توالت الأيام ......وانشغلت مرام بالتجهيز للزواج ........وكان عامر يهاتفها بين
الحين والآخر
لتنمية أواصر المحبة بينهما .........ولكنها كانت تشعر بانكماش داخلي ......لأن
شخصيته لم تجذبها أبدا
وكثيرا ما كانت تبكي بينها وبين نفسها ..
وعلى الرغم من اعجابه الشديد بها .......وتعلقه بها .......الا أن ذلك لم يشفع له
والأسباب عديدة ......
ولكنها كانت تقاوم هذه الأحاسيس .......وتكبتها داخلها .
في هذه الفترة كثرت تعليقات الزميلات على مرام .........خاصة أنها كانت تبدو
شاحبة وشاردة الذهن ..........وهذه التعليقات أعتبرها تطفل ......وتدخل في
خصوصيات الغير .......وللأسف بعض الناس يحشرون أنوفهم .......بدون
احترام .......ويضعون المخطوبين تحت المجهر ........ويراقبون كل حركاتهم
وكلماتهم ........وحتى السرحان يعلقون عليه فهو تفكير بالطرف الآخر .
ولكن مرام جاملتهم قليلا ........ثم انتقدتهم بشكل مباشر على
أسلوبهم ......وأوقفتهم عند حدهم .......وألجمت ألسنتهم ........حفاظا على
خصوصيتها .
والحق أن مرام تغيرت كثيرا .......وفقدت جزء كبير من مرحها
وحيويتها ......وأصبحت تأتي للعمل بتثاقل .......وبنفسية سيئة .
بقيت مرام تبوح بمكنونات صدرها للمقربات منها ...........والواقع أنها كانت
مصدومة في شريك حياتها .......فهو عديم الشخصية تماما ....وبلا رأي ........ولا
يملك من أمر نفسه شيئا .....فهو مثل الآلة التي يحركها الآخرون .........والمتحكم
الأكبر والمسيطر الأعظم على هذه الالة هو والدته .
باختصار عامر هو ابن أمه ............وفقا للتعبير الدارج في المجتمع عن هذه
الحالة
حاولت مرام أن تحتويه ........وتشجعه وتقف بجانبه ........حتى يتغير .......وقد
استنفذ ذلك الكثير من جهدها ......وفي كل مرة كانت تشعر
باليأس .........والرغبة في الإستسلام .......والتحرر من هذه القيود ........لتعود
إلى حياتها السابقة ......زهدا في هذا الخطيب ......الذي كان أشبه
بالطفل .....وحدثت نفسها كثيرا
هل بإمكاني أن أذيب التراكمات التي خلفتها السنين ؟؟؟؟؟؟؟؟
وشكلت في مجموعها هذا الشخص الماثل أمامي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكنا بدورنا نشجعها على الإستمرا ر والصبر ......ونهمس في أذنها ......بأنها
قوية وقادرة على تسيير أمور حياتها باقتدار .......وكانت ترد علينا أريد أن أرتبط
بشخص يتصف بصفات الرجولة الحقة .......مستقل وذو رأي .....و.يكون سندا
لي .....وأهنأ بالقرب منه ........ويحسسني بالأمان .......وأحيانا كانت تنفجر
وتقول أتوق أن يأمرني بشئ لأنفذ ما يريد ........ونستغرب من كلامها
ونرد عليها بأن الكثيرات ......يرغبن في زوج مطيع .......ويبذلن جهودا كبيرة
ليكون كما يقال
كالخاتم في الأصبع
ولكنها كانت تقول هذا النمط من الرجال لا يشبع أنوثتي ........ولكنها كانت تعود
وتحاول أن تقود سفينة حياتها بسلام وأمان لعل وعسى أن يتغير
الحال
حتى جاء ذلك اليوم الذي حدث فيه أمر كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير
هاتفها خطيبها وحدد معها موعد للزيارة .......استعدت مرام وتزينت ........كأجمل
ما يكون .......وحتى العشاء تم اعداده منزليا ........وجهزت سفرة تشتمل ما لذ
وطاب من صنوف المأكولات الشهية ......وانتظرت قدوم خطيبها .......ولكن
الإنتظار طال .......حتى تسرب إليها القلق .....لأن التأخر جاوز حدود
المعقول .........وكانت تتصل به ولا يرد ........وقضت ليلتها في هم
ونكد .......وخلعت ملابسها ......واجتمع حولها أهلها يحاولون تهدئة نفسيتها .
وبعد انقضاء فترة طويلة اتصلت به ورد أخبيرا
مرام : هل أنت بخير؟
عامر : نعم الحمد لله
مرام : لماذا لم تأتي ؟
عامر : أمي قالت ليس اليوم
مرام : ألجمتها المفاجأة .......وسكتت طويلا قبل أن تتمكن من الكلام
مجددا ......ومحاولة الإستفاقة من الصدمة التي ولدتها عبارته الأخيرة
ولكنها تمالكت نفسها
وقالت : ما هو السبب ؟
رد عليها بدون سبب !!!!!!!!!!!
مرام : لماذا لم تخبرني ؟؟؟؟؟؟؟
عامر : أمي منعتنني من الإتصال
وانتهت المكالمة المدمرة .......والتي خلفت بعدها جرحا عميقا
الواقع أن والدة عامر كانت تشعر بقوة شخصية مرام وتميزها ........وكانت تود
أن تعكر عليها بأي شكل .........وهذه الشخصيات مريضة .......لا تحب أن يخالف
رأيها أحد .......وتستبد بشكل منفر ........تعافه النفوس السوية .
وهذا ما حدث مع مرام ..........بعد الحادثة الأخيرة .......قررت مرام
الإنفصال ........واختارت النجاه بنفسها ......وكانت تصف الأمر بقولها .....لا
أريد أن أرمي نفسي في بحر من المشاكل اللانهائية ثم أبحث عن حلول .......
تم ابلاغ أهل عامر وأهله .........بالرغبة في الطلاق ........وقد فرح أهل عامر
بذلك .........وحتى والده كان متضامن مع الوالدة ........وينفذ أوامرها بدقة
بكى عامر كثيرا على مرام ........ولم يرغب في طلاقها .........لأنه كان كالغريق
الذي وجد قشة يتعلق بها ........لأنه أحبها بصدق .
ولكن القشة .........أقصد مرام ........رفضت العوم في بحر من الآلام لا نهاية
لها .
وتم الإنفصال بين مرام وعامر
وأسدل الستار على قصة مرام
أرغب من كل واحدة تقرأ القصة أن تجيب على هذه التساؤلات
ما هو نمط شخصية مرام؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما رأيك بالأحداث ؟؟؟؟؟؟؟
لو كنت مكانها ماهي ردة فعلك ؟ ولماذا ؟؟؟؟؟؟