أ.اميرةابوحمدان
New member
- إنضم
- 29 نوفمبر 2007
- المشاركات
- 68
كيف تواجهين ديكتاتورية الشريك
إذا افترضنا وسلمنا بأن بعض الرجال أنانيون وديكتاتوريون بطبعهم، وهذه الصفة تخلق الكثيرمن المنغصات اليومية داخل الأسرة. ودكتاتورية الرجل هذه تبعث في نفس المرأة أحيانا الاشمئزاز والتوتر؛ وأحياناً أخرى الإحباط والكآبة، مما يدفع بها في اغلب الأحيان إما إلى طلب الطلاق وتحمل تبعاته النفسية والاجتماعية والمادية وإما إلى الصبر وتحمل الألم على مضض ومن ثم تردي وتدهور وضعها النفسي.
هذا في حالة المرأة التي لم تتمكن من حماية نفسها وأسرتها من حالة تضخم الأنا الموجودة لدى الرجل وتتفهم كيفية التعامل مع هذا المرض أو الداء وافتقارها للحكمة والبصيرة لإيجاد مفتاح الحل لمشاكل الحياة.
سيدتي ربما ستقولين لنفسك أنا لست طبيبة نفسية حتى أتحمّله ولا استطيع الاستمرار على هذه الحال،
وسوف تنظرين حولك لتجدي أن أولادك بحاجة لأب وأم معاً، أو تجدي نفسك وحيدة في مجتمع ظالم وقاسٍ.
كما أنك ستشعرين بالغضب، الأمر الذي يحول بينك وبين رؤية الحل الأفضل لك ولأسرتك.
قد تشعرين بالعجز في أداء واجباتك اليومية والتعاطي مع أبسط المشكلات الأسرية وستقولين أيضا أن الحياة نجاح وفشل وليست كلها سعادة خالصة أو تعاسة خالصة.وربما تشعرين بالتحدي والرغبة في التصدي لكل ما يحبط معنوياتك ويضعفك ويقلل من فرص النجاح لديك. بهذا يتضح أن كل الخيارات صعبة وتحتاج منك للتفكير والعمل بجد.
في الحقيقة, ما ينبغي فعله هو التغيير في طريقة تفكيرك وسلوكك ونظرتك لنفسك وللآخرين.
كما أن المزيد من التأمل العميق والهادئ في حياتك اليومية، والنظر إليها عن بعد بحيادية تامة وكأنك تشاهدين مشكلة لستِ طرفا فيها، سوف يوفر لك الصفاء الذهني الذي سيساعدك على إيجاد الحلول المناسبة واكتشاف سبل وطرائق جديدة لتطبيق هذه الحلول.
لنقل ان تسلط الرجل واقع لا مفر منه وعلينا التعامل معه بأقل الخسائر.
- حاولي بداية أن تخرجي نفسك من حالة الضعف بأية وسيلة وتكوني أكثر تماسكاً وهدوءاً وتذكري أن استخدام كلمات رزينة بعيداً عن توجيه الانتقادات المباشرة والشخصية هو أمر في غاية الأهمية في لحظات التوتر ويساعد على بقاء جدار الاحترام قائماً بينكما.
- إن اعتماد أسلوب الجدال والأخذ والرد في الكلام يفاقم المشكلة، وهو مضيعة للوقت والجهد معاً وحرق للأعصاب من دون طائل. وبدلاً من ذلك، اثبتي له انك قادرة على تحمل المسؤولية، بالفعل وليس بالكلام، حتى وهو بعيد عنك لان ذلك يدفعه للثقة بك ويعزز مكانتك لديه.
- حاولي أن تأخذي على عاتقك حل المشكلات الصغيرة والاعتيادية التي تحصل في كل بيت ومنزل دون أن تطلبي منه التدخل في كل صغيرة وكبيرة لأن ذلك يثبت له فشلك وضعفك، فالرجل عموماً لا يحب المرأة التي تعجز عن حل أصغر المشكلات مما يعطيه الذريعة للتقليل من شانها والتمادي عليها.
- دعي أفعالك تتحدث عنك واعملي على أن تقومي بواجباتك والأعمال المطلوبة منك على أكمل وجه من دون أن يذكّرك بها كي لا تعطيه الفرصة لانتقادك والنيل من كرامتك.
- تذكري أن القراءة والمطالعة للكتب والأدب العالمي والسعي لتثقيف النفس بصورة دائمة هو أمر يساعد على توسيع فهمك ومداركك ويمكنك من إيجاد الحلول المبتكرة لكل المشاكل.
- أخيراً لا بد من القول أن المحبة والحنان والتسامح هي أشياء يخضع لها أعتى الرجال لأن كل رجل على وجه البسيطة يحتاج للمحبة والحنان، وهذان الأمران هما أقوى سلاح في يد المرأة للحد من عنجهية الرجل وتسلطه. فلا توجد امرأة إلا وتملك ما يمكّنها من خلق حياة سعيدة وبهيجة خالية من النكد. كما لا يوجد رجل لا يبحث عن الدفئ والحنان رغم دكتاتوريته ويسعى إلى السكينة والاستقرار في حياته الزوجية. إن سلوك طريق المحبة والتسامح سيضعك عند باب الله مباشرة، فالمحبة هي ظل الله على الأرض. وليس من المبالغة القول بأن كل مشاكل الأرض قاطبة سببها انعدام المحبة والتسامح.