Amina
.:: من مؤسسات شبكة نسوة ::.
- إنضم
- 29 يونيو 2013
- المشاركات
- 1,672
من منكم لا يعرف ما هو الإيـــــــــــــــدز...؟؟
أسوأ طاعون عرفه التاريخ البشري...؟؟؟ شبح العصر الحالي...؟؟؟ القاتل الخفي....؟؟؟
للإيدز حكاية مروعة، مع الحورية............... حورية،...... وقد كانت أجمل حورية رأيتها في حياتي، حورية بحر، أو حورية بر، المهم أنها الأجمل والأرق، امرأة في سحر بشري رائع، .... أصيبت بالإيدز، ................. وأصبحت مع الزمن بائعة الإيدز............ مع قصتها نرحل هذا الأسبوع، بعد أن شجعني الكثيرون على أن أروي حكايتها لعلها تكون عبرة لكل معتبر، هذه المرة عبرة للرجال قبل النساء، بائعة الأيدز.......... القصة التي لا يجوز أن تقرئيها قبل النوم فهي فيلم رعب حقيقي....
ولا زلنا نطوف أرجاء السجن النسائي، لكن هذه المرة، في الحظر الصحي، حيث تقضي المحكومة حورية آخر ما تبقى لها من أيام على وجه الأرض،
عندما علمت برغبتها في الحديث إلي، استجبت سريعا، لكنهم طلبوا مني التريث، وشرحوا لي أن ظروفها مختلفة، وقد أغير رأيي حينما أعلم أنها سجينة نعم، لكنها مصابة بالمرض الخبيث، وتخضع للعناية الصحية، وتحت حظر صحي وأمني، .......... طبعا أصبت بالصدمة والخوف معا، فلا يوجد إنسان عاقل يرمي بيده إلى التهلكة، لكني علمت فيما بعد أني لن أتحدث معها بشكل مباشر، وإنما عن طريقة فاصل زجاجي، ومايك، وسماعات، ........... فقبلت مقابلتها،
وفي اليوم المحدد للمقابلة عند التاسعة صباحا، اتجهت إلى هناك، حيث كانت تنتظرني بشغف لم أفهم تفسيره في ذلك الوقت، فلم أكن سوى باحثة اجتماعية، لا أكثر ...
دخلت غرفة التحقيق، التي كانت مفصولة من نصفها بفاصل زجاجي، كغرف التحقيقات التي نراها في التلفزيون، جلست على الكرسي، وأخرجت جهاز التسجيل الخاص بي ووضعته أمامي وجهزت أوراقي وأقلامي واختبرت جهاز المايك والسماعات، ثم انتظرت دخولها من الطرف الأخر للغرفة، ............
فتح الباب، لأفاجأ بدخول تلك المرأة التي لم أشهد لجمالها مثيل في حياتي، شعرها الأسود الكثيف الناعم الطويييييييييييييييييييل، بشرتها الخمرية الجذابة وخديها النابضين بالحياة، عيناها الساحرتين، قوامها الرائع الرائع، تأملتها وهي تسير نحو الحاجز الزجاجي، وتتفحصني بنظراتها القوية، لم يكن يبدو عليها المرض اطلاقا، بل كانت بكامل صحتها وحيويتها، وجلست أمامي، وقامت بضغط أزرار بدأ المحادثة الصوتية: كيف حالك ياناعمة...؟؟؟ (( بخير، كيف حالك أنت؟؟)) (( مثل ما ترين، هل هناك داع للتسجيل، إن كنت تريدين الحقيقة دون نقصان حكيتها لك بدون تسجيل رجاء))
(( إن التسجيل مهم في إجراء التحقيقات يساعدني على تذكر تفاصيل دقيقة قد أنساها فيما بعد))
واتفقنا أخيرا على أهمية التسجيل الصوتي، .....
