رازيا
~◦ღ( مميزة في قسم الإستشارات الزوجية )ღ◦
- إنضم
- 5 أغسطس 2010
- المشاركات
- 11,180
:no: عزيزتي هل تعلمين أن الحماة هي أم؟
اقتطفت من لحمها ودمها وجهدها ووقتها الكثير، لتمنحك ابنها؛ ذلك الزوج الحبيب الذي تكملي به رحلة الحياة، فأصبحت به زوجة وأم..
والحماة: هي الشجرة التي أثمرت زوجكِ ، ثم حنت عليه بظلالها، وسقته من ماء حياتها، حتى غدا ثمرة تاقت إليها النفوس، وتمنتها القلوب، فكنتِ أنت زوجة الابن التي قطفتي تلك الثمرة.
تقولين كما فهمت انا من كلامك عن زوجكِ: (زوجي طيب معي، ولا يقصر في أموري ولا من أي ناحية)، فمن الذي زرع تلك الأخلاق الحميدة في نفس زوجك؟
ومن الذي رباه علي مكارم الأخلاق؟ وتقولين أيضا عنه: (ويعامل ولدينا معاملة الأب الحنون).
فمن الذي زرع الحنان وطيبة القلب في نفس ذلك الأب الحنون؟
ليس سوي هذه المرأة العظيمة التي هي حماتك؟
لدي سؤالان أود أن أطرحهما عليكِ، فأجيبهما بينك وبين نفسك:
السؤال الأول:
ماذا لو كانت التي تتدخل في حياتك وتحب السيطرة عليكِ وعلي زوجك هي: أمكِ، وليست حماتكِ، هل كنتِ ستكرهينها وتدخرين لها هذه المشاعر السلبية؟
السؤال الثاني:
لو تخيلت نفسك حماة (وأنتِ بالفعل قد رزقكِ الله بولدين) ما هي المعاملة التي كنتِ تتمنين أن تعاملكِ بها زوجة ابنكِ، مع الأخذ في الاعتبار اختلاف التعليم واختلاف المفاهيم والأزمان؟
لو نظرتِ إلى أم زوجك باعتبارها أمكِ، لتغاضيت عن الكثير، ولرأيتِ أن خدمتها شرف لا يقل عن شرف خدمة أبويك، فتعاملي معها بالإحسان. وقومي على خدمتها ورعايتها لأن ذلك من باب (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ)، فهي أمك التي يجب أن تخفضي لها جناح الذل من الرحمة ولا تختلف في شيء عن أمك التي ولدتك، وليس هذا بضعف؛ بل هو منتهى القوة..
قد تجدين بعض السلوكيات التي لا تعجبك من حماتك ،( أين نذهب؟ما نصرف ولماذا؟)الشغالة
فاعتبريها مثل والدتك. وارحمي فيها الكبر، واصبري على أخلاقها وصفاتها وغيرتها أحياناً منك، ونقدها لك أحياناً أخرى، ولا تجعلي ذلك سبباً للمشكلات، ولكن اصبري عليها وعامليها بالإحسان حتى وإن أساءت إليك..
تذكري دائماً فارق السن بينك وبين أم زوجك، واعلمي أن اختلاف العمر والجيل سيكون له دور في اختلاف الآراء والتصادم في بعض الأمور، فقابلي ذلك برحابة صدر، واعلمي أنك بحاجة ماسة لوجود أم زوجك بجانبك، ولا تظني أنك ستستغني عنها يوماً ما، حتى لو كان أهلك بقربك، فالعلاقة الطيبة مع أم زوجك مهمة جداً.
إن حماتك هي أم فعلية، وإن لم تجر دماؤها في عروقكِ، فهي تجرى في عروق أبنائك وعروق زوجك. أقرب إنسان إلى قلبك ونفسك.
فإذا كانت من النوع الذي ابتلى بإثارة المشاكل ويصعب إرضاؤها: فاعلمي أن هذا قدرك وابتلاء من الله تعالى لكِ. فاصبري واحتسبي، وعليك أن تُكيفي نفسك مع هذا الوضع، وأن تسعى إلى الطرق والوسائل التي تقلل الضرر، مثل: حسن التوكل على الله والاستعانة به، وكثرة الاستغفار والدعاء، فإن هذا أعظم معين على انشراح الصدر وتسخير الخلق.
