تحسين التفكير
كما أن الإنسان يستطيع بالرياضه أن يحسن من لياقته البدنيه ,فهو يستطيع كذلك أن يحسن من تفكيره بطرق عدة من أهمها:
الحوار ..والقراءة .. وأجتناب أخطار التفكير ومزالقه .
الحوار :
الحوار هو نافذة فكريه وشعورية بين الفرد وبين الأخرين ..
والذي يستغني عن الحوار يعيش منغلقاٍ على ذاته ,
لا يرى الأمور إلا من زاويته الشخصيه ,فيكون أكثر تعرّضاً للخطأ ...
وأغلب الذين يرفضون الحوار يرفضونه بدافع الخوف منه : إما لعجزهم عنه ,وإما لضعف أدلتهم وقلت ثقتهم بما يؤمنون به من أفكار ..
وإما بدافع الجمود والتعصب ,وإما خشية ً من تغير مورثات عاشت معهم وعاشوا معها وأكتسبت عندهم القداسة والإجلال.
"وإن كثيرا من الناس يكوّنون لأنفسهم عالماً خاصاً يظنون أنه العالم كله وينضجون في عالمهم ذاك الكثير من المعايير الخاصه المتولده من بيئه نفسيه وفكريه ذات نمط واحد ..
وهذا الصنف من الناس يقع ضحية التحيّز ,والتعميم ,والتسرع في الأفكار وعدم القدره على رؤية متوازنة ..وتكون قدرتهم على التكيف ـ في العادة ـ محدوده مما يجعل حياتهم عبارة عن صراع مستمر مع ما حولهم !
"إن المطلوب من الحوار لا يشترط أن يكون توحيد الرأي دائماً ,وإنما المطلوب هو شرح وجهة نظر الأطراف المختلفه بعضها لبعض .
القراءه والكتابة :
ومن وعى التاريخ في صدره
أضاف عمرا إلى عمره
وعند الحديث عن القراءة يثور سؤالان مهمان :
ماذا نقرأ ؟
وكيف نقرأ ؟
وللإجابه عن السؤال الأول نقول:
إننا حين نقرأ نستثمر العقل والوقت في القراءة ولا بد أن يكون هذا الإستثمار مربحاً بقدر المستطاع"
وللإجابه عن السؤال الثاني كيف نقرأ ؟ نقول:
القراءه أنواع ,أهمها القراءة الجادة الواعية للكتب الأساسيه ,وهذه تحتاج إلى جهد وتركيز وتكرار , وغالباً ما يكون القارء ممسكا بقلم ليضع خطاً تحت المهم من الأفكار ,وللتعليق ,والتلخيص ,والإضافه ,والاستفسار وهذه القراءة هي التي تكّون العلم ,وأوضح أمثلتها الكتب المقررة على الطلاب في المدارس والجامعات .
وتاتي بعد ذلك المطالعة :التي يقل فيها نصيب الجهد ويرتفع فيها نصيب الإستمتاع مثل الصحف والمجلات .
وهكذا نجد أن القرءة تُمدّنا بموادّ المعرفه والتفكير ولكنها وحدها لا تصنع منا مفكرين ؛لأن التفكيرـ كما قال جون لوك ـ" هو الذي يجعل ما نقرؤه ملكاً لنا "
سئل ابن تيميه ـ رحمه الله ـ عن بعض الكتب المهمة لتُقرأ ويُنتفع َ بها ,فكان مما قال :
"وقد أوعبت الأمة في كل فنٍّ من فنون العلم إيعاباً. فمن نور الله قلبه هداه بما يبلغه من ذلك , ومن أعماه لم تزده كثرة الكتب إلا حيرة وضلالاً.."