وهذا نص حكايتها تقول:
(( إني عنيدة ومتمردة منذ كنت طفلة، كنت أسبب الكثير من المشاكل لوالدتي، ولا أسمع كلام أبي، وأسخر منهم بمناسبة وبغير مناسبة، أشعر أن حرصهم الشديد علينا يحرمنا من متع الحياة، لذلك لم أكن ألقي بالا لنصائحهم، ولا يهمني رأيهم ولا حتى مشاعرهم، فكم من مرة أحرجت والدتي وكم من مرة جرحت شعور والدي، بسبب فقرهم وقلة حيلتهم وعجزهم، وتفكيرهم المتخلف من وجهة نظري، كان لي إخوة وأخوات، لكنهم كانوا أهدأ بكثير مني، أنا الوحيدة التي لم يعجبني أي شي في حياتي، طوال حياتي متذمرة، طوال حياتي لا أشبع لا أكتفي لا أشعر بقيمة ما لدي حتى ............ حتى أصبت بهذا المرض الخبيث، الذي جعلني أشعر بالنعم التي لم أشعر بها قبلا، وأتحسف وأتندم.....
عندما كنت في الثانوية تعرفت على شاب عن طريق الهاتف، وكنت أحبه كثيرا في ذلك الوقت، كنا نتراسل عن طريق صديقتي، وأحدثه عبر الهاتف وأكذب على أهلي وأخبرهم أني أحدث صديقاتي، أحدثه بالساعات، حتى كان ذلك اليوم الذي اتصل بي سعيد وأخبرني أنه صديق حبيبي، وأن حبيبي أصبح يتحدث عني عند الشباب، وأن سمعتي أصبحت سيئة، كما أنه شاهد صورتي عند حبيبي، أصبت بخيبة أمل كبيرة، وجرحني موقف حبيبي، لكن سعيد تدخل في الأمر وأنقذ الموقف وأعاد لي صورتي ورسائلي وأخذ على حبيبي وعدا بعدم الحديث عني، ...أمام الآخرين، وهكذا بدأت علاقتي مع سعيد، حبيبي الجديد والذي أصبح فيما بعد زوجي.
تكمل حكايتها فتقول: استمرت علاقتي بسعيد مدة سنتين، ثم قررنا أن نكون لبعضنا، أن نتزوج، لكن والدي رفض سعيد تماما وقال بأنه طامع في راتبي، إذ كنت أعمل بعد الثانوية براتب جيد، كذلك رفضه بسبب سفراته الكثيرة للخارج بدون داعي، لكني لم أستمع لوالدي، عاندت الجميع وأجبرتهم على قبوله، وتم زفافي إلى سعيد، في حفل زفاف رائع ومميز،
وبعد الزفاف سافرنا معا في شهر عسل طويل، كنت سعيدة جدا، جدا، جدا، كان من أجمل أيام حياتي، شعرت أني محظوظة به، فقد كان يحبني بصدق، ويحرص على إسعادي دائما، وبعد الزواج بسنتين رزقت بإبني البكر، .............. وفي الشهر السادس من حملي قرر زوجي السفر مع أصدقائه إلى المغرب، ....... حزنت قليلا ورفضت أيضا، لكنه أصر، وكان يقول لي: منذ تزوجنا وأنا لم أقصر معك في شيء طوال الوقت معك ألا يحق لي أن أستمتع مع أصحابي قليلا، نحن شلة أصحاب ملتزمين نريد أن نغير جو وسأعود لك مشتاقا جدا، ........... وهكذا وافقت، وقمت بتجهيز حقائبه ورتبت ملابسه بنفسي وعطرتها وبخرتها، واشتريت له كل لوازم الحلاقة والعطور والبيجامات، ......... وسافر زوجي لمدة شهر كامل، وبعد عودته من هناك كان قرر السفر من جديد الى مصر، ..........!!!! مع أصدقائه، وبعد ولادتي سافر أيضا، وهكذا عاد زوجي لعادته قبل الزواج، السفر من بلد إلى أخرى........... وكان مرتين كل سنة يجب أن يسافر إلى بانكوك، وكأنها واجب يقضيه،
تقول حورية: كان زوجي يحرص على السفر في فترة حملي وولادتي، ولم أكن أشك في شيء أبدأ، وعندما حملت بطفلي الثالث، بدأت أشعر بتغيره نحوي، لأول مرة، بدأ البرود الجنسي والعاطفي يسري في أوصال علاقتنا، وصرت بحس المرأة أفتش وأبحث، علني أجد ما يجيب على تساؤلاتي، ....... لكني لم أجد أي شيء في البداية،
حتى كان ذلك اليوم الذي أصر فيه على السفر لبانكوك بعد ولادتي بطفلي الثالث والأخير، وكنت قد بدأت أضجر وأغضب، فرفضت هذه المرة وخيرته بيني وبين السفر، لكنه لم يهتم وبدأ يرتب حقيبة سفره، وصار يلملم ملابسه بنفسه، حتى أصبح جاهزا تماما، ورمى على السرير بالمصروف، وقبل أبناءه الثلاثة، وخرج من الباب دون أن يلتفت لي مطلقا، ..........
