ام العبابيد
New member
- إنضم
- 8 ديسمبر 2006
- المشاركات
- 180
بسم الله الرحمن الرحيم
وهذه الدقيقة أو الدقيقتين اللتان سوف تقضينها في قراءته ..
لن يذهبن سدى ... بل ستجدينها عندما تكونين في أمس الحاجة لها ...
أختي حبيبتي .. هل تعلمين أنك مهمة ..!!
ومن أهميتك أن لكِ كتاباً خاصاً بكِ .. نعم كتاب لم يكتب فيه إلا عنكِ .. كتاب هو الآن ما زال تحت الإعداد . مازال يسجل فيه .. إن هذا الكتاب سوف تمسكينه يوماً ما بإحدى يديك ..!! نعم .. بل وسوف تتأملين فيه .. وتقرأينه وتعينه . فيا لله ما حالكِ عندما تقرأينه ..
تفكري في هذا الآية .. قال تعالى(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا 49 ).
لقد تفكرنا وتأملنا كثيرا في أحوال حياتنا ..
وأكثرنا في التأمل في ترفيه أبنائنا وفكرنا مرارا في كيفية الحصول على ترقيات وزيادة مرتبات في أعمالنا .. !
فهل تفكرتِ في هذا الموقف العظيم ..
عندما تبدأ عيناك بقراءته عندما تتنقل بين ما كتب فيه ..
إن هذا "الكتاب" قد سجل فيه كل كلمة قلتيها وكل حركة فعلتيها بل وحتى الخطرات والنوايا سواءً كانت من الصغائر أو من الكبائر ... كلها سجلت ...!
نظرتِ إلى أوله فوجدتِ طواماً عظاماً وأفعالاً جساماً وتتابع للذنوب .
. ثم وجدت بين هذه الذنوب عمل صالح ففرحت .. فلما تمعّـنتِ فيه فإذا هو,,,,,,,
عمل صالح ولكنكِ فعلته بسوء نية فعلته إما رياءً وسمعة أو لأي نية فاسدة ..
فوجدته من شر أعمالك . فازددت هماً وغماً ..
ثم وجدت عمل صالحاً آخر . فنظرتِ إليه نظر المستبشر .. فإذا هو مردود عليك لأنكِ لم تأت به كما أمر الله وهو جل جلاله طيبٌ لا يقبل إلا طيبا ..!!
ثم تابعت القراءة فإذا بك تجدين تلك الكلمة التي قلتيها في ذلك المجلس .. مسجلة .
بل وتلك النظرة التي أطلقتيها في ذلك المحرم .. حتى وصلت في قراءتك إلى أغنية سمعتيها .. وصلاة ضيعتيها, ووالدة عققتيها, وتتابعت الزلات ..
فوجدتِ إكثاراً من الشتم والسباب .. ثم وجدتِ ذنوبا ومعاصي وآثاماً كثيرة فتذكرتِ سببها فتمثل لك أصحاب السوء ..فلانة وفلانة .
فإذا هم من جذبكِ إلى الذنوب جذبا .. وغرسوك بين الآثام غرسا . فتمنيت لو تلقاهم فتقطعهم إربا إربا .. ( الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) بل وقلت حينها (يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا) ثم رجعتِ إلى كتابك وتابعت فإذا بك تجدين تلك الغيبة وتلك النميمة ...
ثم وجدت بين تلك المعاصي والكبائر والآثام .
. وجدت أنك قرأت في يوم من الأيام هذه المقالة التي أنت تقرأينها الآن .. فتذكرتِ هذه الساعة وهذا الموقف وأنك قرأتيها في ذلك المنتدى ... ثم إنكِ بعد ذلك سوف تتابعين القراءة
فإما أن تجدي بعد هذه القراءة توبة صادقة نصوحاً غفر الله لك بها كل معاصيك بل تكون صدقت الله بها فيكون الله قد أبدل كل سيئاتكِ إلى حسنات فكدتي تطيرين فرحاً بل كدت تموت سرورا وغبطة.........
وإما أن تجدي أنك بعد قراءتك لهذه المقالة حاولت أن تتناسين وتتشاغلين وتعتذرين لنفسك وتحاولين أن ترضين عن حالك ..!
وقلت أمامنا عمر سنتوب فيه ..
فتابعت بعد ذلك القراءة فوجدت معاصي صغائر وكبائر .. بل وجدت شركاً ...!!! نعم شرك ..!! ألا تعلمين أن الرياء شرك, ألا تعلمين أن تقديم محاب النفس على محاب الله وتقديم أوامر الهوى على أوامر الله يدخل في الشرك ..
