أحب الصالحين
New member
- إنضم
- 27 أكتوبر 2008
- المشاركات
- 44
[FONT=(al-mateen)]لم يكن يخطر بباله قبل أنْ يأتي إلى المملكة العربية السعودية أن يفكِّر في دين الإسلام، أو يشغل ذهنه بالمسلمين [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]وبما هم عليه من هُدَى الإسلام، فهو موظف كبير في شركة كبيرة، مكانته في عمله مرموقة، وحياتُه حافلةٌ بالعمل [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]الجاد الذي مكًّنه من الحصول على عددٍ من الشهادات والأوسمة من كبار المسؤولين في شركته وفي دولته « العظمى » [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]يقول عن نفسه: « قبل أن آتي إلى الرياض مسؤولاً كبيراً في الشركة الأمريكية لم أكن أشغل بالي بالدين، ونصوصه [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]وتعاليمه، حياتي كلُّها مادةٌ وعمل وظيفي ناجح، وإجازاتٌ أروِّح عن نفسي فيها بما أشاء من وسائل الترويح المباحة [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]وغير المباحة، شأني في ذلك شأن ملايين البشر في هذا العالم الذين يعيشون حياتهم بهذه الصورة المملَّة من [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]الحرية المزعومة . [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]ومرَّت بي شهور في عملي الجديد في مدينة الرياض وأنا مستغرق في تفاصيل وظيفتي المهمة في مجال عملي، كان [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]همِّي الأكبر أن أنجح في هذا العمل حتى أزداد رقيَّاً في الشركة التي أعمل فيها، ومكانةً مرموقة بين الناجحين في [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]بلدي الكبير الذي يجوب العالم طولاً وعرضاً مسيطراً متدخلاً بقوته العسكرية في شؤون الناس . [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]وذات يومٍ كنتُ جالساً في مكانٍ، في لحظة استرخاء، ولفت نظري لأول مرَّة منظر عددٍ غير قليل من المسلمين سعوديين [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]وغير سعوديين يتجهون إلى مسجد كبير كان قريباً من ذلك المكان، وكنت قد سمعت الأذان أوَّل ما جلستُ، وشعرتُ [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]حينما سمعتُه بشعور لم أعهده من قبل - هبَّت من خلاله نسائم لا أستطيع أن أصفها، وانقدح في ذهني سؤال: لماذا [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]يصنع هؤلاء الناس ما أرى، ومن الذي يدفعهم بهذه الصورة إلى المسجد، وكأنهم يتسابقون إلى مكان يدفع لهم نقوداً [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]وهدايا ثمينة تستحق هذا الاهتمام ؟؟ [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]كان السؤال عميق الأثر في نفسي، جعلني اهتمُّ بمتابعة ما يجري بصورة أعمق وسمعت حركة صوت مكبِّر الصوت، ثم [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]الإقامة، وبدأت أفكَّر بصورة جدَّية، وحينما سمعت الإمام يقول «السلام عليكم»، وجهت نظري إلى بوَّابة المسجد الكبيرة [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]فإذا بحشود المصلِّين يخرجون يتدافعون، ويصافح بعضهم بعضاً بصورة كان لها أثرها الكبير في نفسي، ووجدتني [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]أردِّد بصوت مرتفع «يا له من نظام رائع»، وكانت تلك بداية دخولي إلى عالم الإسلام الجميل، وفهمت بعد ذلك كلَّ شيء، [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]ووجدت جواباً شافياً عن سؤال سألته ذاتَ يومٍ وأنا غاضب ، حيث كنت في سوق كبير من أسواق الرياض وكنت أريد [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]شراء شيء على عجلةٍ من أمري ففوجئت بالمحلات التجارية تغلق أبوابها، وحاولت أن أقنع صاحب المحل التجاري [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]الذي كنت أريد شراء حاجتي منه أن ينتظر قليلاً فأبى وقال: بعد الصلاة إن شاء الله، لقد غضبت في حينها، ورأيت أن [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]هذا العمل غير لائق، وبعد أن أسلمت أدركتُ مدى الدافع النفسي الدَّاخلي القوي الذي يمكن أن يجعل ذلك التاجر بهذه [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]الصورة. [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]أمريكي أبيض أشرق قلبه بنور الإيمان، وعرف حلاوة الإسلام، وبدأ يتحدَّث إلى أصدقائه بالمشاعر الفيَّآضة التي تملأ [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]جنبات نفسه، والسعادة التي لم يشعر بها أبداً من قبل، وبعد مرور شهرين على إسلامه أبدى رغبته في زيارة البيت [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]الحرام للعمرة والصلاة أمام الكعبة مباشرة، وانطلق ومعه صديقان من رفقاء عمله من السعوديين، وهناك في رحاب البلد [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]الأمين، وفي ساحات المسجد الحرام وأمام الكعبة المشرَّفة[/FONT]
[FONT=(al-mateen)]حلَّق بروحه في الافاق الروحية النقيَّة الطاهرة، وقد رأى منه [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]حلَّق بروحه في الافاق الروحية النقيَّة الطاهرة، وقد رأى منه [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]مرافقاه عجائب من خشوعه ودعائه وبكائه، وقال لهما: كم في هذا العالم من المحرومين من هذا الجو الروحي العظيم. [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]أتمَّ عمرته قبل صلاة العشاء، وكان حريصاً على الصلاة في الصف الأوَّل المباشر للكعبة، وحقَّق له مرافقاه ذلك، وبدأت [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]الصلاة، وكان الأمريكي المسلم في حالةٍ من الخشوع العجيب، يقول أحد مرافقيه: وحينما قمنا من التشهُّد الأوَّل لم يقم [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]وظننته قد استغرق في حالته الروحية فنسي القيام، ومددت يدي إلى رأسه منبها له، ولكنه لم يستجب، وحينما ركعنا [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]رأيته يميل ناحية اليمين، ولم يسلَّم الإمام من صلاته حتى تبيَّن لنا أن الرجل قد فارق الحياة، نعم، فارق الحياة، أصبح [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]جسداً بلا روح، لقد صعدت تلك الروح التي رأينا تعلُّقها الصادق بالله في تلك الرحاب الطاهرة، صعدت إلى خالقها يقول [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]المرافق: لقد شعرت بفضل الله العظيم على ذلك الرجل رحمه الله ، وشعرت بالمعنى العميق لحسن الخاتمة، وتمثَّل أمام [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]عيني حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، عن الرجل الذي يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها، لقد عرفت هذا الرجل الأمريكي كافراً قبل أن يسلم، ورأيت كيف [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]تغيَّرت ملامح وجهه بعد أن أسلم، ورأيت خشوعه لله في صلاته، ورأيته طائفاً ساعياً، ورأيته مصلَّياً ورأيته ميتاً في [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]ساحة الحرم المكي الشريف، وودَّعته مشيعاً حيث تم دفنه في مكة المكرمة بعد استئذان أهله في أمريكا. [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]يقول مرافقه: حينما علم زملاؤه الأمريكان وهم غير مسلمين بما حصل له. [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]قال أحدهم: إنني أغبطه على هذه الميتة، قلت له: لماذا ؟ [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]قال: لأنه مات في أهم بقعة ، وأعظم مكان في ميزان الدين الإسلامي الذي آمن به واعتنقه [/FONT]
[FONT=(al-mateen)]دمتم[/FONT]
أعجبتني القصة فنقلتها لكم
