مرحبآ !

من خلال التسجيل في صفحات نسوة يمكنك ذلك من المشاركه وتبادل الآفكار الأيحابيه مع زميلاتك

آشتركي معنا الآن !

الخيانه الزوجيه

تاج وردي

New member
إنضم
1 ديسمبر 2009
المشاركات
22
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحببت أن أشارككم مقالتي لهذا الأسبوع على مجلة رؤى


---------------------------------------------------------------

الخــــــيانــــة الــــــزوجـــــيــــة


تعيش المجتمعات في زمننا الحالي تحت طفرة معلوماتية كبيرة جعلت من عملية نقل المعلومة والتواصل بين البشر أمرا في غاية اليسر والسهولة ، وبالتالي إنفتحت أبواب كثيرة خاصة بالثقافات والسلوكيات المختلفة لتستعرض جميعها في دائرة الإنترنت والفضائيات والرسائل النصية والإتصالات والتي في مجملها أعطت دفعة قوية جدا في مفهوم التواصل الحي بين البشر

ومن هنا أصبح إطلاع الأفراد من الجنسين على مايدور من أحداث وأيضا مايظهر أمامهم من أشخاص هو بنقرة زر على أحد اجهزة التحكم أو حروف أجهزة الكومبيوتر ليجد نفسه في اتصال مباشر أو شبه مباشر مع أطراف كان من الصعب جدا أن يتواصل معهم في زمن سابق ، وأدى ذلك إلى إستسهال عملية التواصل بين الجنسين مما جعل البعض يجد غايته المنشودة في أن يتواصل مع جنس مختلف بمعنى أن تتواصل المرأة مع رجل ويتواصل الرجل مع مرأة بشكل عادي وميسر
وهذا الأمر لم يعد مقصورا على التواصل من أجل العمل أو التعارف بغية الزواج أو خلافه ، إنما قد تأثر به المتزوجون أيضا ومن الجنسين ، مما أدى لتزايد كبير جدا في إغفال الشريك الشرعي أحيانا في بيوت الزوجية ، من خلال تطبيق لمراحل متقدمة من التواصل من قبل أحدهما مع شخص خارجي ليتحول الأمر إلى خيانة زوجية واضحة من قبل أحد الطرفين ، وبحكم تخصصي كمحلل نفسي ومستشار أسري وإجتماعي فإنني ألاحظ أن نسبة عالية جدا من الحالات التي تأتي يكون أساس المشكلة فيها هو الخيانة الزوجية وغالبا تكون من قبل الزوج بشكل كبير

وأشير بأنه لايظهر المفهوم الحقيقي لمعنى بيت الزوجية إلا على أساس السكن بمعانيه المختلفة ، فبيت الزوجية هو سكن الجسد والفكر والمشاعر والعواطف والروح والتي يتشارك تحت سقفه عالمين مختلفين يتم تذويبهما لكي نخرج بعالم واحد تشترك فيه الصفات والعناصر التي تصب في صالح تلك البذرة الجديدة ليخرج منها نسل جديد ليكونوا المجتمعات لإعمار الأرض حسب الحكمة الإلهية في ذلك

وإذا انتفى التوائم العاطفي والمشاعري بين الطرفين فإنه فطريا سيبدئون في البدء بالبحث عن الإشباع الذي يوصلهم إلى مبتغاهم النفسي والفطري المطلوب ، وتتم هذه العملية من خلال إما أن يتم الإنفصال ليذهب كل منهما في درب جديد مع شخص آخر ، أو أن يبقيا سويا يعاركون الواقع بكل مافيه من قصور إلى أن يأتي الوقت الذي قد يقوم كلاهما أو أحد الطرفين بالبحث عن المشبع لإحتياجاته تلك والتي تكون بالنظر إلى ماهو خارج إطار بيت الزوجية

وأوجه حديثي إلى المرأة هنا بأنها يجب أن تعلم بأن الرجل بعادته وفطرته هو تنفيذي في تعاملاته وتحركاته ، أي بمعنى انه ينشط ويتخذ الخطوات للوصول إلى مبتغاه بالتنفيذ الفعلي وليس بالتمني والتخيل الذي لا يعطيه نتائج ملموسة على أرض الواقع ليحقق من خلال ذلك الوصول إلى هدفه ، وإشباع إحتياجاته المقررة من قبله ، فيخرج إشباع ذلك الإجتياج أحيانا عن طريق الفعل ، والذي قد يكون إما بالزواج الشرعي بثانية أو بالخيانة المقررة ،

ويصل الزوج الى أن يمارس الخيانة بسبب عدة عوامل منها إقتصادية وإجتماعية ومنها البيئية ومنها النفسية والفكرية ، ومنها المرضية ، فبعض الرجال تتكالب عليه الأمور من حوله والإلتزامات الحياتية في بيت الزوجية فيجد أن كينونته الذكورية قد أصابها ما أصابها من التهتك بسبب تذكيره بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل الزوجة بعدم جدوى أدواره في كسب الرزق ، وأنه المتسبب في القصور المادي القائم ، وأيضا من خلال إحساسه أمام نفسه بأن دوره في إستجلاب القوت قد شابه العجز والقصور ، بالتالي في الحصول على المكانة الإجتماعية المطلوبة كمرتبة أعلى في مستويات الإحساس بالثقة في النفس حسب النظريات النفسية ، وهنا يتوسد الرجل الإحساس بأنه الشخص الغير مكتمل القيادية أمام نفسه وفي نظر تلك المرأة التي هي زوجة له ، بحكم أن القيادة لدى الرجل هي من العناصر المهمة في تكوينه الذكوري بشكل عام ، ونجده هنا يبدأ بالبحث عمن لا تعلم عن ذلك القصور فيه أو أنها ربما تقبله بذلك القصور دون أن تتعرض له أو تعترض عليه في هذا الجانب ، وبالتالي يجد البوتقة المحتضنة له من قبل الأخرى فتكون النتيجة هي الإلتصاق العاطفي والمشاعري بها مما يؤدي إلى إنتقاله اليها من خلال ذلك ، ومحاولة إبقاء الزوجة الشرعية على رابط العقد دون ممارسة شروط العقد فيها ، أي بأنه زوج على الورق فقط ، بينما المرأة الأخرى هي من تشعره بذكوريته من خلال مالديها من إهتمام بأن تشبع فيه إحتياجاته الذكورية فيها ومنها سواء بعقد شرعي معها أو من خلال علاقة خارج إطار الزوجية بشكل غير شرعي

وربما تأتي الخيانة الزوجية بسبب الجانب البيئي أحيانا ، حيث أن مفهوم التعدد لدى بعض المجتمعات هو أمر مرفوض بالكلية أو أن يكون الإقدام على هذه الفعلة وكأنها نهاية لعالم الزوجة الأولى ، مما يجعل بعض الرجال الذين يتوقون الى وجود إمرأة أخرى بشكل شرعي وعلني في حياتهم هو ضرب من ضروب المستحيل ، فيتحول الرجل هنا إلى ممارسة الخيانة بمفهومها العام دون تأطير شرعي واضح ، بسبب الحصار النفسي الذي لحق أو قد يلحق به في حال إكتشاف فعلته بزواجه من الثانية ،
ولإثبات أنه مازال مرغوبا ومطلوبا من قبل النساء الأخريات ،

