مع الخط الفاصل ايضا لدي اضافة
سألتك من هم الأبقى لك ومعك في حياتك :
أهلك أم هذا الشاب ؟!
حتى لو قسى أهلك عليك ..
ولو حرموك . .
ولو ضربوك ..
- إني لا أؤيدهم على ذلك - لكن هل مع هذا كله أليس هم الأبقى لك وقت محنتك وشدّتك !!
يا أخيّة أن هذا الشاب وأمثاله كثيرون . . لست أنتِ الوحيدة في حياته .. بل في هامش حياته الكثير من الفتيات الغافلات مثلك يشبع بهم نزوته وغريزته .. حتى وإن تظاهر بالاهتمام بك ..
لكنه مع كل اهتمامه بك لن يستطيع أن يقتلعك من أهلك إلاّ أن يوقعك في الحرام .. ثم يتركك منبوذة من أهلك منبوذة من كل إنسان طاهر عفيف .
فهل ترضين لنفسك هذا ؟!
أريدك ’ أن تُقارني بين أمرين :
أيّهم اصعب على إحساسك وشعورك ..
- أن ينبذك كل الناس ( أهلك ومجتمعك ) لأنك إنسانة انحرفت بسلوكك واخلاقك .
- أم أن يقسو عليك أهلك ويمنعوك من أجل مصلحتك ؟!
فهل عندك الاستعداد أن تضحّي بوالديك ( الذين هم طريقك إلى الجنة والخلود في النعيم ) من أجل شاب فقط ليس لك معه إلاّ المتعة الزائفة ، والحب السرابي ، والوهم العاطفي !!
يا أختي ..
والله لو كان هذا الشاب صادقا في عاطفته معك ، وصادقا في غحساسه بك وبهمومك فإنه لن يرضى عليك أن يزيدك همّ التعلق به على الهمّ الذي تعيشنه بين أهلك !!
هل تتوقعين أن هذاالشاب يرضى لأخته أن تفعل فعلك مع اي شاب يعتني بها وبشعورها ؟!
أعرف أنك تدركين بعين عقلك أن هذا الشاب وغيره ذئاب بشريّة لا تريد إلاّ أن تفترس عفّتك ، وتستغلّ ضعف موقفك العاطفي والاجتماعي ليسلبوك الأعزّ في حياتك وأخلاقك ..
ليسلبوك حياءك وعفافك ..
أدرك أنك تُدركين ذلك بعين عقلك .. لكنك تضعفين أمام عاطفتك عندما يشتد حولك الضغط !
الذي أنصحك به :
1 - ان تكوني صادقة في إرادتك .. قويّة في عزيمتك .
وأظن أن أنك كذلك .. لأنك ما كتبت ولا سألت إلا وأنت تدركين وعورة الطريق الذي تسلكينه !!
هذه الارادة القوية والعزيمة الصادقة قوّيها بـ :
- محبة الله عزّ وجل .
وأن تتأملي كيف أن الله جل وتعالى رحمك وحفظك من أن تقعي في أمر أكبر مما وصلت إليه الآن ، ألا تدركين هذه الرحمة من الله ؟ هل عندك استعداد أن تتخلّي عن هذه الرحمة ؟
- التوبة والعودة إلى الله .
يا أختي هل تعلمين ماذا تكونين إذا كنتِ تائبة ؟!
إنك إذا تبت توبة صادقة فهذا معناه أنك حبيبة إلى الله لأن الله يقول :" إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " فهل يناسبك أن تكوني ( حبية إلى الله ) أم يناسبك أن تكوني ( حبيبة للذئب فلان ) ؟!
التوبة يا أخيّتي تصفك بأنك ( تائبة ) لكن المعصية تصفك بأنك ( عاصية ) !!
التوبة يا أخيّتي هي غسيل ذنوبك ، وطهارة لك من سابق ماضيك ، فهل يا أخيّة تدركين أنه قد حان الوقت لتقولي ( رب اغفر لي خطيئتي وتقبل توبتي واغسل حوبتي ) ؟!
قد حان الوقت لتعيشي السعادة والاطمئنان مع الله ؟!
تحفظين ولا شك قول الله تعالى : " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى. قال رب لِمَ حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا . قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم اتنسى " .
فهل تدركين يا أخيّة أن سعادتك ليس في جمالك ولا في جسدك ولا في موضتك .. إنما في روحك وقلبك .. فهل تشعرين بالسعادة وانت تمنحين قلبك لهذا الشاب ؟!
تمنحين روحك ومشاعرك وعواطفك .. لشاب لم يمنحك إلاّ غدره ومكره !!
يا أخيّتي .. الله الذي خلقك هو أرحم بك .. وأعلم بحالك . . وألطف بك . . فكوني منه قريبة تسعدي . .
2 - أكثري دائما من الاستغفار وقراءة القرآن .. وكلما شعرت بالضيق أو تكالب الأمور عليك فلا تلجئي ( لهذا الشاب ..
الآن فكّري أن تغيري مسار لجوءك .. فإذا طفشت أو ضقت أو حصلت لك ضغوطات داخل البيت سواء من والدك أو والدتك أو أحد اهلك .. الجئي للصلاة ..
توضئي .. واستغفري ثم قومي وصلّي ركعتين .. الجئي للقرآن واقرئيه بترتيل وخشوع .
قد تجدين صعوبة في بداية الأمر ... لكنك مع الممارسة والمحاولة والمصابرة ستجدين طعم اللذّة والسرور والانتعاش .. يكفيك من اللذّة التي تجدينها لذّة الانتصار على ذاتك وهواك .
إن لذّة الانتصار على النفس تشعرك بقيمتك كفتاة مؤمنة عفيفة طاهرة .
3 - اقطعي كل سبيل يربطك بالماضي سواء كان رقم هاتف أو صورة أو فلم أو بريد الكتروني أو موقعا أو منتدى على الشبكة .. المهم أن تقطعي هذا السبيل .
غيّري رقم هاتفك ... غيّري مكان جهاز ( الحاسب ) واجعليه في مكان عام من البيت .. لا تفتحي ( الانتر نت ) في حال الخلوة .
4 - اشغلي نفسك بما يفيدك .. انتبهي لدراستك .. أذا كنت طالبة.. ذلك
6 - أختي الكريمة . .
حاولي أن تكتبي مشاعرك وعواطفك في مذكرات ، تقرئينها بين الحين والآخر .. تعوّدي على ذلك .. في ظل هذه الظروف ، لأن فضفضتك على ورق يخفّف عنك كثيراً مما تجدين .
7 - ارتبطي بصديقات صالحات طيبات كأن تلتحقي مثلا في الفترة المسائية بدار لتحفيظ القرآن النسائية ، أو تشاركي اسبوعيا في برامج خيرية دعوية بالتنسيق مع بعض المراكز الدعوية والجمعيات الخيرية في منطقتكم .
المقصود أن تغيّري من اهتماماتك في حياتك .. وان تعيشي حياة جديدة باهتمامات جديدة .
7 - لا تتعجّلي أخيّة مسألة الزواج .. وتذكري أن الزواج قسمة ورزق مكتوب ومقسوم من عند الله والله تعالى يقول : " وفي السماء رزقكم وما توعدون " فلا تشغلي اهتمامك برزق قد كتبه الله وقسمه .. فالرزق أيّا كان هذاالرزق لن يأتيك إلاّ في الوقت الذي كتبه الله لك .. لن يعجّله زيادة في الاهتمام كما لن يؤخّره عجز وكسل !
أخيّة . .
أخيراً أقول لك . . إن ثباتك يكون على قدر صدقك مع الله .
وإذا رايت أنك تعودين بعد ما تقررين القطع .. ففتشي في داخل نفسك .. تحتاجين إلى أن تكوني أكثر صدقا مع ربك .. وأكثر صدقا مع نفسك وذاتك .. وأكثر صدقا مع أهلك .
وهذا الصّدق لا يملك أحدا أن يمنحه لك .. إنما الأمر بيدك أنتِ .. واستقرارك في صدق قرارك .