ميسم الزهر
New member
- إنضم
- 3 نوفمبر 2008
- المشاركات
- 8
[font=times new roman(arabic)]الأمهات الست[/font]
[font=times new roman(arabic)]يطلق هذا الوصف على الأصول التالية:[/font]
[font=times new roman(arabic)]1 - [/font][font=times new roman(arabic)]صحيح البخاري 2 - صحيح مسلم 3 - سنن النسائي[/font]
[font=times new roman(arabic)]4 - [/font][font=times new roman(arabic)]سنن أبي داود 5 - سنن الترمذي 6 - سنن ابن ماجه.[/font]
[font=times new roman(arabic)]1 - [/font][font=times new roman(arabic)]صحيح البخاري[/font]
[font=times new roman(arabic)]هذا الكتاب سماه مؤلفه "الجامع الصحيح" وخرجه من ستمائة ألف [font=times new roman(arabic)]حديث، وتعب رحمه الله في تنقيحه، وتهذيبه، والتحري في صحته، حتى كان لا يضع فيه [/font][font=times new roman(arabic)]حديثًا إلا اغتسل وصلى ركعتين، يستخير الله في وضعه، ولم يضع فيه مسندًا إلا ما صح [/font][font=times new roman(arabic)]عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-؛ بالسند المتصل الذي توفر في رجاله العدالة [/font][font=times new roman(arabic)]والضبط.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وأكمل تأليفه في ستة عشر عامًّا، ثم عرضه على الإمام أحمد ويحيى بن [font=times new roman(arabic)]معين وعلي بن المديني وغيرهم، فاستحسنوه، وشهدوا له بالصحة.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد تلقاه العلماء بالقَبول في كل عصر، قال الحافظ الذهبي: هو أجل [font=times new roman(arabic)]كتب الإسلام، وأفضلها بعد كتاب الله تعالى.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وعدد أحاديثه بالمكرر (7397) سبعة وتسعون وثلاثمائة وسبعة آلاف،[font=times new roman(arabic)]وبحذف المكرر (2602) اثنان وستمائة وألفا حديث، كما حرر ذلك الحافظ ابن حجر[/font][font=times new roman(arabic)]رحمه الله.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]* [/font][font=times new roman(arabic)]البخاري:[/font]
[font=times new roman(arabic)]هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه [font=times new roman(arabic)]الجعفي - مولاهم - الفارسي الأصل.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]ولد ببخارى في شوال سنة 194 هـ أربع وتسعين ومئة، ونشأ يتيمًا في[font=times new roman(arabic)]حجر والدته، وبدأ بالرحلة في طلب الحديث سنة عشر ومائتين، وتنقل في البلاد لطلب [/font][font=times new roman(arabic)]الحديث، وأقام في الحجاز ست سنين، ودخل الشام ومصر والجزيرة والبصرة والكوفة [/font][font=times new roman(arabic)]وبغداد، وكان رحمه الله غاية في الحفظ، ذكر عنه أنه كان ينظر في الكتاب فيحفظه من[/font][font=times new roman(arabic)]نظرة واحدة، وكان زاهدًا ورعًا بعيدًا عن السلاطين والأمراء، شجاعًا، سخيًّا، أثنى [/font][font=times new roman(arabic)]عليه العلماء في عصره وبعده، قال الإمام أحمد: ما أخرجت خراسان مثله، وقال ابن [/font][font=times new roman(arabic)]خزيمة: ما تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولا أحفظ [/font][font=times new roman(arabic)]من محمد بن إسماعيل البخاري. وكان مجتهدًا في الفقه، وله دقة عجيبة في استنباطه [/font][font=times new roman(arabic)]من الحديث. كما تشهد بذلك تراجمه في "صحيحه".[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]توفي رحمه الله في خَرْتَنْك؛ بلدة على فرسخين من سمرقند، ليلة عيد[font=times new roman(arabic)]الفطر سنة 256 هـ ست وخمسين ومائتين عن اثنين وستين عامًا إلا ثلاثة عشر يومًا، وقد [/font][font=times new roman(arabic)]خلّف علمًا كثيرًا في مؤلفاته، رحمه الله، وجزاه عن المسلمين خيرًا.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]2 - [/font][font=times new roman(arabic)]صحيح مسلم[/font]
[font=times new roman(arabic)]هو الكتاب المشهور الذي ألّفه مسلم بن الحجاج رحمه الله، جمع فيه ما[font=times new roman(arabic)]صح عنده عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال النووي: سلك فيه طرقًا بالغة في [/font][font=times new roman(arabic)]الاحتياط، والإتقان، والورع، والمعرفة، لا يهتدي إليها إلا أفراد في الأعصار.[/font][font=times new roman(arabic)]اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وكان يجمع الأحاديث المتناسبة في مكان واحد، ويذكر طرق الحديث [font=times new roman(arabic)]وألفاظه مرتبًا على الأبواب، لكنه لا يذكر التراجم إما: خوفًا من زيادة حجم [/font][font=times new roman(arabic)]الكتاب، أو لغير ذلك.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد وضع تراجمه جماعة من شراحه، ومن أحسنها تراجم النووي رحمه[font=times new roman(arabic)]الله.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وعدد أحاديثه بالمكرر (7275) خمسة وسبعون ومائتان وسبعة آلاف [font=times new roman(arabic)]حديث، وبحذف المكرر نحو (4000) أربعة آلاف حديث.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد اتفق جمهور العلماء أو جميعهم على أنه - من حيث الصحة - في [font=times new roman(arabic)]المرتبة الثانية بعد صحيح البخاري، وقيل في المقارنة بينهما:[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]تشاجر قوم في البخاري ومسلم[/font]
[font=times new roman(arabic)]لدي وقالوا: أي ذين تقدم[/font]
[font=times new roman(arabic)]فقلت: لقد فاق البخاري صحة[/font]
[font=times new roman(arabic)]كما فاق في حسن الصناعة مسلم[/font]
[font=times new roman(arabic)]* [/font][font=times new roman(arabic)]مسلم:[/font]
[font=times new roman(arabic)]هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، ولد في [font=times new roman(arabic)]نيسابور سنة 204 هـ أربع ومائتين، وتنقل في الأمصار لطلب الحديث؛ فرحل إلى الحجاز[/font][font=times new roman(arabic)]والشام والعراق ومصر، ولما قدم البخاري نيسابور لازمه ونظر في علمه، وحذا حذوه.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]أثنى عليه كثير من العلماء من أهل الحديث وغيرهم.[/font]
[font=times new roman(arabic)]توفي في نيسابور سنة 261 هـ إحدى وستين ومائتين، عن سبع وخمسين [font=times new roman(arabic)]سنة.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد خلّف علمًا كثيرًا في مؤلفاته، رحمه الله، وجزاه عن المسلمين [font=times new roman(arabic)]خيرًا.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]فائدتان:[/font]
[font=times new roman(arabic)]الفائدة الأولى:[/font]