وأن توضحي لزوجك بمواقفك العملية وليس بالشكوى وضعك مع أمه، وتطلبي منه معونته في حسن التعامل مع أمه، فإنه لا شك سيقدر منك هذا وسيحمد لك صنيعك.
اعلمي أن كل أم متعلقة بابنها، وكل ابن متعلق بأمه ( ولدهم يحبهم كثيرا) وهذا شيء طبيعي، ولا يمكن لهما أن يبتعدا عن بعضهما، فتأقلمي مع هذا الوضع، وتذكري أنها في الأصل إنسانة عاطفتها قوية، تحب أولادها وتعاملهم وكأنهم أطفال مهما كبروا..
اعذريها في تدخلها في حياتكما، فهي ترى وتعتقد أنكم بحاجة إلى إرشاداتها وتوجيهاتها، اسأليها بطريقة ودية عن الأمور التي تسعد زوجك وكانت توفرها له. واصنعي من الليمون الحامض شراباً حلواًَ..
واحمدي الله أن حباكِ بزوج عاقل يحسن التوازن في علاقته معكِ (يقول لي تجاهلي ما تسمعي)، وفي نفس الوقت حريص علي بر أمه (في أمور أهله لا يقف لهم وإن تدخلوا بنا يعطيهم جواب أي سؤال).
واعلمي أن هذا الصنيع منه سيجلب البركة وسيرضي الرب.
اعلمي أن أم زوجك لها مكانتها في قلب ولدها، لا تفكري بتغيير هذه المكانة فيعاقبك الله تعالى.
حثي زوجك على الذهاب لأمه أو الخروج معها في نزهة مثلاً إن كانت تحب ذلك..
لا تتدخلي فيما يقدمه زوجك لأمه، وما يهبه لها، بل ساعديه على أن يكثر لها العطاء..
واعلمي يا قرة العين - رعاكِ الله - أنه مهما كان الزوج يحب زوجته فإنه في أعماق نفسه لا يستطيع الاستمرار في تقدير زوجه تكره أمه (لم أعد أطيق بيتي لأجلها).. و قد يتغاضى عن بعض هفواتك وأخطائك في حقه هو..إلا إنه لا يمكن أن ينسى إساءتك لأمه.
إن احترامك أهل زوجك وتقديرهم واجب شرعي، يقول الرسول صلي الله عليه وسلم:" ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا "، وهذا الاحترام يعود عليك وعلى بيتك بالخير، فيرضى عنك زوجك ويحبك، وكذلك يحبك أهل زوجك ، فإنك بحسن معاملتهم وتقديرهم ستخجلِي كبرياءهم، ولن يستطيعوا أن يفعلوا ما يغضبك، فالإنسان أسير الإحسان، قال تعالى (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) الرحمن: 6.
.
واعلمي أن من حق زوجك عليك إكرام أهله وحسن معاملتهم، كما عليكِ احتمال إساءتهم وسعيهم الطبيعي إلى التدخل في شئون بيتك، فالنار لا تُطفأ بالنار، بل بالماء، والرفق لا يكون في شيء إلا زانه.
جددي نيتك في التقرب إلى أم زوجك، وتوددي إليها في الذهاب معها إلي أعراسهم ومناسبتهم، فهي تفتخر بوجودكِ معها، واجعلي هذه العلاقة خالصة لوجه الله تعالى واعتبريها بمثابة أمك..
ولا تنتظري مردود لهذا الإحسان في الدنيا وإلا ضاع الأجر والثواب. وإذا عانيتِ من ضيق الوقت وكثرة الانشغال بسبب اولادك او شغل البيت فاستسمحيها عذرا، واطلبي منها الدعوات لك ثم اتجهي إلى الله بالدعاء أن يحببك إلى أهل زوجك وخاصة أمه، ويحببهم إليك، والدعاء سلاح في السراء والضراء، في الرضا والغضب.
هل الشرع يسمح بأن تُنسج خيوط الكراهية بين الحماة وزوجة الابن، وتترسب البغضاء في النفوس، وتزرع الحزازات في الصدور، وتحل القطيعة بين أفراد الأسرة بكاملها، وتكون نتيجتها عقوق الوالدين، ويتبع ذلك رحيل البركة والخير من البيت ؟!!