قال تعالى (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا 43) ..
. وقال تعالى(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ) الآية .
ووجدت شرك محبة !! حيث أحببت فلان فوق حبك لله فقدمت أمر هذا المخلوق على أمر ربك .. - وهذا كثير- !!!!,
ثم تابعت القراءة وكان مما وجدت أنه في ذلك اليوم زارتك فلانة فجلستم مجلسا لا يرضي الله فتمنيت أن لم تُـدخليها بيتك ... ثم تابعت القراءة فوجدت ووجدت .......
ثم فجأة..!!
وجدت أنه في تلك اللحظة في ذلك المكان وفي ذلك الموقف .. زارك زائر آخر .. ولكن زائر لم يزرك من قبل .. بل لم تره قبل هذه المرة ..
إنه .. "الزائر الأخير" .. إنه ملك الموت
جاءكِ فتذكرت أنك يومها عندما جاء لينتزع روحك تذكرت الآخرة وتذكرت أنك تريدين أن تتوبي وأنك عازمة على التوبة ولكن تأخرت قليلا .. فقلتي له .
. هل تمهلني دقائق وليس لسانك ينطق ولكن قلبك وحالك فلم يستجب لندائك ولا لتوسلاتك لأن الله أمره أن يقبضك الآن وأنت تريدينه أن يؤخرك وهو من الذين
(لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) .
. فقبض روحك وانتهت حياتك بلا توبة بل بمعاصٍ فوق معاصي
(ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ) .. فظننت أن سيل الذنوب سيتوقف عند هذه اللحظة .. ولكن صدمت بأنه مازال في الكتاب بقية .. !!
نعم ما زال هناك سيئات موجودة وما زال هناك صفحات سود ...!!
نظرت إليها فإذا فيها آثام وذنوب وكان من بينها النظر إلى صور محرمة تعجبت !!!!!,
ولكن تذكرت أنك عندما مت كنت قد وضعت صورة محرمة في أحد الأماكن ..
أو في توقيع في أحد المنتديات ..
ووجدت ذنوبا أخرى فإذا هي ذنوب ذلك الشخص الذي أضللته فصار عليك مثل وزر ما يعمل ..
ونظرت فإذا آثام عظام فإذا هي بسبب ذلك الشريط ..
شريط الأغاني الذي أهديتيه لرفيقتك فإذا عليك مثل وزرها ..
بل هي أيضا أهدته لآخرى ... فكان عليك مثل وزر من سمعه ..
ثم وجدت تلك الآفلام التي أعرتيها لفلانة .. مازالت تحسب عليك بعد موتك لأنها مازالت تنظرإليها وتسمع ما فيها ....
ثم طالت هذه الذنوب فقد توارثها الناس من بعدك وكلٌ يهديها وينشرها .. وعليك مثل آثام من نظر إليها أو سمعها وبعد فترة طويلة أنتهي الكتاب ثم صرخت (يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا) .
ثم تمثلت لك الدنيا .. فتذكرتِ مدة عيشك بها ...
(كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ)
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُون)
فتذكرتها " ساعة " فازددت حسرة وندما .. وتمنيت أنكِ صبرت في هذه الساعة عن ما نهيت عنه وعملت فيها ما أمرت به ..
تذكرت أنها ساعة ذهبت وذهبت معها تلك الضحكات واللذات وبقيت الأحزان والحسرات ... فقلت حينها ( يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ)
ثم ازداد ندمك فعضضتي أصابعك ندما .. - عذراً- .. بل عضضتي يديك كلها من الندم (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا)
ثم أنتِ هنا تحت مشيئة الله التامة .. إما أن يكرمك الله ويرحمك ويتفضل عليك ..
وأما أن يأتي عليك الأمر فأنت والله مستحقة له فالجزاء من جنس العمل – واقسم بالله أنه سوف يدخل النار أناس ممن لم يشركوا بالله شيئا حتى يطهروا من ذنوبهم- وكما قال تعالى (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ 7 وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ وقال تعالى (.... جَزَاء وِفَاقًا 26)
فجاء الأمر عليك .. (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ 30 ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ 31 ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ 32) فأخذت وسحبت إلى جهنم ... فلما رأيت العذاب .. صرت كما قال تعالى (أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ 5.