[font=times new roman(arabic)]لم يستوعب "الصحيحان": صحيح البخاري، ومسلم جميع ما صح عن [font=times new roman(arabic)]الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بل في غيرهما أحاديث صحيحة لم يروياها، قال [/font][font=times new roman(arabic)]النووي: إنما قصد البخاري ومسلم جمع جمل من الصحيح، كما يقصد المصنف في الفقه جمع [/font][font=times new roman(arabic)]جملة من مسائله، لا أنه يحصر جميع مسائله، لكن إذا كان الحديث الذي تركاه، أو تركه [/font][font=times new roman(arabic)]أحدهما مع صحة إسناده في الظاهر أصلًا في بابه، ولم يخرجا له نظيرًا، ولا ما يقوم [/font][font=times new roman(arabic)]مقامه؛ فالظاهر من حالهما أنهما اطلعا فيه على علة إن كانا روياه، ويحتمل أنهما[/font][font=times new roman(arabic)]تركاه نسيانًا، أو إيثارًا لترك الإطالة، أو رأيا أن غيره مما ذكراه يسد مسده، أو[/font][font=times new roman(arabic)]لغير ذلك. اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]الفائدة الثانية:[/font]
[font=times new roman(arabic)]اتفق العلماء على أن "صحيحي البخاري ومسلم" أصح الكتب المصنفة[font=times new roman(arabic)]في الحديث فيما ذكراه متصلًا، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: لا يتفقان [/font][font=times new roman(arabic)]على حديث إلا يكون صحيحًا لا ريب فيه. وقال: جمهور متونهما، يعلم أهل الحديث [/font][font=times new roman(arabic)]علمًا قطعيًّا أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قالها. اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]هذا وقد انتقد بعض الحفاظ على صاحبي [font=times new roman(arabic)]"[/font][font=times new roman(arabic)]الصحيحين" أحاديث نزلت عن [/font][font=times new roman(arabic)]درجة ما الْتزماه، تبلغ مائتين وعشرة أحاديث، اشتركا في اثنين وثلاثين منها، وانفرد[/font][font=times new roman(arabic)]البخاري بثمانية وسبعين، وانفرد مسلم بمئة.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]قال شيخ الإسلام ابن تيمية: جمهور ما أنكر على البخاري، مما صححه [font=times new roman(arabic)]يكون قوله فيه راجحًا على من نازعه، بخلاف مسلم فإنه نوزع في أحاديث خرجها، وكان[/font][font=times new roman(arabic)]الصواب مع من نازعه فيها، ومثّل لذلك بحديث:[/font][/font][font=times new roman(arabic)]([/font][font=times new roman(arabic)]خلق الله التربة يوم السبت[/font][font=times new roman(arabic)])[/font][font=times new roman(arabic)]، وحديث[/font][font=times new roman(arabic)](صلاة الكسوف بثلاث ركوعات [/font][font=times new roman(arabic)]وأربع[font=times new roman(arabic)])[/font][font=times new roman(arabic)].[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد أجيب عما انتقد عليهما بجوابين مجمل ومفصل:[/font]
[font=times new roman(arabic)]1 - [/font][font=times new roman(arabic)]أما المجمل: فقال ابن حجر العسقلاني في مقدمة "فتح [font=times new roman(arabic)]الباري": لا ريب في تقديم البخاري ثم مسلم على أهل عصرهما ومن بعده من أئمة هذا[/font][font=times new roman(arabic)]الفن في معرفة الصحيح والمعلل، قال: فبتقدير توجيه كلام من انتقد عليهما يكون[/font][font=times new roman(arabic)]قوله معارضًا لتصحيحهما، ولا ريب في تقديمهما في ذلك على غيرهما، فيندفع الاعتراض [/font][/font][font=times new roman(arabic)]من حيث الجملة. اهـ.[/font]
[font=times new roman(arabic)]2 - [/font][font=times new roman(arabic)]وأما المفصل: فقد أجاب ابن حجر في المقدمة عمّا في "صحيح [font=times new roman(arabic)]البخاري" جوابًا مفصلًا عن كل حديث، وألّف الرشيد العطار كتابًا في الجواب عما[/font][font=times new roman(arabic)]انتقد على مسلم حديثًا حديثًا، وقال العراقي في "شرح ألفيته" في المصطلح: إنه [/font][font=times new roman(arabic)]قد أفرد كتابًا لما ضعف من أحاديث "الصحيحين" مع الجواب عنها، فمن أراد الزيادة[/font][/font][font=times new roman(arabic)]في ذلك فليقف عليه، ففيه فوائد ومهمات. اهـ.[/font]
[font=times new roman(arabic)]3 - [/font][font=times new roman(arabic)]سنن النسائي[/font]
[font=times new roman(arabic)]ألف النسائي رحمه الله كتابه "السنن الكبرى" وضمنه الصحيح،[font=times new roman(arabic)]والمعلول، ثم اختصره في كتاب "السنن الصغرى"، وسماه "المجتبى"، جمع فيه [/font][font=times new roman(arabic)]الصحيح عنده، وهو المقصود بما ينسب إلى رواية النسائي من حديث.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]و"المجتبى" أقل السنن حديثًا ضعيفًا، ورجلًا مجروحًا ودرجته بعد[font=times new roman(arabic)]"الصحيحين"، فهو - من حيث الرجال - مقدم على "سنن أبي داود والترمذي"؛ لشدة[/font][font=times new roman(arabic)]تحري مؤلفه في الرجال، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: كم من رجل أخرج له أبو داود[/font][font=times new roman(arabic)]والترمذي تجنب النسائي إخراج حديثه، بل تجنب إخراج حديث جماعة في "الصحيحين".[/font][font=times new roman(arabic)]اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وبالجملة فشرط النسائي في "المجتبى" هو أقوى الشروط بعد[font=times new roman(arabic)]"الصحيحين".[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]* [/font][font=times new roman(arabic)]النسائي:[/font]
[font=times new roman(arabic)]هو أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي، ويقال: النسوي؛[font=times new roman(arabic)]نسبة إلى نسأ بلدة مشهورة بخراسان.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]ولد سنة 215، في نسأ، ثم ارتحل في طلب الحديث، وسمع من أهل الحجاز[font=times new roman(arabic)]وخراسان والشام والجزيرة وغيرها، وأقام بمصر طويلًا، وانتشرت مصنفاته فيها، ثم[/font][font=times new roman(arabic)]ارتحل إلى دمشق، فحصلت له فيها محنة، وتوفي سنة 303، في الرملة في فلسطين عن ثمان[/font][font=times new roman(arabic)]وثمانين سنة.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد خلف مصنفات كثيرة في الحديث والعلل، فرحمه الله، وجزاه عن [font=times new roman(arabic)]المسلمين خيرًا.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]4 - [/font][font=times new roman(arabic)]سنن أبي داود[/font]
[font=times new roman(arabic)]هو كتاب يبلغ 4800 أربعة آلاف وثمانمائة حديث، انتخبه مؤلفه من [font=times new roman(arabic)]خمسمائة ألف حديث، واقتصر فيه على أحاديث الأحكام وقال: ذكرت فيه الصحيح، وما[/font][font=times new roman(arabic)]يشبهه وما يقاربه. وما كان في كتابي هذا فيه وهن شديد بينته، وليس فيه عن رجل [/font][font=times new roman(arabic)]متروك الحديث شيء، وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض، والأحاديث[/font][font=times new roman(arabic)]التي وضعتها في كتاب "السنن" أكثرها مشاهير. اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]قال السيوطي: يحتمل أن يريد بصالح: الصالح للاعتبار دون [font=times new roman(arabic)]الاحتجاج فيشمل الضعيف، لكن ذكر ابن كثير أنه يُروى عنه أنه قال: وما سكتَ عنه [/font][font=times new roman(arabic)]فهو حسن، فإن صح هذا فلا إشكال. اهـ. أي: فلا إشكال في أن المراد بصالح:[/font][font=times new roman(arabic)]صالح للاحتجاج، وقال ابن الصلاح: فعلى هذا ما وجدناه في كتابه مذكورًا مطلقًا[/font][font=times new roman(arabic)]وليس في أحد "الصحيحين"، ولا نص على صحته أحد؛ عرفنا أنه من الحسن عند أبي [/font][font=times new roman(arabic)]داود. اهـ. وقال ابن منده: وكان أبو داود يخرج الإسناد الضعيف إذا لم يجد في [/font][font=times new roman(arabic)]الباب غيره؛ لأنه أقوى عنده من رأي الرجال. اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد اشتهر "سنن أبي داود" بين الفقهاء لأنه كان جامعًا لأحاديث [font=times new roman(arabic)]الأحكام، وذكر مؤلفه أنه عرضه على الإمام أحمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه، وأثنى [/font][font=times new roman(arabic)]عليه ابن القيم ثناءً بالغًا في مقدمة "تهذيبه".[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]* [/font][font=times new roman(arabic)]أبو داود:[/font]
