بارك الله فيك عزيزتي
هذه هي صخرة بيت المقدس التي تسمع عنها، والتي سُمي مسجد قبة الصخرة نسبةً إليها. فهو مبنيٌ حولها، والقبة مرفوعةً فوقها!!
وهي عبارة عن قطعة كبيرة من الصخر غير منتظمة الشكل، توجد داخل ساحة المسجد الأقصى، في منتصفها تقريباً. ويبلغ طولها من الشمال إلى الجنوب 18 متراً وعرضها من الشرق إلى الغرب 14 متراً، وأعلى نقطة فيها مرتفعة عن سطح المسجد زهاء متر ونصف المتر. ولا يُعرف شئ عن أصل وجود هذه الصخرة،
وقد حُكى عنها حكايات كثيرة، منها ما قد يقبل ومنها ما هو خرافات، وهو الأكثر ، فلا ينتبه لشيء من ذلك.
وهى صخرة كأي صخرة على الأرض، ليس لها أي فضل في ذاتها، إلا أنها وجدت في بقعة من الأرض مباركة -كل من عليها ومن فيها مبارك-، فكان لها من البركة ما لأي شئ في هذه البقعة.
قال تعالى: ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )
فالمسجد الأقصى جعله الله مباركاً، وجعل كل ما حوله مباركاً، الحجر والشجر والماء والهواء والتراب.
غير أن هذه الصخرة دون غيرها ممن هو في البقعة المباركة، قد خصها الناس بخصوصيات وأنزلوها منزلة فوق منزلتها، فبالغوا في
تعظيمها وتقديسها، وفصّلوا في فضلها وشرفها،
حتى لم تعد تذكر إلا بالصخرة المشرفة، وكثرت حولها الحكايات والخرافات، وطافوا بها وتمسحوا وقبّلوا، وانتشر حولها الشرك والبدع.
ولا تحسبني مبالغاً، فالأمر عظيم وقديم، وقد نبه عليه العلماء قديماً وحديثاً.
قال شيخ الإسلام بن تيمية : ( وأما أهل العلم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فلم يكونوا يعظمون الصخرة فإنها قبلة منسوخة، وإنما يعظمها اليهود وبعض النصارى. .) اهـ
ولاشك أنك الآن تتساءل: فما بال ذلك المسجد الضخم ذو القبة المذّهبة،الذي تملأ صورته العالم الإسلامي بأسره، والذي يظن أكثر المسلمين أنه المسجد الأقصى، فما باله مبنيٌ فوق تلك الصخرة التي أنكر فاروق الأمة رضي الله عنه بناء مسجدٍ عندها ونسب ذلك إلى اليهود، والتي لم يصل عندها أحد من أئمة هذه الأمة، الصحابة الكرام؟ ولك أن تتساءل !!!
قلت : حتى يرفعوا راية الشرك ويعظموا الحجارة فهذا هو عمل اليهود الصهاينة!!
وتنسى الأمة المسجد الحقيقي الذي اسري له محمد صلى الله عليه وسلم
سبب بناء المسجد
قال ابن كثير:
(. . . وكان السبب في ذلك أن عبد الله بن الزبير كان قد استولى على مكة، وكان يخطب في أيام مِنى وعرفة ومقام الناس بمكة، وينال من عبد الملك ويذكر مساوي بنى مروان، ويقول إن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الحكم وما نسل وأنه طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعينه، وكان يدعو إلى نفسه، وكان فصيحا فمال معظم أهل الشام إليه، وبلغ ذلك عبد الملك فمنع الناس من الحج فضجوا، فبنى القبة على الصخرة والجامع الأقصى، ليشغلهم بذلك عن الحج ويستعطف قلوبهم، وكانوا يقفون عند الصخرة ويطوفون حولها كما يطوفون حول الكعبة، وينحرون يوم العيد ويحلقون رؤسهم، ففتح بذلك على نفسه بأن شنع ابن الزبير عليه، وكان يشنع عليه بمكة ويقول: ضاهى بها فعل الأكاسرة في إيوان كسرى والخضراء. . .)) اهـ
كيف بُنيَ المسجد؟
قال ابن كثير:
(. . . ولما أراد عبد الملك عمارة بيت المقدس وجه إليه بالأموال والعمال، ووكل بالعمل رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام مولاه، وجمع الصنّاع من أطراف البلاد وأرسلهم إلى بيت المقدس، وأرسل إليه بالأموال الجزيلة الكثيرة، وأمر رجاء ابن حيوة ويزيد أن يفرغا الأموال إفراغا ولا يتوقفا فيه، فبثوا النفقات وأكثروا فبنوا القبة فجاءت من أحسن البناء، وفرشاها بالرخام الملون وعملا للقبة جلالين أحدهما من اليود الأحمر للشتاء وآخر من أدم للصيف، وحفا القبة بأنواع الستور، وأقاما لها سدنة ، وخداما بأنواع الطيب والمسك والعنبر والماورد والزعفران، ويعملون منه غالية ويبخرون القبة والمسجد من الليل، وجعل فيها من قناديل الذهب والفضة والسلاسل الذهب والفضة شيئا كثيرا، وجعل فيها العود القمارى المغلف بالمسك، وفرشاها والمسجد بأنواع البسط الملونة، وكانوا إذا أطلقوا البخور شم من مسافة بعيدة، وكان إذا رجع الرجل من بيت المقدس إلى بلاده توجد منه رائحة المسك والطيب والبخور أياما ويعرف أنه قد أقبل من بيت المقدس وأنه دخل الصخرة، وكان فيه من السدنة والقوم القائمين بأمره خلق كثير. . . وبالجملة إن صخرة بيت المقدس لما فرغ من بنائها لم يكن لها نظير على وجه الأرض ومنظرا، وقد كان فيها من الفصوص والجواهر والفسيفساء وغير ذلك شئ كثير وأنواع باهرة، ولما فرغ رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام من عمارتها على أكمل الوجوه فضل من المال الذي أنفقاه على ذلك ستمائة ألف مثقال وقيل ثلاثمائة ألف مثقال فكتبا إلى عبد الملك يخبرانه بذلك فكتب إليهما قد وهبته لكما فكتبا إليه إنّا لو استطعنا لزدنا في عمارة هذا المسجد من حلى نسائنا، فكتب إليهما إذ أبيتما أن تقبلاه فأفرغاه على القبة والأبواب، فما كان أحد يستطيع أن يتأمل القبة مما عليها من الذهب القديم والحديث. . ) اهـ
موضوع أعجبني ،،،
نفــــــــــــع الله بك عزيزتي