******
الحمد لله جعل للمتقين مفازا حدائق وأعنابا , الحمد لله الذي بفضله اتقى المتقون ربهم وبفضله ازدلج المتقون ربهم إلى جنات الكرامة , الحمد لله الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلى , نثني على الله بالخير كله , نثني عليه بأسمائه ,نثني عليه بصفاته نثني عليه بتوحده في الربوبية وأن لا رب سواه ,
ونثني عليه بتوحده في الإلهية وأن لا معبود حق إلا هو , ونثني عليه بأنه ذو الأسماء الحسنى التي بلغت في الحسن نهايته ,
ونثني عليه بأنه ذو الصفات العلى التي علت على صفات خلقه , الحمد لله الذي أثنى عليه المتقون , أثنى عليه الأنبياء والمرسلون ورفعهم بذلك الثناء درجات ,
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله .
نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف علينا من الدين الغمة , نشهد أنه لا خير إلا دلنا عليه ولا شر إلا حذرنا منه
فطوبى لمن قبل بشارته , وطوبى لمن أخذ بالإنذار فعمل لما بعد الموت ,
صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد .
فيا أيها المؤمنون اتقوا الله حق التقوى , أيها المؤمن إن الله جل جلاله ذكر لنا في كتابه العظيم , ذكر لنا في هذا الكتاب العظيم صفات المتقين , وذكر أنه أمر المؤمنين بتقواه , بل إن الله جل وعلا ذكر لنا أنه وصى جميع الناس بتقوى الله وصى الذين من قبلنا ووصانا بأن نتقي الله , وذكر لنا جل وعلا أن جميع المرسلين أوصوا أقوامهم بتقوى الله ,
وذلك لأن التقوى إذا جاورت القلب صلح القلب , وإذا صلح القلب صلح الجسد كله فصلحت الأعمال ,
ثم بعد ذلك تأتي الآثار الطيبة للتقوى التي تسر العباد في حياتهم وآخرتهم , قال جل وعلا : (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ) النساء 131 –
وبين جلَّ وعلا هذا المجمل في آيات كثيرة فبيَّن أن نوحاً عليه السلام أمر قومه بالتقوى , وأن هوداً عليه السلام أمر قومه بالتقوى , وأن صالحاً أمر قومه بالتقوى وأن لوطاً أمر قومه بالتقوى , وأن شعيباً أمر قومه بالتقوى , وهكذا نبينا محمد عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين الصلاة والسلام أمر الناس بتقوى الله عز وجل
(كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ) الشعراء 105 – 108 -
(كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ) الشعراء 123 – 126 –
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ) الشعراء 141 – 144 –
(كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ) الشعراء 160 – 163 –
(كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ) الشعراء 176 – 179 –
وهكذا الناس جميعا أُمِروا بتقوى الله عز وجل من قبلنا ومن بعد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم , وصية الله للأولين والآخرين أن اتقوا الله
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ) الحج 1 –
يا أيها الناس اتقوا ربكم
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ ) لقمان 33 -
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ) آل عمران 102 –
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) الحشر 18 –
أمر الله جل وعلا الناس جميعاً بتقواه وأمر المؤمنين بتقواه بل أمر نبيه عليه الصلاة والسلام وهو أكمل الخلق بأن يتقي الله ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ) الأحزاب 1 –
وهذه صفة أهل الإيمان أنهم يأمرون بالتقوى فيأمر بعضهم بعضا بتقوى الله فإذا أُمِرَ المأمور بتقوى الله فرح وأخذه الوجل من ذكر الله جل وعلا ,
لأن المؤمن إذا ذُكِرَ الله وذُكِّرَ بالله وجل قلبه بخلاف أهل العصيان وأهل الشهوات وأهل الطغيان فإنهم كما وصفهم الله جل وعلا بقوله ( وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ) البقرة 206 –
صفة المؤمن أنه محبٌّ للتقوى لأنه يعلم أنه إن اتقى الله جل وعلا فإن الله جل وعلا معه ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ) النحل 128 –
فالله مع المتقين في ( ... ) تسديده وبتأييده وبتوفيقه وبتيسيره وبنصر المتقين على أعدائهم , لأن هذه المعية معية خاصة لأهل التقوى (( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ) النحل 128 –
المتقون في حياتهم : في سعادة عظيمة لأنهم عظموا الله بتقواه , فإذا ضاقت عليهم الأمور جعل الله لهم من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ومن كل بلاء عافية , (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ) الطلاق 4- (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) الطلاق 2- 3 –
المتقون تُيَسَّر لهم أمورهم (, (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا )
المتقي أيها العبد إن اتقيت الله كَفَّرَ الله عنك سيئاتك التي إن قابلتك يوم القيامة فإنك ستكون في ( ... ) خوف عظيم أن تكون ممن يُكبه الله جل وعلا في النار (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ) الطلاق 5 –
(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ) النبأ 31 – 33 –
كذلك الأمة التي تتقي الله وعدها الله جل وعلا بأن يبارك لها فيما أعطاها وأن يوسع لها في أرزاقها , وأنها إن تخلفت عن التقوى فإن ذلك شر لها وهي متوعدة بسلب النعم التي أفاضها الله عليها (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) الأعراف 96
( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ) النحل 112 – 113
إن المتقين إذا أحل الله جل وعلا العذاب بالمخالفين المكذبين للرسل الكافرين لنعمة الله ينجي الله المتقين بمفازتهم كما أخبر الله جل وعلا بقوله ( وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) النمل 53 - وقال سبحانه : (وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) فصلت 18 -
إذاً فالتقوى يا عبد الله أمر عظيمٌ عظيمْ إذا جاورت القلب صلح القلب وصلح الجسد وصلحت الحياة بل صلحت الآخرة التي هي أعظم من الحياة .