اللهم اسكننا الله فسيح جناتك يارب العالمين .. آمين
موضوع رائع أعجبني فأحببت أن أنقله لكم
وهذه الدقيقة أو الدقيقتين اللتان سوف تقضينها في قراءته ..
لن يذهبن سدى ... بل ستجدينها عندما تكونين في أمس الحاجة لها ...
أختي حبيبتي .. هل تعلمين أنك مهمة ..!!
ومن أهميتك أن لكِ كتاباً خاصاً بكِ .. نعم كتاب لم يكتب فيه إلا عنكِ .. كتاب هو الآن ما زال تحت الإعداد . مازال يسجل فيه .. إن هذا الكتاب سوف تمسكينه يوماً ما بإحدى يديك ..!! نعم .. بل وسوف تتأملين فيه .. وتقرأينه وتعينه . فيا لله ما حالكِ عندما تقرأينه ..
تفكري في هذا الآية .. قال تعالى(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا 49 ).
لقد تفكرنا وتأملنا كثيرا في أحوال حياتنا ..
وأكثرنا في التأمل في ترفيه أبنائنا وفكرنا مرارا في كيفية الحصول على ترقيات وزيادة مرتبات في أعمالنا .. !
فهل تفكرتِ في هذا الموقف العظيم ..
عندما تبدأ عيناك بقراءته عندما تتنقل بين ما كتب فيه ..
إن هذا "الكتاب" قد سجل فيه كل كلمة قلتيها وكل حركة فعلتيها بل وحتى الخطرات والنوايا سواءً كانت من الصغائر أو من الكبائر ... كلها سجلت ...!
نظرتِ إلى أوله فوجدتِ طواماً عظاماً وأفعالاً جساماً وتتابع للذنوب .
. ثم وجدت بين هذه الذنوب عمل صالح ففرحت .. فلما تمعّـنتِ فيه فإذا هو,,,,,,,
عمل صالح ولكنكِ فعلته بسوء نية فعلته إما رياءً وسمعة أو لأي نية فاسدة ..
فوجدته من شر أعمالك . فازددت هماً وغماً ..
ثم وجدت عمل صالحاً آخر . فنظرتِ إليه نظر المستبشر .. فإذا هو مردود عليك لأنكِ لم تأت به كما أمر الله وهو جل جلاله طيبٌ لا يقبل إلا طيبا ..!!
ثم تابعت القراءة فإذا بك تجدين تلك الكلمة التي قلتيها في ذلك المجلس .. مسجلة .
بل وتلك النظرة التي أطلقتيها في ذلك المحرم .. حتى وصلت في قراءتك إلى أغنية سمعتيها .. وصلاة ضيعتيها, ووالدة عققتيها, وتتابعت الزلات ..
فوجدتِ إكثاراً من الشتم والسباب .. ثم وجدتِ ذنوبا ومعاصي وآثاماً كثيرة فتذكرتِ سببها فتمثل لك أصحاب السوء ..فلانة وفلانة .
فإذا هم من جذبكِ إلى الذنوب جذبا .. وغرسوك بين الآثام غرسا . فتمنيت لو تلقاهم فتقطعهم إربا إربا .. ( الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) بل وقلت حينها (يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا) ثم رجعتِ إلى كتابك وتابعت فإذا بك تجدين تلك الغيبة وتلك النميمة ...
ثم وجدت بين تلك المعاصي والكبائر والآثام .
. وجدت أنك قرأت في يوم من الأيام هذه المقالة التي أنت تقرأينها الآن .. فتذكرتِ هذه الساعة وهذا الموقف وأنك قرأتيها في ذلك المنتدى ... ثم إنكِ بعد ذلك سوف تتابعين القراءة
فإما أن تجدي بعد هذه القراءة توبة صادقة نصوحاً غفر الله لك بها كل معاصيك بل تكون صدقت الله بها فيكون الله قد أبدل كل سيئاتكِ إلى حسنات فكدتي تطيرين فرحاً بل كدت تموت سرورا وغبطة.........
وإما أن تجدي أنك بعد قراءتك لهذه المقالة حاولت أن تتناسين وتتشاغلين وتعتذرين لنفسك وتحاولين أن ترضين عن حالك ..!
وقلت أمامنا عمر سنتوب فيه ..
فتابعت بعد ذلك القراءة فوجدت معاصي صغائر وكبائر .. بل وجدت شركاً ...!!! نعم شرك ..!! ألا تعلمين أن الرياء شرك, ألا تعلمين أن تقديم محاب النفس على محاب الله وتقديم أوامر الهوى على أوامر الله يدخل في الشرك ..