أو ربما العكس نجد أن مجتمعات أخرى يكون مفهوم وجود إمرأة أخرى هو أمر عادي جدا لديها ، فيحصل إصطدام متسارع من قبل الزوجة التي لها زوج من هذا المجتمع وذلك بغرض تأكيد بقائه معها ولها ، قينقلب الأمر هنا إلى تذكير غير مباشر لهذا الرجل بأن المرأة بالعموم هي هدف أساسي بدليل خوف الأخرى منها مما يجعله في حالة تذكر متتالية ، فيتحول الأمر الى تصديق داخلي وبالتالي إلى رغبة في ممارسة إيجاد علاقة مع المخلوق المرأة سواء بإطار شرعي أو بدونه ،

وهناك أيضا الأسباب النفسية والتي تجعل الرجل يترجم فعل الخيانة بأنه أمر يمارسه الجميع من حوله ، والذي ربما قد رأى وشاهد هذا السلوك من قبل أحد أبويه أو أقاربه أو أصدقائه ، فيضع بالتالي الأعذار التي تتناسب ونفسيته التي من المؤكد بأن فيها من عدم الإتزان الشيء الكثير ، لأن الله عز وجل قد وضح الإكتفاء بعشيرة شرعية واحدة حتى أننا نرى ذلك في معظم الحيوانات ، ولكن حينما نجد أن هناك من الرجال من يبرر لنفسه فعلة الخيانة بشكلها الواضح فهو بالتأكيد قد خرج بهذه القناعة من خلال عدم وضوح للرؤية السلوكية الطبيعية والفطرية في معنى الإنسانية بشكل عام ، وأيضا بسبب تضارب المفاهيم لديه والتي أتت ربما بسبب تراكمات فكرية معينة أو أحداث في زمن سابق له أو مشاهدات لسيناريوهات لأشخاص آخرين وبالتالي يعتنق هذا الفكر المنحرف والذي يدلل على أنه لا يمتلك المرجعية الداخلية ليتخذ القرار السلوكي السليم والخاص به ، وبأن من حقه أن يتسهدف من النساء ماشاء في أقرب فرصة تتاح له وبأي طريقة أوآلية ، لنجد أن ممارسة الخيانة لدى هذا الرجل الذي يحمل هذه المعاني الواضحة من خلال التحليل النفسي قد افضت به الى أن يدرج تحت من هم مرضى نفسيين ربما يعلمون بمرضهم أو ربما هم غير واعيين لما يقومون به من سلوك تحت غطاء الحرية حسب وجهة نظرهم في معنى الحرية ، وبإعتقاده بأنه رجل لا يعيبه شيء وبأن المرأة هي هدف أساسي له يستحل التواصل وتكوين العلاقة معها بكيفما أتت بها الظروف وتحت أي مسمى بغض النظر عن الحلال والحرام والتغاضي عن أسس الذكورية الحقة فيه والتي لو علمها بشكلها الصحيح لوجد أنه مستأمن على المخلوق المرأة بشكل عام

ولمحاولة تعديل سلوك ممارسة الخيانة في الرجل فإن الأمر لا يقتصر على أحادية التوجيه سواء كان ذلك التوجيه هو ديني أو عقلاني اونفسي بشكل منفرد ، إنما يتم الأمر من خلال تحليل الحالة أولا وتحديد النواحي والمزايا والعيوب النفسية والفكرية والدينية لدى الشخص وذلك للخروج بدراسة حالة تخصه هو بعينه لنضع يدنا كمتخصص على المسبب أو مجموعة المسببات التي أودت به إلى ان يمارس هذا السلوك بالشكل والطريقة التي نراها من بعض الرجال في هذا الأمر

ومن هنا فإنني أشير إلى أن أي تكتل ينشأ لمقاومة هذا السلوك حيال هؤلاء الرجال سواء كان هذا التكتل عن طريق مجموعة من الأشخاص المصلحين من قبل أهله أو أهل الزوجة أو عن طريق المحاكم أو الشرطة أو إنشاء لجمعية يكون مسماها محدد لمن تعرضن من النساء للخيانة الزوجية على سبيل المثال فإن الأمر هنا قد يتعقد ويتشعب بشكل دراماتيكي في نفسية هذا الرجل ، وسنجد أن النتيجة من المواجهة فيما بينه وبين هذا التكتل هو تغطيته للأمر وتمريره في حينه للتخلص من الموقف فقط ، ومن ثم العودة بشكل ربما أقوى وإصرار أعمق الى ماكان عليه من سلوكيات تظهر تحت مسمى الخيانة الزوجية من قبله مرة أخرى ، بل وربما يصل الأمر إلى إستعداء واضح من قبل بعض الرجال الذين يقومون بهذه الأفعال لنجد أن ماتمنيناه من وئام ورأب صدع بين الزوج والزوجة سيتحول إلى حروب وكسب جولات وتكتلات تساند طرفا بعينه وتعينه على الطرف الآخر ، وبدلا من ذلك فإن التوجه إلى إستحداث مراكز إستشارات أسرية يديرها متخصصين أكفاء ، يحملون من العلوم المختلفة الكثير مثل الجانب النفسي والإجتماعي والشرعي والقانوني بحيث تكون منظومة متكاملة لخدمة أفراد المجتمع بشكل نظامي وإحترامي واضح ومقنن تحت نظر وزارة الشؤون الإجتماعية وبتريح ومتابعة منها على مايجري من نتائج

ومن هنا يأتي ذكر التطبيق الصحيح لأسس المعالجة وهي في نظري والتي تعتمد على دراسة الحالة بشكل منفرد وبالتالي الخروج بقرار علاجي واضح يقوم به شخص متخصص وملم في جوانب عديدة من العلوم كي يكون هناك نظر إلى الزوايا المختلفة للحالة وبالتالي وضع آلية العلاج للوصول الى النتيجة المطلوبة التي يرتضيها الله ورسوله والمؤمنين

ولا نغفل أن هناك نسبة كبيرة وعالية في أن خيانة الرجل تعتمد بشكل كامل أحيانا على ما تسببت فيه المرأة من تدمير وضرب لكينونته الذكورية ، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر من قبلها ، بحيث أن عدم فهم المرأة للرجل ولصفاته ولطريقة تفكيره وأيضا الأحلام الخيالية من قبل المرأة في أن الرجل هو مخلوق يجب أن يكون معها ملائكي السلوك بحكم ماتقدمه هي من إخلاص ومحبة له وبالتالي تعتمد أنها هي المقدمة دائما لما هو إيجابي ظنا منها أن حقوق هذا الزوج هي متكاملة الجوانب من خلال ماتقدمه ، وأنه يجب عليه تلقائيا أن يبادر بتقديم ما تناسب مع ماقدمته له ، هذا الإعتقاد يجعل الكثير من النساء يصلن لمرحلة اليقين أن الرجل الذي معها يجب أن يكون في حالة سعادة كاملة ودائمة ، وأن أي إنحراف سلوكي منه لأي من المسببات الخفية أو الظاهرة يقابل بالتعنت والعناد والرفض من قبلها دون النظر إلى المسببات الخفية ، وتتناسى المرأة هنا بأن الرجل يستمتع كونه طفل كبير يحتاج غالبا إلى أن تتعامل معه المرأة بهذه الصورة التي تجعل منه طوعا لها في حال أنها أحسنت فهم وتطبيق مايحتاجه ، وهنا اؤكد كمتخصص بأنه في حال إستلام الرجل لما يحتاجه من المرأة بكامل متطلباته سنجد بأن التفكير في عملية الخيانة من قبل الرجل ستنخفض بشكل كبير في داخل عقل هذا الزوج ،

ويبقى نسبة ضئيلة جدا من تلك الأفكار في رأسه والتي قد لا تؤهله بأن يقوم بأي فعل ويبقى الأمر مقصورا في تفكيره دونما تطبيق منه لأنه مأسور تحت غطاء التكامل المشاعري والعاطفي مع من هي معه ، والذي يجعله محافظا على ذكوريته أمام نفسه أولا وأمام تلك المرأة التي تشاركه حياته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحببت أن أشارككم مقالتي لهذا الأسبوع على مجلة رؤى


---------------------------------------------------------------

الخــــــيانــــة الــــــزوجـــــيــــة


تعيش المجتمعات في زمننا الحالي تحت طفرة معلوماتية كبيرة جعلت من عملية نقل المعلومة والتواصل بين البشر أمرا في غاية اليسر والسهولة ، وبالتالي إنفتحت أبواب كثيرة خاصة بالثقافات والسلوكيات المختلفة لتستعرض جميعها في دائرة الإنترنت والفضائيات والرسائل النصية والإتصالات والتي في مجملها أعطت دفعة قوية جدا في مفهوم التواصل الحي بين البشر

ومن هنا أصبح إطلاع الأفراد من الجنسين على مايدور من أحداث وأيضا مايظهر أمامهم من أشخاص هو بنقرة زر على أحد اجهزة التحكم أو حروف أجهزة الكومبيوتر ليجد نفسه في اتصال مباشر أو شبه مباشر مع أطراف كان من الصعب جدا أن يتواصل معهم في زمن سابق ، وأدى ذلك إلى إستسهال عملية التواصل بين الجنسين مما جعل البعض يجد غايته المنشودة في أن يتواصل مع جنس مختلف بمعنى أن تتواصل المرأة مع رجل ويتواصل الرجل مع مرأة بشكل عادي وميسر
وهذا الأمر لم يعد مقصورا على التواصل من أجل العمل أو التعارف بغية الزواج أو خلافه ، إنما قد تأثر به المتزوجون أيضا ومن الجنسين ، مما أدى لتزايد كبير جدا في إغفال الشريك الشرعي أحيانا في بيوت الزوجية ، من خلال تطبيق لمراحل متقدمة من التواصل من قبل أحدهما مع شخص خارجي ليتحول الأمر إلى خيانة زوجية واضحة من قبل أحد الطرفين ، وبحكم تخصصي كمحلل نفسي ومستشار أسري وإجتماعي فإنني ألاحظ أن نسبة عالية جدا من الحالات التي تأتي يكون أساس المشكلة فيها هو الخيانة الزوجية وغالبا تكون من قبل الزوج بشكل كبير

وأشير بأنه لايظهر المفهوم الحقيقي لمعنى بيت الزوجية إلا على أساس السكن بمعانيه المختلفة ، فبيت الزوجية هو سكن الجسد والفكر والمشاعر والعواطف والروح والتي يتشارك تحت سقفه عالمين مختلفين يتم تذويبهما لكي نخرج بعالم واحد تشترك فيه الصفات والعناصر التي تصب في صالح تلك البذرة الجديدة ليخرج منها نسل جديد ليكونوا المجتمعات لإعمار الأرض حسب الحكمة الإلهية في ذلك

وإذا انتفى التوائم العاطفي والمشاعري بين الطرفين فإنه فطريا سيبدئون في البدء بالبحث عن الإشباع الذي يوصلهم إلى مبتغاهم النفسي والفطري المطلوب ، وتتم هذه العملية من خلال إما أن يتم الإنفصال ليذهب كل منهما في درب جديد مع شخص آخر ، أو أن يبقيا سويا يعاركون الواقع بكل مافيه من قصور إلى أن يأتي الوقت الذي قد يقوم كلاهما أو أحد الطرفين بالبحث عن المشبع لإحتياجاته تلك والتي تكون بالنظر إلى ماهو خارج إطار بيت الزوجية

وأوجه حديثي إلى المرأة هنا بأنها يجب أن تعلم بأن الرجل بعادته وفطرته هو تنفيذي في تعاملاته وتحركاته ، أي بمعنى انه ينشط ويتخذ الخطوات للوصول إلى مبتغاه بالتنفيذ الفعلي وليس بالتمني والتخيل الذي لا يعطيه نتائج ملموسة على أرض الواقع ليحقق من خلال ذلك الوصول إلى هدفه ، وإشباع إحتياجاته المقررة من قبله ، فيخرج إشباع ذلك الإجتياج أحيانا عن طريق الفعل ، والذي قد يكون إما بالزواج الشرعي بثانية أو بالخيانة المقررة ،

ويصل الزوج الى أن يمارس الخيانة بسبب عدة عوامل منها إقتصادية وإجتماعية ومنها البيئية ومنها النفسية والفكرية ، ومنها المرضية ، فبعض الرجال تتكالب عليه الأمور من حوله والإلتزامات الحياتية في بيت الزوجية فيجد أن كينونته الذكورية قد أصابها ما أصابها من التهتك بسبب تذكيره بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل الزوجة بعدم جدوى أدواره في كسب الرزق ، وأنه المتسبب في القصور المادي القائم ، وأيضا من خلال إحساسه أمام نفسه بأن دوره في إستجلاب القوت قد شابه العجز والقصور ، بالتالي في الحصول على المكانة الإجتماعية المطلوبة كمرتبة أعلى في مستويات الإحساس بالثقة في النفس حسب النظريات النفسية ، وهنا يتوسد الرجل الإحساس بأنه الشخص الغير مكتمل القيادية أمام نفسه وفي نظر تلك المرأة التي هي زوجة له ، بحكم أن القيادة لدى الرجل هي من العناصر المهمة في تكوينه الذكوري بشكل عام ، ونجده هنا يبدأ بالبحث عمن لا تعلم عن ذلك القصور فيه أو أنها ربما تقبله بذلك القصور دون أن تتعرض له أو تعترض عليه في هذا الجانب ، وبالتالي يجد البوتقة المحتضنة له من قبل الأخرى فتكون النتيجة هي الإلتصاق العاطفي والمشاعري بها مما يؤدي إلى إنتقاله اليها من خلال ذلك ، ومحاولة إبقاء الزوجة الشرعية على رابط العقد دون ممارسة شروط العقد فيها ، أي بأنه زوج على الورق فقط ، بينما المرأة الأخرى هي من تشعره بذكوريته من خلال مالديها من إهتمام بأن تشبع فيه إحتياجاته الذكورية فيها ومنها سواء بعقد شرعي معها أو من خلال علاقة خارج إطار الزوجية بشكل غير شرعي

وربما تأتي الخيانة الزوجية بسبب الجانب البيئي أحيانا ، حيث أن مفهوم التعدد لدى بعض المجتمعات هو أمر مرفوض بالكلية أو أن يكون الإقدام على هذه الفعلة وكأنها نهاية لعالم الزوجة الأولى ، مما يجعل بعض الرجال الذين يتوقون الى وجود إمرأة أخرى بشكل شرعي وعلني في حياتهم هو ضرب من ضروب المستحيل ، فيتحول الرجل هنا إلى ممارسة الخيانة بمفهومها العام دون تأطير شرعي واضح ، بسبب الحصار النفسي الذي لحق أو قد يلحق به في حال إكتشاف فعلته بزواجه من الثانية ،
ولإثبات أنه مازال مرغوبا ومطلوبا من قبل النساء الأخريات ،

أو ربما العكس نجد أن مجتمعات أخرى يكون مفهوم وجود إمرأة أخرى هو أمر عادي جدا لديها ، فيحصل إصطدام متسارع من قبل الزوجة التي لها زوج من هذا المجتمع وذلك بغرض تأكيد بقائه معها ولها ، قينقلب الأمر هنا إلى تذكير غير مباشر لهذا الرجل بأن المرأة بالعموم هي هدف أساسي بدليل خوف الأخرى منها مما يجعله في حالة تذكر متتالية ، فيتحول الأمر الى تصديق داخلي وبالتالي إلى رغبة في ممارسة إيجاد علاقة مع المخلوق المرأة سواء بإطار شرعي أو بدونه ،

وهناك أيضا الأسباب النفسية والتي تجعل الرجل يترجم فعل الخيانة بأنه أمر يمارسه الجميع من حوله ، والذي ربما قد رأى وشاهد هذا السلوك من قبل أحد أبويه أو أقاربه أو أصدقائه ، فيضع بالتالي الأعذار التي تتناسب ونفسيته التي من المؤكد بأن فيها من عدم الإتزان الشيء الكثير ، لأن الله عز وجل قد وضح الإكتفاء بعشيرة شرعية واحدة حتى أننا نرى ذلك في معظم الحيوانات ، ولكن حينما نجد أن هناك من الرجال من يبرر لنفسه فعلة الخيانة بشكلها الواضح فهو بالتأكيد قد خرج بهذه القناعة من خلال عدم وضوح للرؤية السلوكية الطبيعية والفطرية في معنى الإنسانية بشكل عام ، وأيضا بسبب تضارب المفاهيم لديه والتي أتت ربما بسبب تراكمات فكرية معينة أو أحداث في زمن سابق له أو مشاهدات لسيناريوهات لأشخاص آخرين وبالتالي يعتنق هذا الفكر المنحرف والذي يدلل على أنه لا يمتلك المرجعية الداخلية ليتخذ القرار السلوكي السليم والخاص به ، وبأن من حقه أن يتسهدف من النساء ماشاء في أقرب فرصة تتاح له وبأي طريقة أوآلية ، لنجد أن ممارسة الخيانة لدى هذا الرجل الذي يحمل هذه المعاني الواضحة من خلال التحليل النفسي قد افضت به الى أن يدرج تحت من هم مرضى نفسيين ربما يعلمون بمرضهم أو ربما هم غير واعيين لما يقومون به من سلوك تحت غطاء الحرية حسب وجهة نظرهم في معنى الحرية ، وبإعتقاده بأنه رجل لا يعيبه شيء وبأن المرأة هي هدف أساسي له يستحل التواصل وتكوين العلاقة معها بكيفما أتت بها الظروف وتحت أي مسمى بغض النظر عن الحلال والحرام والتغاضي عن أسس الذكورية الحقة فيه والتي لو علمها بشكلها الصحيح لوجد أنه مستأمن على المخلوق المرأة بشكل عام

ولمحاولة تعديل سلوك ممارسة الخيانة في الرجل فإن الأمر لا يقتصر على أحادية التوجيه سواء كان ذلك التوجيه هو ديني أو عقلاني اونفسي بشكل منفرد ، إنما يتم الأمر من خلال تحليل الحالة أولا وتحديد النواحي والمزايا والعيوب النفسية والفكرية والدينية لدى الشخص وذلك للخروج بدراسة حالة تخصه هو بعينه لنضع يدنا كمتخصص على المسبب أو مجموعة المسببات التي أودت به إلى ان يمارس هذا السلوك بالشكل والطريقة التي نراها من بعض الرجال في هذا الأمر

