مرحبآ !

من خلال التسجيل في صفحات نسوة يمكنك ذلك من المشاركه وتبادل الآفكار الأيحابيه مع زميلاتك

آشتركي معنا الآن !

تلك الزاوية من الشـــــــرفة وفصــــــول حياة ~~ جزء من يومياتي

عصور

New member
إنضم
3 نوفمبر 2010
المشاركات
900

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بأخواتي الكريمات ,,

هنا في هذا القسم خصوصا ,,
يحلو لي أن أعود لتلك ( الحقبة من الزمن ) ...
حقيقة لست أدري أي سر يجعلني أنتقيها وحدها دون سواها !!!!
لعلها كانت الأخطر والأهم من بين جميع مراحل العمــــــــــــر !!!!
ولعل منها بدأ تحويل المسار وأبصرت ( المعنى الحقيقي للحياة ) !!!!!!!....


في مساء تلك الليلة الهادئة ,,
وبعد أن ابتعد الجميع عني وبقيت وحدي في حجرة نومي ...
وقد لف الليل بظلامه كل الأجواء ...
ما زلت أذكر تلك الليلة بسكونها الوقور ,,
وكأنها كانت تسخر من ضبابية الرؤية لدى بعض البشر ..
شيئا ما أجده في نفسي يدفعني لتلك الزاوية من الغرفة
لأنظر من الشرفة للسماء !!!
وكم كنت أهوى تأمل السماء ليلا وأشعر أن وراء هذا الصمت سرا !!!
كنت وقتها ( صغيرة في السن )
بداية تفتق الصبا في جسد غض صغير ...
لا أدري ,, أحسب أني كنت أشعر وقتها أن بودها أن تنطق ...
تفكير يناسب عمري الصغير وقتها ...
بل ربما غلفت النظرة الحزينة صور الأشياء ,,
فقد كان يخيل لي دوما أنها حزينة ...
ثم لا ألبث أن أتراجع لأشعر أن إدراكها عميق !!!!!
وإن طاب لي ألتفتُ لتلك النجوم اللامعة المتناثرة بروعة في صفحة السماء ...
{{ يااااااه يا لهذا المنظر الرائع }} !!!
كم يأسر عيناي هذا الجمال الأخاذ ,
فلا أكاد أشعر بمن حولي , حين أتوغل في ذاك التأمل ...
يا لجمال هذا الكون
( سبحانك يا الله ) !!!!
صفحة سوداء تزينها نجوم فضية لامعة متباينة الأحجام ...
ومع كل هذا التناغم وسط ذلك الزخم من البهاء والجمال
إلا أن ثمة خوف يتسلل لفؤادي
ولا أدري كنه هذا الخوف ؟!!!!
شعور أجهل أبجدياته ,
لكنه بالتأكيد غير مريح .....
فأهرب من الاستغراق به فأحتال على نفسي
فأرخي بصري من خلف ستار تلك الشرفة
لأتأمل ( المدينة ) وجوها الصاخب
ضوضاء ...
سيارات تروح وتجيء إيابا وذهابا ...
تباين عجيب ....
هناك في العلو وقار وصمت وحكمة وهدوء ...
وهنا في الأرض ضوضاء وصخب وضجيج ...
سبحان الله حياة بمعالم أخرى ..
وهكذا حتى يطوي الخوف فؤادي ,,
فأهرع لأتكوم في فراشي أملا بيوم مشرق جديد ...


إن راق لكم متابعتي فبالتأكيد سأسعد بتنزيل يومياتي معكن
يتبع .........................
 

