما زال يفتقر إلى العمق ومازالت قضية التثقيف الجنسي للعامة و تعليم الجنس في المدارس في مجتمعاتنا قضية جدلية كثر حولها الجدل ومازال.. ولتأكيد على ما سبق فيما يتعلق بالبحوث العلمية في مجال الجنس أورد هنا مقدمة لأحد الكتب الجنسية وهو كتاب للدكتور / أحمد علي المجذوب وعنوانه (العادات الجنسية) , 1998م فيقول فيها: (( على الرغم من الأهمية القصوى للدور الذي تلعبه الغريزية الجنسية في حياة الإنسان, مما دفع بكثير من الجامعات, وفي الغرب بالذات, إلى إنشاء مراكز متخصصة أناطت بها دراسة كل ما يتعلق بالجنس ـ فأنني لم أحرص أثناء عملي في البحث العلمي على أن يكون من بين مشروعاتي البحثية ما يتعلق بالجنس؛ والسبب يرجع إلى حساسيته من ناحية, وما أتسم به كثير من الكتب التي تناولته من ابتذال وإسفاف لميل مؤلفيها إلى الإثارة الجنسية على حساب العلم والرصانة.)).
رأي الدين:
ذكر مجموعة من المفتين أنه " ليس هناك نص يحرم هذا الجنس الفموي، إلا إذا ترتب عليه قذف الرجل في فم المرأة، فينهى عنه، ويأثم الزوج، لأن في القذف إضرارا للزوجة، والضرر يزال كما عبر بذلك الفقهاء لكن إن كان هذا الأمر يترتب عليه إثارة الشهوة بين الزوجين ، فإنه لا بأس به ، لكن إن عرف الإنسان من نفسه الإنزال ينهى عن مثل هذا الفعل " .
وقد اختلف الفقهاء المعاصرون في حكم هذه المسألة بين مجيز ومانع وكاره، ولعل الضابط في هذه المسألة، هل يترتب عليها ضرر أم لا؟ كما أن للعرف المتنوع من مجتمع لآخر أثر في اختيار الفتوى المناسبة ".
وممن قال بالتحريم الدكتور محمد السيد الدسوقي أستاذ الشريعة بقطر، فيقول:
العلاقة الزوجية الخاصة في الإسلام بالطريقة المشروعة هي الوسيلة الطبيعية للاستمتاع وللنسل وللحياة الزوجية النظيفة، والله تبارك وتعالى أمرنا في كتابه الكريم بأن نأتي النساء من حيث أمرنا وهو الجماع المشروع، أما ما جاء في هذا السؤال فهو لون من ألوان فساد الفطرة التي يمجها الحيوان فضلا عن الإنسان، وإذا كان لا يوجد لدينا نص صريح يأمر بالتحريم فإنا في قواعد الشريعة التي تنص بأنه لا ضرر ولا ضرار في الإسلام، وبأن المحافظة على الفطرة الإنسانية سنة إلهية فإن الخروج بالعلاقة الجنسية عن الطريق الطبيعي إفساد للفطرة وقضاء على النسل، ووسيلة لأمراض متعددة، ولهذا أرى بأن مثل هذا السلوك لا يليق بالإنسان الذي كرمه ربه، ولكن يبدو أن عدوى الحضارة المادية التي تفننت في وسائل هابطة لإشباع الرغبات الشهوانية جعلت الإنسان يتصرف بأسلوب يرفضه الحيوان.
وممن قال بكراهة الإنزال الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ، فيقول :
لا بأس على المسلم إذا أن يستمتع بامرأته بعيدا عن موضع الأذى. وبهذا وقف الإسلام -كشأنه دائما-موقفا وسطا بين المتطرفين في مباعدة الحائض إلى حد الإخراج من البيت، والمتطرفين في المخالطة إلى حد الاتصال الحسي.
ولقد حدث في عصر الصحابة أن واحدا من الصحابة في ملاعبته ومداعبته لزوجته امتص ثديها ورضع منها أي جاءه شيء من الحليب ثم راح استفتى سيدنا أبا موسى الأشعري فقال له: حَرُمت عليك، ثم ذهب إلى عبد الله بن مسعود فقال له: لا شيء عليك، لا رضاعة إلا في الحولين، الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم "الرضاع في الحولين" الله تعالى يقول (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) البقرة : 232 . يعني الرضاعة المحرِّمة لها سن معينة هي السن التي يتكون فيها الإنسان ينبت اللحم وينشذ العظم في السنتين الأوائل، بعد ذلك لا عبرة بالرضاعة، فقال أبو موسى الأشعري: لا تسألوني وهذا الحبر فيكم، فللرجل أن يرضع من زوجته، هذا من وسائل الاستمتاع المشروعة ولا حرج فيها.
