ام مريم90
Well-known member
- إنضم
- 9 يونيو 2016
- المشاركات
- 1,940
صباح الخير كيفكن حبايبي
اسفة عالتأخير ما كان معي وقت
اترككم مع البارت الأخير
شغل المحرك وذهبنا الى المنزل وعند وصولنا طرق زوجي الباب ولم يفتحوا لنا ، انتظرنا قليلاً فطرقه مرة اخرى
ففتح اخاه الباب وعندما دخلنا وجدت اهلي في المنزل ينتظرون عودتي مع ابنتي، وكان الجميع ينتظر والمنزل قد امتلأ بالزينة ، والبالون كان معلقاً على الجدران ، لقد استقبلونا استقبالا حافلا بالابتسامات والفرح ، كانت الحلوى والهدايا تعمّ المكان ، اخذوا الطفلة مني وبدأوا يتناقلونها من شخص لآخر بكل رفق وسرور والأسئلة تتهافت علي من كل مكان
"كم وزنها الان ؟" "انها كالدمية" " انها تشبه أباها" "هل ستحلقين شعرها...."
كنت مجبرة على الابتسامة وكنت احاول ان اجيبهم على كافة الاسئة
لقد كانت تبدو طبيعية ولا شيء فيها أبداً ، لم تكن تبدو فيها العيوب الخلقية ، كانت جميلة كأي طفلة مولودة حديثاً .
بعد ان جلسنا وتحدثنا أعادوها الي اخيراً فهمست في اذن زوجي
-اريد الذهاب لكي ارتاح ، انني مرهقة
همس لي :حسناً اذهبي ولكن دعي الطفلة هنا لكي لا تزعجك ونحن سنتكفل بطعامها
أعطيته الطفلة فنهضت وأخبرت الجميع
-اعذروني ، اريد الذهاب انا مرهقة قليلا
ذهبت الى غرفتي وأغلقت الباب فانهمرت دموعي فورا وانخرطت بالبكاء
-لماذا يا أبنتي ، لماذا ؟
-لماذا لم تكوني سليمة ؟
-لماذا يادكتور اخبرتنا بأنها منغولية؟
-ليتك تأخرت ولم تخبرنا ، ليتك لم تفسد لي فرحتي بها .
لقد كان الحزن هو المسيطر علي وعلى زوجي وكان الجميع يظن ان السبب هو تشوه عمودها الفقري ، قلت لزوجي انهم يعتقدون اننا حزينين على امر التشوه فالجميع يطمئن بِنَا ويخبرنا انه غير واضح
فأجابني : ليته .. ، ليت السبب يكون التشوه
مضت الأيام ونحن على هذه الحالة نشعر بالحزن كلما نظرنا اليها نتسائل ياترى كيف سيكون مستقبلها كان زوجي يقول لي لو انها ولد والله لا اخشى عليها من شيء ولكن لأنها فتاة
أتعلمين كيف ستكون نظرة الناس لها في المستقبل؟
هل تظنين انها ستكون بتلك القوة التي تدافع فيها عن نفسها؟
لا أظن ذلك ، لا أظنه لفتاة ...
وذات ليلة كانت الساعة الثالثة فجرا استيقظت على صوت بكائها وقد كنت أظنه مثل بكائها المعتاد الا انه بدأ يزداد شيئاً فشيئاً ولم تُفلح اي طريقة استخدمتها لإسكاتها وفجأة تحول بكاؤها الى صراخ فاستيقظ زوجي وقال
-سأنام خارجاً هذه الليلة ، لدي عمل ولن أتمكن من النوم هنا
قلت له والطفلة تصرخ
-حسناً عزيزي كما تشاء
ولم يمض على خروجه سوى دقائق فتحول لون الطفلة الى الأزرق وبدأت تتنفس بصعوبة وبكاؤها اصبح شهقات الى ان شهقت شهقة قوية وبعدها صمتت وتوقف كل شيء فيها ، صدمني هول المنظر وخرجت مسرعة بلا وعي ولم أضع الحجاب على رأسي ركضت الى زوجي وانا احمل الطفلة وهي بين يدي بلا حراك ولا تنفس ولون جلدها اصبح اصفر وبدأت اصرخ
-انهض انهض لقد ماتت الطفلة !!