لوريس

New member
إنضم
4 أبريل 2008
المشاركات
12,000
الاخت الغاليه عصور
رائعه يا عصورعلى مر العصور
احسست وانا اقرا سطورك انني اقرا احدى روائع نجيب محفوظ
واقسم انني لا اجامل 00 فحروفك شدتني وجذبتني كقطبي مغناطيس
اكملي يا عصور فساحجز مقعدا بالصف الاول لاتابع بشغف وعن قرب
كانت هنا لوووريس
 

عجابة

New member
إنضم
15 مارس 2009
المشاركات
3,816
مع أخيتي الحبيبة لوريس ....
ومع هذه الاطلالة الناضجة الممتعة حرفا ورسما وعبارة ...
يطيب لنا المكوث والتروي ياعصور الرائعة لنسجك المحكم والاثارة ...
مع أولى مشاركاتك وتعجبي ... كيف ستكون تارة بعد تارة ...
~~~~~~
تعرفين ياعصور الرائعة ....
بأني أطيل النظر للسماوات العلا وسبحان من رفع سمكها وسواها ...
منذ القدم وكأنه لايكفيني تلك الصورة البديعة ونسجها الحكيم ...
فتأتيني الرغبة والفضول لمعرفة ماخلف تلك الطبقات وخلقها البديع ...
وكأني بي بالملائكة تسبح باسمه العظيم ...
وتلك الشهب اللامعه ومخلوقاته العجيبة العديدة ...
وما بيدي ولا ينطق لساني إلا بقول ...
سبحان الله العظيم ...
سبحان الله العظيم ...
سبحان الله العظيم ...
 
إنضم
21 أغسطس 2009
المشاركات
6,697
عصور .....سأكون هنااا ..... لأتابع تأملاتك .... وسطورك
وأجد روعة الكلماات ..... وروعة عصور ...أكملي وأنااا معك
 

عصور

New member
إنضم
3 نوفمبر 2010
المشاركات
900
الأخت الغالية : لوريس ,,, شكرا لهذ المديح والاطراء ...

فخر لي متابعتك ... أسعد بتواجدك يا غالية فكوني هنا دوما ...

الأخت الغالية : عجابة ,,, جميل هذا الذي سطرته , ودافع لي بالمزيد ...

أسعد وأفخر بمتابعتك , فكوني هنا دوما ...

الأخت الغالية : أمل وألم السنين ,,, نعم كوني هنا فكم سأسعد بوجودك ... ويدفعني ذلك لطرح المزيد ...

الأخت الغالية : الألماس ,,, الأروع هو وجودك هنا , فكوني معنا دوما ...

 

عصور

New member
إنضم
3 نوفمبر 2010
المشاركات
900

يوم جديد ......
الوقت / عصرا ....

جرس المنزل ينبئ بأن ثمة قادم أو زائر !!!!
مرحبا أهلا وسهلا بالجارة ذات الروح اللطيفة والدعابة الحلوة ...
إنها الجارة (( أم فلان )) الطيبة المتواضعة ,,
أسمع صوت والدتي وهي ترحب بها
((( حياك الله أهلا وسهلا )))
قابلتها وسلمت عليها , وكم كانت بشوشة للغاية ,
تشعرك بذوبان الحواجز وكأنها من بقية الأهل ...
رغم أنها امرأة فطنة لبيبة ,
كانت تتفرس جيدا بملامح من يسلَّم عليها ...
وكم كانت تستغرب من حيائنا أنا وعدد من الفتيات ,
عن { التبسط } مع الغريبات من النساء ...
وتعلق بدعابة لوالدتي :- كيف ستتزوج الفتاة إذا لم تخرج ليرينها النساء !!!
هههههههه ...
ذلك هو منطقها ونظرتها التي كانت مقتنعة بها تمام الاقتناع ..
عكس والدتي والتي كانت دوما تردد النصيب إذا جاء فتح الله له الأبواب ..
سبحان الله كم نتفق نحن البشر , ونختلف في نفس الوقت ...
فالخواطر والأعراف تتباين , وتتفق أحيانا
لنفس النسيج البشري سواء اتفقت مناطق السكن أم اختلفت ...
رغم سروري ذلك اليوم ,,,
لكن ما أن خرجت تلك الجارة التي ملئت أرجاء المنزل حضورا وحيوية ,,,
حتى عاودني ذلك الشعور الغريب
قلق من أمر ما لم أستطع تحديده ,,,
عدت لشرفتي الحبيبة ,,
وبدت لي حينها أنها ( صديقتي المقربة ) التي أهرع إليها حين أشعر برغبة في الفضفضة ..
أمر عجيب !!!
يبدوا أني لا أحسن الفضفضة لأي من البشر ...
وكالعادة بدأت برفع بصري للسماء أتأملها لكن شعوري اليوم ليس كالسابق ...
بيد أن إحساسي بدأ بالتعمق والتوغل لداخل ذاتي بدقة متناهية عجيبة ...
هذه المرة بدأت أتوغل في التأمل بعمق لما وراء الصورة الظاهرية ...
[ يااااه ... أن هذه الصفحة من الكون ستتبدل يوما لتبدأ معالم عالم آخـــــر ] !!!
شعرت بقشعريرة تسري في جسدي ....
ازداد خوفي ....
تذكرت أني أسير على هذه الأرض حالي كحال العديد من الناس ...
أكل , وشرب , ونزهة , ولهو يتلوه لهو ,,,
{{ وأدٌ قاسي للأوقات بدون أدنى رحمة }} !!!!!
ضحك صخب معالم حياة هازلة أحياها دونما شعور بفداحة الأمر ...
أرغب في التقرب من ربي ...
وفي ذات الوقت أشعر بشيء من التخاذل المقيت في داخلي ...
وسوسة الشيطان تهمس في سري لعلها لحظات وينتهي كل شيء ,
ويعود كل شيء كما كان ....
لكني غادرت موضعي ثم هرعت وتوضأت ,,,
ولأول مرة أصلي بخشوووع ,,,
فبدأت أسأل الله وادعوا أن يهديني ويجعلني من الصالحين ..
شيء ما ألمسه يتساقط على وجنتاي ؟!!
أهذه دموع ؟؟!!!
استغربت من نفسي أمعقول أن تذرف عيناي مثل الشيوخ ؟!!!....
يا لتفكيري الضئيل وقتها ...
كنت أظن أنه لا يبكي في الصلاة { سوى المشايخ } !!!
سبحان الله ....
فعلا الإنسان يتغير ويفهم مع مواقف الحياة ربما أكثر مما يقرأه بين دفتي الكتب
ومضى يوم وأنا لا أدري كيف سأكون في قابل الأيام ,
كل ما حولي لا يشجع على التغيير , المغريات , الفتن , فورة الصبا
وبداية تفتق الحياة مغرية فاتنة وووو.....

لست أدري كيف سيكون القادم .....................


يتبع بمشيئة الله ......
 

لمعة أمل

New member
إنضم
1 أبريل 2010
المشاركات
363
ما اجمل ما وصفتي يا عصور
وما اجمل تلك اللحظات بنسبة لي
انتي رائعه في سردك
ورائعة في وصفك لتلك اللحظات

اسعدني جداً تواجدي في يومياتك
واسعدني ان اقرا ما تسطره اناملك بكل براعه

كنت هنا وسأعود هنا
واستمتع هنا معكِ

لكي حبي
لمــ أمل ـــعة



 

عصور

New member
إنضم
3 نوفمبر 2010
المشاركات
900
مرحبا أختي الغالية : لمعة أمل , اسعدني ردك , وسعادتك بقراءة أحداث من سطوري

كوني هنا قريبا ...
 

عصور

New member
إنضم
3 نوفمبر 2010
المشاركات
900

هاهو عام دراسي جديد يبدأ ....
ترافقه آمال وأحلام وتطلعات .....

وكعادة سواي من الطالبات كم نفرح قبل حلوله ,,
في اقتناء المشتريات وحاجيات المدارس والتجهيزات ..
و{ المرايل المدرسية } كم لنا ولحيادنا عن الزي الرسمي لهاحكايات , وصولات وجولات ,,
وقلب خائف من صرامة الإدارة ,,
وقلب راغب في مزيد من التأنق و الجمال ....