[font=times new roman(arabic)]هو سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدي السجستاني، ولد في سجستان سنة[font=times new roman(arabic)] 202[/font][font=times new roman(arabic)]هــ، ورحل في طلب الحديث وكتب عن أهل العراق والشام ومصر وخراسان، وأخذ عن أحمد[/font][font=times new roman(arabic)]بن حنبل، وغيره من شيوخ[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]البخاري ومسلم.[/font]
[font=times new roman(arabic)]أثنى عليه العلماء ووصفوه بالحفظ التام والفهم الثاقب والورع.[/font]
[font=times new roman(arabic)]توفي في البصرة سنة 275هــ عن ثلاث وسبعين سنة.[/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد خلف علمًا كثيرًا في مؤلفاته، رحمه الله، وجزاه عن المسلمين [font=times new roman(arabic)]خيرًا.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]5 - [/font][font=times new roman(arabic)]سنن الترمذي[/font]
[font=times new roman(arabic)]هذا الكتاب اشتهر أيضًا باسم "جامع الترمذي"، ألفه الترمذي رحمه[font=times new roman(arabic)]الله على أبواب الفقه، وأودع فيه الصحيح والحسن والضعيف، مبينًا درجة كل حديث في [/font][font=times new roman(arabic)]موضعه مع بيان وجه الضعف، واعتنى ببيان من أخذ به من أهل العلم من الصحابة وغيرهم،[/font][font=times new roman(arabic)]وجعل في آخره كتابًا في "العلل" جمع فيه فوائد هامة.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]قال: وجميع ما في هذا الكتاب من الحديث فهو معمول به، وقد أخذ به[font=times new roman(arabic)]بعض العلماء ما خلا حديثين: حديث ابن عباس [/font][/font][font=times new roman(arabic)]([/font][font=times new roman(arabic)]أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- جمع بين الظهر والعصر[/font][font=times new roman(arabic)]بالمدينة والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر[font=times new roman(arabic)])[/font][font=times new roman(arabic)]. وحديث:[/font][/font][font=times new roman(arabic)](إذا شرب فاجلدوه، فإن عاد في[/font][font=times new roman(arabic)]الرابعة فاقتلوه)[font=times new roman(arabic)]. اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد جاء في هذا الكتاب من الفوائد الفقهية والحديثية ما ليس في [font=times new roman(arabic)]غيره، واستحسنه علماء الحجاز والعراق وخراسان حين عرضه مؤلفه عليهم.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]هذا وقد قال ابن رجب: اعلم أن الترمذي خرج في كتابه الصحيح والحسن[font=times new roman(arabic)]والغريب. والغرائب التي خرجها فيها بعض المنكر، ولا سيما في كتاب الفضائل، ولكنه [/font][font=times new roman(arabic)]يبيِّن ذلك غالبًا، ولا أعلم أنه خرج عن متهم بالكذب، متفق على اتهامه بإسناد[/font][font=times new roman(arabic)]منفرد، نعم قد يخرج عن سيئ الحفظ، ومن غلب على حديثه الوهن، ويبيِّن ذلك[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]غالبًا، ولا يسكت عنه اهـ.[/font]
[font=times new roman(arabic)]* [/font][font=times new roman(arabic)]الترمذي:[/font]
[font=times new roman(arabic)]هو أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة السلمي الترمذي، ولد في ترمذ[font=times new roman(arabic)]مدينة بطرف جيحون، سنة 209هـ فطاف بالبلاد، وسمع من أهل الحجاز والعراق وخراسان.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]اتفقوا على إمامته وجلالته حتى كان البخاري يعتمد عليه ويأخذ عنه مع [font=times new roman(arabic)]أنه - أي البخاري - من شيوخه.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]توفي في ترمذ سنة 279هـ عن سبعين عامًا، وقد صنف تصانيف نافعة في [font=times new roman(arabic)]العلل وغيرها، رحمه الله، وجزاه الله عن المسلمين خيرًا.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]6 - [/font][font=times new roman(arabic)]سنن ابن ماجه[/font]
[font=times new roman(arabic)]كتاب جمعه مؤلفه مرتبًا على الأبواب يبلغ نحو واحد وأربعين [font=times new roman(arabic)]وثلاثمائة وأربعة آلاف حديث (4341)، والمشهور عند كثير من المتأخرين أنه السادس [/font][font=times new roman(arabic)]من كتب أصول الحديث (الأمهات الست)، إلا أنه أقل رتبة من "السنن": "سنن [/font][font=times new roman(arabic)]النسائي وأبي داود والترمذي"، حتى كان من المشهور أن ما انفرد به يكون ضعيفًا[/font][font=times new roman(arabic)]غالبًا إلا أن الحافظ ابن حجر قال: ليس الأمر في ذلك على إطلاقه باستقرائي، وفي [/font][font=times new roman(arabic)]الجملة ففيه أحاديث كثيرة منكرة، والله المستعان. اهـ، وقال الذهبي: فيه مناكير[/font][font=times new roman(arabic)]وقليل من الموضوعات. اهـ، وقال السيوطي: إنه تفرد بإخراج الحديث عن رجال متهمين [/font][font=times new roman(arabic)]بالكذب، وسرقة الأحاديث، وبعض تلك الأحاديث، لا تعرف إلا من جهتهم.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وأكثر أحاديثه قد شاركه في إخراجها أصحاب الكتب الستة كلهم، أو[font=times new roman(arabic)]بعضهم، وانفرد عنهم بتسعة وثلاثين وثلاثمائة وألف حديث (1339) كما حقق ذلك [/font][font=times new roman(arabic)]الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]* [/font][font=times new roman(arabic)]ابن ماجه:[/font]
[font=times new roman(arabic)]هو أبو عبد الله محمد بن يزيد بن عبد الله بن ماجه (بالهاء[font=times new roman(arabic)]الساكنة ويقال بالتاء) الربعي مولاهم القزويني.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]ولد في قزوين (من عراق العجم) سنة 209هـ، وارتحل في طلب الحديث [font=times new roman(arabic)]إلى الري والبصرة والكوفة وبغداد والشام ومصر والحجاز، وأخذ عن كثير من أهلها.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]توفي سنة 273هـ عن أربع وستين سنة.[/font]
[font=times new roman(arabic)]له عدد من التصانيف النافعة، رحمه الله، وجزاه عن المسلمين خيرًا.[/font]
[font=times new roman(arabic)]مسند الإمام أحمد[/font]
