المحبة لدينها
New member
- إنضم
- 24 نوفمبر 2008
- المشاركات
- 524
... بَعِيداً عَن خِلاَفَاتِ الفُقَهَاءِ، وَنَأْيَاً بِأَنْفُسِنَا عَن تَفْرِيعَاتِ مُطَوَّلاَتِ مُصَنَّفَاتِ العُلَمَاء: فَإِنَّ القَدْرَ المُتَّفَقَ عَلَيْهِ بَيْنَ أَهْلِ العِلْمِ فِي حُكْمِ (النِّقَاب):
الاسْتِحْبَابُ الشَّرْعِيُّ؛ ثُمَّ اخْتَلَفُوا -قَدِيماً وَحَدِيثاً- فِيمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ مِنْ وُجُوبِهِ، أَو القَوْلِ بِفَرْضِيَّتِهِ...
وَثَمَّةَ -بِالمُقَابِلِ- زَعْمَانِ غَرِيبَان، بَعِيدَانِ عَن مَسَالِكِ العِلْمِ الأَمِين، وَطَرَائِقِ الفِقْهِ الصَّحِيحِ فِي الدِّين:
أَوَّلُهُمَا: زَعْمُ بَعْضِ (الصُّحُفِيِّين!) أَنَّ (النِّقَابَ) = (بِدْعَةٌ) فِي الدِّين!! جَاهِلاً نُصُوصَ القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَمُتَجَاهِلاً أَحْكَامَ الفُقَهَاءِ وَالأُصُولِيِّين، وَرَافِضاً قَوَاطِعَ السِّيرَةِ وَالتَّارِيخ...
وَقَدْ رَدَّ عَلَيْهِ -يَوْمَهَا-وَذَلِكَ قَبْلَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ- عَدَدٌ مِنَ الكُتَّابِ الغَيُورِين؛ فَأَجَادُوا وَأَفَادُوا..
أَمَّا ثَانِيهما -وَأَقْرَبُهُما-: فَهِيَ هَذِهِ (الفَتْوَى!) الجَدِيدَة = (الشَّدِيدَة!)، الصِّادِرَة عَنْ شَيْخِ الجَامِعِ الأَزْهَرِ الدُّكْتُور سَيِّد طَنْطَاوِي -سَدَّدَهُ الله إِلَى هُدَاه-: لَمَّا أَفْتَى -قَرِيباً- بِأَنَّ (النِّقَابَ) عَادَةٌ عَرَبِيَّة! وَلَيْسَ عِبَادَةَ شَرْعِيَّة!!!
وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ -فَحَسْبُ-؛ لَهَانَ الأَمْرُ -إِذَنْ-!!
لَكِنَّهُ أَفْتَى مَعَ ذَلِكَ -هَدَاهُ الله- بِمَنْعِ ذَلِكَ فِي الجَامِعَاتِ وَالكُلِّيَاتِ وَالمَعَاهِدِ وَالمَدَارِس!!! مِمَّا رَتَّبَ الأَذَى عَلَى بَنَاتِنا، وَالإِيذَاءَ لأَخَوَاتِنَا...
فَأَقُولُ -مُنَاقِشاً، وَمُوَجِّهَاً-:
عَلَى التَّسْلِيم -جَدَلاً وَتَنَزُّلاً- بِصِحَّةِ دَعْوَى -أَنَّ (النِّقَابَ=عَادَةٌ!)- وَهِي دَعْوَى بَاطِلَةٌ مَرْدُودَةٌ؛ تَنْقُضُهَا نُصُوصُ الوَحْيَيْنِ، وَدَلائِلُ عُلَمَاءِ الأَصْلَيْن-؛ فَلْيَكُنْ مِنْكَ -يَا فَخَامَةَ الشَّيْخِ-عَلَى الأَقَلّ- تَشْجِيعٌ لِهَذِهِ (العَادَة) = الطَّيِّبَة، وَالَّتِي تَتَواءَمُ -تَمَاماً-غَيْرَ مُتَنَافِرَةٍ- مَعَ (لِبَاسِ التَّقْوَى)، الَّذِي حَضَّ عَلَيْهِ الشَّرْعُ الحَكِيم، وَسَعِدَ بِهِ المُجْتَمَعُ الصَّالِحُ وَالأَمِين..
لَقَدْ كَانَ الأَجْدَرُ بِفَخَامَتِهِ -أيَّدَهُ اللهُ بِتَقْوَاه- أَنْ يُعْمِلَ مُعاوِلَ هَدْمِهِ -تِلْكَ- فِي العَادَاتِ القَبِيحَة، وَفِي السُّفُورِ الوَاضِح، وَفِي الاخْتِلاَطِ المُشِين، وَفِي السُّلُوكِ المُهِين...
إِنَّ مَقَاصِدَ الشَّرِيعَةِ العَظِيمَةِ الَّتِي نَنْتَسِبُ إِلَيْهَا جَمِيعاً -يَا فَخَامَةَ الشَّيْخِ- تُلْزِمُنَا بِأَخْذِ الأَحْوَطِ فِي الدِّين! وَدَفْعِ مَا يُشْتَبَهُ بِهِ مِنَ الأَحْكَام!! وَرَدِّ مَا نَسْتَرِيبُ مِنْهُ مِنَ الأَقْوَال!!! وَلَيْسَ العَكْسَ!!!!
فَأَيُّهُمَا أَوْلَى بِهَذِهِ الحَقَائِقِ الشَّرْعِيَّةِ -الَّتِي لاَ يَكَادُ يَخْتَلِفُ فِيهَا عَاقِلاَن-رَدًّا أَوْ قَبُولاً-:
هَلْ نَمْنَعُ مَعَالِمَ العِفَّةِ وَالطُّهْر؟!! قَابِلِينَ -أَوْ سَاكِتِينَ (عَلَى الأَقَلّ!)- عَن مَسَالِك السُّفُورِ وَالفُجُور؟!!
أَمْ نَقْبَلُ -أَوْ نَسْكُتُ (عَلَى الأَقَلّ!)- عَن مَسَالِك السَّتْرِ وَالتَّقْوَى ؟! مَانِعِينَ مَعَالِمَ الفِسْقِ وَالتَّهَتُّكِ؟!
{فَأَيُّ الفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون}..
... مَعَ التَّوْكِيدِ -بِدْءاً وَانْتِهاءً- عَلَى شَرْعِيَّةِ السِّتْر، وَمَشْرُوعِيَّةِ (النِّقَاب) -حَدًّا أَدْنَى-، وَأَنَّ الأَهْوَاءَ (!) عِنْدَمَا تَصْطَرِعُ بِأصْحَابِهَا: تَضِيعُ الأَوَّلِيَّاتُ وَالأَوْلَوِيَّات، وَتَغِيبُ أَمَامَها المُقَدِّمَاتُ وَالأَبْجَدِيَّات!!
وَاللهُ الهَادِي...
http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...5983#post45983