- إنضم
- 28 مايو 2015
- المشاركات
- 16,064
مرحبا
دخلت امرأة ناقمة على "هارون الرشيد" وعنده جماعة من وجوه أصحابه فقالت :
«يا أميرالمؤمنين أقرالله عينيك، وفرّحك بما آتاك وأتمّ سعدك، لقد حكمت فقسطت»
فقال لها:
« من تكونين أيتها المرأه؟ »
فقالت:
« من آل برمك، ممن قتلت رجالهم وأخذت أموالهم وسلبت نوالهم ».
فقال: « أما الرجال فقد مضى أمر الله فيهم وأما المال فمردود إليك »
ثم التفت إلى أصحابه وقال بعد ذهاب المرأة:
« أتدرون ما قالت المرأة؟ »
فقالوا:
« ما نراها قالت إلا خيراً »
قال:
« ما أظنكم فهمتم ... أما قولها: " أقرّ الله عينيك"
أي: أسكنها عن الحركة وإذا سكت العين عن الحركة عميت .
وأما قولها: "وفرّحك بما آتاك"
فأخذته من قوله تعالى:
(حَتى إِذَا فَرِحُوا بما أُوتُوا أَخَذنَاهُم بَغتَةً) ...
وأما قولها: "وأتم سعدك"
فأخذته من قول الشاعر :
(إذا تمّ شيء بدا نقصه
ترقب زوالاً إذا قيل تم)
وأما قولها: "لقد حكمت فقسطت" فأخذته من قوله تعالى:
(وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا)
فتعجب الحاضرون من ذلك وأثنوا على فصاحة المرأة و سرعة بديهته...
? المصدر :
البداية والنهاية - للحافظ بن كثير