فإن القلب المتقي آنس بالله ’ آنس بمناجاته , آنسٌ بطاعته , آنس بالسكوت إن سكت , آنس بالكلام إن تكلم , لأنه إن تكلم إنما يتكلم برضى الله وإن سكت فإنما يسكت عن معصية الله ( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ) النساء 114 –
أيها المؤمنون : إن حقيقة التقوى أن تطيع الله على نور من الله وأن تطيع الرسول صلى الله عليه وسلم على نور من الطاعة , تطيع الله جل وعلا وأنت تخشى الآخرة , تطيع الله جل وعلا مخلصاً في هذه الطاعة مجتنباً ما عنه نهى الله تبارك وتعالى .
إن حقيقة التقوى : طاعة الله وطاعة رسوله فالذي يسعى في طاعة الله وطاعة رسوله ويمتثل ذلك فهو المحقق للتقوى , وأعلى ذلك أن يكون محققاً لتوحيد الله تبارك وتعالى لأنها التقوى التي أُمِرَ بها الناس جميعاً في قول الله ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ) يعني وحدوه وانبذوا الشرك وأقيموا قلوبكم على إخلاص القصد والوجه لله تبارك وتعالى ,
فتحقيق التقوى : بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم , بأن لا يكون في قلبك إلا الله تبارك وتعالى وأن تخلع من قلبك رؤية الخلق , أن تخلع من قلبك رؤية الدنيا إلا بما أذِنَ الله جل وعلا في ذلك .
فالمتقي ينظر الجنة أمامه فيسعى إليها وينظر النار أمامه فيهرب منها , المتقي يرى الآخرة أمامه , يرى الموازين منصوبة , ويرى الصحف تتطاير فيعمل لذلك اليوم ( ... )
المتقي ينظر إلى سكناه في بيته في قبره فينظر بم يزينه ينظر لم يريده أن يكون معه في قبره ينظر إلى ذلك فيحسن عمله الصالح , فينظر إلى ذلك فيكون على خوف ووجل من الذين يعذبون في قبورهم وأن يكون منهم ,
إن المتقي لله تراه مسارعاً في فرائض الله تراه إذا نودي إلى الصلاة فإنه يسعى إليها بخلاف الذين إذا نودي إلى الصلاة كأنهم لم يسمعوها , المؤمن إذا نودي للصلاة سعى إليها محباً لذلك , وإذا غفل عن ذلك أناب واستغفر فيما بينه وبين الله جل وعلا وعظم الله أن يخالفه .
إن المتقي من يؤتي الزكاة , إن المتقي من يصوم طاعة لله , إن المتقي من يؤدي فرائض الله , أيضا المتقي من يجتنب ما نهى الله عنه ورسوله , فالمتقي ليس بصاحب غش في بيوعاته .