استيقظ الجميع على صوتي وجاء خالي والذي يكون والد زوجي اخذ الطفلة مني وقال لنا ارتدوا ملابسكم فورا
ذهبت وانا ابكي وارتديت عبائتي وارتدى زوجي ملابسه فسمعتها شهقت فبكت ، خرجت اركض فرأيتها قد عادت تتنفس فشعرت بشيء من الارتياح ، ظل خالي يحملها وقال هيا بِنَا الى المستشفى
ذهبنا فقال الأطباء عندما رأوها
-يجب ان تدخل الى العناية المركزة الان
وافقنا على الفور فأدخلوها الى العناية
كانت الساعة السادسة صباحاً
زوجي : انا ذاهب الى العمل ، لا أستطيع ان أبقى سأعود فور خروجي من العمل ، ابقي مع والدي وان حصل شيء اخبريني
انا : حسنا سأفعل
بعد ذهاب زوجي بقليل أتى إلينا الطبيب
-السلام عليكم
اجاب خالي:
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
-كيف حالك يا سيدي
-بخير الحمدلله ، اخبرني يا دكتور مابها الطفلة
-في الحقيقة يا سيدي قد تحتاج الى عملية لاغلاق الفتحة التي في قلبها ، انها لا تحتمل البقاء بها
-وهل هي خطرة؟؟
-لا لا ، ان نسبة نجاحها 90٪ انها عملية سهلة وغير معقدة
-حسنا شكرا لك يا دكتور
وقبل ان يذهب الطبيب سألته
-لو سمحت ماذا سيحدث الان ؟ متى هو موعد العملية وماذا سنفعل نحن الان
-سيدتي ان العملية لم تُحدد حتى الان فلسنا متأكدين من فعلها اما بالنسبة لكم فليس لكم داعٍ الان ، يمكنكم الذهاب وسنتصل بكم بمجرد ان يحدث شيء
-حسنا شكرا لك يا دكتور
عدنا الى المنزل وكان الجميع مستنفر وينتظر ان نعود ليعلموا ماذا حدث
ما ان دخلنا حتى تهافتت الأسئلة علينا من كل ناحية من أفراد الاسرة ، وقبل ان يجيبهم خالي بشيء التفت الي
-اذهبي يا ابنتي الى غرفتك وارتاحي ، انا سأهتم بهم
-حسناً خالي
ذهبت انا وبدأ خالي يجيبهم مالذي حدث معنا
استلقيت على السرير ونمت فورا فقد كنت مرهقة من تلك الليلة البائسة
مرت ساعات فاستيقظت على صوت زوجي وكانت الساعة الثانية ظهرا
-مرحبا عزيزتي
-اهلًا بك
-هل انت على ما يرام؟
-نعم انا بخير لا تقلق
-ماذا حدث في المستشفى ؟
-قالوا انها قد تخضع لعملية لقلبها
-فليفعلوا لعلها تموت..
-نظرت مباشرة في عينيه والانزعاج قد اخذ مني ما اخذ فأجبته بحدة
-لستَ ارحم بها من خالقها ، ان أراد لها ذلك فلتعش فيه وتصبر وسأصبر عليها الى أن يأخذني ربي اليه
فأدرت له ظهري ونمت ولم اتحدث معه طيلة ذاك اليوم
في اليوم التالي قاموا باستدعائنا الى المستشفى فذهبنا على الفور وعندما وصلنا وجدناهم قد ادخلوها الى الجناح فالتقينا بطبيبها
-مرحبا دكتور"قال زوجي"
-اهلًا بكم تفضلوا الى مكتبي من فضلكم
ذهبنا فجلسنا في المكتب
-الطبيب : حسنا سيدي ان ابنتكم ..
قطعتُ كلامه مباشرة
-رجاءً يا دكتور ، لم أعد احتمل المزيد من الصدمات ، انا سأخرج وانت تحدث مع زوجي
الطبيب : حسنا ولكن..
قاطعته مرة اخرى
-رجاءً يا دكتور اسمح لي ، سأذهب..
-حسنا ، كما تشائين
خرجت انا ووقفت بجانب الباب انتظر وبقي زوجي مع الطبيب ما بها الا لحظات واذا بزوجي يخرج مسرعاً الي والسرور قد بدا على وجهه وعيناه ممتلئتان بالدموع فضمني اليه بقوة ولم استوعب مالذي يحدث فزوجي ليس بعادته ان يفعل ذلك امام العامة لأي سبب كان
-ما بك مالذي حصل
-ابنتنا ، انها سليمة ، ليست منغولية
نظرت الى عينيه والسرور قد غمرني فجأة
-حقاً ؟؟ هل ما تقوله صحيح؟؟
-اجل اقسم لك
تركته ودخلت فورا الى الطبيب ولحق بي
-هل حقاً ما قاله زوجي يا دكتور؟
-نعم سيدتي وحاولت ان أبقيك لتسمعي ذلك ولكنك أبيتي
-أوووه يا الهي ، هل انا احلم ام ماذا؟
-لا يا سيدتي ، انه خطأ في التحاليل ، فعندما رأينا ان ابنتك لا تشبه اطفال متلازمة داون أعدنا التحليل مجددا وهذه هي النتيجة
لم احتمل هذا الخبر ولم استطع الوقوف فجلست على الكرسي
-أوووه يا الهي ، هذه اروع صدمة في حياتي
لك الحمد يا الهي ، لك الحمد كثيرا
زوجي : هلّا ذهبنا اليها؟
انا: بالطبع
فذهبنا الى الجناح ورأيناها وحولها الأجهزة ولكن هذه كانت اجمل مرة نراها فيها لقد كانت ملاكاً في اعيننا ذهب اليها زوجي فقبلها وأمسك بيدها الصغيرة وأخذ يقبلها ويبكي وانا كنت أقف بجواره والدموع تخالط ابتسامتي لفرحتي بهذا الخبر
بعدها بقليل أتى الطبيب
-مرحبا مجددا
نهض زوجي ومسح دموعه
-اهلًا يا دكتور
-أهنئكم على هذا الخبر الجميل
-شكرا لك يا دكتور
-زوجتك تستطيع البقاء في الجناح مع ابنتك اما انت فلا بأس اذا كنت تريد الذهاب
-لا يا دكتور ، اريد ان أبقى
سألته : متى ستخرج وهل ستخضع للعملية؟
-لا يا سيدتي ان قلبها الان بصحة جيدة ولن تخضع للعملية ولكننا سنعطيك أدوية ونطلب منك الا تتعبين قلبها في الرضاعة وألا تسمحي لها بالبكاء بشدة لكي لا يتكرر معكم هذا الموقف وبالنسبة لخروجها ، قد تبقى لعدة ايام هنا لان لديها التهاب في صدرها
-حسنا يا دكتور
مضت هذه الأيام وعدنا الى المنزل وقد كانت بأفضل حالاتها واستقبلنا الجميع مجددا بكل فرح وشوق اليها ،اما بالنسبة إلينا انا وزوجي فكنا فرحين لدرجة اننا شعرنا انها طفلة خالية من جميع العيوب .
أعطيتهم الطفلة ودخلت غرفتي مباشرة ومددت سجادتي وسجدت سجدة طويلة أغرقت فيها سجادتي بالدموع وحمدت الله كثيرا على فضله
دخل علي زوجي فشعرت بوجوده فنهضت ومسحت دموعي ووقفت أمامه ، كان ينظر الي والفرحة تأبى ان تذهب عن وجهه فضمني اليه
-أوووه يا الهي ، انها معجزة !!
