انتهت الكاتبة السعودية ندى الفايز من دراسة اللغة العبرية بهدف التخصص في الشؤون العبرية وترجمة بعض ما كانت تسمعه عن السعودية خصوصاً بعد أحداث سبتمبر ، وعن أسباب دراستها للعبرية تقول الفايز: "على الرغم من أن الفكرة تعد غير متداولة لكن لاحظت أنه تنامى عدد المستشرقين والمختصين باللغة العربية والشؤون الإسلامية من المثقفين والعلماء الغربيين وفي المقابل لا يوجد القدر الكافي من المتخصصين العرب في الشؤون العبرية وخاصة في السعودية وقد يكون التخصص معدوماً، واستغربت الفايز حرص اليهود على التعلق بلفظ الساميين وقولهم بأن العرب هم أعداء السامية مع أن الحقيقة والتاريخ يقولان بأن العرب أيضاً من نسل سام بن نوح.
وترى الفايز أن الصعوبة الوحيدة التي واجهتها هي الكتابة نظرا لصعوبة كتابة الحروف التي تعد كرسومات وتقول " اللغة العبرية في أغلبها قلب لحروف اللغة العربية وكان يلفت نظري خلال إقامتي بالولايات الأمريكية المتحدة حديث اليهود مع بعضهم البعض فمثلا التحية تكون: الشلام عليكم ومن ثم تقدم المرأة زوجها وأبناءها بالقول: بعلي وبننو.. كلمة بعلي تعني باللغة العربية زوجي وكذلك كلمة "بننو" تعني الأبناء وغير ذلك الكثير مما أثار فضولي بشكل لم أستطع معه إلا تعلم اللغة العبرية، ومن الملاحظ وجود تطابق كبير بين العبرية والعربية خاصة أن كلتيهما تكتب من اليمين إلى اليسار أضف إلى ذلك أن بعض الكلمات التي ورد ذكرها بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة موجودة في العبرية مثل: يمين - ملك - دم - روح - ريح - يوم - نهر - مطر-- زيتون - كلب - حمور (حمار)، إضافة إلى أن الكلمات التي تبدأ في العربية بحرف السين غالبا ما تقلب بالعبرية إلى حرف الشين مثل: سلام: شلام, ساعة: شاعة, السبت: الشبت, خميس: خميش, أسبوع: شفوع, شمال: شمولا"
وعن أصل اللغة العبرية تقول الفايز هناك العديد من البحوث العلمية والتاريخية أصدرها اليهود وغيرهم تكشف النقاب عن أن (توراة سيدنا موسى) كانت هيروغليفية الأصل، ولم تعرف العبرية بهذا الاسم في التوراة أو الكتب بل جاءت تحت اسم الكنعانية أو اليهودية.
وتحكي الفايز عن بعض الكتب التي تحمل مغالطات كبيرة بحق السعودية ومنها كتاب (مملكة الكراهية) والذي مازال يحقق أعلى معدل مبيعات للكتب الأمريكية لمؤلفه السفير الإسرائيلي السابق الأمم المتحدة ومستشار رئيس وزراء إسرائيل الأسبق والمتحدث الرئيسي في جلسات الإيجاز والاستماع الخاصة بالشأن السعودي في مجلس الشيوخ الأمريكي دوري جولد .
ومن خلال اطلاعها تعزو الفايز التقدم الموجود لدى اليهود إلى أنه بسبب التفكير الجماعي والتركيز على الأهداف الاستراتيجية قصيرة أو طويلة المدى الهادفة إلى الإنتاجية بغض النظر عن أي تقسيمات عرقية, إضافة إلى أن العقلية اليهودية لا تحاول أن تظهر بمظهر القوي بل تظهر بأنها ضعيفة ومهددة حتى تستطيع كسب عطف ودعم الآخرين.
وتعمل الفايز حالياً على نشر كتاب ثقافي بتأليف مشترك وتطمح إلى ترجمته إلى ثلاث لغات والذي قالت عنه: "سيكون اجتهاداً شخصياً بالرد على مجموعة من الإصدارات الغربية واليهودية التي تناولت التاريخ الإسلامي والسياسة السعودية بشكل مغلوط، الأمر الذي قد يثير شبها لدى المتلقي ومن الواجب الرد على ذلك خاصة أن هناك تشويها لصورة وحضارة المسلمين حيث يتم تصويرهم بالشعوب البربرية التي تريد أن تقاتل الشعوب الأخرى حتى تدخلهم بالإسلام أو تأخذ منهم الجزية حتى لا يقتلوا وتسلب نساؤهم.
وعن جهود ترجمة القرآن الكريم إلى العبرية تقول إنه من الواجب ترجمة (معاني) القرآن الكريم وليس ترجمة (نص) القران الكريم علما بأن غالبية النسخ العبرية - كما تقول الفايز- التي ترجمت القران الكريم بها تقديم وتأخير في المصطلحات والأفعال واستخدام لصيغة الجمع والمفرد بصورة قد تغير في المعنى وعليه من الواجب الحرص على الاكتفاء بإصدار ترجمة لمعاني القرآن الكريم وليس ترجمة حرفية للقرآن الكريم.