السلام عليكم ورحمة الله و بركاته...
حبيباتي في الرحمن
هذا الموضوع الأول لي في مملكة بلقيس وأسأل الله أن ييسر لي طرح غيره في الأيام القادمة،
وأقول يارعاكن الله
على الرغم من كون الموضوع يحمل طابعا أدبيا إلا أن الهدف من طرحه دعاني لوضعه هنا؛ و أرجو أن لا أكون أخطأت في ذلك،،
باسم الله أبدأ،،،
،،
على قارعة الطريق، توسّد الأرض في حزن و ضيق، يرمق الأفق البعيد بشيء من وجل، يفكّر على عجالة و في خجل، يتساءل بخوف عن حلم مع شظايا البؤس منذ زمن قد رحل، ألي حق في الحياة و السعادة و الأمل؟ ألي حق في التبسّم و السرور و البحث عن حلم قد رحل؟ أيا أمي أخبريني أفي العالم أطفال مثلي يحلمون! أفي العالم أطفال مثلي يتمنّون ويرتجون! أفي العالم أطفال مثلي يفتشون بيأس عن بعض من حلم!
بعيون قطع الهم فيها آلافا من الأميال، وجروح نكأتها أمنيات طفل ما عرف الحياة سوى جهاد ونضال، بادرته الأم الحنون بسؤال كان للطفل دثارا في صقيع القهر وليل الشجون، سؤال جسّد حروف الألم نبالا مزّقت أحشاء السكون، حدّثني يا حبيبي..ماذا ترجو في الحياة و ماذا بصمت تتمنّى؟
أتراك تهفو لثوب جميل ونظيف و جديد! أترك ترجو أن تعود للمدرسة و تسعد بعام دراسي فريد! أتراك تتمنّى دواءً لجدك يشفيه من مرضه أو علاج مفيد! هل تراك تحلم بكسرة خبز تنقذك من وحش الجوع الذي كاد أن يفتك بك و بكل من يسكن غزّة أو يريد! أم أنك تحلم بشمعة تنير المكان كلما حل المساء وصار الحيّ مقبرة أو قصرا مسكونا بالعفاريت! أم عساك يا حبيبي تسأل الله بعمق أن يخرس أصوات المدافع و الرشاشات والقنابل ولو ليوم واحد أو ليلة العيد!؟
تنهّد الطفل بألم و احتار بأي شيء يرد و يجيب، و أطرق حائرا متألما يبحث في أعماق قلبه عن حلم قد كان يرجو أن يكون ممكنا و قريب، ومن بين وديان الدموع بزغت بحياء بوادر ابتسامة، واشتعل في تلك العيون الصغيرة مزيجا من فتيل الألم و الأمل، قال الصغير برجاء: أمي تلك أحلام كثيرة، تلك أحلام لمن مثلي كبيرة، إنما في خاطري حلم، ولعلني أدعوه بعضٌ من حلم، لست أرجو إلا أن يكون المسلمون عن حال أهل غزّة يعلمون، لست أرجو إلا أن يكون المسلمون عنّا يدرون و يسمعون، حينها أماه لن نصير مشردون محاصرون، حينها أمّاه لن نجوع ولن نعرى أو نعيش في ظلام وسكون، حينها أماه لن تكون هناك مدافع ولا رشاشات ولا صواريخ أو قنابل أو صدمات، وستبنى المدارس و البيوت و المستشفيات، حينها أماه ستكون غزّة جنّة و ستعود فلسطين أرض المقدسات، أماه فقط,,,فقط،،،فقط،،،لو كان المسلمون عنّا يعلمون!!!
ضمّته بصمت منتحبة، ذرفت بحرقة دمعة ملتهبة، وطبعت على جبينه قبلة للأقدار مستسلمة، و كأنها تعلم بأنها القبلة الأخيرة من بعد الحلم، فما كادت خيوط الحلم أن تكتمل حتى نسفت أصحابها قذيفة عدوان مزّقت أجسادهم، للتناثر أشلاء جسد نحيل قد قال صاحبة لأمه في رجاء و أمل: لي يا أماه بعضٌ من حلم؛ فياليت المسلمون عنّا في غزّة يدرون و يعلمون!!
أحبّتي في الله،،
أستميحكم عذرا فما عاد الحرف قادرا على نسج زخارف الكلمات، وما عاد راغبا في تزيين الأسطر و العبارات ليشق طريقه إلى قلوب عهدها دوما حرة أبية لا ترضى بالخنوع و بالسكون، فاسمحوا لي أن أسألكم و نفسي بلا زخرفة و تجميل، كم طفل في فلسطين و غيرها من البلدان و الأراضين يبحث عن قوم مسلمين، قوم ظن دوما بأن مثلهم سيحميه، سيطعمه و ينقذه و بعطفه يحتويه، كم شيخ كبير يستغيث و ينادي بأعلى صوته مستنجدا بقوم مسلمين اعتقد دوما بأن مثلهم سيجلّه و يرحمه و في مرضه سيداويه، كم إمرأة ثكلى ضعيفة تمسح دموع القهر و الظلم و الألم ممنيّة نفسها بمعتصم يهب من بين المسلمين يحرّك الجيوش لينقذ عرضا وشرفا لطالما تربت على أن تصونه وتحميه!
أحبّتي،،
في القلب غصة ووجع دفين، أترانا إن عجزنا أن نكون معهم عاجزون عن التبرع و التصدق و مد يد العون لهم! أترانا إن عجزنا أن نكون معهم عاجزون عن رفع أيدينا ونصرتهم بالتوسل و الدعاء، إلا إن سهام الليل لا تخطيء، ألا إن سهام الليل لا تخطيء، ألا إن سهام الليل لا تخطيء، ولكن لها أجل و للأجل انقضاء، فالنكن أنا و أنتم ممن يقف يوم الدين بين يدي رب العباد معتزا فخورا بنصرة كل مسلم و مسلمة على وجه الأرض ولو بالدعاء، فالنكن أنا و أنتم ممن يتصدى لعواصف النائبات بعزيمة و إرادة ليكن هو سبب من أسباب النصرة و النجاح، لنكن أنا و أنتم ممن كان و مازال و سيبقى دوما أهلا لحمل راية الإسلام
فأحبّتي
غزّة تناديكم فكونوا أنتم من أهم أسباب النصرة، بدعاء و ابتهال و تبرع و صدقه ، ولا تحتقروا عمل خير أو تستصغروه؛ فلعلكم يوما تكونون أنتم تفسيرا و ترجمة لكل الأحلام العظيمة في الأمة
غزّة تناديكم فكونوا أنتم من أهم أسباب النصرة، بدعاء و ابتهال و تبرع و صدقه ، ولا تحتقروا عمل خير أو تستصغروه؛ فلعلكم يوما تكونون أنتم تفسيرا و ترجمة لكل الأحلام العظيمة في الأمة
أختكن// وُد
التعديل الأخير:
