ماماني
New member
- إنضم
- 22 يناير 2009
- المشاركات
- 598
أوقف سيارته الفارهة جدا ف مكان لا يتوقف عادة عنده أصحاب الثروات الطائلة، إلا إذا حجزوا مكانا للمسكن الأبدي، ثم ترجل منها ودلفرإلى داخل المكان الذي يحوي رفات حبه الأول.... وقد اعتاد ولمدة عشرين سنة، أن يدخله باكيا، ويخرج منه باكيا، برغم رباطة جأشه، وقوة إيمانه وكثرة أمواله التي ينفق منها بسخاء في وجوه الخير البر والمعروف.... كيف لا وهو يعلم ماهي النهاية لكل الناس، غنيهم وفقيرهم، كبيرهم وصغيرهم، ولكن ما تراه يفعل؟ ومن تراه يزور في هذا المكان الموحش المكتظ بالراحلين؟
إنه يزور الحب الأول الذي يعيش على ذكراه وعلى الرغم من أنه تزوج بعدها مرارا بمن هن أكثر منها جمالا وفتنة، إلا أنها غيرهن جميعا، بل إن روحها لا تكاد تفارقة طرفة عين. ولولا خشيته أن يتهمه الناس بالجنون لتحدث إليها أمامهم كما يتحدث إليها في خلوته، ويسرد لها تفاصيل عن أحداث يومه عندما يأوي إلى فراشه؛
فهي على علم تام بما يحدث في حياته، وزياراته لقبرها ليست إلا وعد قطعه على نفسه، أن يزور القبر كلما أحس في قلبه اشتياقا جامحا إليها.... فهو لا يستطيع أن يغفر لنفسه اللحظة التي مد يده فيها إلى حزام الأمان الذي أحكمت إقفاله كعادتها التي تربت عليها في باريس حيث عرفها بالمصادفة، والمطر الهاطل يحجب الرؤية "ولكنك لا تحجب الشمس بغربال"... وهو لم يرحم نفسه من تعذيب الضمير الذي يثور كل يوم، مذكرا إياه بأنه لو لا تلك الحركة السخيفة التي فتح بها حزام الأمان لما طارت حبيبته من زجاج السيارة الأمامي لتستقر جثة هامدة في شارع طويل ومظلم، على الرغم من اندفاعه باتجاهها.... ولكن من دون جدوى.
كان حجم الصدمة أكبر بكثير من احتمالها ودفنها جسدا، ولكنه دفن معها روحه، فعاش جسدا بلا روح وعاشت روحا بلا جسد..
وبحث عنها في وجوه الفاتنات وخدود الساحرات، ولكنه لم يجدها، وكان دائما المناجاة لها حين يختلي بنفسه قائلا لها:" مازلت أبحث عنك في وجوه الناس".. وأنى له ذلك!..وها هو على عادته التي اعتاد عليها يوقف إحدى سياراته الجميلة، ويترجل ثم يعود... وتمضي أيام العمر وفي قرارة نفسه أنه ذات يوم سيلحق بها حتما؛ وتلك أمنيته الكبرى.....
إنه يزور الحب الأول الذي يعيش على ذكراه وعلى الرغم من أنه تزوج بعدها مرارا بمن هن أكثر منها جمالا وفتنة، إلا أنها غيرهن جميعا، بل إن روحها لا تكاد تفارقة طرفة عين. ولولا خشيته أن يتهمه الناس بالجنون لتحدث إليها أمامهم كما يتحدث إليها في خلوته، ويسرد لها تفاصيل عن أحداث يومه عندما يأوي إلى فراشه؛
فهي على علم تام بما يحدث في حياته، وزياراته لقبرها ليست إلا وعد قطعه على نفسه، أن يزور القبر كلما أحس في قلبه اشتياقا جامحا إليها.... فهو لا يستطيع أن يغفر لنفسه اللحظة التي مد يده فيها إلى حزام الأمان الذي أحكمت إقفاله كعادتها التي تربت عليها في باريس حيث عرفها بالمصادفة، والمطر الهاطل يحجب الرؤية "ولكنك لا تحجب الشمس بغربال"... وهو لم يرحم نفسه من تعذيب الضمير الذي يثور كل يوم، مذكرا إياه بأنه لو لا تلك الحركة السخيفة التي فتح بها حزام الأمان لما طارت حبيبته من زجاج السيارة الأمامي لتستقر جثة هامدة في شارع طويل ومظلم، على الرغم من اندفاعه باتجاهها.... ولكن من دون جدوى.
كان حجم الصدمة أكبر بكثير من احتمالها ودفنها جسدا، ولكنه دفن معها روحه، فعاش جسدا بلا روح وعاشت روحا بلا جسد..
وبحث عنها في وجوه الفاتنات وخدود الساحرات، ولكنه لم يجدها، وكان دائما المناجاة لها حين يختلي بنفسه قائلا لها:" مازلت أبحث عنك في وجوه الناس".. وأنى له ذلك!..وها هو على عادته التي اعتاد عليها يوقف إحدى سياراته الجميلة، ويترجل ثم يعود... وتمضي أيام العمر وفي قرارة نفسه أنه ذات يوم سيلحق بها حتما؛ وتلك أمنيته الكبرى.....