وقد أجاز الفقهاء تقبيل الزوجة فرج زوجها ولو قبَّل الزوج فرج زوجته هذا لا حرج فيه، أما إذا كان القصد منه الإنزال فهذا الذي يمكن أن يكون فيه شيء من الكراهة، ولا أستطيع أن أقول الحرمة لأنه لا يوجد دليل على التحريم القاطع، فهذا ليس موضع قذر مثل الدبر، ولم يجئ فيه نص معين إنما هذا شيء يستقذره الإنسان، إذا كان الإنسان يستمتع عن طريق الفم فهو تصرف غير سوي، إنما لا نستطيع أن نحرمه خصوصاً إذا كان برضا المرأة وتلذذ المرأة (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) المؤمنون : 5- 7 . فهذا هو الأصل. انتهى
وممن قال بالإباحة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي أستاذ الشريعة بسوريا ، فيول:
إن الحقَّ المتبادل بين الزوجين ليس خصوص (الجماع) بل عموم ما سمّاه القرآن (الاستمتاع)، وهذا يعني أن لكلٍّ من الزوجين أن يذهب في الاستمتاع بزوجه المذهب الذي يريد، من جماع وغيره. ولا يستثنى من ذلك إلا ثلاثة أمور:
1 الجماع أيام الطمث.
2الجماع في الدبر، أي الإيلاج في الشرج.
3ـ المداعبات التي ثبت أنها تضرُّ أحد الزوجين أو كليهما، بشهادة أصحاب الاختصاص
أي الأطباء.
أما ما وراء هذه الأمور الثلاثة المحرَّمة، فباقٍ على أصل الإباحة الشرعية.. ثم إن الاستمتاعات الفطرية التي تهفو إليها الغريزة الإنسانية بالطبع، كالجماع ومقدِّماته، حقّ لكلٍّ من الزوجين على الآخر، ولا يجوز الامتناع أو التّأبِّي إلاّ عند وجود عذر مانع.
وأما الاستمتاعات الأخرى التي يتفاوت الناس ـ ذكوراً وإناثاً ـ في تقبُّلها، ما بين مشمئزّ منها وراغب فيها، فلا سبيل إليها إلا عن طريق التَّراضي، أي فليس لأحد الزوجين أن يُكره الآخر على ما قد تعافه نفسه منها . انتهى.
و يقول الدكتور علي جمعة محمد مفتي مصر، وأستاذ الأصول والفقه بجامعة الأزهر :
قال تعالى "نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" [سورة البقرة: 223] وفي التفسير أن التقدمة هي القبلة وفي الحديث اجعل بينك وبين امرأتك رسول والرسول القبلة ويجوز للرجل والمرأة الاستمتاع بكل أنواع التلذذ فيما عدا الإيلاج في الدبر؛ فإنه محرم أما ما ورد في السؤال من المص واللعق والتقبيل وما لم يرد من اللمس وما يسمى بالجنس الشفوي بالكلام فكله مباح فعل أغلبه السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين وعلى المسلم أن يكتفي بزوجته وحلاله، وأن يجعل هذا مانعا له من الوقوع في الحرام، ومن النظر الحرام، وعليه أن يعلم أن الجنس إنما هو غريزة تشبع بوسائلها الشرعية وليس الجنس ضرورة كالأكل والشرب كما يراه الفكر الغربي المنحل . انتهى والله أعلم
رأي آخر: وهو ما ذكره الشيخ الدكتور / سلمان العودة قال (يجوز لكل من الزوجين الاستمتاع من الآخر بكل شيء ما خلا الدبر والحيضة للأحاديث الواردة، انظر ما رواه البخاري (302)، ومسلم (293) وفي الحيض نص قرآني انظر سورة البقرة الآية (222).))
ورأي أخر: للشيخ علي جمعة وذكر ((قال تعالى "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم " [سورة البقرة] وفي التفسير أن التقدمة هي القبلة وفي الحديث اجعل بينك وبين امرأتك رسول والرسول القبلة ويجوز للرجل والمرأة الاستمتاع بكل أنواع التلذذ فيما عدا الإيلاج في الدبر؛ فإنه محرم أما ما ورد في السؤال من المص واللعق والتقبيل وما لم يرد من اللمس وما يسمى بالجنس الشفوي بالكلام فكله مباح فعل أغلبه السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين وعلى المسلم أن يكتفي بزوجته وحلاله، وأن يجعل هذا مانعا له من الوقوع في الحرام، ومن النظر الحرام، وعليه أن يعلم أن الجنس إنما هو غريزة تشبع بوسائلها الشرعية وليس الجنس ضرورة كالأكل والشرب كما يراه الفكر الغربي المنحل . والله أعلم.)).