كوني حسنة الظن بحماتك، واعلمي أن سوء الظن من أعظم أسباب المشكلات، فسوء الظن يجعلك تُأوّلين الأحداث بطريقة خاطئة، وربما يجعلك تسمعين أشياء غير صحيحة، فالإنسان غالباً يسمع ما يفكر فيه، فقد تقول لك كلمة عادية ومع توفر سوء الظن عندك ربما تسمعينها خطأ ويحدث الخلاف وقد قال تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) الحجرات: 12..
أشعريها أنها على بالك دائماً.. إذا طهوت أكلة وتعرفين أنها تحبها، ابعثي لها منها أو ادعيها لتناولها معكم في البيت، وضعي دائماً نصب عينيك أن ما تقدمينه سوف تجنينه لا شك.. في أبنائك و زوجاتهم وعند الله تعالى وما عند الله خيرٌ وأبقى.
إذا مرضت: لازميها بالسؤال ولو تطلّب الأمر الاستقرار عندها لفترة وترك منزلك فلا تترددي.
اسهري على راحتها. قدمي لها الدواء وادعى لها بالشفاء.
وإذا كانت من النوع الذي يحب معرفة كل ما يجرى حولها. أخبريها ببعض الأشياء ولكن بحكمه وتعقل.
كوني دائماً مبتسمة عند ملاقاتها، واحرصي على إدخال السرور على نفسها، قال صلي الله عليه وسلم :"أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تطرد عنه جوعاً أو تقضى عنه دينا ً"..
احذري أن تدخلي في صدام مباشر أبداً مع أم زوجك مهما كان حتى لو كانت مخطئة.
استشيريها في بعض الأمور حتى البسيطة منها، وأشعريها أنك تستفيدين من خبرتها وتوجيهاتها لك واشكريها على ذلك..
امتدحيها في حضورها وأثنِ على طعامها وذوقها وادعى لها أمامها بالصحة والعافية.
واستمعي لها بإنصات حينما تتكلم وحادثيها بصوت منخفض ورددي أثناء الكلام النداء الذي تحب أن تناديها به مثل (يا أمي ..يا خالتي..يا عمتي)، ستكونين إن شاء الله من الفائزين برضا الزوج ورضا الله سبحانه وتعالي وهو المرتجى، ألا تحبين أن يرضى الله عنك؟!
لا تقصى على زوجك كل ما يقع بينك وبين أمه، فقد تستطيعين التأثير عليه وإبعاده عن أمه، ويصور له الشيطان أمه ظالمة مستبدة، فيزحف الجفاء إلى نفسه، ويسير في طريق العقوق، فيخسر وتخسري معه.
وإذا حدث بينك وبين حماتك خلاف: لا تجعلي الأمر يتطور إلى أن يجد زوجك نفسه في موقف حرج بالمفاضلة بين زوجته وأمه؛ وأيهما ينصف وإلى جانب من ينحاز؟
فأمه مهما كان الأمر ومهما قست عليك فهي دائماً على حق من وجهة نظره ويتمنى أن تكون كذلك بالنسبة لك.
ورحم الله تلك المرأة التي كانت تحث زوجها على طاعة أمه فتقول له :"أقسمت عليك أن لا تكسب معيشتك إلا من حلال، أقسمت عليك أن لا تدخل النار من أجلى، بر أمك، صل رحمك، لا تقطعهم فيقطع الله بك".
لو أن كل زوجة راعت ربها في أم زوجها، لعشنا في مجتمع سعيد يرفرف عليه رضا الله سبحانه وتعالي الذي لا يرضى بالظلم عامة ولا يرضاه خاصة للأم التي تعبت وربت، ولتترفق كل زوجة ولتعامل حماتها على أنها أم حقيقية، لها حق مراجعتها إذا أخطأت ولها حق في ابنها، في وقته وجهده وماله وخيره، فلا تبخسها حقها لا حرصاً على حماتها التي هي منها بمثابة الأم فقط، ولكن حرصاً على هذه الزوجة وعلى أبنائها أيضًا، لأن الله يمهل ولا يهمل، ويكون غضبه على البيت الذي تُظلم فيه أم، فثوبى إلى رشدك يا كل زوجة وضعي نفسك مكان حماتك وستعرفين عندئذ كيف تعاملينها.