وهكذا دخلت معه في دائرة هم جديدة، فأصبح زوجي يسافر شرقا وغربا كل شهر أو شهرين دون أن يحسب لرأيي حساب، لا أعرف كيف ساءت الأمور إلى هذه الدرجة وأصبح لا يتصل بنا أبدا عندما يسافر، ولا يسأل عنا، حاولت في فترة من الفترات أن أتصل به و أعيد معه وصل جسر الحب والمشاعر القديمة لكن لا حياة لمن تنادي كان زوجي في عالم آخر، ولم أكن قادرة على الشكوى لأهلي، خشية أن يلوموني لأنه كان اختياري وحدي، ........ كنت مرات أشتكي لأبنة خالتي التي هي صديقتي في نفس الوقت، والتي كانت تعاني من زوجها أيضا كثرة أسفاره، وصدقيني لم أكن أتصور أنه يخونني في هذه السفرات، كانت تصيبني بعض الوساوس، لكن حينما أذكر كيف يصلي ويتحدث عن الحلال والحرام، أقول لا ثم لا، هو ربما فعلا يهوى السفر وتغيير الجو، ربما يبحث كما يقول عن تجارة، كنت مقتنعة تماما أنه لا يمكن أن يخونني لكني لا أفهم لماذا توترت علاقتنا بهذه الطريقة، بدأت أغير أسلوبي معه، وأصبحت أكثر رومانسية، وصرت أحرص على تلبية رغباته أكثر من ذي قبل، واهتممت بنفسي أكثر مما كنت أفعل، .......... وعاد يعاملني بحب، وأصبح ينام معي، وعاد يحب معاشرتي كما كان في السابق، لكنه مع هذا بقي راغبا في السفر، وأصبح سفره بالنسبة لي القدر المحتوم، الذي لم أعد أناقشه فيه لكي لا أصبح نكدية، فلو سألته فقط لماذا تسافر؟؟ أصبحت النكدية الشكاكة، التي تختلق المشاكل، فأسكت لأشتري راحة بالي وهدوء أعصابي، فقد مللت من المشاكل ومل أولادي من سماع الصراخ والمنازعات بيني وبينه، وسافر زوجي من جديد ككل مرة..........
لكن هذه المرة كانت مختلفة،
كان لدي من الأبناء بنتين وولد، وكانوا في جمال الزهور، كنت أعزي نفسي بهم، وبقضاء أمتع الأوقات معهم، وأصرف معظم راتبي على شراء اللعب لهم، كنت أما رائعة، فهم بالنسبة لي كل حياتي، أقضي معهم أوقاتا طويلة وسعيدة ومميزة، ....... ومتعتي الثانية هي زيارة بيت أهلي، حيث أستمتع بالحديث معهم، والخروج مع أخواتي وإخوتي إلى البر والأسواق، وأهلي يحبون أبنائي بجنون، وبشكل خاص والدي يحب إبني الصغير كثيرا، وكنت ألمح في وجوههم الشفقة علي حينما يسافر زوجي ويتركني بلا إحساس، لكني أكذب عليهم وأخبرهم أنه يسافر في رحلة عمل...!!!!
وبعد خمسة أيام من سفر زوجي، فوجئت باتصال منه في منتصف الليل: ألو، حورية، (( قلت نعم)) قال: أريدك أن تحجزي غدا على أول طائرة إلى بانكوك، تعالي بسرعة بسرعة،
طبعا استغربت كثيرا، ولم أفهم ماذا يحدث، كان صوته مرتجفا، ويبدوا أنه يبكي، ولم أفهم شيء، قلت له: لماذا هل هناك مكروه، فرد علي وقد خنقته العبرة: لا لا شيء فقط اشتقت لك كثيرا أرجوك حاولي الحجز غدا سافري في أقرب فرصة اتركي الأطفال في بيت أهلك أو أهلي تصرفي بسرعة...........
أثار اتصاله قلقي كثيرا وبدأت أفكر: ما الذي يمكن أن يكون، هل حقا اشتاق لي، لم لا يعود إذا، هل يرغب في تعويضي عما فعله بي، هل هي صحوة الضمير لم أفهم أي شيء، لكني قلقت بشكل كبير، وفعلا في صباح اليوم التالي حملت أبنائي إلى بيت والدي، وقمت بالحجز وجهزت نفسي للسفر...!!
وتكمل فتقول: ((عندما وصلت إلى المطار كان زوجي في انتظاري، لكنه لم يكن سعيدا لم يكن مرحا كعادته، لم يكن حيا، كان ميتا، شخصا منتهيا، عيناه متورمتان من البكاء، حمراوان، ووجهه شاحب، ونظراته زائغة وميتة، نظر لي نظرة غريبة وكأنه يراني لأول مرة، وسلم علي دون أن يقبلني أو يصافحني، ثم ركبنا سيارة الأجرة واتجهنا إلى أين................... إلى عيادة طبية ............... لماذا ........... ؟؟؟.....))
أسوأ طاعون عرفه التاريخ البشري...؟؟؟ شبح العصر الحالي...؟؟؟ القاتل الخفي....؟؟؟
للإيدز حكاية مروعة، مع الحورية............... حورية،...... وقد كانت أجمل حورية رأيتها في حياتي، حورية بحر، أو حورية بر، المهم أنها الأجمل والأرق، امرأة في سحر بشري رائع، .... أصيبت بالإيدز، ................. وأصبحت مع الزمن بائعة الإيدز............ مع قصتها نرحل هذا الأسبوع، بعد أن شجعني الكثيرون على أن أروي حكايتها لعلها تكون عبرة لكل معتبر، هذه المرة عبرة للرجال قبل النساء، بائعة الأيدز.......... القصة التي لا يجوز أن تقرئيها قبل النوم فهي فيلم رعب حقيقي....
ولا زلنا نطوف أرجاء السجن النسائي، لكن هذه المرة، في الحظر الصحي، حيث تقضي المحكومة حورية آخر ما تبقى لها من أيام على وجه الأرض،
عندما علمت برغبتها في الحديث إلي، استجبت سريعا، لكنهم طلبوا مني التريث، وشرحوا لي أن ظروفها مختلفة، وقد أغير رأيي حينما أعلم أنها سجينة نعم، لكنها مصابة بالمرض الخبيث، وتخضع للعناية الصحية، وتحت حظر صحي وأمني، .......... طبعا أصبت بالصدمة والخوف معا، فلا يوجد إنسان عاقل يرمي بيده إلى التهلكة، لكني علمت فيما بعد أني لن أتحدث معها بشكل مباشر، وإنما عن طريقة فاصل زجاجي، ومايك، وسماعات، ........... فقبلت مقابلتها،
وفي اليوم المحدد للمقابلة عند التاسعة صباحا، اتجهت إلى هناك، حيث كانت تنتظرني بشغف لم أفهم تفسيره في ذلك الوقت، فلم أكن سوى باحثة اجتماعية، لا أكثر ...
