و هنـــــــــــــــا يبرز سؤال مهم و هو : إذا لم تنفع تلك الأساليب ... و لم تأت بنتيجة ... رغم المداومة و الإستمرار عليها لفترة طويلة ... فهل من المناسب مصارحة المرأة لزوجها بالحقيقة الأليمة ؟!! ... و الفضيحة المخزية ؟!!..
و الجــــــــــوابـــــــــــــ : أن طبائع الرجال تختلف و تتباين ... فإذا غلب على ظن الزوجة ... أنها إن صارحت زوجها بذلك ... فإنه سيستحي من نفسه و يخجل ... و يخاف من انكشاف سر أمام أهله ... فهنا الأول مواجهته بالحقيقة ؟!!... و إعطائه فرصة أخرى ... ليمحو الصفحات السود ... و يبدأ صفحة عائلية بيضاء نقية !!... و خير الخطائين التوابون !!..
و بعض الأزواج _ بكل أسف _ على الضد من ذلك ... عنيد شرير مكابر ... إذا واجهته زوجته بالحقيقة ... ربما أنكر في البداية ... و لكنه اعترف في النهاية ... و لكنه تمادى في ضلاله و عصيانه ... و هدد امرأته بالطلاق أو الرضا بهذا الحال ...
بل ربما أتى بالفاجرات إلى بيته ... أو عاكسهن أمام زوجته ... فالأولى عدم مواجهته ... دفعا لشره و فســـاده ... و درءا لتماديه في فسقه و فجوره ..!!
# و يبقى السؤال الخطير : إذا استمر الزوج في علاقاته المحرمة ؟!!... و لم تنفع معه المواجهة و المصارحة ... فهل تطلب المرأة الطلاق منه و الإنفصال ؟!!... أم تصبر على تلك الحياة البائسة ؟!!..
حقيقــــــــــــــــــــــــة .. إن الجواب على هذا السؤال ... تختلف باختلاف أحوال النســـاء !!.
فالمرأة ذات الأطفال _ لا سيما إن زادوا عن طفل _ .. لا ننصحها بطلب الطلاق ... ليس لأجل ذلك الزوج الفاجر العاصي ... بل من أجل فلذات أكبادها ... و نوصيها بالصبر على هذه الحال ... لعل الله يحدث بعد ذلك فرجا ...
و ما بين إغماضة عيــــن و انتباهتهـــــا *** يغير الله من حال إلى حـــــــــــال
فأولادها قد يضيعوا ... أو قد تكون غير قادرة على صرف نفقاتهم ... أو قد يتضايق أهلها منهم ... ثم إنها قد تكون ضغيرة أو متوسطة السن ... فهنا لابد لها الزواج من رجل آخر... إعفافا لنفسها عن الحرام ... و ليكون عضدا و سندا لها من مشقات الحياة ... فالزواج مطلب غريزي لابد منه ... فإذا فشلت المرأة في تجربتها الأولى ... فلا يعني أن ترفض الزواج بالكلية ...
و قد لا تشعر المطلقة ... بتلك الحاجة الماسة للزواج ... و لا بتلك الرغبة الملحة في الحياة الزوجية و الأسرية ... إلا بعد طلاقها بفترة ... و ستندم وقت لا ينفع الندم ... و ساعتها ستسأل نفسها :
من ذا الذي سيتزوج مطلقة ... معها أربعة أطفال من غيره ؟!!.
و أمـــــــــــا إن كانت المرأة ... ليس لها أطفال من ذلك الزوج ... فإن كانت صغيرة في السن ... و غلب على ظنها ... أنها لو طلقت من هذا الزوج الفاجر ... فإنه سيتقدم لها خطاب كثيرون ... و ستجد البديل المناسب عن زوجها ... فهنــــــا الأفضل لها الطلاق لتتخلص من جحيم هذا الزوج الفاجر !!.
و أمـــــــــا إن كانت كبيرة في السن ... أو تزوجت في سن متأخرة ... أو كانت قبيحة دميمة ... و لم يعد للرجال في مثلها رغبة ... أو غلب على ظنها أنه لن يتقدم أحد لخطبتها ... أو كان أهلها لا يبالون بها ... أو يتضايقون من إقامتها معهم ... أو والداها متوفين ... و تخشى الإقامة مع زوجات إخوانها درءا للمشاكل ... فهنـــــــــــــا ليس لها إلا الصبر على ذلك الزوج ... حتى يهيئ الله لها من أمرها فرجا و مخرجا ..!!
فإن جحيم خيانة زوجها و علاقاته المحرمة ... أهون بكثير من جحيم الطلاق المؤلم الفظيع ... و إن بقاءها في بيت زوجها و هي الآمرة و الناهية ... أهون مكن أن تكون خادمة عند زوجات إخوتها ... و إن حملها للقب " زوجة " _ و لو كان مع وقت التنفيذ _ ... أفضل من حملها للقب " مطلقة " .... و إن صبرها على خيانة زوجها ... و قسوة تعامله معها ..... أيسر من الصبر على مرارة نظرات العطف و الشفقة التي تراها من عيون من حولها ...و أهون من سماع كلمات اللمز و الغمز و الإستهزاء ... و الإشاعات الكاذبة التي تتناثر من حولها ..!!
* إني أنصح كل زوجة ابتلاها الله بزوج خائن :
أن لا تشغل نفسها بمراقبته ... و تتبع مواعيده الغرامية ... فإنها ان تجني من ذلك إلا زيادة في غمها و حزنها .... و توتر أعصابها ... و اضطراب نفسيتها ... و ربما أصيبت بانهيار عصبي ... فلا صحتها حفظت ... و لا زوجها أدركت ..!! و الله المستعان على كل حال ...!!
* و أنصحها أن تتعامل مع زوجها كأنه حاضر غائب ... و حي و ميت ...!! فإذا جاءها يريد الحلال منها فأهلا و سهلا ... و لا يحل لها أن تمنعه شيء من حقوقه الشرعية ... و أمــــــــا إن غاب عنها في سلك الرذيلة .. فلتشغل نفسها بالنشاطات النافعة المفيدة ... و تحرص على تربية أبنائها تربية صالحة ... و المشاركة في أعمال البر و الخير ... فمع ذلك تنسى مرارة غياب زوجها ... و خيانته لها !!...
و إن كثيرا من المشاكل (( التي لا يملك المرء لها حلا )) ... يكون العلاج الأمثل لها هو محاولة تناسيها ... و العمل على تجاهلها ... و قد يكون ذلك صعبا في البداية ... و لكن مع مرور الوقت يصبح هينا يسيرا ..
و من يتق الله يجعل له مخرجا ...
و يا أيها الرجال ...
استوصوا بالنساء خيرا ..
استوصوا بالنساء خيرا ..
استوصوا بالنساء خيرا ..
منقول للفائدة ..