وفي الختام:
أدعو الله سبحانه وتعالي أن يرزقك حب حماتك ويرزقها حبك، ويوفقك في حياتك العائلية
هذا الكلام موجه لكل زوجة ابن تعاني من ام زوجها:no:
تقبلوا تحياتي
اقتطفت من لحمها ودمها وجهدها ووقتها الكثير، لتمنحك ابنها؛ ذلك الزوج الحبيب الذي تكملي به رحلة الحياة، فأصبحت به زوجة وأم..
والحماة: هي الشجرة التي أثمرت زوجكِ ، ثم حنت عليه بظلالها، وسقته من ماء حياتها، حتى غدا ثمرة تاقت إليها النفوس، وتمنتها القلوب، فكنتِ أنت زوجة الابن التي قطفتي تلك الثمرة.
تقولين كما فهمت انا من كلامك عن زوجكِ: (زوجي طيب معي، ولا يقصر في أموري ولا من أي ناحية)، فمن الذي زرع تلك الأخلاق الحميدة في نفس زوجك؟
ومن الذي رباه علي مكارم الأخلاق؟ وتقولين أيضا عنه: (ويعامل ولدينا معاملة الأب الحنون).
فمن الذي زرع الحنان وطيبة القلب في نفس ذلك الأب الحنون؟
ليس سوي هذه المرأة العظيمة التي هي حماتك؟
لدي سؤالان أود أن أطرحهما عليكِ، فأجيبهما بينك وبين نفسك:
السؤال الأول:
ماذا لو كانت التي تتدخل في حياتك وتحب السيطرة عليكِ وعلي زوجك هي: أمكِ، وليست حماتكِ، هل كنتِ ستكرهينها وتدخرين لها هذه المشاعر السلبية؟
السؤال الثاني:
لو تخيلت نفسك حماة (وأنتِ بالفعل قد رزقكِ الله بولدين) ما هي المعاملة التي كنتِ تتمنين أن تعاملكِ بها زوجة ابنكِ، مع الأخذ في الاعتبار اختلاف التعليم واختلاف المفاهيم والأزمان؟
لو نظرتِ إلى أم زوجك باعتبارها أمكِ، لتغاضيت عن الكثير، ولرأيتِ أن خدمتها شرف لا يقل عن شرف خدمة أبويك، فتعاملي معها بالإحسان. وقومي على خدمتها ورعايتها لأن ذلك من باب (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ)، فهي أمك التي يجب أن تخفضي لها جناح الذل من الرحمة ولا تختلف في شيء عن أمك التي ولدتك، وليس هذا بضعف؛ بل هو منتهى القوة..
قد تجدين بعض السلوكيات التي لا تعجبك من حماتك ،( أين نذهب؟ما نصرف ولماذا؟)الشغالة
فاعتبريها مثل والدتك. وارحمي فيها الكبر، واصبري على أخلاقها وصفاتها وغيرتها أحياناً منك، ونقدها لك أحياناً أخرى، ولا تجعلي ذلك سبباً للمشكلات، ولكن اصبري عليها وعامليها بالإحسان حتى وإن أساءت إليك..
تذكري دائماً فارق السن بينك وبين أم زوجك، واعلمي أن اختلاف العمر والجيل سيكون له دور في اختلاف الآراء والتصادم في بعض الأمور، فقابلي ذلك برحابة صدر، واعلمي أنك بحاجة ماسة لوجود أم زوجك بجانبك، ولا تظني أنك ستستغني عنها يوماً ما، حتى لو كان أهلك بقربك، فالعلاقة الطيبة مع أم زوجك مهمة جداً.
إن حماتك هي أم فعلية، وإن لم تجر دماؤها في عروقكِ، فهي تجرى في عروق أبنائك وعروق زوجك. أقرب إنسان إلى قلبك ونفسك.
فإذا كانت من النوع الذي ابتلى بإثارة المشاكل ويصعب إرضاؤها: فاعلمي أن هذا قدرك وابتلاء من الله تعالى لكِ. فاصبري واحتسبي، وعليك أن تُكيفي نفسك مع هذا الوضع، وأن تسعى إلى الطرق والوسائل التي تقلل الضرر، مثل: حسن التوكل على الله والاستعانة به، وكثرة الاستغفار والدعاء، فإن هذا أعظم معين على انشراح الصدر وتسخير الخلق.
وأن توضحي لزوجك بمواقفك العملية وليس بالشكوى وضعك مع أمه، وتطلبي منه معونته في حسن التعامل مع أمه، فإنه لا شك سيقدر منك هذا وسيحمد لك صنيعك.
اعلمي أن كل أم متعلقة بابنها، وكل ابن متعلق بأمه ( ولدهم يحبهم كثيرا) وهذا شيء طبيعي، ولا يمكن لهما أن يبتعدا عن بعضهما، فتأقلمي مع هذا الوضع، وتذكري أنها في الأصل إنسانة عاطفتها قوية، تحب أولادها وتعاملهم وكأنهم أطفال مهما كبروا..
اعذريها في تدخلها في حياتكما، فهي ترى وتعتقد أنكم بحاجة إلى إرشاداتها وتوجيهاتها، اسأليها بطريقة ودية عن الأمور التي تسعد زوجك وكانت توفرها له. واصنعي من الليمون الحامض شراباً حلواًَ..
واحمدي الله أن حباكِ بزوج عاقل يحسن التوازن في علاقته معكِ (يقول لي تجاهلي ما تسمعي)، وفي نفس الوقت حريص علي بر أمه (في أمور أهله لا يقف لهم وإن تدخلوا بنا يعطيهم جواب أي سؤال).
واعلمي أن هذا الصنيع منه سيجلب البركة وسيرضي الرب.
اعلمي أن أم زوجك لها مكانتها في قلب ولدها، لا تفكري بتغيير هذه المكانة فيعاقبك الله تعالى.
حثي زوجك على الذهاب لأمه أو الخروج معها في نزهة مثلاً إن كانت تحب ذلك..
لا تتدخلي فيما يقدمه زوجك لأمه، وما يهبه لها، بل ساعديه على أن يكثر لها العطاء..
واعلمي يا قرة العين - رعاكِ الله - أنه مهما كان الزوج يحب زوجته فإنه في أعماق نفسه لا يستطيع الاستمرار في تقدير زوجه تكره أمه (لم أعد أطيق بيتي لأجلها).. و قد يتغاضى عن بعض هفواتك وأخطائك في حقه هو..إلا إنه لا يمكن أن ينسى إساءتك لأمه.
إن احترامك أهل زوجك وتقديرهم واجب شرعي، يقول الرسول صلي الله عليه وسلم:" ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا "، وهذا الاحترام يعود عليك وعلى بيتك بالخير، فيرضى عنك زوجك ويحبك، وكذلك يحبك أهل زوجك ، فإنك بحسن معاملتهم وتقديرهم ستخجلِي كبرياءهم، ولن يستطيعوا أن يفعلوا ما يغضبك، فالإنسان أسير الإحسان، قال تعالى (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) الرحمن: 6.
.
واعلمي أن من حق زوجك عليك إكرام أهله وحسن معاملتهم، كما عليكِ احتمال إساءتهم وسعيهم الطبيعي إلى التدخل في شئون بيتك، فالنار لا تُطفأ بالنار، بل بالماء، والرفق لا يكون في شيء إلا زانه.
جددي نيتك في التقرب إلى أم زوجك، وتوددي إليها في الذهاب معها إلي أعراسهم ومناسبتهم، فهي تفتخر بوجودكِ معها، واجعلي هذه العلاقة خالصة لوجه الله تعالى واعتبريها بمثابة أمك..
ولا تنتظري مردود لهذا الإحسان في الدنيا وإلا ضاع الأجر والثواب. وإذا عانيتِ من ضيق الوقت وكثرة الانشغال بسبب اولادك او شغل البيت فاستسمحيها عذرا، واطلبي منها الدعوات لك ثم اتجهي إلى الله بالدعاء أن يحببك إلى أهل زوجك وخاصة أمه، ويحببهم إليك، والدعاء سلاح في السراء والضراء، في الرضا والغضب.
هل الشرع يسمح بأن تُنسج خيوط الكراهية بين الحماة وزوجة الابن، وتترسب البغضاء في النفوس، وتزرع الحزازات في الصدور، وتحل القطيعة بين أفراد الأسرة بكاملها، وتكون نتيجتها عقوق الوالدين، ويتبع ذلك رحيل البركة والخير من البيت ؟!!
كوني حسنة الظن بحماتك، واعلمي أن سوء الظن من أعظم أسباب المشكلات، فسوء الظن يجعلك تُأوّلين الأحداث بطريقة خاطئة، وربما يجعلك تسمعين أشياء غير صحيحة، فالإنسان غالباً يسمع ما يفكر فيه، فقد تقول لك كلمة عادية ومع توفر سوء الظن عندك ربما تسمعينها خطأ ويحدث الخلاف وقد قال تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) الحجرات: 12..
أشعريها أنها على بالك دائماً.. إذا طهوت أكلة وتعرفين أنها تحبها، ابعثي لها منها أو ادعيها لتناولها معكم في البيت، وضعي دائماً نصب عينيك أن ما تقدمينه سوف تجنينه لا شك.. في أبنائك و زوجاتهم وعند الله تعالى وما عند الله خيرٌ وأبقى.
إذا مرضت: لازميها بالسؤال ولو تطلّب الأمر الاستقرار عندها لفترة وترك منزلك فلا تترددي.
اسهري على راحتها. قدمي لها الدواء وادعى لها بالشفاء.
وإذا كانت من النوع الذي يحب معرفة كل ما يجرى حولها. أخبريها ببعض الأشياء ولكن بحكمه وتعقل.
كوني دائماً مبتسمة عند ملاقاتها، واحرصي على إدخال السرور على نفسها، قال صلي الله عليه وسلم :"أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تطرد عنه جوعاً أو تقضى عنه دينا ً"..
احذري أن تدخلي في صدام مباشر أبداً مع أم زوجك مهما كان حتى لو كانت مخطئة.
استشيريها في بعض الأمور حتى البسيطة منها، وأشعريها أنك تستفيدين من خبرتها وتوجيهاتها لك واشكريها على ذلك..
امتدحيها في حضورها وأثنِ على طعامها وذوقها وادعى لها أمامها بالصحة والعافية.
واستمعي لها بإنصات حينما تتكلم وحادثيها بصوت منخفض ورددي أثناء الكلام النداء الذي تحب أن تناديها به مثل (يا أمي ..يا خالتي..يا عمتي)، ستكونين إن شاء الله من الفائزين برضا الزوج ورضا الله سبحانه وتعالي وهو المرتجى، ألا تحبين أن يرضى الله عنك؟!
لا تقصى على زوجك كل ما يقع بينك وبين أمه، فقد تستطيعين التأثير عليه وإبعاده عن أمه، ويصور له الشيطان أمه ظالمة مستبدة، فيزحف الجفاء إلى نفسه، ويسير في طريق العقوق، فيخسر وتخسري معه.
وإذا حدث بينك وبين حماتك خلاف: لا تجعلي الأمر يتطور إلى أن يجد زوجك نفسه في موقف حرج بالمفاضلة بين زوجته وأمه؛ وأيهما ينصف وإلى جانب من ينحاز؟
فأمه مهما كان الأمر ومهما قست عليك فهي دائماً على حق من وجهة نظره ويتمنى أن تكون كذلك بالنسبة لك.
ورحم الله تلك المرأة التي كانت تحث زوجها على طاعة أمه فتقول له :"أقسمت عليك أن لا تكسب معيشتك إلا من حلال، أقسمت عليك أن لا تدخل النار من أجلى، بر أمك، صل رحمك، لا تقطعهم فيقطع الله بك".
لو أن كل زوجة راعت ربها في أم زوجها، لعشنا في مجتمع سعيد يرفرف عليه رضا الله سبحانه وتعالي الذي لا يرضى بالظلم عامة ولا يرضاه خاصة للأم التي تعبت وربت، ولتترفق كل زوجة ولتعامل حماتها على أنها أم حقيقية، لها حق مراجعتها إذا أخطأت ولها حق في ابنها، في وقته وجهده وماله وخيره، فلا تبخسها حقها لا حرصاً على حماتها التي هي منها بمثابة الأم فقط، ولكن حرصاً على هذه الزوجة وعلى أبنائها أيضًا، لأن الله يمهل ولا يهمل، ويكون غضبه على البيت الذي تُظلم فيه أم، فثوبى إلى رشدك يا كل زوجة وضعي نفسك مكان حماتك وستعرفين عندئذ كيف تعاملينها.
وفي الختام:
أدعو الله سبحانه وتعالي أن يرزقك حب حماتك ويرزقها حبك، ويوفقك في حياتك العائلية
هذا الكلام موجه لكل زوجة ابن تعاني من ام زوجها:no:
تقبلوا تحياتي