-قل الحمدلله يا رجل
-الحمدلله كثيرا ، انا ذاهب لاتوضأ واعود فأصلي شكراً لله
-حسنا يا عزيزي
مضت الأيام وكانت طفلتنا اجمل الأطفال في اعيننا ولم نشعر ولا للحظة ان فيها عيوب خلقية وقد كنّا اسعد الناس بوجودها بيننا وبصحة جيدة
انتهت القصة.............
تعليقي عليها :
ان قصتي أعادتني الى الزمان القديم ، عندما خسر المسلمون في معركة أحد كانت هذه الخسارة الكبرى ، وعندما شاع ان سيدنا محمد قد مات فيها كانت هذه الفاجعة الأكبر
فجلس المسلمون ولم يكملوا الحرب لصدمتهم بهذا الخبر البشع ومن ثم ذهبوا فوجدوه جالساً على جبل أحد فركضوا اليه وأخذوا يقبلونه ويضمونه اليهم ونسوا امر خسارتهم ...
ان الله ابتلاهم بفاجعة عظيمة لكي يهون عليهم امر الفاجعة الاولى ، وهكذا حدث معنا بالضبط ، لقد ابتلانا بفاجعة لكي يهون علينا عيوبها الاولى
الحمدلله الذي تمنن علينا بفضله وكرمه ، له الحمد في الآخرة والاولى
ملاحظة :لم استطع رفع صورها لكم ولكني وضعت صورتها كصورة رمزية
اتمنى ان تكون قصتي قد اعجبتكم
وشكرا جزيلا
ملاحظة اخرى : بالنسبة لمشاكلها الصحية الاخرى فأخبرونا بأن جميعها لها حل وتخضع فيها لعمليات فأرجوا الدعاء لها بان تشفى ولكم مني جزيل الشكر
اسفة عالتأخير ما كان معي وقت
اترككم مع البارت الأخير
شغل المحرك وذهبنا الى المنزل وعند وصولنا طرق زوجي الباب ولم يفتحوا لنا ، انتظرنا قليلاً فطرقه مرة اخرى
ففتح اخاه الباب وعندما دخلنا وجدت اهلي في المنزل ينتظرون عودتي مع ابنتي، وكان الجميع ينتظر والمنزل قد امتلأ بالزينة ، والبالون كان معلقاً على الجدران ، لقد استقبلونا استقبالا حافلا بالابتسامات والفرح ، كانت الحلوى والهدايا تعمّ المكان ، اخذوا الطفلة مني وبدأوا يتناقلونها من شخص لآخر بكل رفق وسرور والأسئلة تتهافت علي من كل مكان
"كم وزنها الان ؟" "انها كالدمية" " انها تشبه أباها" "هل ستحلقين شعرها...."
كنت مجبرة على الابتسامة وكنت احاول ان اجيبهم على كافة الاسئة
لقد كانت تبدو طبيعية ولا شيء فيها أبداً ، لم تكن تبدو فيها العيوب الخلقية ، كانت جميلة كأي طفلة مولودة حديثاً .
بعد ان جلسنا وتحدثنا أعادوها الي اخيراً فهمست في اذن زوجي
-اريد الذهاب لكي ارتاح ، انني مرهقة
همس لي :حسناً اذهبي ولكن دعي الطفلة هنا لكي لا تزعجك ونحن سنتكفل بطعامها
أعطيته الطفلة فنهضت وأخبرت الجميع
-اعذروني ، اريد الذهاب انا مرهقة قليلا
ذهبت الى غرفتي وأغلقت الباب فانهمرت دموعي فورا وانخرطت بالبكاء
-لماذا يا أبنتي ، لماذا ؟
-لماذا لم تكوني سليمة ؟
-لماذا يادكتور اخبرتنا بأنها منغولية؟
-ليتك تأخرت ولم تخبرنا ، ليتك لم تفسد لي فرحتي بها .
لقد كان الحزن هو المسيطر علي وعلى زوجي وكان الجميع يظن ان السبب هو تشوه عمودها الفقري ، قلت لزوجي انهم يعتقدون اننا حزينين على امر التشوه فالجميع يطمئن بِنَا ويخبرنا انه غير واضح
فأجابني : ليته .. ، ليت السبب يكون التشوه
مضت الأيام ونحن على هذه الحالة نشعر بالحزن كلما نظرنا اليها نتسائل ياترى كيف سيكون مستقبلها كان زوجي يقول لي لو انها ولد والله لا اخشى عليها من شيء ولكن لأنها فتاة
أتعلمين كيف ستكون نظرة الناس لها في المستقبل؟
هل تظنين انها ستكون بتلك القوة التي تدافع فيها عن نفسها؟
لا أظن ذلك ، لا أظنه لفتاة ...
وذات ليلة كانت الساعة الثالثة فجرا استيقظت على صوت بكائها وقد كنت أظنه مثل بكائها المعتاد الا انه بدأ يزداد شيئاً فشيئاً ولم تُفلح اي طريقة استخدمتها لإسكاتها وفجأة تحول بكاؤها الى صراخ فاستيقظ زوجي وقال
-سأنام خارجاً هذه الليلة ، لدي عمل ولن أتمكن من النوم هنا
قلت له والطفلة تصرخ
-حسناً عزيزي كما تشاء
ولم يمض على خروجه سوى دقائق فتحول لون الطفلة الى الأزرق وبدأت تتنفس بصعوبة وبكاؤها اصبح شهقات الى ان شهقت شهقة قوية وبعدها صمتت وتوقف كل شيء فيها ، صدمني هول المنظر وخرجت مسرعة بلا وعي ولم أضع الحجاب على رأسي ركضت الى زوجي وانا احمل الطفلة وهي بين يدي بلا حراك ولا تنفس ولون جلدها اصبح اصفر وبدأت اصرخ
-انهض انهض لقد ماتت الطفلة !!
استيقظ الجميع على صوتي وجاء خالي والذي يكون والد زوجي اخذ الطفلة مني وقال لنا ارتدوا ملابسكم فورا
ذهبت وانا ابكي وارتديت عبائتي وارتدى زوجي ملابسه فسمعتها شهقت فبكت ، خرجت اركض فرأيتها قد عادت تتنفس فشعرت بشيء من الارتياح ، ظل خالي يحملها وقال هيا بِنَا الى المستشفى
ذهبنا فقال الأطباء عندما رأوها
-يجب ان تدخل الى العناية المركزة الان
وافقنا على الفور فأدخلوها الى العناية
كانت الساعة السادسة صباحاً
زوجي : انا ذاهب الى العمل ، لا أستطيع ان أبقى سأعود فور خروجي من العمل ، ابقي مع والدي وان حصل شيء اخبريني
انا : حسنا سأفعل
بعد ذهاب زوجي بقليل أتى إلينا الطبيب
-السلام عليكم
اجاب خالي:
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
-كيف حالك يا سيدي
-بخير الحمدلله ، اخبرني يا دكتور مابها الطفلة
-في الحقيقة يا سيدي قد تحتاج الى عملية لاغلاق الفتحة التي في قلبها ، انها لا تحتمل البقاء بها
-وهل هي خطرة؟؟
-لا لا ، ان نسبة نجاحها 90٪ انها عملية سهلة وغير معقدة
-حسنا شكرا لك يا دكتور
وقبل ان يذهب الطبيب سألته
-لو سمحت ماذا سيحدث الان ؟ متى هو موعد العملية وماذا سنفعل نحن الان
-سيدتي ان العملية لم تُحدد حتى الان فلسنا متأكدين من فعلها اما بالنسبة لكم فليس لكم داعٍ الان ، يمكنكم الذهاب وسنتصل بكم بمجرد ان يحدث شيء
-حسنا شكرا لك يا دكتور
عدنا الى المنزل وكان الجميع مستنفر وينتظر ان نعود ليعلموا ماذا حدث
ما ان دخلنا حتى تهافتت الأسئلة علينا من كل ناحية من أفراد الاسرة ، وقبل ان يجيبهم خالي بشيء التفت الي
-اذهبي يا ابنتي الى غرفتك وارتاحي ، انا سأهتم بهم
-حسناً خالي
ذهبت انا وبدأ خالي يجيبهم مالذي حدث معنا
استلقيت على السرير ونمت فورا فقد كنت مرهقة من تلك الليلة البائسة
مرت ساعات فاستيقظت على صوت زوجي وكانت الساعة الثانية ظهرا
-مرحبا عزيزتي
-اهلًا بك
-هل انت على ما يرام؟
-نعم انا بخير لا تقلق
-ماذا حدث في المستشفى ؟
-قالوا انها قد تخضع لعملية لقلبها
-فليفعلوا لعلها تموت..
-نظرت مباشرة في عينيه والانزعاج قد اخذ مني ما اخذ فأجبته بحدة
-لستَ ارحم بها من خالقها ، ان أراد لها ذلك فلتعش فيه وتصبر وسأصبر عليها الى أن يأخذني ربي اليه
فأدرت له ظهري ونمت ولم اتحدث معه طيلة ذاك اليوم
في اليوم التالي قاموا باستدعائنا الى المستشفى فذهبنا على الفور وعندما وصلنا وجدناهم قد ادخلوها الى الجناح فالتقينا بطبيبها
-مرحبا دكتور"قال زوجي"
-اهلًا بكم تفضلوا الى مكتبي من فضلكم
ذهبنا فجلسنا في المكتب
-الطبيب : حسنا سيدي ان ابنتكم ..
قطعتُ كلامه مباشرة
-رجاءً يا دكتور ، لم أعد احتمل المزيد من الصدمات ، انا سأخرج وانت تحدث مع زوجي
الطبيب : حسنا ولكن..
قاطعته مرة اخرى
-رجاءً يا دكتور اسمح لي ، سأذهب..
-حسنا ، كما تشائين
خرجت انا ووقفت بجانب الباب انتظر وبقي زوجي مع الطبيب ما بها الا لحظات واذا بزوجي يخرج مسرعاً الي والسرور قد بدا على وجهه وعيناه ممتلئتان بالدموع فضمني اليه بقوة ولم استوعب مالذي يحدث فزوجي ليس بعادته ان يفعل ذلك امام العامة لأي سبب كان
-ما بك مالذي حصل
-ابنتنا ، انها سليمة ، ليست منغولية
نظرت الى عينيه والسرور قد غمرني فجأة
-حقاً ؟؟ هل ما تقوله صحيح؟؟
-اجل اقسم لك
تركته ودخلت فورا الى الطبيب ولحق بي
-هل حقاً ما قاله زوجي يا دكتور؟
-نعم سيدتي وحاولت ان أبقيك لتسمعي ذلك ولكنك أبيتي
-أوووه يا الهي ، هل انا احلم ام ماذا؟
-لا يا سيدتي ، انه خطأ في التحاليل ، فعندما رأينا ان ابنتك لا تشبه اطفال متلازمة داون أعدنا التحليل مجددا وهذه هي النتيجة
لم احتمل هذا الخبر ولم استطع الوقوف فجلست على الكرسي
-أوووه يا الهي ، هذه اروع صدمة في حياتي
لك الحمد يا الهي ، لك الحمد كثيرا
زوجي : هلّا ذهبنا اليها؟
انا: بالطبع
فذهبنا الى الجناح ورأيناها وحولها الأجهزة ولكن هذه كانت اجمل مرة نراها فيها لقد كانت ملاكاً في اعيننا ذهب اليها زوجي فقبلها وأمسك بيدها الصغيرة وأخذ يقبلها ويبكي وانا كنت أقف بجواره والدموع تخالط ابتسامتي لفرحتي بهذا الخبر
بعدها بقليل أتى الطبيب
-مرحبا مجددا
نهض زوجي ومسح دموعه
-اهلًا يا دكتور
-أهنئكم على هذا الخبر الجميل
-شكرا لك يا دكتور
-زوجتك تستطيع البقاء في الجناح مع ابنتك اما انت فلا بأس اذا كنت تريد الذهاب
-لا يا دكتور ، اريد ان أبقى
سألته : متى ستخرج وهل ستخضع للعملية؟
-لا يا سيدتي ان قلبها الان بصحة جيدة ولن تخضع للعملية ولكننا سنعطيك أدوية ونطلب منك الا تتعبين قلبها في الرضاعة وألا تسمحي لها بالبكاء بشدة لكي لا يتكرر معكم هذا الموقف وبالنسبة لخروجها ، قد تبقى لعدة ايام هنا لان لديها التهاب في صدرها
-حسنا يا دكتور
مضت هذه الأيام وعدنا الى المنزل وقد كانت بأفضل حالاتها واستقبلنا الجميع مجددا بكل فرح وشوق اليها ،اما بالنسبة إلينا انا وزوجي فكنا فرحين لدرجة اننا شعرنا انها طفلة خالية من جميع العيوب .
أعطيتهم الطفلة ودخلت غرفتي مباشرة ومددت سجادتي وسجدت سجدة طويلة أغرقت فيها سجادتي بالدموع وحمدت الله كثيرا على فضله
دخل علي زوجي فشعرت بوجوده فنهضت ومسحت دموعي ووقفت أمامه ، كان ينظر الي والفرحة تأبى ان تذهب عن وجهه فضمني اليه
-أوووه يا الهي ، انها معجزة !!
-قل الحمدلله يا رجل
-الحمدلله كثيرا ، انا ذاهب لاتوضأ واعود فأصلي شكراً لله
-حسنا يا عزيزي
مضت الأيام وكانت طفلتنا اجمل الأطفال في اعيننا ولم نشعر ولا للحظة ان فيها عيوب خلقية وقد كنّا اسعد الناس بوجودها بيننا وبصحة جيدة
انتهت القصة.............
تعليقي عليها :
ان قصتي أعادتني الى الزمان القديم ، عندما خسر المسلمون في معركة أحد كانت هذه الخسارة الكبرى ، وعندما شاع ان سيدنا محمد قد مات فيها كانت هذه الفاجعة الأكبر
فجلس المسلمون ولم يكملوا الحرب لصدمتهم بهذا الخبر البشع ومن ثم ذهبوا فوجدوه جالساً على جبل أحد فركضوا اليه وأخذوا يقبلونه ويضمونه اليهم ونسوا امر خسارتهم ...
ان الله ابتلاهم بفاجعة عظيمة لكي يهون عليهم امر الفاجعة الاولى ، وهكذا حدث معنا بالضبط ، لقد ابتلانا بفاجعة لكي يهون علينا عيوبها الاولى
الحمدلله الذي تمنن علينا بفضله وكرمه ، له الحمد في الآخرة والاولى
ملاحظة :لم استطع رفع صورها لكم ولكني وضعت صورتها كصورة رمزية
اتمنى ان تكون قصتي قد اعجبتكم
وشكرا جزيلا
ملاحظة اخرى : بالنسبة لمشاكلها الصحية الاخرى فأخبرونا بأن جميعها لها حل وتخضع فيها لعمليات فأرجوا الدعاء لها بان تشفى ولكم مني جزيل الشكر