قال تعالى (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا 43) ..
. وقال تعالى(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ) الآية .
ووجدت شرك محبة !! حيث أحببت فلان فوق حبك لله فقدمت أمر هذا المخلوق على أمر ربك .. - وهذا كثير- !!!!,
ثم تابعت القراءة وكان مما وجدت أنه في ذلك اليوم زارتك فلانة فجلستم مجلسا لا يرضي الله فتمنيت أن لم تُـدخليها بيتك ... ثم تابعت القراءة فوجدت ووجدت .......
ثم فجأة..!!
وجدت أنه في تلك اللحظة في ذلك المكان وفي ذلك الموقف .. زارك زائر آخر .. ولكن زائر لم يزرك من قبل .. بل لم تره قبل هذه المرة ..
إنه .. "الزائر الأخير" .. إنه ملك الموت
جاءكِ فتذكرت أنك يومها عندما جاء لينتزع روحك تذكرت الآخرة وتذكرت أنك تريدين أن تتوبي وأنك عازمة على التوبة ولكن تأخرت قليلا .. فقلتي له .
. هل تمهلني دقائق وليس لسانك ينطق ولكن قلبك وحالك فلم يستجب لندائك ولا لتوسلاتك لأن الله أمره أن يقبضك الآن وأنت تريدينه أن يؤخرك وهو من الذين
(لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) .
. فقبض روحك وانتهت حياتك بلا توبة بل بمعاصٍ فوق معاصي
(ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ) .. فظننت أن سيل الذنوب سيتوقف عند هذه اللحظة .. ولكن صدمت بأنه مازال في الكتاب بقية .. !!
نعم ما زال هناك سيئات موجودة وما زال هناك صفحات سود ...!!
نظرت إليها فإذا فيها آثام وذنوب وكان من بينها النظر إلى صور محرمة تعجبت !!!!!,
ولكن تذكرت أنك عندما مت كنت قد وضعت صورة محرمة في أحد الأماكن ..
أو في توقيع في أحد المنتديات ..
ووجدت ذنوبا أخرى فإذا هي ذنوب ذلك الشخص الذي أضللته فصار عليك مثل وزر ما يعمل ..
ونظرت فإذا آثام عظام فإذا هي بسبب ذلك الشريط ..
شريط الأغاني الذي أهديتيه لرفيقتك فإذا عليك مثل وزرها ..
بل هي أيضا أهدته لآخرى ... فكان عليك مثل وزر من سمعه ..
ثم وجدت تلك الآفلام التي أعرتيها لفلانة .. مازالت تحسب عليك بعد موتك لأنها مازالت تنظرإليها وتسمع ما فيها ....
ثم طالت هذه الذنوب فقد توارثها الناس من بعدك وكلٌ يهديها وينشرها .. وعليك مثل آثام من نظر إليها أو سمعها وبعد فترة طويلة أنتهي الكتاب ثم صرخت (يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا) .
ثم تمثلت لك الدنيا .. فتذكرتِ مدة عيشك بها ...
(كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ)
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُون)
فتذكرتها " ساعة " فازددت حسرة وندما .. وتمنيت أنكِ صبرت في هذه الساعة عن ما نهيت عنه وعملت فيها ما أمرت به ..
تذكرت أنها ساعة ذهبت وذهبت معها تلك الضحكات واللذات وبقيت الأحزان والحسرات ... فقلت حينها ( يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ)
ثم ازداد ندمك فعضضتي أصابعك ندما .. - عذراً- .. بل عضضتي يديك كلها من الندم (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا)
ثم أنتِ هنا تحت مشيئة الله التامة .. إما أن يكرمك الله ويرحمك ويتفضل عليك ..
وأما أن يأتي عليك الأمر فأنت والله مستحقة له فالجزاء من جنس العمل – واقسم بالله أنه سوف يدخل النار أناس ممن لم يشركوا بالله شيئا حتى يطهروا من ذنوبهم- وكما قال تعالى (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ 7 وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ وقال تعالى (.... جَزَاء وِفَاقًا 26)
فجاء الأمر عليك .. (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ 30 ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ 31 ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ 32) فأخذت وسحبت إلى جهنم ... فلما رأيت العذاب .. صرت كما قال تعالى (أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ 5.
اللهم اسكننا الله فسيح جناتك يارب العالمين .. آمين
موضوع رائع أعجبني فأحببت أن أنقله لكم