دخلت غرفة التحقيق، التي كانت مفصولة من نصفها بفاصل زجاجي، كغرف التحقيقات التي نراها في التلفزيون، جلست على الكرسي، وأخرجت جهاز التسجيل الخاص بي ووضعته أمامي وجهزت أوراقي وأقلامي واختبرت جهاز المايك والسماعات، ثم انتظرت دخولها من الطرف الأخر للغرفة، ............
فتح الباب، لأفاجأ بدخول تلك المرأة التي لم أشهد لجمالها مثيل في حياتي، شعرها الأسود الكثيف الناعم الطويييييييييييييييييييل، بشرتها الخمرية الجذابة وخديها النابضين بالحياة، عيناها الساحرتين، قوامها الرائع الرائع، تأملتها وهي تسير نحو الحاجز الزجاجي، وتتفحصني بنظراتها القوية، لم يكن يبدو عليها المرض اطلاقا، بل كانت بكامل صحتها وحيويتها، وجلست أمامي، وقامت بضغط أزرار بدأ المحادثة الصوتية: كيف حالك ياناعمة...؟؟؟ (( بخير، كيف حالك أنت؟؟)) (( مثل ما ترين، هل هناك داع للتسجيل، إن كنت تريدين الحقيقة دون نقصان حكيتها لك بدون تسجيل رجاء))
(( إن التسجيل مهم في إجراء التحقيقات يساعدني على تذكر تفاصيل دقيقة قد أنساها فيما بعد))
واتفقنا أخيرا على أهمية التسجيل الصوتي، .....
وهذا نص حكايتها تقول:
(( إني عنيدة ومتمردة منذ كنت طفلة، كنت أسبب الكثير من المشاكل لوالدتي، ولا أسمع كلام أبي، وأسخر منهم بمناسبة وبغير مناسبة، أشعر أن حرصهم الشديد علينا يحرمنا من متع الحياة، لذلك لم أكن ألقي بالا لنصائحهم، ولا يهمني رأيهم ولا حتى مشاعرهم، فكم من مرة أحرجت والدتي وكم من مرة جرحت شعور والدي، بسبب فقرهم وقلة حيلتهم وعجزهم، وتفكيرهم المتخلف من وجهة نظري، كان لي إخوة وأخوات، لكنهم كانوا أهدأ بكثير مني، أنا الوحيدة التي لم يعجبني أي شي في حياتي، طوال حياتي متذمرة، طوال حياتي لا أشبع لا أكتفي لا أشعر بقيمة ما لدي حتى ............ حتى أصبت بهذا المرض الخبيث، الذي جعلني أشعر بالنعم التي لم أشعر بها قبلا، وأتحسف وأتندم.....
عندما كنت في الثانوية تعرفت على شاب عن طريق الهاتف، وكنت أحبه كثيرا في ذلك الوقت، كنا نتراسل عن طريق صديقتي، وأحدثه عبر الهاتف وأكذب على أهلي وأخبرهم أني أحدث صديقاتي، أحدثه بالساعات، حتى كان ذلك اليوم الذي اتصل بي سعيد وأخبرني أنه صديق حبيبي، وأن حبيبي أصبح يتحدث عني عند الشباب، وأن سمعتي أصبحت سيئة، كما أنه شاهد صورتي عند حبيبي، أصبت بخيبة أمل كبيرة، وجرحني موقف حبيبي، لكن سعيد تدخل في الأمر وأنقذ الموقف وأعاد لي صورتي ورسائلي وأخذ على حبيبي وعدا بعدم الحديث عني، ...أمام الآخرين، وهكذا بدأت علاقتي مع سعيد، حبيبي الجديد والذي أصبح فيما بعد زوجي.