بالرغم أني كنت من الطالبات اللاتي لا يجرؤن عن الحياد عن الزي الرسمي إلا قليلا ,
لكن كم كنت أتمنى في داخلي لو أني أستطيع !!!!
عندما أعود لتلك الحقبة من الزمن أبتســـــــم طويلا ,,,
وأجد أن هناك ثمة ما لا يستحق أن يبسط له من العناية أكبر من حجمه ...
غير أن صور الأشياء تختلف من وقت لآخر حتى لو كان هو ( نفس الشخص ) ,,,
بل ربما يشعر المرء بعد مضي زمن باغتراب في المشاعر المرتبطة بتلك التصرفات ,,
فسبحان الله !!!!
[[ سبحان من يغير ولا يتغير ]]

كانت المدرسة جديدة علي .....
فهي بداية مرحلة جديدة ,,
خفف من وطأة الحداثة كون لي رفيقات من مراحل سابقة سبقنني إليها ..
وعلى جميع القاطنات في هذا الحي والأحياء المجاورة
أن ينتقلن رسميا إليها كإجراء رسمي ,
منعا لتكدس الطالبات في مدرسة عن أخرى ..
فتكون هذه المدرسة هي مأوى خريجات المرحلة السابقة من مدارس الحي وما جوارها ..
لم استطع النوم تلك الليلة بسهولة ,
أترقب وأتخيل كيف سيكون العام المقبل ؟
ترى من سأشاهد ؟
وكيف سأبدوا ؟!!! ووووو ..... تفكير , وتخيل , وآمال
حتى داعب النعاس جفناي وخلدت للنوم دون شعور ...
لم ارتكز مساء تلك الليلة على شرفة حجرة نومي كي أتأملها كعادتي ,,
فقد كنت مشغولة حينها بالاستعدادات ليوم جديد في عام جديد ..
مضى الليل الوقور ,,,
وسمائي الجميلة ,,,
ونجومها اللامعة ,,,
ونسيم تلك الأجواء المطمئن ,,,
بدت لي شرفتي حينها | حزينة | فقد اعتادت اتكائي عليها ,
لكنها هذه الليلة كم فقدته ...
كما فقدت اصطدام أنفاسي ( المضطرب والوَجِل ) حينا بزجاجها ..
تناسيت كل تلك المشاعر إلى حين .....
مضى الوقت سريعا سريعا ,,,
فإذا بي أسمع صوت أمي الحنون
تيقظني بهدوء :- عصور
استيقظي جاء الصباح ...
انتفضت بنشاط بالغ ليس كالعادة ,,,
اليوم مميز لدى طالبة اعتادت أن تكون نجيبة ومميزة دراسيا في المدرسة ...
استيقظت سريعا , وتوضأت وصليت الفجر أيضا سريعا ,,,
ثم إلى { فاتنتــــي } المرآة !!!
والتي كم سرقت مني أوقات لم أشعر بها ....
وتارة أمسك شعري إلى هذا الجانب ,
فإن بدا لي رفعته هكذا أجمل وربما أنعم ,
ثم أغيره لشكل أكثر تكلفا ,,
فكم أمضيت جزءا كبيرا من ليلتي البارحة
وأنا ألف خصلات شعري كي تبدوا بشكل لافت رائع !!!
كم كنت مهووووسة بالجمال والزينة لحد واضح لا يغفل ...
وقد كان الإعداد لها يأخذ من وقتي , ولا أبالي ...
كانت نداءات أمي تتوالى علي : (( عصور )) الفطور يا بنتي !!!
لم يهمني الفطور بقدر ما كان يهمني هندامي ,ومظهري , وشعري ,
وأرد سريعا : (( طيب طيب )) ,,
حتى إذا أدركني الوقت : تعذرت : [[ مالي نفس , شبعانة ]] .....
وسريعا لملمت حقيبتي بعد أن انتقيت الصورة التي أرتضيها للخروج .............
شيء { مضحك وعجيب في نفس الوقت }

وكل يوم على هذا الحال , دون كلل أو ملل !!


يتبع بمشيئة الله .........
 

عصور

New member
إنضم
3 نوفمبر 2010
المشاركات
900
الغالية : أمة الله الضعيفة ... الروع هو مرورك وسعادتك بقراءة يومياتي ,,

أسعد بتواجدك ....

ضياء الروح ... صباحك كله خير , وسعادة وطيب يا غالية ...

ابهجني وجودك
 

عصور

New member
إنضم
3 نوفمبر 2010
المشاركات
900

الوقت :- قرابة الساعة السادسة والنصف صباحا ...

في الطريق للمدرسة خالجني شعور بالرهبة ,
يا ترى هل سأوفق ؟؟
من سألقى ؟؟
ماذا سيحدث ؟؟ ووو هلم جرا .....
مما كان يمده لي خيالي من أوهام وأفكار وهواجس ...
مضى الوقت سريعا ...........
فلم أنتبه إلا والسيارة تقف أمام باب المدرسة ,,,
شعرت [ بألم في بطني ] كطفلة في الصف الأول
لم يسبق لها أن تغادر منزل والديها وحضن أسرتها الصغير ,,,
(( تبًّا لك أيها المغص , قد كبرت ألا تنوي أن تفارقني )) !!!
إلى متى يستمر هذا الوجع الموقوت بداية كل عام !!!
ضجرت جدا وقمت بعجلة ,,,
ونظرت لباب المدرسة الحديدي الكبير بلونه الرمادي .
لم أزل أذكره إلى هذا الحين ..
دفعت الباب وهرعت للداخل ,
وأول ما أزلت الغطاء عن وجهي
شيء غير متوقع حدث لي ؟؟؟
فجأة .........
إذا [ بفتاة ] تقترب مني بدأت خطواتها مع خطواتي في الدخول ,
لكني لم أتنبه لوجودها بجواري ,,,
ازدحام الأفكار في مخيلتي جعل الرؤية لدي ضبابية ....
غير أن الفتاة كانت متنبه لي جيدا ,
أمسكت بكفي واستوقفتني , وبتساؤل يخالجه | فرح وذهول |
وعيون مليئة بالذكريات القديمة نادتني بصوت منخفض
كأنها أرادت أن تتأكد من نفسها وقد أدارتني لها : (( عصور )) ؟؟
عصور ؟؟ أأنتِ عصور ؟؟
معقووولة أراك بعد هذا الفراق ؟؟!!
حين تفرستُ في ملامحها جيدا تذكرتها ,,,
تفاجأت جدا بوجودها , لم أتوقع ,,,
ياااااه أيام مضت ,,
تغير شكلها الطفولي علي , لكن عيناها الخضروان وشعرها الأشقر ,
وابتسامتها النقية ذكرتني سريعا بها
فقلت في تردد : (( رانيا )) ؟؟؟
نعم فصرخت بصوت عالي , وكم كانت فرحة اللقاء عجيبة !!!
شعرت بلطف الله بي , فقد ساقها الله لي منذ أول خطوة لي في المدرسة الجديدة
كي تخفف علي منذ البداية رهبة الشعور بالاغتراب !!!!
(( رانيا )) صديقة الطفولة صديقة الصف الرابع لست أنساها ,
كانت صداقتنا مضرب المثل بين كل الصديقات !!!
كانت صداقة مترعة : بالوفاء والتضحية والإيثار والبذل ...
وكم بكت كثيرا , وبكيت أيضا ,
حين قرر والدي رحمه الله الانتقال من ذلك الحي والذهاب لمدرسة أخرى ...
أذكر وقتها أنها بكت وبكت , بكاء كدت أظن أنه سينفطر قلبها لذلك !!
خرجت يومها من المدرسة لأنتقل لمدرسة أخرى
كنت وقتها في العاشرة من العمر ,,
وفي طريق مغادرتي من تلك المدرسة كنت طوال الطريق
وأنا أتذكر أحاديثنا البريئة ..
ولا أتخيل أن ألتقي بمثلها ....
كنت أتمنى أن أبقى في المدرسة لكنه نظام الأسرة الصارم , والذي يتوجب الانصياع له .....
فصمت وأنا أشعر بكم كبير من الحزن ,,,
لفراقها , وفراق معلماتي , فقد كنَّ يقدرنني كثيرا
[ لتفوقي , وتهذيبي ] !!!!
أذكر يوم تذكرتْ (( رانيا )) خالها الذي مات في الحرب ..
وحينها صمتَتْ , فالتفتُ إليها !!!!
فهالني منظر عيناها , وهي تذرف الدموع
وتتمتم , وتقول : (( إن شاء الله شهيد )) !!!! ...
وأنا أتأمل معاناتها , لكن كعادتي الدائمة صمتت
وأنا أستمع لها بإصغاء عميق ...
فإن بدا لي تجاوزت حدود صمتي يسيرا
لأقول لها في وداعة طفولية : لا بأس يا رانيا لا بأس وأربت على كتفها بهدوء !
هذا ما كان بوسعي أن أفعله ,,,
فقد كانت معلوماتي في الحياة بسيـــــــــــطة ,
غير أن ذكرى ذلك الموقف والمنظر ما زلت حتى هذه اللحظة أذكره ...
يا الله زمـــــــــــــــن لم أكن أتوقع أن ألتقي برانيا بعد ذلك الغياب الذي دام 5 سنوات ...
أذكر أني لم أصادق بعدها مثلها ..
وكأن عمر الصداقة توقف هناك عند الصف الرابع ..
فرحت بي كثيرا كثيرا وكم فرحت بها...
لقد خففت عني رهبة أول يوم دراسي ,,,


............. يتبع بمشيئة الله
 

عصور

New member
إنضم
3 نوفمبر 2010
المشاركات
900
قريبا بإذن الله سأعود ....

أتمنى أن تكن بأتم صحة ,,,
 

سماهر88

New member
إنضم
25 نوفمبر 2009
المشاركات
4,665
مساءالورد ... عصور
كان لي موعد هذا المساء
مع بحور الأدب والكلمات
غصت معهاا فى أعماق عصور والقادم أجمل
سردك فوق قمة روعته يملك جاذبية
شدني عنوان المدونة وبعد دخولي اذهلني اسلوبك
احسست وكانني معك في كل لحظة تمرين بهاا
وصف دقيق يدخلك عالم الخيال
حفظك الموالى
 
إنضم
12 أغسطس 2010
المشاركات
2,626



لاتنسوا بدأت عشر ذي آلحجه
لنغتنم اوقاتنا بهآ
ونكثر من الصيام
وقيام الليل والاستغفار
والصدقه
واكثرو من التكبير فلها فضل عظيم
لنجعل كل دقيقه بها طــــــــــــــــــــــــــــــآعـــــه
واكثروا من الدعــــآء

دمتم بود
 

عصور

New member
إنضم
3 نوفمبر 2010
المشاركات
900
المشرفة الفاضلة : سماهر ....

شكرا لكل هذا الإطراء الذي أخجل حروفي ,,,

كلماتك شجعتني لأكمل المسير في تدوين اليوميات بدافعية أكبر ,,,,

شكرا لك , أتمنى ألا تبتعدي عن مدونتي كثيرا , فهي بكن تتسع وتزهو ,,,,
 

عصور

New member
إنضم
3 نوفمبر 2010
المشاركات
900
أول وآخر جروحي ,,, أشكرك على المرور ,, والتذكير ,,

وفقنا الله وإياك للعمل الصالح ,,
 

عصور

New member
إنضم
3 نوفمبر 2010
المشاركات
900

أحداث مهمة في اليوم الأول
كان لها دور فعال في تغيير المسار لاحقا بعد توفيق الله :-

************************

ما زلتُ أخطو خطواتي الأول في الفناء الخارجي للمدرسة ,,,
ورانيا ما زالت ممسكة بيدي بقوة وسعادة غامرة وهي تسير بي
ولأنها سبقتني للدوام في هذه المدرسة بأسبوعين فقد كانت أعرف مني بأروقتها وملحقاتها .....
أمسكت بيدي وسارت بي حتى ولجنا إلى الساحة الداخلية ,
ثم قالت لي سأعرفك بمكان رائع جدا ..
وأخوات طيبات جدا جدا ..
وسارت بي وأنا حينها لست أدري أي مكان ؟!!
ومن هن الأخوات ؟!!
فإذا بي أمام [ بوابة زجاجية كبيرة ] مفتوحة على مصراعيها ,
تتكدس أمام البوابة – وأنتن بكرامة - أحذية الطالبات ,,,
فعلمت حينها أنه {{ المصلى }} !!!
ألقت السلام , وهي ما زالت ممسكة بكفي ,
فكانت تصافح الأخريات بكفها , و كفها الأخرى ممسكة بها بيدي وفاء لذكرى صداقة الطفولة ....
يااااااه ما ألطفها وأرق طبعها !!!!
دخلت رانيا واخترقت بي كل الصفوف لنصل
للطالبات المسؤلات عن المصلى وتنظيمه وإلقاء المحاضرات ,
وقد كن صفوة المدرسة نحسبهن كذلك ولا نزكي على الله أحدا ...
وتقول لهن بمنتهى الرحمة واللطف هذه صديقتي اليوم أول يوم لها ,
كانت تريد الجميع أن يحتفي بي كما احتفت هي بي ,
وأنا ابتسم في صمت , وأقول في نفسي رحم الله حالي ,
عيونك التي تنظرين بها لي ليست كعيون الباقيات ...
لكنهن كن قمة في الذوق والأخلاق : ( يرحبن بي ويصافحنني بحرارة )
الأرجح إكراما لها , وربما لشخصي !!! .... لست أدري !
لعل فرط حفاوتها بي جعل الأمر مثار الدهشة والسؤال ؟!!!
فهن لم يعرفن عني :- سوى وجه عليه مسحة الهدوء والرقة ,
وثغر مبتسم صامت ....
وكنت في نفسي أعذرهن , وبودي لفرط خجلي أن تمنحني الفرصة ,
لأجلس بهدوء في أحد أركان ذلك المصلى الرحيب
كم كنت وقتها هادئة جدا جدا ,,,,
فاستأذنتها وأنا في غاية الإحراج : هل لنا أن نجلس قليلا , فأجابت : بالتأكيد ,,,,
فجلستُ , وجلستْ هي بجواري , لكني لمست تململها من الجلوس ..
كانت ما شاء الله كالنحلة , تنتقل من مكان لمكان ,
وتصافح هذه وتحدث هذه , وتشاور تلك ..
كانت نشيطة واجتماعية بقوة على عكس عندما كانت طفلة في الصف الرابع ..
كانت لا تحادث سواي , ولا تحب الجلوس سوى معي ..
تأملتها فقلت في نفسي سبحان الله ...
أما أنا فلم أتغير كنت هادئة , وغير نشطة اجتماعيا لحد لافت ,
ودائرة تواجدي تكون في الغالب مع قلة أصطفيهن من الصديقات ,,,
كما أن نشاطي محصور بدائرة معينة وبضوابط محددة أرتضيها داخلي ..
أما سوى ذلك ,, فالأمر يعد ضرب من النوادر في حياتي ,,, هههههههه
والتي ربما أعد مرات وقوعها على أصابعي عدًّا ..
واستمر هذا الطبع متبلورا فيَّ أمـــــدا من العمر ...
مضت الأيام ... يوما بعد يوم ..
اعتدت أجواء المدرسة ..
اعتدت المجيء مبكرا ,
والدخول للمصلى تلك البوابة التي أرشدتني إليها صديقة الطفولة ...
أخبرتني رانيا بفصلها كي أجيء عندها بنفس الفصل ..
لكن قدر الله أن أكون في فصل آخر ..
وكان هناك اختلاف وتباين بين معلماتنا ...
لكن مازال العهد بها في وقت الصباح حيث المصلى ...
بدأت أعتاد الدخول للمصلى ...
واستماع الندوات كل صباح ....
لم ألمس تغيرا واضحا بداخلي ...
غير أني كنت أحرص للدخول له يوميا ..
وأعود ظهرا للمنزل , ويزدحم يومي بالواجبات المدرسية , والاهتمام بالمظهر ,,,
وما زال ذلك [ الشعور الغريب ] يهاجمني خصوصا
إذا حل الظلام , لكن مع الانشغال تباعد توارده على فؤادي ..
وزاد ذلك الانشغال من الفجوة ببني وبين شرفتي , وسماءي , ونجومي , وليلي ...
ومضت الأيام والليالي ...
حتى أتت لي زميلة حديثة ذلك اليوم وقالت لي :
اليوم لا تدخلي المصلى ابقي معي نتمشى قليلا ونتحدث ..


يتبع بمشيئة الله ...........
 
أعلى