المتجدده37
New member
- إنضم
- 17 يناير 2009
- المشاركات
- 2,293
أمي كانت من أصعب الرموز التي تُقرأ
فتستوقف الأذهان وأفهامها
من أشجى القصائد حينما تُسمع
فتطرب الأذان وأسماعها
من أروع الروايات حينما تُروى
فتلامس القلوب وشغافها
من أروع اللوحات حينما تتساقط عليها النظرات
فتأسر الأعين واعجابها
كيف لا وقد حباها الله من الجمال العربي والفارسي معاَ
هي أشبه ماتكون بهذه الصورة غير أن مكان تلك الشامة يختلف
هكذا أراها تلك الستينية التي مازالت تلفت الأنظار
أليس كل فتاة بأبيها مُعجبة ؟؟؟ أظن أنه أيضا كل فتاة بأمها مُغرمة
أمي سمفونية ترقص على عتباتها كل القلوب
وكيف لا وهي من النوادر الذين يجذبون ضروبا شتى من العقول بمختلف مستوياتها الفكرية
أمي سمفونية جميلة نستطيع أن نسرق لها عنوان:
معشوقة الجماهير
فكما وهبها الكريم جمال الخلقة وهبها جمال الخلُق و وهبها جمال الفن
فنّها يختلف عن كل الفنّانات يختلف يختلف
فنّ جمع مابين الذهن والإصبع والخيال والحب
هل عرفتموه؟
فن شارك العشّاق وعاش أوكارهم
أمي سمفونية
تعزف لحن الغموض
طالما تغنّت به لترمي في الأذهان نغمات الحذر فكأنها تقول
رأيت ذلك الكتاب الخائف متسللا أدراجكم فاطلقوه يذهب حينما تقضون منه وَطَرا
وتارة تعزف لحن العطاء المتهاطل كزخات المطر التي تأبى الرحيل
حتى ترى الإبتسامات قد استحلّت مقعد العبَرات
وتعزف لحن الوداد حتى تكسو القلب المكسور ثوب السرور
كم كانت نفسي تجرؤ عندما كانت تُهامسني:
سأختلف عن نهج أمي
فهي لاتُباشر التوجيه
فعلمتُ أنه لغز من ألغاز سمفونيتها التي لايمل الإنسان سماعها
فمن علّمها أن تسعة أعشار العقل التغافل؟
إنها هبةُ الرحمن لها...
كنت أتصيد هفواتك في تربيتنا لأُسقط عليها اخفاقاتي في الحياة
لكني الآن أعي أنها ليست سوى بذرات تلك اللحظات الصعبة
تماما كحروف السمفونية..أحببتِ أن نُتقنها بغير اجبار
ومن العجب أنبتت كل بذرة...زهرة
زهرة اختلفت عن الأخرى شكلا ومضمونا
أرى فيها جمال عظَمَتك
البذور هي ماضينا معك هناك تحت التراب
فواعجبي لِمَن يُطيل النظر تحت التراب مُنَكّسا رأسه وقتا طويلا
لو رفع رأسه قليلا فقط لرأى ذلك الجمال الآخاذ
لتلك البتلات فاتحة كفيّها تحمل تلك الزهرات الآسرات
التعديل الأخير: