بسم الله الرحمن الرحيم
هناك نوعان من الأطفال طفل واقعي حسي , وهو الطفل الذي قلما يتخيل فكل تصرفاته وألعابه وحتى تخيلاته قائمة على كل شئ يحس به ويعرفه ويلمسه , ولا يتخيل أو يفكر في شئ لا يعرفه , فحتى تخيلاته لأشياء يعرفها معرفة جيدة ,
وهناك نوع طفل آخر وهو مثل طفلتك , وهو الطفل الحدسي أو الخيالي أو الإبداعي , وهذا الطفل واسع الخيال , يتحدث مع ألعابه كأنهم أشخاص , يتحدث في الهاتف ساعة كامله مع شخص وهمي , يضع نفسه مكان كل من حوله ويتخيل أنه هو ويقلده بإتقان شديد , يؤلف القصص والحكايات حتى لو نسبها لنفسه ( يعتبر خيال من سن الثالثة حتى الخامسه ) يعني مقبول من الطفل أن يحكي قصة أنه ذهب إلى المطار واستقل الطائرة ورأى الطيور تطير حوله , أو ذهب في رحله بحيرة مع أي شخص يحبه ,, وهكذا .. ولكن في إطار الثالثة حتى الخامسة من عمره , فإذا استمر هذا الأمر حتى السادسة والسابعه وأكثر , فيعتبر كذب بسبب الإهمال أو التكذيب المستمر للطفل فيستمر في الكذب أو التعلم من الوالدين هذا السلوك المشين , ومن ثم يعود الطفل في بداية مرحلة المراهقة للخيال مرة ثانيه ويُسمي بأحلام اليقظة وهو سلوك طبيعي جدا ..
وعامة الأطفال العاديين يعني بين الحسيين والحدسيين يمارسون هذا السلوك التخيلي بشكل متفرق مابين الثالثة والخامسة كما ذكرت ..
ماذا أفعل مع طفلي الحدسي , التخيلي الإبداعي ..؟
في البداية أنصح الوالدين بالإبتعاد عن النهر نهائيا نهائيا فأؤكد أنه ليس كذبا فالطفل عندما يتخيل لا يفرق بين الخيال والحقيقة الواقعة رغما عنه , كما تحلمين مساءا وتستيقظي تتذكري هل كان حلم أم حقيقة ؟؟
الأطفال في هذا السن فعلا يستيقظون لا يعرفون هذا حلم أم حقيقة إما من نومهم وما رأوه في المنام وإما مارأوه في خيالهم .
تعاملي مع طفلتك برفق وحنان وإكسبي ثقتها وشجعيها على الكلام والتحدث عن كل مايدور بخاطرها , ولا تتهميها أبدا بالكذب ..
عندما تتحدث الطفلة عن شئ تخيلته , عن البحر أو الطائرات أو أنها ملكة في الحديقة أو أو اشتري لها كتب وقصص تتعلق بالأمر وأجلسي معها وعيشي في خيالها وقصي لها القصص وعرفيها الأشياء حتى تكتسب خبرة وتُشبع فضولها وشغفها بالأمر .
حاولي ان تُمثلي معها مشهد تمثيلي بكامل الملابس وبعض الديكورات , حتى تشعر بالمرح وتُشبع خيالها وبمرور الوقت تجديها تلقائيا فرقت مابين الخيال والواقع فالخيال هو ماتفعله أثناء التمثيل أو التأليف , والواقع هو مايحدث بعد ذلك فتترك مؤقتا التفكير في التقليد أو التأليف أو الخيال حتى تعود له مرة ثانيه لوقت أقصر وهكذا تدريجيا ,
ولكن عليكي ألا تُميتي هذا الهواية في الطفلة وتنميتها بشكل صحيح على مستوى سنوات طفولتها ومراهقتها .
بالنسبة للمعلمة في الروضة لابد أن تكون على دراية بالأمر وأن تنتقي لها الأنشطة المناسبة لها كالتمثيل المسرحي أو الأناشيد التخيليه والملابس الجذابة للتمثيل وهكذا , حتى يتم التوافق والتكامل بينكِ وبين المعلمة .
أما عن حديثك أن الطفلة غير إجتماعية خارج جدران المنزل فهذا شئ جدا طبيعي , لأن الطفل الحدسي أو الخيالي هو طفل مُبدع وذا إحتياج خاص , فالطفل الذكي عن زملاؤه أو ذا الموهبة يعتبر ذو إحتياج خاص في التعامل والرفقة وهكذا , فلا تقلقي .
وفي النهاية أؤكد لكِ أن الأمر جدا طبيعي وبحُسن تصرفك تكر هذه المرحلة بسلام إن شاءالله .