رأي الطب:
1ـ عضوياً: ذكرت (هبة قطب ,2006م) وهي استشارية الطب الجنسي في ردها على استشارة تتعلق بالجنس الفموي لأحدى السائلات قالت فيها (..من الناحية الطبية والصحية فما دام زوجك لا يعاني أي مرض أو التهاب في مجرى البول أو في أعضائه التناسلية، فلا تخافي، فهذا ليس مضرا من الناحية الصحية على الإطلاق ، فالإفرزات التي تسبق المني ما هي إلا تكوين مائي يحتوي على بعض الأملاح المعدنية والإفرزات القلوية، والمني هو عبارة عن الخلية الأولى للإنسان، أي أنه مكون من نشويات وبروتينات ودهون في وسط مائي وسكري ويحتوي على بعض الإفرازات الأخرى ولكنها غير مضرة على الإطلاق وهذا أيضاً يخص إفرازاتك أنت يا سيدتي إذا لم تكوني تشكين من أمراض أو التهابات موضعية في الأعضاء الجنسية.
2ـ نفسياً: كما أن هناك من يقبل على ممارسة الجنس الفموي ويجد فيها طريقاً أخراً لاستجلاب النشوة الجنسية هناك العكس من لا يرى ذلك بل ويرى فيها خروجاً عن الحد الطبيعي لتحقيق الإشباع الجنسي.
وفي المراجع والمصادر النفسي يصنف الجنس الفموي من صمن الانحرافات الجنسية.
"" ويبدو أن للفمية علاقة مباشرة بمرحلة الرضاعة, أو كما أسماها فرويد المرحلة الفمية, بحيث إذا أرضيت هذه المرحلة وأشبعت إشباعاً شديداً يثبت النضوج الجنسي للفرد عند هذه المرحلة, ومن ثم يقاوم أي لذة لا تأتي عن طريق الفم ويحتمل العكس؛ أي أن هذه المرحلة أحبطت في مرحلة طفولة الفرد, أي إن الطفل إن لم تشبع غريزة الرضاعة والامتصاص في الطفولة, أو أشبعها باستغراق.. فستنطلق هذه الطاقة في النضوج على هيئة نشاط جنسي فمي, وتعتبر في بعض المجتمعات احدي وسائل المداعبات الشبقية؛ للوصول إلى درجة أعلى من الارتواء الجنسي. قبل أو أثناء الجماع, أي إنها تعلم شرطي حسب البيئة, وتوافق الطرفين " (عكاشة ,2003: 627 -628).
وبعد استعراض أراء العامة والمختصين , يمكن القول أن هذا النوع من الممارسة الجنسية (الجنس الفموي) لا يمكن الوصول بشأنه إلى حكم ديني أو اجتماعي أو نفسي يمكن أن يكون قاطعاً والسبب هو ارتباطه الشديد بثقافة المجتمع ولخصوصيتها المطلقة ولكن ما يمكن أن يقال أن القضية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بثقافة المتعة ـ أياً كان نوعها ـ والتي هناك من يربطها بالحرام فحين يجد الإنسان نفسه مدفوعاً لتذذ بها فهو أما يمارسه بعقلانية كون الدين لا يحرمها والمجتمع لا يستنكرها فمثل هذا هو من سار على هدى فأمن وهناك من تلذذ بها طولاً وعرضاَ بلاد رادع دين ولا عرف مجتمع تجاوز المحرم إلى ما هو عصيان بعينه. لتأتي على لحظات يتساوى عنده الطيب والخبيث من الأفعال وليجد نفسه في نهاية المطاف أسير الندم والحسرة فاقد للمتعة.
والفارق كبير بين من يفعل ليستمتع ومن يفعل ليؤدي واجب في أي شيئ ما وخصوصاً حين تكون المتعة الجنسية الزوجية هي من تلك الأفعال
والفارق أيضا يظهر بجلاء بين من يسرف في تناول هذه المتعة وتخطي بها حواجز الدين والعرف إلى الفسق والانحراف.
والفيصل في هذا كله: ما قاله ويقوله العقلاء من أن مراقبة الفرد لله في السراء والضراء واجبة. وإتباع الاعتدال مطلوب في كل أمور حياته وخصوصاً في صراعه المستمر مع اللذة والألم.