تكمل حكايتها فتقول: استمرت علاقتي بسعيد مدة سنتين، ثم قررنا أن نكون لبعضنا، أن نتزوج، لكن والدي رفض سعيد تماما وقال بأنه طامع في راتبي، إذ كنت أعمل بعد الثانوية براتب جيد، كذلك رفضه بسبب سفراته الكثيرة للخارج بدون داعي، لكني لم أستمع لوالدي، عاندت الجميع وأجبرتهم على قبوله، وتم زفافي إلى سعيد، في حفل زفاف رائع ومميز،
وبعد الزفاف سافرنا معا في شهر عسل طويل، كنت سعيدة جدا، جدا، جدا، كان من أجمل أيام حياتي، شعرت أني محظوظة به، فقد كان يحبني بصدق، ويحرص على إسعادي دائما، وبعد الزواج بسنتين رزقت بإبني البكر، .............. وفي الشهر السادس من حملي قرر زوجي السفر مع أصدقائه إلى المغرب، ....... حزنت قليلا ورفضت أيضا، لكنه أصر، وكان يقول لي: منذ تزوجنا وأنا لم أقصر معك في شيء طوال الوقت معك ألا يحق لي أن أستمتع مع أصحابي قليلا، نحن شلة أصحاب ملتزمين نريد أن نغير جو وسأعود لك مشتاقا جدا، ........... وهكذا وافقت، وقمت بتجهيز حقائبه ورتبت ملابسه بنفسي وعطرتها وبخرتها، واشتريت له كل لوازم الحلاقة والعطور والبيجامات، ......... وسافر زوجي لمدة شهر كامل، وبعد عودته من هناك كان قرر السفر من جديد الى مصر، ..........!!!! مع أصدقائه، وبعد ولادتي سافر أيضا، وهكذا عاد زوجي لعادته قبل الزواج، السفر من بلد إلى أخرى........... وكان مرتين كل سنة يجب أن يسافر إلى بانكوك، وكأنها واجب يقضيه،
تقول حورية: كان زوجي يحرص على السفر في فترة حملي وولادتي، ولم أكن أشك في شيء أبدأ، وعندما حملت بطفلي الثالث، بدأت أشعر بتغيره نحوي، لأول مرة، بدأ البرود الجنسي والعاطفي يسري في أوصال علاقتنا، وصرت بحس المرأة أفتش وأبحث، علني أجد ما يجيب على تساؤلاتي، ....... لكني لم أجد أي شيء في البداية،
حتى كان ذلك اليوم الذي أصر فيه على السفر لبانكوك بعد ولادتي بطفلي الثالث والأخير، وكنت قد بدأت أضجر وأغضب، فرفضت هذه المرة وخيرته بيني وبين السفر، لكنه لم يهتم وبدأ يرتب حقيبة سفره، وصار يلملم ملابسه بنفسه، حتى أصبح جاهزا تماما، ورمى على السرير بالمصروف، وقبل أبناءه الثلاثة، وخرج من الباب دون أن يلتفت لي مطلقا، ..........