الذي يتق الله يتق الله في غيره يتق الله في حقوق العباد , لا تجده يغش الناس في بيعه , لا تجده يغش الناس في شرائه , لا تجده يخون الأمانة , المتقي تجده في عمله يحرص أن يكون كسبه حلالاً , وعمله على أحسن ما يمكنه ,
المتقي تجده يخشى الله فيما يعمل , يخشى الله في بيته يخشى الله في نفسه , يخشى الله في عمله , يحقق المصالح ويدرأُ المفاسد , المتقي يخشى أن تزل قدمه بطاعة الشيطان بغشيان كبائر الذنوب من شرب الخمر والعياذ بالله أو من إتيان الزنى أو من غشيان وسائل الزنى , فإن القلب يتقلب فالعبد إذا سار في الوسائل عن رضى منه واختيار فإنه لا يؤمَن وهو مؤاخذ بالوسائل وبالغايات التي أداها إليه تساهله ,
كذلك أيها المؤمنون : المتقون لله مصلحون فيما بينهم , مصلحون لأسرهم , يسعون في الصلة , يسعون في الكلام الذي يقرب القلوب , ويبتعدون عن الكلام الذي ينفر القلوب لأن الله أمر بأن نصلح ذات بيننا فقال سبحانه ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ) الأنفال 1-
إن المتقي لله يخشى أن يكون ممن فرق بين الناس , يخشى أن يكون ممن سعى في القطيعة , إن المتقي لله يسعى في الخير ويحبب الخير إلى الناس ,
كذلك أيها المؤمنون إن الأمة المتقية لله والمجتمع المتقيَ لله هو الذي يخشى الله فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر , وإن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن ترك الأمر والنهي والتساهل في ذلك إنه علامة ضعف التقوى .
فإذا عظم المرء الله هان عليه الخوف في جنب الله جل جلاله فينظر إلى أمر الله ولا يهمه هل الخلق راضون أم غير راضين ,
وقد قيل للإمام أحمد : إن فلاناً رجل صالح ما من أحد من جيرانه إلا وهو يثني عليه في كل جيرانه , فقال : أظنه رجل سوء , قالوا : لمَ ؟ قال لأن لا بد وأن يكون من جيرانه المقصر فإذا سكت عن الجميع رضوا عنه جميعاً ,
أما إن أمر ونهى فلا بد أن يكون مغضباً للخلق في جنب الله جل جلاله .
المؤمن يأمر بتقوى الله ويحقق التقوى بحسب ما يستطيع فإذا فرط فإنه يستغفر وينيب ,
إن المتقين لهم عند الله جل وعلا المقامات العالية إن الله يحب الذين اتقوا , إن الله مع المتقين , إن الله ينصر الذين اتقوا وينصر المتقين , ينصر المطيعين ويسهل لهم أمورهم .
إن المجتمعات إذا كانت مطيعة لله فإن الله وعدها بالسعة في أرزاقها وبالخلاص من مشاكلها الإقتصادية والسياسية ومن مشاكلها المتنوعة , لأن بتقوى الله يجعل الله من كل ضيق فرجاً , يجعل الله من كل ضيق مخرجاً , يجعل الله من كل بلاءٍ عافية .
والله جل وعلا حثَّنا على التقوى فَهَلَّا حَقَّقنا ذلك ؟
هَلا عظمنا الله وخِفنا النار , وأقبلنا على الجنة ؟
هَلا أمرنا قلوبنا بتقوى الله فلهجت ألسنتنا بذكر الله ؟
هَلا اجتنبنا الغيبة ؟ هل اجتنبنا النميمة ؟
فإن الغيبة محبطة لما يقابلها من الأعمال ؟ لان الغيبة سيئة والسيئات تنقص معها الحسنات يوم القيامة , إذا وُزِنَ الناس ووضِعت الموازين القسط قال سبحانه (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) سورة الأنبياء آية 47 –
نعم إن الناس يكبون في النار على مناخرهم من حصائد ألسنتهم .
فعلينا أن نعظم تقوى الله , علينا إذا أردنا السعة والطيب في هذه الحياة وعند لقاء الله – فمن كان يرجو لِقاء اللهِ فَليعمل عملًاصالِحًا(فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا ) , ( مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ ) لا شك في ذلك ولا ريب
وإن الحياة ميزان للعمل وليست لغاية , فالذي ينظر إليها وأنها غاية فإن هذا ( ... ) من عقله ( .... ) يعظم ذوي الألباب وذوي العقول وأنهم المنتفعون بالذكر وأنهم المنتفعون بالتذكير
أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا وإياكم من المتقين له , المحكمين لكتابه في أنفسنا , وأن يمنَّ علينا بالعمل الصالح وتعظيم الله جل جلاله وإتيان الفرائض والإمتثال لها وبالبعد عن المحرمات , وعن التفريط في فرائض الله إنه ولي ذلك والقادر عليه واسمعوا قول الله جل جلاله :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم .
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .
انتهت عند الدقيقة 19 و30 ثانية
ـــــــــــــــــــــــــ
من شريط ( الإقتداء بالسنة فِعلاً وتركاً )لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله وأجزل له الأجر والمثوبة على هذه التذكرة الطيبة النافعة بإذن الله
ملاحظة : ما جاء بين المعكوفتين كلمة غير مفهومة