ومن هنا فإنني أشير إلى أن أي تكتل ينشأ لمقاومة هذا السلوك حيال هؤلاء الرجال سواء كان هذا التكتل عن طريق مجموعة من الأشخاص المصلحين من قبل أهله أو أهل الزوجة أو عن طريق المحاكم أو الشرطة أو إنشاء لجمعية يكون مسماها محدد لمن تعرضن من النساء للخيانة الزوجية على سبيل المثال فإن الأمر هنا قد يتعقد ويتشعب بشكل دراماتيكي في نفسية هذا الرجل ، وسنجد أن النتيجة من المواجهة فيما بينه وبين هذا التكتل هو تغطيته للأمر وتمريره في حينه للتخلص من الموقف فقط ، ومن ثم العودة بشكل ربما أقوى وإصرار أعمق الى ماكان عليه من سلوكيات تظهر تحت مسمى الخيانة الزوجية من قبله مرة أخرى ، بل وربما يصل الأمر إلى إستعداء واضح من قبل بعض الرجال الذين يقومون بهذه الأفعال لنجد أن ماتمنيناه من وئام ورأب صدع بين الزوج والزوجة سيتحول إلى حروب وكسب جولات وتكتلات تساند طرفا بعينه وتعينه على الطرف الآخر ، وبدلا من ذلك فإن التوجه إلى إستحداث مراكز إستشارات أسرية يديرها متخصصين أكفاء ، يحملون من العلوم المختلفة الكثير مثل الجانب النفسي والإجتماعي والشرعي والقانوني بحيث تكون منظومة متكاملة لخدمة أفراد المجتمع بشكل نظامي وإحترامي واضح ومقنن تحت نظر وزارة الشؤون الإجتماعية وبتريح ومتابعة منها على مايجري من نتائج

ومن هنا يأتي ذكر التطبيق الصحيح لأسس المعالجة وهي في نظري والتي تعتمد على دراسة الحالة بشكل منفرد وبالتالي الخروج بقرار علاجي واضح يقوم به شخص متخصص وملم في جوانب عديدة من العلوم كي يكون هناك نظر إلى الزوايا المختلفة للحالة وبالتالي وضع آلية العلاج للوصول الى النتيجة المطلوبة التي يرتضيها الله ورسوله والمؤمنين

ولا نغفل أن هناك نسبة كبيرة وعالية في أن خيانة الرجل تعتمد بشكل كامل أحيانا على ما تسببت فيه المرأة من تدمير وضرب لكينونته الذكورية ، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر من قبلها ، بحيث أن عدم فهم المرأة للرجل ولصفاته ولطريقة تفكيره وأيضا الأحلام الخيالية من قبل المرأة في أن الرجل هو مخلوق يجب أن يكون معها ملائكي السلوك بحكم ماتقدمه هي من إخلاص ومحبة له وبالتالي تعتمد أنها هي المقدمة دائما لما هو إيجابي ظنا منها أن حقوق هذا الزوج هي متكاملة الجوانب من خلال ماتقدمه ، وأنه يجب عليه تلقائيا أن يبادر بتقديم ما تناسب مع ماقدمته له ، هذا الإعتقاد يجعل الكثير من النساء يصلن لمرحلة اليقين أن الرجل الذي معها يجب أن يكون في حالة سعادة كاملة ودائمة ، وأن أي إنحراف سلوكي منه لأي من المسببات الخفية أو الظاهرة يقابل بالتعنت والعناد والرفض من قبلها دون النظر إلى المسببات الخفية ، وتتناسى المرأة هنا بأن الرجل يستمتع كونه طفل كبير يحتاج غالبا إلى أن تتعامل معه المرأة بهذه الصورة التي تجعل منه طوعا لها في حال أنها أحسنت فهم وتطبيق مايحتاجه ، وهنا اؤكد كمتخصص بأنه في حال إستلام الرجل لما يحتاجه من المرأة بكامل متطلباته سنجد بأن التفكير في عملية الخيانة من قبل الرجل ستنخفض بشكل كبير في داخل عقل هذا الزوج ،

ويبقى نسبة ضئيلة جدا من تلك الأفكار في رأسه والتي قد لا تؤهله بأن يقوم بأي فعل ويبقى الأمر مقصورا في تفكيره دونما تطبيق منه لأنه مأسور تحت غطاء التكامل المشاعري والعاطفي مع من هي معه ، والذي يجعله محافظا على ذكوريته أمام نفسه أولا وأمام تلك المرأة التي تشاركه حياته كزوجة له.
أتمنى لجميع حياة أسرية موفقة
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،

كزوجة له.
أتمنى لجميع حياة أسرية موفقة
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،

 
أعلى