وهكذا دخلت معه في دائرة هم جديدة، فأصبح زوجي يسافر شرقا وغربا كل شهر أو شهرين دون أن يحسب لرأيي حساب، لا أعرف كيف ساءت الأمور إلى هذه الدرجة وأصبح لا يتصل بنا أبدا عندما يسافر، ولا يسأل عنا، حاولت في فترة من الفترات أن أتصل به و أعيد معه وصل جسر الحب والمشاعر القديمة لكن لا حياة لمن تنادي كان زوجي في عالم آخر، ولم أكن قادرة على الشكوى لأهلي، خشية أن يلوموني لأنه كان اختياري وحدي، ........ كنت مرات أشتكي لأبنة خالتي التي هي صديقتي في نفس الوقت، والتي كانت تعاني من زوجها أيضا كثرة أسفاره، وصدقيني لم أكن أتصور أنه يخونني في هذه السفرات، كانت تصيبني بعض الوساوس، لكن حينما أذكر كيف يصلي ويتحدث عن الحلال والحرام، أقول لا ثم لا، هو ربما فعلا يهوى السفر وتغيير الجو، ربما يبحث كما يقول عن تجارة، كنت مقتنعة تماما أنه لا يمكن أن يخونني لكني لا أفهم لماذا توترت علاقتنا بهذه الطريقة، بدأت أغير أسلوبي معه، وأصبحت أكثر رومانسية، وصرت أحرص على تلبية رغباته أكثر من ذي قبل، واهتممت بنفسي أكثر مما كنت أفعل، .......... وعاد يعاملني بحب، وأصبح ينام معي، وعاد يحب معاشرتي كما كان في السابق، لكنه مع هذا بقي راغبا في السفر، وأصبح سفره بالنسبة لي القدر المحتوم، الذي لم أعد أناقشه فيه لكي لا أصبح نكدية، فلو سألته فقط لماذا تسافر؟؟ أصبحت النكدية الشكاكة، التي تختلق المشاكل، فأسكت لأشتري راحة بالي وهدوء أعصابي، فقد مللت من المشاكل ومل أولادي من سماع الصراخ والمنازعات بيني وبينه، وسافر زوجي من جديد ككل مرة..........
لكن هذه المرة كانت مختلفة،
كان لدي من الأبناء بنتين وولد، وكانوا في جمال الزهور، كنت أعزي نفسي بهم، وبقضاء أمتع الأوقات معهم، وأصرف معظم راتبي على شراء اللعب لهم، كنت أما رائعة، فهم بالنسبة لي كل حياتي، أقضي معهم أوقاتا طويلة وسعيدة ومميزة، ....... ومتعتي الثانية هي زيارة بيت أهلي، حيث أستمتع بالحديث معهم، والخروج مع أخواتي وإخوتي إلى البر والأسواق، وأهلي يحبون أبنائي بجنون، وبشكل خاص والدي يحب إبني الصغير كثيرا، وكنت ألمح في وجوههم الشفقة علي حينما يسافر زوجي ويتركني بلا إحساس، لكني أكذب عليهم وأخبرهم أنه يسافر في رحلة عمل...!!!!
وبعد خمسة أيام من سفر زوجي، فوجئت باتصال منه في منتصف الليل: ألو، حورية، (( قلت نعم)) قال: أريدك أن تحجزي غدا على أول طائرة إلى بانكوك، تعالي بسرعة بسرعة،
طبعا استغربت كثيرا، ولم أفهم ماذا يحدث، كان صوته مرتجفا، ويبدوا أنه يبكي، ولم أفهم شيء، قلت له: لماذا هل هناك مكروه، فرد علي وقد خنقته العبرة: لا لا شيء فقط اشتقت لك كثيرا أرجوك حاولي الحجز غدا سافري في أقرب فرصة اتركي الأطفال في بيت أهلك أو أهلي تصرفي بسرعة...........
أثار اتصاله قلقي كثيرا وبدأت أفكر: ما الذي يمكن أن يكون، هل حقا اشتاق لي، لم لا يعود إذا، هل يرغب في تعويضي عما فعله بي، هل هي صحوة الضمير لم أفهم أي شيء، لكني قلقت بشكل كبير، وفعلا في صباح اليوم التالي حملت أبنائي إلى بيت والدي، وقمت بالحجز وجهزت نفسي للسفر...!!
وتكمل فتقول: ((عندما وصلت إلى المطار كان زوجي في انتظاري، لكنه لم يكن سعيدا لم يكن مرحا كعادته، لم يكن حيا، كان ميتا، شخصا منتهيا، عيناه متورمتان من البكاء، حمراوان، ووجهه شاحب، ونظراته زائغة وميتة، نظر لي نظرة غريبة وكأنه يراني لأول مرة، وسلم علي دون أن يقبلني أو يصافحني، ثم ركبنا سيارة الأجرة واتجهنا إلى أين................... إلى عيادة طبية ............... لماذا ........... ؟؟؟.....))