[font=times new roman(arabic)]المحدثون جعلوا المسانيد في الدرجة الثالثة بعد "الصحيحين"[font=times new roman(arabic)]و"السنن".[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]ومن أعظم المسانيد قدرًا وأكثرها نفعًا: "مسند الإمام أحمد"،[font=times new roman(arabic)]فقد شهد له المحدثون قديمًا وحديثًا بأنه أجمع كتب السنة، وأوعاها، لما يحتاج إليه [/font][font=times new roman(arabic)]المسلم في دينه ودنياه، قال ابن كثير: لا يوازي "مسند أحمد" كتاب مسند في[/font][font=times new roman(arabic)]كثرته وحسن سياقاته، وقال حنبل: جمعنا أبي أنا، وصالح، وعبد الله، فقرأ علينا[/font][font=times new roman(arabic)]المسند وما سمعه غيرنا، وقال: هذا الكتاب جمعته من أكثر من سبعمائة مائة ألف حديث [/font][font=times new roman(arabic)]وخمسين ألفًا، فما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم[/font][font=times new roman(arabic)]- [/font][font=times new roman(arabic)]فارجعوا إليه، فإن وجدتموه وإلا فليس بحجة. اهـ. لكن قال الذهبي: هذا القول [/font][font=times new roman(arabic)]منه على غالب الأمر وإلا فلنا أحاديث قوية في "الصحيحين" و"السنن" والأجزاء[/font][font=times new roman(arabic)]ما هي في المسند. اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد زاد فيه ابنه عبد الله زيادات ليست من رواية أبيه، وتعرف بزوائد[font=times new roman(arabic)]عبد الله، وزاد فيه أيضًا أبو بكر القطيعي الذي رواه عن عبد الله عن أبيه زيادات عن [/font][font=times new roman(arabic)]غير عبد الله وأبيه.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]ويبلغ عدد أحاديث المسند بالمكرر نحو (40000) أربعين ألف حديث،[font=times new roman(arabic)]وبحذف المكرر (30000) ثلاثين ألف حديث.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]آراء العلماء في أحاديث المسند[/font]
[font=times new roman(arabic)]للعلماء في أحاديث المسند ثلاثة آراء:[/font]
[font=times new roman(arabic)]الأول - أن جميع ما فيه من الأحاديث حجة.[/font]
[font=times new roman(arabic)]الثاني - أن فيه الصحيح والضعيف والموضوع، وقد ذكر ابن الجوزي في[font=times new roman(arabic)]"الموضوعات" تسعة وعشرين حديثًا منه، وزاد العراقي عليها تسعة أحاديث، وجمعها[/font][font=times new roman(arabic)]في جزء.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]الثالث - أن فيه الصحيح والضعيف الذي يقرب من الحسن، وليس فيه [font=times new roman(arabic)]موضوع، وقد ذهب إلى هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية والذهبي والحافظ ابن حجر[/font][font=times new roman(arabic)]والسيوطي، وقال شيخ الإسلام: شرط أحمد في "المسند" أقوى من شرط أبي داود في[/font][font=times new roman(arabic)]"سننه"، وقد روى أبو داود عن رجال أعرض عنهم في "المسند"، وقد شرط أحمد في[/font][font=times new roman(arabic)]"المسند" أن لا يروي عن المعروفين بالكذب عنده، وإن كان في ذلك ما هو ضعيف، ثم[/font][font=times new roman(arabic)]زاد عليه ابنه عبد الله وأبو بكر القطيعي زيادات، ضمت إليه، وفيها كثير من الأحاديث [/font][font=times new roman(arabic)]الموضوعة فظن من لا علم عنده أن ذلك من رواية أحمد في مسنده. اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وبما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله يتبين أنه يمكن التوفيق بين الآراء[font=times new roman(arabic)]الثلاثة، فمن قال: إن فيه الصحيح والضعيف، لا ينافي القول بأن جميع ما فيه حجة؛[/font][font=times new roman(arabic)]لأن الضعيف إذا صار حسنًا لغيره يكون حجة، ومن قال: إن فيه الموضوع حمل على ما في [/font][font=times new roman(arabic)]زيادات عبد الله وأبي بكر القطيعي.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد صنف الحافظ ابن حجر كتابًا سماه: "القول المسدد في الذب عن[font=times new roman(arabic)]المسند" ذكر فيه الأحاديث التي حكم العراقي عليها بالوضع، وأضاف إليها خمسة عشر[/font][font=times new roman(arabic)]حديثًا، مما ذكره ابن الجوزي ثم أجاب عنها حديثًا حديثًا، وعقب السيوطي عليه بما [/font][font=times new roman(arabic)]فاته مما ذكره ابن الجوزي، وهي أربعة عشر حديثًا في جزء سماه: "الذيل الممهد[/font][font=times new roman(arabic)]هذا وقد تناول العلماء هذا المسند بالتصنيف عليه ما بين مختصر له، وشارح، ومفسر،[/font][font=times new roman(arabic)]ومرتب، ومن أحسنها الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني" الذي[/font][font=times new roman(arabic)]ألفه أحمد بن عبد الرحمن البنا، الشهير بالساعاتي، جعله سبعة أقسام أولها: قسم [/font][font=times new roman(arabic)]التوحيد وأصول الدين وآخرها: قسم القيامة وأحوال الآخرة، ورتبه على الأبواب [/font][font=times new roman(arabic)]ترتيبًا حسنًا، وأتمه بوضع شرح عليه سماه "بلوغ الأماني من أسرار الفتح [/font][font=times new roman(arabic)]الرباني"، وهو اسم مطابق لمسماه فإنه مفيد جدًّا من الناحيتين الحديثية والفقهية،[/font][font=times new roman(arabic)]والحمد لله رب العالمين.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]* [/font][font=times new roman(arabic)]أحمد بن حنبل:[/font]
[font=times new roman(arabic)]هو الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي ثم [font=times new roman(arabic)]البغدادي.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]ولد سنة 164هـ في مرو ثم حمل إلى بغداد وهو رضيع، وقيل: ولد في [font=times new roman(arabic)]بغداد، نشأ يتيمًا وطاف بالبلاد والآفاق؛ لطلب الحديث فسمع من مشايخ العصر في [/font][font=times new roman(arabic)]الحجاز والعراق والشام واليمن، وعني عناية عظيمة بالسنة والفقه حتى عده أهل الحديث [/font][font=times new roman(arabic)]إمامهم وفقيههم.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد أثنى عليه العلماء في عصره وبعده، فقال الشافعي: خرجت من [font=times new roman(arabic)]العراق، فما رأيت رجلًا أفضل، ولا أعلم، ولا أورع، ولا أتقى من أحمد بن حنبل، وقال [/font][font=times new roman(arabic)]إسحاق بن راهويه: أحمد حجة بين الله وبين عبيده في أرضه، وقال ابن المديني: إن[/font][font=times new roman(arabic)]الله أيّد هذا الدين بأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- يوم الردة، وبأحمد بن حنبل [/font][font=times new roman(arabic)]رحمه الله يوم المحنة، وقال الذهبي: انتهت إليه الإمامة في الفقه، والحديث،[/font][font=times new roman(arabic)]والإخلاص، والورع وأجمعوا على أنه ثقة حجة إمام. اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]توفي في بغداد سنة 241هـ عن سبعة وسبعين عامًا.[/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد خلف للأمة علمًا كثيرًا، ومنهجًا قويمًا، رحمه الله، وجزاه عن [font=times new roman(arabic)]المسلمين خيرًا.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]يطلق هذا الوصف على الأصول التالية:[/font]
[font=times new roman(arabic)]1 - [/font][font=times new roman(arabic)]صحيح البخاري 2 - صحيح مسلم 3 - سنن النسائي[/font]
[font=times new roman(arabic)]4 - [/font][font=times new roman(arabic)]سنن أبي داود 5 - سنن الترمذي 6 - سنن ابن ماجه.[/font]
[font=times new roman(arabic)]1 - [/font][font=times new roman(arabic)]صحيح البخاري[/font]
[font=times new roman(arabic)]هذا الكتاب سماه مؤلفه "الجامع الصحيح" وخرجه من ستمائة ألف [font=times new roman(arabic)]حديث، وتعب رحمه الله في تنقيحه، وتهذيبه، والتحري في صحته، حتى كان لا يضع فيه [/font][font=times new roman(arabic)]حديثًا إلا اغتسل وصلى ركعتين، يستخير الله في وضعه، ولم يضع فيه مسندًا إلا ما صح [/font][font=times new roman(arabic)]عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-؛ بالسند المتصل الذي توفر في رجاله العدالة [/font][font=times new roman(arabic)]والضبط.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وأكمل تأليفه في ستة عشر عامًّا، ثم عرضه على الإمام أحمد ويحيى بن [font=times new roman(arabic)]معين وعلي بن المديني وغيرهم، فاستحسنوه، وشهدوا له بالصحة.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد تلقاه العلماء بالقَبول في كل عصر، قال الحافظ الذهبي: هو أجل [font=times new roman(arabic)]كتب الإسلام، وأفضلها بعد كتاب الله تعالى.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وعدد أحاديثه بالمكرر (7397) سبعة وتسعون وثلاثمائة وسبعة آلاف،[font=times new roman(arabic)]وبحذف المكرر (2602) اثنان وستمائة وألفا حديث، كما حرر ذلك الحافظ ابن حجر[/font][font=times new roman(arabic)]رحمه الله.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]* [/font][font=times new roman(arabic)]البخاري:[/font]
[font=times new roman(arabic)]هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه [font=times new roman(arabic)]الجعفي - مولاهم - الفارسي الأصل.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]ولد ببخارى في شوال سنة 194 هـ أربع وتسعين ومئة، ونشأ يتيمًا في[font=times new roman(arabic)]حجر والدته، وبدأ بالرحلة في طلب الحديث سنة عشر ومائتين، وتنقل في البلاد لطلب [/font][font=times new roman(arabic)]الحديث، وأقام في الحجاز ست سنين، ودخل الشام ومصر والجزيرة والبصرة والكوفة [/font][font=times new roman(arabic)]وبغداد، وكان رحمه الله غاية في الحفظ، ذكر عنه أنه كان ينظر في الكتاب فيحفظه من[/font][font=times new roman(arabic)]نظرة واحدة، وكان زاهدًا ورعًا بعيدًا عن السلاطين والأمراء، شجاعًا، سخيًّا، أثنى [/font][font=times new roman(arabic)]عليه العلماء في عصره وبعده، قال الإمام أحمد: ما أخرجت خراسان مثله، وقال ابن [/font][font=times new roman(arabic)]خزيمة: ما تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولا أحفظ [/font][font=times new roman(arabic)]من محمد بن إسماعيل البخاري. وكان مجتهدًا في الفقه، وله دقة عجيبة في استنباطه [/font][font=times new roman(arabic)]من الحديث. كما تشهد بذلك تراجمه في "صحيحه".[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]توفي رحمه الله في خَرْتَنْك؛ بلدة على فرسخين من سمرقند، ليلة عيد[font=times new roman(arabic)]الفطر سنة 256 هـ ست وخمسين ومائتين عن اثنين وستين عامًا إلا ثلاثة عشر يومًا، وقد [/font][font=times new roman(arabic)]خلّف علمًا كثيرًا في مؤلفاته، رحمه الله، وجزاه عن المسلمين خيرًا.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]2 - [/font][font=times new roman(arabic)]صحيح مسلم[/font]
[font=times new roman(arabic)]هو الكتاب المشهور الذي ألّفه مسلم بن الحجاج رحمه الله، جمع فيه ما[font=times new roman(arabic)]صح عنده عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال النووي: سلك فيه طرقًا بالغة في [/font][font=times new roman(arabic)]الاحتياط، والإتقان، والورع، والمعرفة، لا يهتدي إليها إلا أفراد في الأعصار.[/font][font=times new roman(arabic)]اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وكان يجمع الأحاديث المتناسبة في مكان واحد، ويذكر طرق الحديث [font=times new roman(arabic)]وألفاظه مرتبًا على الأبواب، لكنه لا يذكر التراجم إما: خوفًا من زيادة حجم [/font][font=times new roman(arabic)]الكتاب، أو لغير ذلك.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد وضع تراجمه جماعة من شراحه، ومن أحسنها تراجم النووي رحمه[font=times new roman(arabic)]الله.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وعدد أحاديثه بالمكرر (7275) خمسة وسبعون ومائتان وسبعة آلاف [font=times new roman(arabic)]حديث، وبحذف المكرر نحو (4000) أربعة آلاف حديث.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد اتفق جمهور العلماء أو جميعهم على أنه - من حيث الصحة - في [font=times new roman(arabic)]المرتبة الثانية بعد صحيح البخاري، وقيل في المقارنة بينهما:[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]تشاجر قوم في البخاري ومسلم[/font]
[font=times new roman(arabic)]لدي وقالوا: أي ذين تقدم[/font]
[font=times new roman(arabic)]فقلت: لقد فاق البخاري صحة[/font]
[font=times new roman(arabic)]كما فاق في حسن الصناعة مسلم[/font]
[font=times new roman(arabic)]* [/font][font=times new roman(arabic)]مسلم:[/font]
[font=times new roman(arabic)]هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، ولد في [font=times new roman(arabic)]نيسابور سنة 204 هـ أربع ومائتين، وتنقل في الأمصار لطلب الحديث؛ فرحل إلى الحجاز[/font][font=times new roman(arabic)]والشام والعراق ومصر، ولما قدم البخاري نيسابور لازمه ونظر في علمه، وحذا حذوه.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]أثنى عليه كثير من العلماء من أهل الحديث وغيرهم.[/font]
[font=times new roman(arabic)]توفي في نيسابور سنة 261 هـ إحدى وستين ومائتين، عن سبع وخمسين [font=times new roman(arabic)]سنة.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد خلّف علمًا كثيرًا في مؤلفاته، رحمه الله، وجزاه عن المسلمين [font=times new roman(arabic)]خيرًا.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]فائدتان:[/font]
[font=times new roman(arabic)]الفائدة الأولى:[/font]
[font=times new roman(arabic)]لم يستوعب "الصحيحان": صحيح البخاري، ومسلم جميع ما صح عن [font=times new roman(arabic)]الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بل في غيرهما أحاديث صحيحة لم يروياها، قال [/font][font=times new roman(arabic)]النووي: إنما قصد البخاري ومسلم جمع جمل من الصحيح، كما يقصد المصنف في الفقه جمع [/font][font=times new roman(arabic)]جملة من مسائله، لا أنه يحصر جميع مسائله، لكن إذا كان الحديث الذي تركاه، أو تركه [/font][font=times new roman(arabic)]أحدهما مع صحة إسناده في الظاهر أصلًا في بابه، ولم يخرجا له نظيرًا، ولا ما يقوم [/font][font=times new roman(arabic)]مقامه؛ فالظاهر من حالهما أنهما اطلعا فيه على علة إن كانا روياه، ويحتمل أنهما[/font][font=times new roman(arabic)]تركاه نسيانًا، أو إيثارًا لترك الإطالة، أو رأيا أن غيره مما ذكراه يسد مسده، أو[/font][font=times new roman(arabic)]لغير ذلك. اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]الفائدة الثانية:[/font]
[font=times new roman(arabic)]اتفق العلماء على أن "صحيحي البخاري ومسلم" أصح الكتب المصنفة[font=times new roman(arabic)]في الحديث فيما ذكراه متصلًا، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: لا يتفقان [/font][font=times new roman(arabic)]على حديث إلا يكون صحيحًا لا ريب فيه. وقال: جمهور متونهما، يعلم أهل الحديث [/font][font=times new roman(arabic)]علمًا قطعيًّا أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قالها. اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]هذا وقد انتقد بعض الحفاظ على صاحبي [font=times new roman(arabic)]"[/font][font=times new roman(arabic)]الصحيحين" أحاديث نزلت عن [/font][font=times new roman(arabic)]درجة ما الْتزماه، تبلغ مائتين وعشرة أحاديث، اشتركا في اثنين وثلاثين منها، وانفرد[/font][font=times new roman(arabic)]البخاري بثمانية وسبعين، وانفرد مسلم بمئة.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]قال شيخ الإسلام ابن تيمية: جمهور ما أنكر على البخاري، مما صححه [font=times new roman(arabic)]يكون قوله فيه راجحًا على من نازعه، بخلاف مسلم فإنه نوزع في أحاديث خرجها، وكان[/font][font=times new roman(arabic)]الصواب مع من نازعه فيها، ومثّل لذلك بحديث:[/font][/font][font=times new roman(arabic)]([/font][font=times new roman(arabic)]خلق الله التربة يوم السبت[/font][font=times new roman(arabic)])[/font][font=times new roman(arabic)]، وحديث[/font][font=times new roman(arabic)](صلاة الكسوف بثلاث ركوعات [/font][font=times new roman(arabic)]وأربع[font=times new roman(arabic)])[/font][font=times new roman(arabic)].[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد أجيب عما انتقد عليهما بجوابين مجمل ومفصل:[/font]
[font=times new roman(arabic)]1 - [/font][font=times new roman(arabic)]أما المجمل: فقال ابن حجر العسقلاني في مقدمة "فتح [font=times new roman(arabic)]الباري": لا ريب في تقديم البخاري ثم مسلم على أهل عصرهما ومن بعده من أئمة هذا[/font][font=times new roman(arabic)]الفن في معرفة الصحيح والمعلل، قال: فبتقدير توجيه كلام من انتقد عليهما يكون[/font][font=times new roman(arabic)]قوله معارضًا لتصحيحهما، ولا ريب في تقديمهما في ذلك على غيرهما، فيندفع الاعتراض [/font][/font][font=times new roman(arabic)]من حيث الجملة. اهـ.[/font]
[font=times new roman(arabic)]2 - [/font][font=times new roman(arabic)]وأما المفصل: فقد أجاب ابن حجر في المقدمة عمّا في "صحيح [font=times new roman(arabic)]البخاري" جوابًا مفصلًا عن كل حديث، وألّف الرشيد العطار كتابًا في الجواب عما[/font][font=times new roman(arabic)]انتقد على مسلم حديثًا حديثًا، وقال العراقي في "شرح ألفيته" في المصطلح: إنه [/font][font=times new roman(arabic)]قد أفرد كتابًا لما ضعف من أحاديث "الصحيحين" مع الجواب عنها، فمن أراد الزيادة[/font][/font][font=times new roman(arabic)]في ذلك فليقف عليه، ففيه فوائد ومهمات. اهـ.[/font]
[font=times new roman(arabic)]3 - [/font][font=times new roman(arabic)]سنن النسائي[/font]
[font=times new roman(arabic)]ألف النسائي رحمه الله كتابه "السنن الكبرى" وضمنه الصحيح،[font=times new roman(arabic)]والمعلول، ثم اختصره في كتاب "السنن الصغرى"، وسماه "المجتبى"، جمع فيه [/font][font=times new roman(arabic)]الصحيح عنده، وهو المقصود بما ينسب إلى رواية النسائي من حديث.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]و"المجتبى" أقل السنن حديثًا ضعيفًا، ورجلًا مجروحًا ودرجته بعد[font=times new roman(arabic)]"الصحيحين"، فهو - من حيث الرجال - مقدم على "سنن أبي داود والترمذي"؛ لشدة[/font][font=times new roman(arabic)]تحري مؤلفه في الرجال، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: كم من رجل أخرج له أبو داود[/font][font=times new roman(arabic)]والترمذي تجنب النسائي إخراج حديثه، بل تجنب إخراج حديث جماعة في "الصحيحين".[/font][font=times new roman(arabic)]اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وبالجملة فشرط النسائي في "المجتبى" هو أقوى الشروط بعد[font=times new roman(arabic)]"الصحيحين".[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]* [/font][font=times new roman(arabic)]النسائي:[/font]
[font=times new roman(arabic)]هو أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي، ويقال: النسوي؛[font=times new roman(arabic)]نسبة إلى نسأ بلدة مشهورة بخراسان.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]ولد سنة 215، في نسأ، ثم ارتحل في طلب الحديث، وسمع من أهل الحجاز[font=times new roman(arabic)]وخراسان والشام والجزيرة وغيرها، وأقام بمصر طويلًا، وانتشرت مصنفاته فيها، ثم[/font][font=times new roman(arabic)]ارتحل إلى دمشق، فحصلت له فيها محنة، وتوفي سنة 303، في الرملة في فلسطين عن ثمان[/font][font=times new roman(arabic)]وثمانين سنة.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد خلف مصنفات كثيرة في الحديث والعلل، فرحمه الله، وجزاه عن [font=times new roman(arabic)]المسلمين خيرًا.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]4 - [/font][font=times new roman(arabic)]سنن أبي داود[/font]
[font=times new roman(arabic)]هو كتاب يبلغ 4800 أربعة آلاف وثمانمائة حديث، انتخبه مؤلفه من [font=times new roman(arabic)]خمسمائة ألف حديث، واقتصر فيه على أحاديث الأحكام وقال: ذكرت فيه الصحيح، وما[/font][font=times new roman(arabic)]يشبهه وما يقاربه. وما كان في كتابي هذا فيه وهن شديد بينته، وليس فيه عن رجل [/font][font=times new roman(arabic)]متروك الحديث شيء، وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض، والأحاديث[/font][font=times new roman(arabic)]التي وضعتها في كتاب "السنن" أكثرها مشاهير. اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]قال السيوطي: يحتمل أن يريد بصالح: الصالح للاعتبار دون [font=times new roman(arabic)]الاحتجاج فيشمل الضعيف، لكن ذكر ابن كثير أنه يُروى عنه أنه قال: وما سكتَ عنه [/font][font=times new roman(arabic)]فهو حسن، فإن صح هذا فلا إشكال. اهـ. أي: فلا إشكال في أن المراد بصالح:[/font][font=times new roman(arabic)]صالح للاحتجاج، وقال ابن الصلاح: فعلى هذا ما وجدناه في كتابه مذكورًا مطلقًا[/font][font=times new roman(arabic)]وليس في أحد "الصحيحين"، ولا نص على صحته أحد؛ عرفنا أنه من الحسن عند أبي [/font][font=times new roman(arabic)]داود. اهـ. وقال ابن منده: وكان أبو داود يخرج الإسناد الضعيف إذا لم يجد في [/font][font=times new roman(arabic)]الباب غيره؛ لأنه أقوى عنده من رأي الرجال. اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد اشتهر "سنن أبي داود" بين الفقهاء لأنه كان جامعًا لأحاديث [font=times new roman(arabic)]الأحكام، وذكر مؤلفه أنه عرضه على الإمام أحمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه، وأثنى [/font][font=times new roman(arabic)]عليه ابن القيم ثناءً بالغًا في مقدمة "تهذيبه".[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]* [/font][font=times new roman(arabic)]أبو داود:[/font]
[font=times new roman(arabic)]هو سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدي السجستاني، ولد في سجستان سنة[font=times new roman(arabic)] 202[/font][font=times new roman(arabic)]هــ، ورحل في طلب الحديث وكتب عن أهل العراق والشام ومصر وخراسان، وأخذ عن أحمد[/font][font=times new roman(arabic)]بن حنبل، وغيره من شيوخ[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]البخاري ومسلم.[/font]
[font=times new roman(arabic)]أثنى عليه العلماء ووصفوه بالحفظ التام والفهم الثاقب والورع.[/font]
[font=times new roman(arabic)]توفي في البصرة سنة 275هــ عن ثلاث وسبعين سنة.[/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد خلف علمًا كثيرًا في مؤلفاته، رحمه الله، وجزاه عن المسلمين [font=times new roman(arabic)]خيرًا.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]5 - [/font][font=times new roman(arabic)]سنن الترمذي[/font]
[font=times new roman(arabic)]هذا الكتاب اشتهر أيضًا باسم "جامع الترمذي"، ألفه الترمذي رحمه[font=times new roman(arabic)]الله على أبواب الفقه، وأودع فيه الصحيح والحسن والضعيف، مبينًا درجة كل حديث في [/font][font=times new roman(arabic)]موضعه مع بيان وجه الضعف، واعتنى ببيان من أخذ به من أهل العلم من الصحابة وغيرهم،[/font][font=times new roman(arabic)]وجعل في آخره كتابًا في "العلل" جمع فيه فوائد هامة.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]قال: وجميع ما في هذا الكتاب من الحديث فهو معمول به، وقد أخذ به[font=times new roman(arabic)]بعض العلماء ما خلا حديثين: حديث ابن عباس [/font][/font][font=times new roman(arabic)]([/font][font=times new roman(arabic)]أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- جمع بين الظهر والعصر[/font][font=times new roman(arabic)]بالمدينة والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر[font=times new roman(arabic)])[/font][font=times new roman(arabic)]. وحديث:[/font][/font][font=times new roman(arabic)](إذا شرب فاجلدوه، فإن عاد في[/font][font=times new roman(arabic)]الرابعة فاقتلوه)[font=times new roman(arabic)]. اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد جاء في هذا الكتاب من الفوائد الفقهية والحديثية ما ليس في [font=times new roman(arabic)]غيره، واستحسنه علماء الحجاز والعراق وخراسان حين عرضه مؤلفه عليهم.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]هذا وقد قال ابن رجب: اعلم أن الترمذي خرج في كتابه الصحيح والحسن[font=times new roman(arabic)]والغريب. والغرائب التي خرجها فيها بعض المنكر، ولا سيما في كتاب الفضائل، ولكنه [/font][font=times new roman(arabic)]يبيِّن ذلك غالبًا، ولا أعلم أنه خرج عن متهم بالكذب، متفق على اتهامه بإسناد[/font][font=times new roman(arabic)]منفرد، نعم قد يخرج عن سيئ الحفظ، ومن غلب على حديثه الوهن، ويبيِّن ذلك[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]غالبًا، ولا يسكت عنه اهـ.[/font]
[font=times new roman(arabic)]* [/font][font=times new roman(arabic)]الترمذي:[/font]
[font=times new roman(arabic)]هو أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة السلمي الترمذي، ولد في ترمذ[font=times new roman(arabic)]مدينة بطرف جيحون، سنة 209هـ فطاف بالبلاد، وسمع من أهل الحجاز والعراق وخراسان.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]اتفقوا على إمامته وجلالته حتى كان البخاري يعتمد عليه ويأخذ عنه مع [font=times new roman(arabic)]أنه - أي البخاري - من شيوخه.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]توفي في ترمذ سنة 279هـ عن سبعين عامًا، وقد صنف تصانيف نافعة في [font=times new roman(arabic)]العلل وغيرها، رحمه الله، وجزاه الله عن المسلمين خيرًا.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]6 - [/font][font=times new roman(arabic)]سنن ابن ماجه[/font]
[font=times new roman(arabic)]كتاب جمعه مؤلفه مرتبًا على الأبواب يبلغ نحو واحد وأربعين [font=times new roman(arabic)]وثلاثمائة وأربعة آلاف حديث (4341)، والمشهور عند كثير من المتأخرين أنه السادس [/font][font=times new roman(arabic)]من كتب أصول الحديث (الأمهات الست)، إلا أنه أقل رتبة من "السنن": "سنن [/font][font=times new roman(arabic)]النسائي وأبي داود والترمذي"، حتى كان من المشهور أن ما انفرد به يكون ضعيفًا[/font][font=times new roman(arabic)]غالبًا إلا أن الحافظ ابن حجر قال: ليس الأمر في ذلك على إطلاقه باستقرائي، وفي [/font][font=times new roman(arabic)]الجملة ففيه أحاديث كثيرة منكرة، والله المستعان. اهـ، وقال الذهبي: فيه مناكير[/font][font=times new roman(arabic)]وقليل من الموضوعات. اهـ، وقال السيوطي: إنه تفرد بإخراج الحديث عن رجال متهمين [/font][font=times new roman(arabic)]بالكذب، وسرقة الأحاديث، وبعض تلك الأحاديث، لا تعرف إلا من جهتهم.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وأكثر أحاديثه قد شاركه في إخراجها أصحاب الكتب الستة كلهم، أو[font=times new roman(arabic)]بعضهم، وانفرد عنهم بتسعة وثلاثين وثلاثمائة وألف حديث (1339) كما حقق ذلك [/font][font=times new roman(arabic)]الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]* [/font][font=times new roman(arabic)]ابن ماجه:[/font]
[font=times new roman(arabic)]هو أبو عبد الله محمد بن يزيد بن عبد الله بن ماجه (بالهاء[font=times new roman(arabic)]الساكنة ويقال بالتاء) الربعي مولاهم القزويني.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]ولد في قزوين (من عراق العجم) سنة 209هـ، وارتحل في طلب الحديث [font=times new roman(arabic)]إلى الري والبصرة والكوفة وبغداد والشام ومصر والحجاز، وأخذ عن كثير من أهلها.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]توفي سنة 273هـ عن أربع وستين سنة.[/font]
[font=times new roman(arabic)]له عدد من التصانيف النافعة، رحمه الله، وجزاه عن المسلمين خيرًا.[/font]
[font=times new roman(arabic)]مسند الإمام أحمد[/font]
[font=times new roman(arabic)]المحدثون جعلوا المسانيد في الدرجة الثالثة بعد "الصحيحين"[font=times new roman(arabic)]و"السنن".[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]ومن أعظم المسانيد قدرًا وأكثرها نفعًا: "مسند الإمام أحمد"،[font=times new roman(arabic)]فقد شهد له المحدثون قديمًا وحديثًا بأنه أجمع كتب السنة، وأوعاها، لما يحتاج إليه [/font][font=times new roman(arabic)]المسلم في دينه ودنياه، قال ابن كثير: لا يوازي "مسند أحمد" كتاب مسند في[/font][font=times new roman(arabic)]كثرته وحسن سياقاته، وقال حنبل: جمعنا أبي أنا، وصالح، وعبد الله، فقرأ علينا[/font][font=times new roman(arabic)]المسند وما سمعه غيرنا، وقال: هذا الكتاب جمعته من أكثر من سبعمائة مائة ألف حديث [/font][font=times new roman(arabic)]وخمسين ألفًا، فما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم[/font][font=times new roman(arabic)]- [/font][font=times new roman(arabic)]فارجعوا إليه، فإن وجدتموه وإلا فليس بحجة. اهـ. لكن قال الذهبي: هذا القول [/font][font=times new roman(arabic)]منه على غالب الأمر وإلا فلنا أحاديث قوية في "الصحيحين" و"السنن" والأجزاء[/font][font=times new roman(arabic)]ما هي في المسند. اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد زاد فيه ابنه عبد الله زيادات ليست من رواية أبيه، وتعرف بزوائد[font=times new roman(arabic)]عبد الله، وزاد فيه أيضًا أبو بكر القطيعي الذي رواه عن عبد الله عن أبيه زيادات عن [/font][font=times new roman(arabic)]غير عبد الله وأبيه.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]ويبلغ عدد أحاديث المسند بالمكرر نحو (40000) أربعين ألف حديث،[font=times new roman(arabic)]وبحذف المكرر (30000) ثلاثين ألف حديث.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]آراء العلماء في أحاديث المسند[/font]
[font=times new roman(arabic)]للعلماء في أحاديث المسند ثلاثة آراء:[/font]
[font=times new roman(arabic)]الأول - أن جميع ما فيه من الأحاديث حجة.[/font]
[font=times new roman(arabic)]الثاني - أن فيه الصحيح والضعيف والموضوع، وقد ذكر ابن الجوزي في[font=times new roman(arabic)]"الموضوعات" تسعة وعشرين حديثًا منه، وزاد العراقي عليها تسعة أحاديث، وجمعها[/font][font=times new roman(arabic)]في جزء.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]الثالث - أن فيه الصحيح والضعيف الذي يقرب من الحسن، وليس فيه [font=times new roman(arabic)]موضوع، وقد ذهب إلى هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية والذهبي والحافظ ابن حجر[/font][font=times new roman(arabic)]والسيوطي، وقال شيخ الإسلام: شرط أحمد في "المسند" أقوى من شرط أبي داود في[/font][font=times new roman(arabic)]"سننه"، وقد روى أبو داود عن رجال أعرض عنهم في "المسند"، وقد شرط أحمد في[/font][font=times new roman(arabic)]"المسند" أن لا يروي عن المعروفين بالكذب عنده، وإن كان في ذلك ما هو ضعيف، ثم[/font][font=times new roman(arabic)]زاد عليه ابنه عبد الله وأبو بكر القطيعي زيادات، ضمت إليه، وفيها كثير من الأحاديث [/font][font=times new roman(arabic)]الموضوعة فظن من لا علم عنده أن ذلك من رواية أحمد في مسنده. اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وبما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله يتبين أنه يمكن التوفيق بين الآراء[font=times new roman(arabic)]الثلاثة، فمن قال: إن فيه الصحيح والضعيف، لا ينافي القول بأن جميع ما فيه حجة؛[/font][font=times new roman(arabic)]لأن الضعيف إذا صار حسنًا لغيره يكون حجة، ومن قال: إن فيه الموضوع حمل على ما في [/font][font=times new roman(arabic)]زيادات عبد الله وأبي بكر القطيعي.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد صنف الحافظ ابن حجر كتابًا سماه: "القول المسدد في الذب عن[font=times new roman(arabic)]المسند" ذكر فيه الأحاديث التي حكم العراقي عليها بالوضع، وأضاف إليها خمسة عشر[/font][font=times new roman(arabic)]حديثًا، مما ذكره ابن الجوزي ثم أجاب عنها حديثًا حديثًا، وعقب السيوطي عليه بما [/font][font=times new roman(arabic)]فاته مما ذكره ابن الجوزي، وهي أربعة عشر حديثًا في جزء سماه: "الذيل الممهد[/font][font=times new roman(arabic)]هذا وقد تناول العلماء هذا المسند بالتصنيف عليه ما بين مختصر له، وشارح، ومفسر،[/font][font=times new roman(arabic)]ومرتب، ومن أحسنها الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني" الذي[/font][font=times new roman(arabic)]ألفه أحمد بن عبد الرحمن البنا، الشهير بالساعاتي، جعله سبعة أقسام أولها: قسم [/font][font=times new roman(arabic)]التوحيد وأصول الدين وآخرها: قسم القيامة وأحوال الآخرة، ورتبه على الأبواب [/font][font=times new roman(arabic)]ترتيبًا حسنًا، وأتمه بوضع شرح عليه سماه "بلوغ الأماني من أسرار الفتح [/font][font=times new roman(arabic)]الرباني"، وهو اسم مطابق لمسماه فإنه مفيد جدًّا من الناحيتين الحديثية والفقهية،[/font][font=times new roman(arabic)]والحمد لله رب العالمين.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]* [/font][font=times new roman(arabic)]أحمد بن حنبل:[/font]
[font=times new roman(arabic)]هو الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي ثم [font=times new roman(arabic)]البغدادي.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]ولد سنة 164هـ في مرو ثم حمل إلى بغداد وهو رضيع، وقيل: ولد في [font=times new roman(arabic)]بغداد، نشأ يتيمًا وطاف بالبلاد والآفاق؛ لطلب الحديث فسمع من مشايخ العصر في [/font][font=times new roman(arabic)]الحجاز والعراق والشام واليمن، وعني عناية عظيمة بالسنة والفقه حتى عده أهل الحديث [/font][font=times new roman(arabic)]إمامهم وفقيههم.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد أثنى عليه العلماء في عصره وبعده، فقال الشافعي: خرجت من [font=times new roman(arabic)]العراق، فما رأيت رجلًا أفضل، ولا أعلم، ولا أورع، ولا أتقى من أحمد بن حنبل، وقال [/font][font=times new roman(arabic)]إسحاق بن راهويه: أحمد حجة بين الله وبين عبيده في أرضه، وقال ابن المديني: إن[/font][font=times new roman(arabic)]الله أيّد هذا الدين بأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- يوم الردة، وبأحمد بن حنبل [/font][font=times new roman(arabic)]رحمه الله يوم المحنة، وقال الذهبي: انتهت إليه الإمامة في الفقه، والحديث،[/font][font=times new roman(arabic)]والإخلاص، والورع وأجمعوا على أنه ثقة حجة إمام. اهـ.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]توفي في بغداد سنة 241هـ عن سبعة وسبعين عامًا.[/font]
[font=times new roman(arabic)]وقد خلف للأمة علمًا كثيرًا، ومنهجًا قويمًا، رحمه الله، وجزاه عن [font=times new roman(arabic)]المسلمين خيرًا.[/font][/font]
[font=times new roman(arabic)]استغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو و اتوب اليه[/font]
[font=times new roman(arabic)]منقول[/font]
[font=times new roman(arabic)]منقول[/font]
التعديل الأخير بواسطة المشرف: