شكراً لمرورك عزيزتي
سأبدأ بذكر أول موقف ..في
هذا الموقف لم يكن لي تأثير على الطالبة
ربما لأنه كان قبل عدة سنين
حيث لم يكن لدي الخبرة الكاملة لأبني شخصيتها من جديد ...
كنت مستمعة جيدة..
أترككم مع الموقف ...
كنت أنصح الطالبات في حصة من حصص الفراغ بضرورة الإهتمام بالأكل ...
وأن عدم الإهتمام بالأكل في المرحلة هذه قد يؤدي إلى تأخر الطالبة دراسيا ً ....
وكان يوجد في الفصل طالبة لا تستوعب الدروس جيداً ...
ودرجاتها دائماً متدنية ....
وكانت كثيرة السرحان ....
حتى أني قد أخذت عنها فكرة أنها قد تعاني من
صعوبات تعلم وعدم الفهم ....
كما ان جسمها كان هزيل جداً وكانت كثيرة الغياب ...
تفاجأت بأن نطقت البنت وقالت لي
: إذا كان على الأكل ...فأنا مرة ما آكل ....
سألتها : ليش يابنتي ماتاكلي وكيف عايشة ...قالت : على المغذيات ...
معظم الوقت أتنوم في المستشفى آخذ مغذي لأني برفض آكل ...
طيب والسبب
أجابت بقولها : يقولوا ممكن حالة نفسية .
إمممممممممم...حالة نفسية في العمر هذا
يا أبلة أنا أبويا متوفي
آها عرفت السبب ...موت أبوكِ أثر عليكِ
لا على العكس ...انا كنت ما حبه !!!
يا أبلة هو كان معذب أمي ومبهدلها ....
كنت أشوفه وهو يضرب أمي ..
ولما كنت أحاول ادافع عنها يضربني معاها
كان مايحبني لأني كنت ادافع عن امي
اخواتي اللي أصغر مني ماعانوا زي ماعانيت ...
تصدقين وحدة من أخواتي دخلت طب أسنان ...
أنا أكبر منها لكني متأخرة دراسياً
سبقتني هي في دراستها...
إفتقدتِ والدك ...
انا صحيح ماحبه...ولما مرض ماحنيت عليه عشان هو ماحن علينا ....
لكن إفتقدت إن يكون لي أب
حسيت إني أنا وأمي وأخواتي صرنا عبء على خوالي ....
وحكت لي عن مواقف لأبوها...
من ضمن هذه المواقف ..
إنه مرة كانت جدتها أم أبوها مريضة جداً
فراحت تبحث عن والدها لكي تخبره
لم تجده بسهولة
في الأخير وجدته في غرفة الخادمة في وضع مخزي
وعندما رآها رماها بأقرب شئ ليده وطلب منها مغادرة الغرفة
هذا غير إنه كانت دائماً تراه يمازح الخادمة ...
ويفضلها على والدتها ...
***************************************
في النهاية قلت لها : عموما ً هو مات الله يرحمه ...
والله يعوضك خير ...إنتبهي لنفسك ولدراستك....
قالت ودي ...بس ما أقدر ...
إنتهى الموقف ... والطالبة لم تستطع إكما ل دراستها ...
ولكن إستخلصت حاجة منها وهي ان الأبناء يتأثرون بمشاكل أهاليهم...
وتختلف درجة التأثر من شخصية لأخرى ...
فدائما ً الإنسان الحساس المتعلق بأمه
يحزن لأجلها ويتأثر ...
تساءلت ...أي أب هو ...هذا الذي يعذب أبناءه
من أجل شئ لايسوى ....
شعرت أن الأبناء أمانة ...
أصبحت حريصة على ألا يتأثر أبنائي بأي عوامل خارجية ...
مهما كان الأب أو الأم سئ ...لابد ان يظهروا امام أبناءهم بصورة جيدة ...
نحن نربي أجيال المستقبل ...
وجميع تصرفات الأهل بتنعكس عليهم ...
كنت أود أن أٌقف بجوارها وأرجع لها شخصيتها الحقيقية لها
ولكن لم أستطع لأني شعرت أني أمام حالة صعبة جداً
*****************************
كل الذي استطعت فعله هو الإهتمام بها أكثر
ولكنها لم تنجح في تلك السنة ولم اعد أراها بعد ذلك ...
وإنقطعت أخبارها عني
أتمنى في يوم أن أراها وقد إستعادت شخصيتها وتغيرت إلى الأفضل ...