أحب الصالحين
New member
- إنضم
- 27 أكتوبر 2008
- المشاركات
- 44
نعم هذا مارايته في غزة
غزة الجريحة غزة المنكوبة غزة المتألمة غزة المكلومة
ولكنها أيضا
غزة العزة غزة النصر غزة الكرامة غزة الشموخ غزة الأبية غزة الصامدة
اتجهت الى الجناح الاول غرفة رقم 50 وجدت هناك رجل كبير بالسن (العم قاسم)على وجهه علامات اختلطت ببعضها علامة الاسى والحزن بالاضافة الى علامات العزة والنصر والصبر
تقدمت الى ذاك الراس المصاب بشظايا وصلت احداها الى المخ وقبلته قبلة رجل ذليل صغير امام هامة عالية هامة أبت الخنوع والخضوع والإذلال وأبت إلا أن تقف جبلا أمام الآلة المدمرة النجسة التي لاتفرق بين كبير وطفل وامرأة
نظر في عيني وقال يابني لاتحزن إن الله معنا اخذ يصبرني لقد نظر إلي وأحس أنني أنا المريض وأنني أنا المصاب وليس هو فبدا يواسيني واخذ يردد بعض الآيات التي لم افهم معناها سوى تلك اللحظات رغم أنها خرجت من فم يتأتي بفعل الإصابة وتأثيرها على الأعصاب
سألته عن أولاده فاخبرني أنهم في جبهة الموت جبهة الصمود غزة صابرين ومحتسبين مؤمنين بنصر الله
سألته هل أنت قلق عليهم قال الله معنا فلم القلق
أحسست أن براكين الهم والغم تتفجر مني كيف أن رجل كبير بالسن به هذه العزة والكبرياء والصمود رغم إن هيئته لا تدل على ذلك ماذا لوكنت أنا مكانه أو احد منا أو حتى ### ومثقفينا هل سيكونون بنفس الصمود وبنفس رباطة الجأش هذا الرجل من عوامهم ####
بمكان غير بعيد بنفس الجناح بغرفة قريبة رقم10 دخلت الغرفة فاذا بها شاب في 19 من عمره(محمود) بعينية علامات النصر بادية وبه همة عالية تعلو على السحاب ..تقازمت أمامه وأنا أرى الشظية وقد اخذت من راسه اغلبه نظر الي متسائلا ماذا تريد من انت اني لا اراك مااذا تفعل هنا لازلت بصحتك وتمشي وتتكلم ولازلت هنا ؟؟؟
اخفضت راسي حياءا واستمرت نظراته لتقول انا لم اتي الى هنا لا ستجم وارتاح انا الان هنا في نقاهة المرض العتيد وساعود فمكاني هو في ساحة الوغى في غبار الهجير ...
خرجت من عنده مطأطي الراس رغم انه لم يتفوه بكلمة منذ ان دخلت عليه ولكنها نظراته التي تقول لك كل شئ واي شئ..
في مكان اخر وفي الجناح رقم 2 غرفة 54 دخلت على البطل الهمام الصارم البتار فارس ليس كالفوارس الذين امتطوا احصنتهم فقط ليقفزوا بها على الحواجز فقط
عماد البطل عماد الأبي الذي لم يبلغ العشرين بعد ترى في وجهه النور العجيب والإصرار المستميت على الانتصار على إصابته التي تسببت بها طائرة اف 16 بقذيفة عليه ..يالله طائرة مقابل جبل والنتيجة فقد لساقه اليسرى والطائرة لعنت هي وقائدها إلى يوم الدين من رب جبار قوي عزيز قادر على تدميرها ومن فيها ومن يسيرها ومن اشتراها ومن باعها..
عماد الجبل الصامد قال لي الحمد لله على كل حال وهذه الإصابة بسيطة..إنا لله يقول بسيطة ونحن لا نتخيل ان نفقد اصبعا واحدا ولو جرحت ايدينا بسكين لولولنا طوال الليل
عماد البطولة قال لي انه سعيد بان الامة باتت تعرف عدوها الحقيقي وتميزت الصفوف وعرفو الناس العدو والمنافق الخبيث الخائن والمؤمنون الصادقون
عماد الشجاعة الذي يدرس الدراسات الإسلامية في جامعة غزة السنة الثالثة قال ا ن اهل غزة بخير ويرجون دعائكم وينتظرون نصرتكم فهم صامدون فالله معهم ولا مولى لليهود والمهاودين
عماد العزة قال لي أشكرك ولا تحزن ولا تأسى فان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين وان الوضع بعد غزة لن سيكون كقبل غزة
عماد الصمود ودعني ودعا لي ولطف بي ولم يؤنبني ربما يعلم انه ليس لي حيلة ولا قوة الا ان اشجب واستنكر فقد رضعتها منذ صغري وتشبعت وسمنت بها ...
في زاوية اخرى وفي العناية المركزة جهاد العزة يقبع رابضا في عرينه رغم فقده لرجله ويده وجزء من يده الأخرى رغم الاسى ورغم الهم ورغم الالم ورغم المعدات الطبية ورغم المعقمات التي أجبرت على لبسها من بالطو معقم وقفازات وكمامة ربما قد علموا ان أنفاسنا جبانه ولا يريدون ان نعدي هذا الاسد بانفاس خائفة متعودة على ضغط الزناد ولكن ليس زناد البندقية في وجه العدى بل زناد الريموت لتقليب القنوات التي تعرض مآسي اخواننا في غزة
جهاد تعجز الكلمات عن وصفه هو وابيه الذي بجواره الذي يبتسم وفرح بان ابنه لم يصب بهذا جراء تفحيط او رقص او كورة غبية منتنة التي لم تتوقف حتى مجرد احترام لمشاعر امة الاسلام وهي تطعن في خاصرتها ليل نهار
في ختام زيارتي لغزة وانا اقول اني زرت غزة لاني رايت كل مافي غزة من مقاومة وصمود وتفجير واصابات وقتل وشظايا واسى وحزن وصبر واحتساب وغيره
رأيت البطلة الهمامة التي ارعبت الكيان النجس القذر وهزت اركانه ليقوم بقصف سيارة ابيها ويصيب طفلة التسعة اشهر(تالا) بشظية في امعائها لترقد جريحة وهي تعلمنا دروس في العزة والصبر والصمود ومقاومة العدى والمحتل البغيض
ياالله بأي ذنب قصفت؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حسبنى الله وكفى
ليس وراء الله مرمى ولا منتهى
حسبنى الله الذي هو حسبنا
__________________
فكم لله من تدبير أمر طوته عن المشاهدة الغيوب
محبكم في الله
المزن
منقول
التعديل الأخير بواسطة المشرف: